[صلاح الدين]

إلى أخي القارىءالعزيز : سلمه الله
في هذه المناسبة الكريمة على الجميع يسعدني أن أهنئك تهنئة صادقة من القلب ـ من الوريد إلى الوريد ـ فأقول لك عيدك مبارك ، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وخالصها ، كما يسرني أن أتذاكر أنا وإياك سالف الأيام وغابر السنين حتى نقف مع أنفسنا وقفة محاسبة وصدق ولنسائلها بصدق : هذه السنون التي مضت عليها وقربتها من موعد الرحيل ماذا استفادت منها ؟ هل حاولنا أن نطور أنفسنا ـ نحو الأحسن ـ في جانب الدين والدنيا؟ أم نظل نراوح مكاننا والسنون تسير بنا نحو قدرنا المحتوم ؟!! إن هذا العيد وإن كان محلاً للبهجة والحبور ، إلا أنه فرصة سانحة لتقليب سجلات الماضي وأرشيف الزمن ، نعم أخي لنفتش في خبايا أنفسنا وسنجد في الزوايا معصية ألفناه وأصبحت روتيناً يومياً اعتدنا عليها في الصباح والمساء ؛ معصية طالما أبعدتنا عن خالقنا وأوحشت بسببها نفوسنا عن الطاعات . وربما وجدنا في الزوايا ـ وحتماً سنجد ـ طاعة مستوحشة لكثرة المعاصي حولها ؛فإذا ما حان موعدها ضاقت النفس بها ونقرنها نقر الغراب لنزيح هماً كبيراً وحملاً ثقيلاً والله المستعان.
أخي العزيز : دعنا في هذا العيد نستعرض أعمال الجوارح التي ستشهد علينا يوم القيامة ، هيا معي لنأخذ أنموذجاً نقيس عليه الباقي ، فهاهي جارحة العين هذه الجارحة التي جاء في الخبر أنها تزن النعم الأخرى كلها ،قل لي بربك :ما حظها من النظر اليومي في كتاب الله لتلاوته؟ ما حظها من التفكر في ملكوت السموات والأرض ؟ أما عن قصورها وتقصيرها فلا تسل عن ذلك ، ويكفي أن نطرح هذا السؤال : هل مضى يوم ونحن لم نر فيها ما يغضب الله من صورة محرمة أو نحو ذلك؟ إن الإجابة على هذا السؤال تريحنا من البحث عن حل ذلك اللغز الذي طالما أرق نوم العارفين ، وقرح أكباد السائرين ألا وهو ما سر عدم لذتنا با الطاعات ؟ عفواً أخي وإن أثقلت عليك بهذه السياط إلا أن ذلك واقع بعضنا شئنا أم أبينا ،والله المستعان.
ختاماً إ، هذا العيد فرصة لنا لنجدد عهداً مع الله طالما نكثناه ، فرصة لتفقد أدواء النفوس من غيبة وكذب ، ومخادعة واستتارٍ بالمعصية عن الخلق ونحن نعلم أنها لا تغيب عن رب الخلق ، فرصة لنستحدث في برنامجنا اليومي نافلة لم نعتد عليها ، وتر في أول الليل أو آخره ، سنة الضحى ، ملازمة للرواتب اليومية ، صيام ثلاثة أيام من كل شهر …. وهكذا ،
أخي العزيز هذا العيد فرصة لننتصر على رغبات نفوسنا وشهوتها ،فإذا كنا لا نملك الشجاعة الكافية لأن نتخلص من جميع معاصينا ، فليكن عندنا أدنا درجة منها؛ فنتخلص ولو من معصية واحدة ونعقد العزم على عدم العودة عليها .
أخي المبارك هذه الكلمات سرى بها القلم لما رأى حامله حال نفسه وأدوائها فجاءت هذه التباريح لتخاطب كاتبها أولاً فلما رأيت صراحتها ، وقسوتها على النفس وجدت أنه من المناسب أن أبعثها إلى إخواني وأحبابي في الله حادية للسائرين الصادقين من أمثالكم ، ومحذرة للناكبين المخدوعين من أمثالي ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

( ابعث هذه الرسالة إلى من تحب )

[مجدالإسلام]

جزاك الله خيرا

ذكّرك الله النطق بالشهادتين على ماسطرته أناملك نصحا لإخوانك وامتثالا لأمرربك

حينما قال ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).


إحياء للنفوس وعدم نسيان الآخرة في ظل انغماسنا في ملذات دنيانا الزائلة، من عدم تقديم أي عمل كائنا من كان على أمر من أمور الآخرة (والآخرة خير وأبقى ).


نســـــــــــأل الله أن يوفقنا لما فيه سعادتنا في الدنيا والآخرة، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.

[ع.السحيم]

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .


موضوع جداً رائع ... فبارك الله فيمن كتبه .
جزيت الجنه يا أخي على ماكبت ، وأفدت ، وأبدعت ...