[محمد الفاتح]

عرضت القناة الفرنسية اليوم قصة الطفل العراقي ( علي ) الذي بترت الطائرات الصليبية يديه الاثنتين من أسفل الكتف، إضافة إلى حرقها لكامل القسم الأسفل من جسده النحيل بدأً من الرقبة وانتهاءً بأخمص القدمين، والطفل علي هو الناجي الوحيد من مذبحةٍ تعرضت لها عائلته على يد الصليبيين الأمريكان بمباركةٍ ودعمٍ لعين فاضحٍ ومخزٍ من قبل جحوش الاستعمار في المحافظة رقم ( 19 ) الكويت سابقاً .

في تقرير القناة الفرنسية لحالة الطفل منذ بداية الجريمة، أي منذ القصف الذي تعرض له منزل الطفل وذويه، وصل طبيب فرنسي مختص من باريس وفحص الطفل المحروق علي وفتاةً عراقيةً أخرى في نفس الغرفة التي يرقد فيها المصاب، كانت حالتها خطيرة للغاية، غير أنها أي الطفلة احترق وجهها البريئ بالكامل والقسم الأسفل من جسدها الطاهر، عمر الطفلة حوالي ستة أعوامٍ .

وانتهت القصة نهايةً دراماتيكية بشحن الطفل علي إلى فرنسا للعلاج على نفقة الجمعيات الخيرية الفرنسية ولا أدري عن الطفلة هل شحنت أم لا .

لا أتحدث عن هذا، ولا أتحدث عن عمالة جحوش الاستعمار للصليبيين واليهود حكام المحافظة رقم ( 19) فعمالتهم واضحة وضوح عين الشمس، ولا أتحدث عن جرائم الصليبيين فقد وصلتنا أخبارهم منذ حملاتهم على بيت المقدس قبل مئات السنين، وشنفت قنابلهم على المناطق المدنية في بيروت أسماع الصم منا .

إنما أتحدث عن دور العرب والمسلمين منا تجاه هؤلاء البؤساء .

لماذا يأخذ الغرب منا دائماً زمام المبادرة ؟ قام الغرب بعلاج الطفلة العراقية التي تأثرت بالحصار الصليبي على العراق وتعرضت لتشوهاتٍ هزت الضمير البريطاني قبل عامين تقريباً، في بيروت عندما وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا على يد الموارنة الذين يمتلكون قناة LBC الفضائية اللبنانية أقولها للتذكير فقط، كان أول من دخل إلى المخيمات الفلسطينية السفير الفرنسي، عندما شاهد السفير الفرنسي تلك المذابح بكى في موقفٍ مشهود صور على صدر الصفحات العالمية .

لم يجرؤ سفير عربي واحد على الدخول إلى المخيمات .

لماذا يمتلك الغرب دائماً زمام المبادرة في قضايانا المصيرية والإنسانية ؟ بل حتى في مسائل الشريعة التي هي من أخص خصوصياتنا، جاءنا من النصارى من يعلمنا أمور ديننا بل ويفتي قائلاً : الإرهاب ليس من الإسلام، فضيلة الشيخ جورج قرداحي في برنامج عرضته قناة الدعارة MBC عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر .

نمتلك الموال اللازمة لأخذ زمام المبادرة، ولدينا قنوات فضائية تنشر دعارة مقننةً على مدى الأربع والعشرين ساعة، ولدينا أبواق ومنافقين وسفلة ومخادعين وقطاع طرق ولصوص فلماذا لا نأخذ زمام المبادرة نحن ؟

الشيئ الذي أخذنا فيه زمام المبادرة ماقامت به حكومة جحوش الاستعمار في المحافظة رقم 19 من التبرع إلى إحدى حدائق الحيوانات الإنجليزية في لندن ربما لأن العرق دساس فيحن لبعضه، ولا ننسى مبادرتنا في علاج الطفلة البريطانية إيما التي توفيت بمرض ابيضاض الدم رغم ما قامت به حكومتنا ممثلة بالبيج بص من التبرع لها بأكثر من ثلاثمائة وخمسون ألف جنيهٍ إسترليني، ولا ننسى أن نشير إلى تبرع البيج بص بمبلغ مائة ألف دولار لعائلة جندي أمريكي قتل في الولايات المتحدة الأمريكية على يد زوجته ( خلافات عائلية يعني ) ولكن لأن العلج شارك في حرب الخليج الثانية فقد استحق هذا التكريم .

أعتقد أنها معادلة مقبولة للغاية، فحكوماتنا العربية تتبرع لحدائق الحيوانات عندهم في الغرب لصلة القرابة الوثيقة التي تربط هذه الحكومات بنزلاء تلك الحدائق الكرام، وهم يعالجون ضحايا الحروب التي يشنونها علينا، نحن ننفق على علوجهم بسبب الخلافات الزوجية فيما بينهم، وهم يرسمون البسمة على شافه المحرومين منا .

معادلة مقبولة جداً لفهم منكوسٍ وسياسةٍ لا نظير لها في الوجود .