[فارس نجد]

[c]روسيا تخسر في الشيشان أضعاف ما خسرته في عشر سنين بأفغانستان [/c]
[c] [/c]

مفكرة الإسلام :كشفت وزارة الدفاع الروسية النقاب مؤخراً عن خسائر القوات الروسية في الشيشان في الحرب الأخيرة ما بين أكتوبر 1999وحتى ديسمبر 2002 ، حيث بلغ مجموع ما خسرته القوات الروسية حسب الاحصاءات الرسمية حوالي 4572 قتيلاً و 15549جريحاً أي ما مجموعه 20121 وهو ما يفوق ما خسرته القوات السوفيتية في أفغانستان على مدى عشرة أعوام. ونقلت وكالة أنباء القوقاز عن مصادر وزارة الدفاع الروسية قولها إنه إذا أخذ بعين الاعتبار التفوق الكبير في عدد القوات الروسية وعتادها على المقاتلين الشيشان ، فإن هذه الخسارة تعتبر خسارة فادحة وتركز هذه الإحصاءات الرسمية علي خسائر القوات الروسية في الحملة العسكرية الثانية فقط دون أن تشمل الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الحملة الأولى بالشيشان عام 1994 - 1996. وتوجه المنظمات الاجتماعية في روسيا وخاصة 'لجنة أمهات الجنود' انتقادات شديدة إلى القيادات العسكرية الروسية بسبب الإحصائيات الرسمية حول خسائر القوات الروسية في الشيشان ، متهمة إياها بتزوير الحقائق وعدم الإعلان عن الأرقام الفعلية للقتلى والجرحى. وتشير تقديرات لجنة الأمهات إلى أن عدد القتلى خلال المعارك فقط حتى سبتمبر عام 2001 وصل إلى 6500 قتيل وأنه إذا ما تم الأخذ بالاعتبار الجرحى الذين فارقوا الحياة في المستشفيات فإن العدد الإجمالي للقتلى بلغ 10500 عسكري ، وهذا يعني أن الإحصائيات الرسمية التي تعلنها وزارة الدفاع الروسية أقل مرتين أو مرتين و نصف من الأعداد الفعلية لخسائر القوات الروسية في الشيشان. وكان تقرير سري أعدته الاستخبارات الألمانية ونشرته صحيفة 'دي قلت' الألمانية مؤخرا قد أكد أن روسيا لن تكسب الحرب في الشيشان باستخدامها القوة وأنها لا ترغب أيضا بحل النزاع بالطرق السياسية ، موضحا أن المقاتلين الشيشان، وعلى الرغم من عددهم القليل للغاية، قد نجحوا بالاستمرار بالهجمات التي يشنوها وحفظ نضالهم عند مستوى معين. ونقلت وكالة أنباء القوقاز عن الصحيفة الألمانية قولها إن الوضع في جمهورية الشيشان أخطر بكثير مما تصوره موسكو وإن ألفي مقاتل شيشاني يتصدون لخمسة وستين ألف جندي روسي. وأرجعت الاستخبارات الألمانية فشل الجانب الروسي في الشيشان لأسباب عدة منها انهيار معنويات الجنود الروس والفوضى الشديدة التي تعم الإدارة والقيادة العسكرية الروسية ودعم الشعب الشيشاني للمقاتلين ، بالإضافة إلى تفشي الفساد في الجيش الروسي لأبعد الحدود لدرجة أن أصبح الجنود يبيعون أسلحتهم للحصول على المال. وكانت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية قد ذكرت في وقت سابق أنه على الرغم من أن المصادر الرسمية الروسية تنفى بإصرار أن تكون هناك حرب فعلية على الأراضي الشيشانية وتصر على أنها عمليات صغيرة مسلحة إلا أن إسقاط طائرات مروحية روسية من بينها مروحية من طراز مى 26 التي سقطت يوم 19 أغسطس الماضي وقتل فيها أكثر من 118 جنديا والمروحية التي أسقطها المقاتلون الشيشان في 31 أغسطس الماضي تؤكد أن المصادر
الرسمية الروسية تحاول إخفاء الحقيقة .
وكان وزير الأمن الروسي قد اعترف في تصريح سابق له بفشل السياسة الروسية في الشيشان، وقال إن سياسة إعادة
إعمار الشيشان وإقامة نظام موال لموسكو فيها لم تنجح، ولم تنجح أيضًا في القضاء على ما أسماه العمليات 'الإرهابية'.
واعترف أن ما وصفها بالشبكات الإرهابية في الشيشان قوية وتسبب خسائر جمة لروسيا.
جدير بالذكر أن روسيا أرسلت قواتها مجددا إلى الشيشان في بداية أكتوبر عام 1999 للقضاء علي الدعوات المطالبة بالاستقلال في هذه الجمهورية الإسلامية .

مفكرة الإسلام

تحياتي/
الفارس النجدي