بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » █▓▄▀▓█ وقفــــات مــــع الشتـــــــاء █▓▄▀▓█

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-01-2009, 06:55 PM   #15
جروح الزمن
عـضـو
 
صورة جروح الزمن الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: في ديار ابو متعب
المشاركات: 484
أخي جروح الزمــن بارك الله فيك لتشريفك وإضافتك القيمه


المعرف لانثى بارك الله فيك
جروح الزمن غير متصل  
قديم(ـة) 19-01-2009, 07:14 AM   #16
فارس مغوار
عـضـو
 
صورة فارس مغوار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها جروح الزمن
أخي جروح الزمــن بارك الله فيك لتشريفك وإضافتك القيمه




المعرف لانثى بارك الله فيك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبــــــــــــــــــــارك الله في حضـــــــــــــــــورك ِ
أيتها الفاضله الكريمه





عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال:ـ
جعلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم للمُقيم يوماً وليلةً
و للمسافر ثلاثة أيام ولياليَهن
يعني في المسح على الخُفَّين
رواه مسلم
---
سؤال:ـ
ما هي شروط المسح على الْخُفَّين مع الأدلة على ذلك ؟

الجواب:
يُشترط للمسح على الخفَّيْن أربعة شروط :
الشرط الأول : أنْ يكون لابساً لهما على طهارة ودليل ذلك قوله صلَّى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة : (دعْهما فإنِّي أدخَلتُهما طاهرتَيْن) .

الشرط الثاني : أنْ يكون الخُفَّان أو الجوارب طاهرةً فإنْ كانت نجسةً فإنَّه لا يجوز المسح عليها ، ودليل ذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى ذات يوم بأصحابه وعليه نعلان فخلعهما في أثناء صلاته وأَخبَر أنَّ جبريل أخبره بأنَّ فيهما أذىً أو قذَراً رواه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في مسنده ، وهذا يدل على أنَّه لا تَجوز الصلاة فيما فيه نَجاسة ولأنَّ النَّجس إذا مُسِح عليه تلوَّثَ الماسحُ بالنَّجاسةِ فلا يصِحُّ أنْ يكونَ مطهرا ً .
الشرط الثالث : أنْ يكون مسحهما في الحَدَث الأصغر لا في الجنابة أو ما يوجب الغُسل ، ودليل ذلك حديث صفوان بن عسَّال رضي الله عنه قال : أَمَرَنا رسولُ الله إذا كنَّا سَفرا أنْ لا نَنْـزِع خِفافنا ثلاثة أيام ولياليَهُنَّ إلاَّ مِن جَنابة ولكنْ مِن غائطٍ وبولٍ ونومٍ رواه أحمد من حديث صفوان بن عسّال رضي الله عنه في مسنده ، فيُشترَطُ أنْ يكون المسح في الحَدَث الأصغر ولا يجوز في الحَدَث الأكبر لهذا الحديث الذي ذكرناه .
الشرط الرابع : أنْ يكون المسح في الوقت المحدَّد شرعاً وهو يومٌ وليلةٌ للمُقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر لحديث عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جعلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم للمُقيم يوماً وليلةً وللمسافر ثلاثة أيام ولياليَهن ، يعني في المسح على الخُفَّين . رواه مسلم ، وهذه المدة تبتدئ مِن أول مرَّة مَسَح بعد الحَدَث وتنتهي بأربعٍ وعشرين ساعةً بالنسبة للمُقيم واثنتين وسبعين ساعةً بالنسبة للمُسافر ، فإذا قدَّرنا أنَّ شخصاً تطهَّر لصلاة الفجر يوم الثلاثاء وبقي على طهارته حتى صلَّى العشاء من ليلة الأربعاء ونام ثم قام لصلاة الفجر يوم الأربعاء و مَسَح في الساعة الخامسة بالتوقيت الزوالي فإنَّ ابتـداء المدة يكون في الساعة الخامسة مِن صباح يوم الأربعاء إلى الساعة الخامسة مِن صباح يوم الخميس فلو قُدِّر أنَّه مسَحَ يوم الخميس قبل تمام الساعة الخامسة فإنَّ له أنْ يُصلِّيَ الفجر أي فجرَ يوم الخميس بهذا المسح ويُصلي ما شاء أيضاً مادام على طهارته لأنَّ الوضوء لا يُنتَقَض إذا تَمَّت المدَّة على القول الراجح مِن أقوال أهل العلم وذلك لأنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يُوقِّت الطَّهارة وإنَّما وَقَّتَ المسْح فإذا تَمَّت المدة فلا مسْحَ ولكنَّه إذا كان على طهارة فطهارته باقيةٌ لأنَّ هذه الطهارة ثبتَتْ بمُقتضَى دليلٍ شرعي وما ثبتَ بدليلٍ شرعيٍ فإنَّه لا يرتفع إلاَّ بدليلٍ شرعيٍ ولا دليلَ على انتقاض الوضوء بتمام مدة المسح ولأنَّ الأصلَ بقاءُ ما كان على ما كان حتى يتبيَّن زوالُه فهذه الشروط التي تُشترَط للمسح على الخفَّيْن وهناك شروط أخرى ذكرها بعض أهل العلم وفي بعضها نظر .
إعلام المسافرين ببعض آداب وأحكام السفر وما يخص الملاحين الجويين لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ص 14.


بمناسبة هطول الأمطار
ونزل المطر
وجاء الشتاء




__________________
[FLASH="http://syria2u.com/up//uploads/files/syria2u-88656cc031.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH]
فارس مغوار غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2009, 09:05 AM   #17
فارس مغوار
عـضـو
 
صورة فارس مغوار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومما يدخل الجنّة بسلام الصلاة بالليل والنّاس نيام.
إنّ الشتاء أمره عجيب لمن تذوق طعم العبادة فيه وقد ذكر الله تعالى من أوصاف أهل الجنة أنهم **كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}
وقد كان العابد منهم كالنجم الساطع في ليالي الشتاء وضّاءً منيراً ولهذا أثُِر عن غير واحد من السلف عند مشهد الاحتضار أنهم يبكون قيام ليالي الشتاء: ومنها أنه لما احتضر أحد السلف بكى فقيل له: أتجزع من الموت وتبكي. فقال: ما لي لا أبكي ومن أحق بذلك مني؟ والله ما أبكى جزعاً من الموت، ولا حرصاً على دنياكم، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء. وجاءت هذه االقصة عن عدد السلف. وقال معضد: "لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما باليت أن أكون يعسوباً".


وليس هذا بغريب فإنّ في العبادة لذة لا يعلمها إلاّ الله ومن فقدها فهو محروم قال عبد الله بن وهب: "كل ملذوذ إنّما له لذة واحدة إلاّ العبادة فإنّ لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها".
وأحسبهم رحمهم الله ذاقوا اللذة الأولى والثانية وأسال الله أن لا يحرمنا وإيّاهم الثالثة.
وكانوا رحمهم الله يستثمرون الليل عموماً وليل الشتاء على وجه الخصوص في طلب العلم.
فكان أبو هريرة رضي الله عنه يقسّم ليله ثلاثة أقسام بين القيام والنوم وطلب العلم فعنه رضي الله عنه قال: "جزّأت الليل ثلاثة أجزاء: ثُلثاً أصلي، وثُلثاً أنام، وثُلثاً أذكر فيه حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
قال أحمد بن الفرات: "لم نزل نسمع شيوخنا يذكرون أشياء في الحفظ فأجمعوا أنّه ليس شيئ أبلغ فيه من كثرة النظر، وحفظ الليل غالب على حفظ النهار"، وقال: "سمعت إسماعيل بن أبي اويس يقول: إذا هممت أن تحفظ شيئا فنم وقم عند السحر فأسرج، وانظر فيه فإنّك لا تنساه بعد إن شاء الله".
وهذا الخطيب البغدادي يقول: "واعلم أنّ للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها.. فأجود الأوقات: الأسحار، ثم بعدها وقت انتصاف النهار، وبعدها الغدوات دون العشيات، وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار"، قيل لبعضهم: بم أدركت العلم؟ قال: بالمصباح والجلوس إلى الصباح، وقال آخر: بالسفر والسهر والبكور في السحر.
وسمعنا عن كثير من العلماء من المتقدمين والمتأخرين أنهم يعكفون على طاعة الله وطلب العلم في وقت غفل النّاس فيه عن هذا وناموا وتجد الواحد منهم يسهر الليالي الطوال مجتهداً في ذلك طلباً وتحصلياً وتحقيقاً للمسائل وتخريجاً وتثبتاً في الأحاديث وتبحراً في العلوم.
هناك فرق كبير بين هؤلاء ومن يضيّع أوقات الشتاء بل وسائر أيام العام في اللهو وارتكاب المعاصي. فطوبى لمن رقد إذا نعس، واتقى اللّه إذا استيقظ فحاله أحسن وأطيب من هذا العاصي لربه.
قال يحيى بن معاذ: "الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك".
وقال أحمد بن فارس من شعراء العصر العباسي ناصحاً:
إذا كنت تأذى بحرِ المصـــيف ويبَسِ الخريف وبَردِ الشــتا
ويلهيكَ حُسنُ زمـــانِ الربيع فأخذُك للعلم قـــلْ ليْ متى
فطلبك للأجر قل لي متى؟ وقيامك لليل قل لي متى؟ ونشرك للعلم قل لي متى؟ وعملك في الدعوة قل لي متى؟
والمقصود استثمار الأوقات قبل فوات الأعمار، والمسلم في عبادة دائمة فهو يشتغل دائما في طاعة الله فإن لم يجد عملاً حسياً اشتغل في التدبر والتأمل والتفكر في ملكوت الله.


وفــي الشتــاء عظــة
والشتاء بحد ذاته موعظة ففي شدة برده عبرة وعظة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فقد ثبت في الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وَاشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ» [رواه البخاري ومسلم] ومن وقف عند ذلك فتأمّل واعتبر كان ذلك تسلية وتصبيرا له على العبادة حتى يسلم من زمهرير جهنم وحرها، وتوجب عليه الاستعاذة من زمهريها. وفي الشتاء تنزل البركات وتنشر الرحمات من رب الأرض والسماوات
__________________
[FLASH="http://syria2u.com/up//uploads/files/syria2u-88656cc031.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH]
فارس مغوار غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2009, 09:34 AM   #18
فارس مغوار
عـضـو
 
صورة فارس مغوار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389


إن في تعاقب الليل والنهار، وتنوع فصول العام، وتغاير مواسم الخيرات، واختلاف العبادات والطاعات، دلائل على قدرة الله عز وجل.
وإن من المواسم الفاضلة التي ينبغي على المرء اغتنام الأجر والثواب، والعلم بالأحكام المتعلقة بها، موسم الشتاء.
وعليه، فإن ما يحتاج المسلم إلى معرفته والتفقه فيه، جوانب كثيرة، منها فضل هذا الموسم وأحكامه، والمسائل المتعلقة به، وما يقال من الأدعية والأذكار المرتبطة بنزول الأمطار والسنن المرعية عند الجدب أو الغيث.
وإنه من حكمة الله تعالى أن نوّع على عباده الحر والبرد والصيف والشتاء، كما نوّع عليهم الليل والنهار. وهذا الحر والبرد من آياته سبحانه وتعالى، يقول عز وجل: (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ) سورة النحل - 81.

يقول الشيخ محمد المنجد: فإنها كذلك أعظم في النعمة وأشد، فكما جعل سرابيل تقينا الحر وسرابيل تقينا بأسنا في الحرب، وكذلك امتن علينا بجعل هذه الملابس التي تقي من برد الشتاء وهذا الشتاء ينبغي إحسان العبادة فيه.

يقول علي بن حسن الحلبي في كتابه (أحكام الشتاء): لم ترد كلمة الشتاء في القرآن الكريم سوى مرة واحدة، في قوله تعالى: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ، إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ) سورة قريش - 1 و2.

وقد جاء في تفسير القرطبي - رحمه الله - قول الإمام مالك - رحمه الله -: الشتاء نصف السنة والصيف نصفها.

وقد قال بعض العلماء: الزمان أربعة أقسام: شتاء وربيع وخريف وصيف. وقيل: هو شتاء وصيف وقيظ وخريف.
وقد رجّح أبو بكر بن العربي في كتابه (أحكام القرآن) قول الإمام مالك، فقال رحمه الله: والذي قال مالك أصح؛ لأجل قسمة الله الزمان قسمين، ولم يجعل لهما ثالثاً.

ولجليل قدر فصل الشتاء وموسم البرد فقد خصّه كثير من العلماء بتآليف عديدة، توضح شريف قدره وعظيم منزلته وفضله ومآثره وخصاله ومميزاته ومواسم الخير فيه وما ورد فيه من آيات وأحاديث وأقوال وحكم وأشعار وروايات، ومن ذلك:
1- إرشاد الفتى إلى أحاديث الشتا للشيخ يوسف بن عبدالهادي ت909هـ.
2- أحاديث الشتاء للعلامة السيوطي ت911هـ.
3- المطر والرعد والبرق والريح للإمام ابن أبي الدنيا ت281هـ.
لقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا حضر الشتاء تعاهد أصحابه وكتب لهم الوصايا، ومن ذلك: (إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعاراً ودثاراً، فإن البرد عدو سريع دخوله، بعيد خروجه).
وإنما كان يكتب بذلك الفاروق إلى أهل الشام لما فتحت في زمنه، وكان يخشى على من بها من الصحابة وغيرهم، ممن لم يكن له عهد بالبرد أن يتأذى ببرد الشام، وذلك من تمام نصحيته وحسن نظره وشفقته وحياطته لرعيته رضي الله عنه.

وفي الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الشتاء ربيع المؤمن) حديث حسن. وفي رواية أخرى: (الشتاء ربيع المؤمن، طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه) إسناده حسن.
ولذا، كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى؛ فيقول: الصيام في الشتاء.
ومعنى كونها غنيمة باردة أنها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة؛ فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفواً صفواً بغير كلفة، ولا مشقة.
وأما قيام ليل الشتاء فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم؛ فتقوم بعد ذلك إلى الصلاة؛ فيقرأ المصلي ورده كله من القرآن وقد أخذت نفسه حظها من النوم، فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه، مع إدراك ورده من القرآن، فيكمل له مصلحة دينه وراحة بدنه.
جاء في الرسالة الشتوية لمؤلفها محمد عبدالله الذياب بعض النصائح السلفية والتوجيهات لاغتنام فصل الشتاء وموسم البرد، ومن ذلك: قول ابن مسعود - رضي الله عنه -: (مرحباً بالشتاء تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام). وقول يحيى بن معاذ - رحمه الله -: (الليل طويل فلا تُقصّروه بالمنام، والإسلام نقي فلا تدنسوه بالآثام).
وأختم مقالي هذا بقول الحسن البصري - رحمه الله -: (نِعمَ زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه).

في الرابط يرحمكم الله موسم الشتاء والبرد
في الرابـط


إذا هبت الريح فعلى المسلم ألا يسبها؛ وإنما يقول كما علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا : اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ ، وَنَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
عند رؤية السحاب ونزول المطر ,َعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا رَأَى سَحَابًا مُقْبِلًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ الْآفَاقِ تَرَكَ مَا هُوَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ فَيَقُولَ: (( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَ بِهِ)) فَإِنْ أَمْطَرَ قَالَ (( اللَّهُمَّ صَيِّبًا نافِعًا اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا)) ، وَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ وَلَمْ يُمْطِرْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ } رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيُّ





الحمد لله باسط اليدين بالعطايا ، كثير البركات والهدايا ، ينزل على عباده الغيث ، برحمته ومنته ، ويمسك ذلك عنهم بسبب معاصيهم وذنوبهم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، رحيم غفور ، حليم شكور ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومم تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . أما بعد :
فإن الناظر في واقع الأمة اليوم تأخذه الشفقة والرأفة بكثير من المسلمين ، فلم تعد الأمة هي تلكم الأمة التي كانت تفتح الأمصار ، وتنشر الإسلام عبر الطرق البرية والبحرية ، بوجود أبطال فاتحين ، ومجاهدين منافحين ، رجال باعوا الدنيا بالآخرة ، دفعوا جماجمهم ودماءهم مهوراً لجنة عرضها السموات والأرض ، علموا حقارة الدنيا وفناءها فنأوا عنها ، وأدركوا عظيم حياة الآخرة وبقاءها فرغبوا فيها ، فأصبحت سماؤهم خيرات ، وأرضهم بركات ، قال الله فيهم : { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } [ النور 37 ] ، وقال تعالى في شأنهم : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } [ الأحزاب 23 ] .
اليوم لا تجد إلا أشباه الرجال ، إلا من رحم الله وعصم ، فكثير من الناس قست قلوبهم ، وابتعدوا عن منهجهم ، وتقاذفتهم أمواج الحياة الدنيا يمنة ويسرة ، فناج مخدوش ، ومكردس فيها ، حتى أصبحت الدنيا هي همهم الأهم ، وشغلهم الشاغل ، فنضبت المياه ، وغارت الآبار ، وأجدبت الأرض ، ولم يستطع الناس أن يستخرجوا الماء بمجاديع الدعاء ، لأن كثيراً منهم ابتعدوا عن طريق الهداية والصواب .

ولنا مع المطر والماء وحبسه وإرساله وقفات :
الوقفة الأولى :
اليوم وحتى هذا التأريخ نسمع ونرى أسعاراً خيالية لقيمة الماء ، حتى وصل سعر الوايت الواحد إلى قرابة 1000 ريال أو أكثر ، وأصبح هناك شح في الماء ، كل ذلك بما كسبت أيدي الناس من المعاصي والآثام ، فهل سيدرك الناس خطورة هذا الأمر ، أم سيستمرون على ما هم عليه من الذنوب والعصيان ؟

الوقفة الثانية :
الماء أصل الحياة وأساسها ، قال الله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ الأعراف57 ] .
الله تعالى هو الذي يرسل الرياح الطيبة اللينة مبشرات بالغيث الذي تثيره بإذن الله , فيستبشر الخلق برحمة الله , حتى إذا حملت الريح السحاب المحمل بالمطر ساقه الله بها لإحياء بلد , قد أجدبت أرضه , ويَبِست أشجاره وزرعه , فأنزل الله به المطر , فأخرج به الكلأ والأشجار والزروع , فعادت أشجاره محملة بأنواع الثمرات ، كما نحيي هذا البلد الميت بالمطر نخرج الموتى من قبورهم أحياءً بعد فنائهم ; لتتعظوا , فتستدلوا على توحيد الله وقدرته على البعث .
وقال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } [ الأنبياء30 ] .
أولم يعلم هؤلاء الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين لا فاصل بينهما , فلا مطر من السماء ولا نبات من الأرض , ففصلناهما بقدرتنا , وأنزلنا المطر من السماء , وأخرجنا النبات من الأرض , وجعلنا من الماء كل شيء حي , أفلا يؤمن هؤلاء الجاحدون فيصدقوا بما يشاهدونه , ويخصُّوا الله بالعبادة ؟

الوقفة الثالثة :
إذا نزل الماء من السماء استطاع الناس أن يسقوا أراضيهم فتنموا الأشجار وتخرج الثمار ، ويستطيع الناس أن يسقوا البهائم ، فتتكاثر وتتناسل ، وللماء فوائد كثيرة جداً فلولا الماء لما بقيت الحياة ، وتأمل معي قول الحق تبارك وتعالى : { وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً } [ الفرقان 48-50 ] .
وتدبر قول الله عز وجل : { وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [ الذاريات22 ] .
قيل في تفسير هذه الآية : رزقكم أي : المطر ، وما توعدون أي : الجنة .

الوقفة الرابعة :
الماء من ضروريات الحياة ، فإذا امتنع الماء تضرر الناس والبهائم ، حتى ورد في تفسير قوله تعالى : { أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } [ البقرة159 ] .
قول بعض المفسرين : إذا أجدبت الأرض قالت البهائم : " هذا من أجل عُصاة بني آدم ، لعن الله عصاة بني آدم " [ تفسير ابن كثير1/472 ] .
وكم هي المناطق التي تأثرت بشح الماء وقلته أو انقطاعه في هذه الدولة المباركة ، حتى وصل سعر الوايت الواحد في بعض المناطق أكثر من ألف ريال ، وهو مبلغ كبير جداً على فئة من الناس ، ولا شك أن ذلك عقوبة من الله تعالى لعباده ، كما أن الله عز وجل يرسل الآيات يخوف بها عباده لعلهم يرجعون إلى دينهم ، ويتركون ما هم عليه من المعاصي والذنوب وتعدي حدود الله تعالى ، قال تعالى : { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } [ الإسراء59 ] .
فكم رأينا من خسوف وكسوف وزلازل وغلاء في المعيشة بل غلاء في جميع السلع والمنتجات ، كل ذلك بما كسبت أيدي الناس لعلهم يتوبون وإلى ربهم يرجعون ، ولكن لم يزد الكثير منهم إلا عتواً ونفوراً ، فنسأل الله لنا ولهم الهداية والصلاح والتوفيق إلى سبيل الرشاد .
ولو أردت أن تعدد المنكرات التي تعج بها أوساط المسلمين لاحتجت إلى وقت طويل ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ولنتأمل هذا الحديث العظيم ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ _ رضي الله عنهما _ قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الِّذِينَ مَضَوْا ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ، وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " [ أخرجه ابن ماجة ، وقال الألباني : صحيح ، انظر حديث رقم: 7978 في صحيح الجامع ] .
ونحن نرى مصداق هذا الحديث اليوم ظاهراً بيناً ، فقَلَّ من يأمر بالمعروف وينهى عما ورد في هذا الحديث من المنكر ، فإذا فعل الناس ذلك وتغالوا وتعاموا ، فإنه لا يُستجاب دعاؤهم ، وهانحن نصلي صلاة الاستسقاء مرات عديدة ولم نرى مطراً ، بل نرى تقشعاً ووجهاً للأرض مكفهراً ، فإلى الله المشتكى ، وإليه المهرب والملتجأ .
فإذا ما رُمنا مطراً وماءً منهمراً ، فلابد من عودة إلى الله صادقة ، ورجوعاً إليه حميداً ، يجب أن نترك المعاصي ، ونأخذ على أيدي العصاة والمجرمين ، لابد من إقامة حدود الله عز وجل على الجميع ، ولا نفرق بين غني ولا فقير ، ولا وضيع ولا عزيز ، فإذا ما فعلت الأمة ذلك فلسوف يمطرون بإذن الله حتى يقولوا : " اللهم حوالينا ولا علينا " .

الوقفة الخامسة :
لا يمكن أن تقوم الحياة إلا بالماء ، لأنه أصلها ومنشؤها ، فكم لهذه النعمة العظيمة من فوائد جمة ، فلا يمكن أن تُسقى الزروع والأشجار إلا بالماء ، فإذا فقد الماء هلكت ، وكذلك في الرعي ، فلا ينبت العشب إلا بالماء ، فإذا عُدم ماتت الماشية ، وكذلك في الاستعمالات اليومية ، فالإنسان يحتاج الماء في الاستحمام والاغتسال والطبخ والشراب ، فإذا عُدم الماء ، انتشرت الأوبئة والأمراض المهلكة ومات بني الإنسان ، فلله الحمد من قبل ومن بعد على هذه النعمة العظيمة ، وغيرها من النعم التي لا يمكن حصرها أو عدها ، ونسأله سبحانه أن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته ، فهل أدرك الناس عظيم هذه النعمة وفضلها ؟
قال تعالى : { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [ إبراهيم 34 ] .
وقال سبحانه وتعالى : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النحل18 ] .
ومع ظلم الإنسان العظيم ، وتعديه لحدود ربه الكريم ، إلا أن رحمة الله أوسع لعباده ، فهو يرحم بعضهم ببعض ، وهو يرحمهم جميعاً لعلهم يتوبون ويرجعون .

الوقفة السادسة :
المطر بيد الله وهو الذي ينزله ، قال سبحانه : { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } [ الشورى28 ] .
فإذا كان المطر بيد الله وهو الذي ينزله ، وهو الذي يحبسه ، فإنه لابد من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بخشوع وتضرع ، وما نشاهده اليوم من قلة رواد صلاة الاستسقاء ما هو إلا دليل ضعف الإيمان ، وعدم معرفة حقيقية لقيمة الماء لو أمسكه الله عز وجل ومنع منه الناس والدواب ، فلذلك نشاهد العزوف عن صلاة الاستسقاء ، لأن أكثر الناس قد امتلأت بيوتهم بالماء من جراكن وخزانات وثلاجات ، مما سهل عليهم الحصول على الماء وبسعر زهيد ، لكن تأمل أهل البادية ، وتأمل تلك الحيوانات ، وتلك النباتات ، التي ليس لها مصدر للماء إلا ما يرحم الله به عباده منهم بنزول الغيث ، وانهمار المطر ، فإذا توقف هطول المطر عنهم ، وامتنع نزول الماء من السماء ، فلا تسأل عن حالهم ، وكيفية معيشتهم وحالتهم ، فهرب في كرب وضيق وشدة لا يعلمها إلا الله وحده .
فتراهم يلجئون إلى الله بصدق وإخلاص وبكاء ، وتضرع وخشوع ودعاء ، يخرجون إلى المصلى يستسقون عن بكرة أبيهم رجالاً ونساءً ، صغاراً وكباراً ، يبكون بكاءً مريراً ، بسبب توقف مصدر الحياة عن النزول ، أولئك قوم عرفوا قدر رحمة الله تعالى عليهم .
إلا أننا نجد أن أكثر الناس لا يقدرون هذا الوضع ، فتراهم لا يسارعون إلى المساجد في صلاة الاستسقاء ، مع أن إخوانهم من أهل البوادي بحاجة ماسة لنزول المطر ، فهم لا يشاركونهم مصابهم ، بل لا يبالون بهم ، وهذا من الغفلة وعدم اجتماع كلمة الأمة ، ودليل على تفرقها وعدم التئام شتاتها ، فهي ليست كما أراد منها ربها وخالقها ، وليست كما أراد منها نبيها صلى الله عليه وسلم القائل : " مثل المؤمنين "
فلوا حصل جفاف في الأرض لا سمح الله لرأيت أمراً مهولاً من إقبال الناس على صلاة الاستسقاء ، حتى أن جميع المساجد لا تسعهم ، ولكنهم في غفلة معرضون ، فمتى يفيقون ؟
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مدراراً .

الوقفة السابعة :
الغفلة عن أهمية المطر والماء ، ولنا وقفة مهمة هنا ، فأكثر الناس اليوم لا يصلون صلاة الاستسقاء ظناً منهم أن النعم تدوم ولا تنعدم ، وكأنهم لم يقرءوا كتاب ربهم تبارك وتعالى ، وكيف أن الأمم السابقة التي عتت عن أمر ربها ورسله ، حاسبها ربها حساباً شديداً ، وعذبها عذاباً نكراً ، فذاقت وبال أمرها ، وكان عاقبة أمرها خسراً .
ومن تلكم الآيات الدالة على النعم لا تدوم ، بل ربما تزول ، قوله تعالى : { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } [ النحل112 ] ، وقال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } [ سبأ15 ] .
فانظر كيف كانت عاقبة الظلم وأهله ، والفساد ودعاته ، والكبر وبغاته ، تبدل النعم إلى نقم ، والخيرات إلى أرض قفر ، والعزة إلى ذلة ، والكرامة إلى إهانة ، هكذا هو حال كل من يخرج عن أمر ربه ، ويترك أوامره ، ويرتكب نواهيه ، نهاية سيئة ، وخاتمة وخيمة ، وخسارة جسيمة .
إن العالم اليوم تفوح منه روائح العناد والكبر على الواحد القهار ، يحاربون الله بالربا ليل نهار ، يأكلون الرشوة ، ويأكلون أموال الناس بالباطل ظلماً وعدواناً .
لقد تعددت ألوان الدعوة إلى الربا صريحة عبر وسائل الإعلام بمختلف صورها وأشكالها ، محاربة لمالك الأرض والسماء ، فكيف يفلح أناس أعلنوها حرباً شعواء على خالقهم ومالكهم ورازقهم ؟
إنه حرب غير متكافئة ، ولو أراد الله ذي الجبروت والقوة والملكوت أن يهلكهم في لحظة واحدة لأهلكهم ، قال تعالى : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } [ الكهف58 ] ، وقال من حكم وقهر : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ النحل61 ] .
وقال سبحانه وتعالى : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } [ فاطر45 ] .
اليوم وبسبب جرائم المال الحرام ولاسيما جريمة الربا ، توقفت السماء عن قطرها ، وأمسكت الأرض نباتها ، لقد انهار الاقتصاد العالمي المالي برمته بسبب الربا والمعاملات المحرمة ، حتى اعترف الكفار أنفسهم أنه لابد من التعامل بنظام الاقتصاد الإسلامي الخالي من كل غش أو ظلم أو تدليس ، حتى تعود المصارف إلى عافيتها وصحتها وتتكدس أموالها .
فهل يعقل المسلمون ذلك ؟ ويتركوا التعامل مع البنوك الربوية ، وجميع بنوكنا اليوم ربوية ، وجل معاملاتنا ربوية ، فإذا أردنا رحمة الله ومغفرته فعلينا بالتوبة إلى الله من جميع التعاملات الربوية المحرمة ، والحذر كل الحذر من الأسهم المحرمة والمشتبهة ، فإن ذلك فساد في الأنظمة ، ودمار للأمة ، اللهم رحماك رحماك ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء مِنَّا ، اللهم أرسل على الغيث تفضلاً منك ومَنَّا .

الوقفة الثامنة :
المطر فرحة ، قال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ الروم48 ] .
الناس اليوم إذا هطل المطر ، ونشر الله رحمته على عباده ، تراهم يخرجون إلى البراري وإلى أماكن تواجد المطر ، منهم من يخيم حولها ، ومنهم من يتأمل رحمة الله ، ومنهم من يستبشر بالمطر ، وهكذا الناس في فرحة مستمرة ما دام هطول المطر ، أفلا يكون ذلك داعياً لهم لحمد الله وشكره ، ومن ثم التوبة من جميع الخطايا ، والبعد عن الرزايا ؟
هذا هو المتأمل من الخلق جميعاً .

الوقفة التاسعة:
المطر رحمة ، المطر دليل على رحمة الله تعالى بعباده ، لكن ليس الأمر على ظاهره ، فهناك من المطر ما هو عذاب وعقاب ، يعذب الله به عباده إذا طغوا وبغوا وكفروا وعاندوا ، قال تعالى : { وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ * فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ } [ الأحقاف 21-25 ] .
وقال تعالى عن قوم نوح لما كذبوا رسولهم أنه سبحانه عاقبهم بالماء المنهمر من المساء ، والماء المتفجر من الأرض ، فأغرقهم جميعاً ، فكان هطول المطر عذاباً لا رحمة ، قال سبحانه وتعالى : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } [ القمر 9-12 ] .
وأعود فأقول : أن الأصل من هطول المطر هو رحمة الله تعالى بخلقه ، فهل سيقدر الناس رحمة الله بهم ، ويقلعوا عن المعاصي والذنوب والآثام ؟

الوقفة العاشرة :
ليس الجدب أن تمنع السماء قطرها ، وإن كان جدباً ، إلا أن الجدب الحقيقي أن تُمطر السماء ، ولا تنبت الأرض شيئاً معنى الجدب الحقيقي ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لاَ تُمْطَرُوا ، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا ، وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ شَيْئاً " [ رواه مسلم ] .

وقفة مهمة :
وفي نهاية المطاف ، وختماً للقطاف ، فهذه دعوة للاستغفار ، نكثر من الاستغفار لعلَّ الله أن يمنَّ علينا بخيره المدرار ، والمياه الغزار .
ما أعظم شأن الاستغفار ، وما أجل ثمراته والآثار ، ولهذا أُذكِّركم بعظيم لحظات الاستغفار علها تكون ذكرى للذاكرين ، والذكرى تنفع المؤمنين ، يقول الله عز وجل عن نوح عليه السلام : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } [ نوح 10- 12 ] ، ويقول عز اسمه عن هود عليه السلام : { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } [ هود 52 ] ، وقال تعالى : { وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } [ هود 3 ] ، ولقد ندبكم ربكم تبارك وتعالى إلى لزوم الاستغفار واللهج به جاء ذلك في كوكبة من آيات الذكر الحكيم حيث يقول الله عز وجل : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ } ، ويقول سبحانه :{ وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء 106 ] ، ويقول تبارك وتعالى : { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } [ النصر 3 ] ، ويقول عز من قائل سبحانه : { فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ } [ ] ، ومن أسمائه الحسنى وصفاته العلى الغفور والغفار وغافر الذنب وأهل المغفرة .
وأثنى جل وعلا على عباده المستغفرين وجعلهم أهل ولايته ، ومحل رعايته ، قال تعالى : { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } [ آل عمران 17 ] ، وقال تعالى : { وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الذاريات 18 ] ، وقال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ آل عمران 135 ] .
فأكثروا عباد الله من الاستغفار ، فما استجلبت الأمطار بأعظم من الاستغفار .
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مدراراً ، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً عاماً واسعاً مجللاً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق ، اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك ، واحيي بلدك الميت ، اللهم أغثنا غيثاً مباركاً تحيي به البلاد ، وتسقي به العباد ، وتجعله بلاغاً للحاضر والباد ، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد ، اللهم أنزل علينا غيثاً صيباً ومطراً طيباً ، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين ، اللهم أنبت لنا به الزرع ، وأدرَّ لنا به الضرع ، وأنزل علينا من بركات السماء ، وأخرج لنا من بركات الأرض يا واسع العطاء ، يا كريم يا سامع الدعاء ، اللهم ارفع القحط والجفاف والجهد عنا وعن بلاد المسلمين يارب العالمين ، اللهم إنا بالعباد والبلاد من اللأواء والضنك والشدة مالا نشكوه إلا إليك ، اللهم ارحم الشيوخ الركع ، والبهائم الرتع ، والأطفال الرضع ، يا مولى المستضعفين ، ويا غياث المستغيثين ، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، على الله توكلنا ، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ، سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم ، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك يا رجاء السائلين ، ويا مجيب دعوة المضطرين




__________________
[FLASH="http://syria2u.com/up//uploads/files/syria2u-88656cc031.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH]
فارس مغوار غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2009, 10:48 AM   #19
من دلعكـ
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 319
رائع

جزاك الله خير
من دلعكـ غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2009, 01:45 PM   #20
صقربريده
عـضـو
 
صورة صقربريده الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 180
جزاك الله كل خير
__________________
صقربريده غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2009, 03:38 PM   #21
Abu Umar
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: الريـــــــــــــــاض
المشاركات: 923
رائع جداا
شكرا لكـ
Abu Umar غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)