[عضو شرف]

في مساء يوم جميل امتطيت صهوة سيارتي ذاهباً إلى أحد المحلات التجارية ، وفي طريقي استوقفني شخص منظره مثير للشفقة ، لم استطع أن أقف بجانبه وقفت أمامه على بعد مسافة قصيرة .
مشى إلي بخطى متثاقلة أنهكها التعب وأجهدها الإعياء يكاد يلفظ أنفاسه مع كل خطوة . فلما وصل إلي فتح باب السيارة بلطف
وقال لي : ( ممكن توصلي إلى الحي المجاور ) أركبته معي وقد هالني منظره. تأملته قليلاً فإذا جسده هزيل كأشد ما يكون الضعف ..
وعظام وجهه بارزة ، وعيناه جاحظتان ، ويداه ترتجف ، ونفسه متقطع ..
أشفقت عليه ، ورثيت لحاله فوجهه الشاحب ، وجسده النحيل ، وثيابه الرثة يرغمون أقسى القلوب على رحمته .
فكرت في التخلص منه وأن آمره بالنزول ؛ لكي لا أقحم نفسي في متاهات أنا في غنى عنها .
ولا أخفيكم فمنظره مخيف .
ولكن شعوراً غريباً انتابني جعلني أعدل عن هذه الفكرة .
أذهلتني تنهداته ، وتعجبت من يداه المرتجفتان ، وبلغ في الفضول مبلغه ، فسألته ماذا بك : ( عسى ما شر ) قال : وهو يتأوه حسبي الله ونعم الوكيل . أنا يتيم ولا يوجد أحد يصرف علي ، ولا يكاد يقول كلمه إلا و يتبعها بشهقة ترتجف منها عظامه النحيلة ..
قلت له مواسياً : اليتم ليس عيباً وأنت شاب أمامك الكثير من فرص العمل والله سبحانه لم يخلق عباده هملاً بل أمرهم بالعمل ووعد على ذلك بالرزق فتوكل على الله وابحث عن عمل ولو براتب يسير وأخذت أحثه على العمل والتوكل على الله وعدم اليأس ، ولكنه قاطعني بقوله أنا لست يتيماً ولكن حالي أشد من حال اليتيم .
قلت له كيف ذلك . قال والدي طردني من البيت . سألته لماذا ؟ وأنا أحاول أن أستزيده لأعرف عنه أكثر .
تنهد طويلاً وقال : وهو يغالب عبراته بصوت مبحوح لا أعلم هو يكرهني ولا يحبني بل ويفضل إخواني الصغار علي ، قلت له ـ وأنا أتصنع عدم الاكتراث بحاله ـ لا يمكن لأب أن يطرد ابنه من البيت بغير سبب فأجابني قائلاً : والله هذا ما حصل ، وبدأ يحلف بأغلظ الأيمان ليثبت صدقه ، ثم أردف قائلاً أنت لا تعلم شيئاً عن قسوة أبي وضربه لي وأرجو أن تسمح لي أن أسرد بعضاً من قسوته ، وظلمه .
قلت له : لا بأس ولكن بعد أن تتناول العشاء معي .. وبعد محاولات توجهت إلى أحد المطاعم .. وقلت في نفسي ( ليس من المناسب أن نأكل داخل المطعم فمنظره يلفت الانتباه )
وأثناء انتظار العشاء طلبت منه أن أسمع مواقفه مع والده القاسي ..
أطلق تنهيدة طويلة وقال : آآآه ـ الله يسامحه ـ والدي طردني من المنزل !! وهدم مستقبلي .. نعم لقد أخذ ملفي الدراسي بعد تخرجي من الثانوية وأحرقه ..


انتهى الجزء الأول
وسينزل الجزء الثاني عما قريب ..

[هايين]

مدهش

بدايه مشوقه لمصير شاب ولكن هل يوجد اب بهذه القسوه
متابعين

[الجارح الذابح]

متاابع لاتتاخر

[نغم]

.







.

[تباشير المطر ~]

لا حول ولاقوة إلا بالله

هداه الله هذا الأب القاسي

بنتظار البقيه وفقكم الله


..

[المطفوقة]

وين الجزا الثاني قسم بالله جان الصياح

[نـــNAــونا]

لا حول ولا قوة إلا بالله

الله يصلح حال الشاب ووالده

بالإنتظار

[وادي الرمة]

احسنت


اول ما ساقوله


انك شوقتنا و جعلتنا ننتظر بشغف

ثانيا القصة ساسميها (( الآهات ))



حروفك صغتها بتنهيدات و اهات لا ندري .


هل لحروفك نبضات .



من يقرا القصة ربما يسرع فر قراءتها آنا و يبطيء أنا .


يسرع حتى يفوز بمعرفة ما في البعيد من المجهول .
و حين يسرع يقف .

يقف .. امام رؤى. و اضاءة لجانب مظلم من حياة شاب عاش اليتم و الاب موجود .. لكن يا ولدي هو مفقود مفقود مفقود .


ومع قصة الفقد نجد اننا لم نفقد هالات من الابداع مصحوبة بآهات وزفرات مغلفة ببلاغات تغطي حزننا العميق و ان كانت العبرة قصيرة لكن الحزن طال .
كأني بالراوي يسرع الخطى متخطيا اسهابا كان سيضفي جمالا فوق جمال ..
من باب ابعاد الملل عن القراء ..

لكن الاسهاب ليس دائما عيبا ..
خاصة ان كان بديعا و بليغا ..

كنت اود ان ارى اسهابا اكثر حتى امتع عقلي الشغوف بحب الاسرار البديعة للغة و للفكر و للحرف .

امضي قدما بارك الله في خطاك .

[أبو رُبـــــى]

ننتظر ... وبشغف ...

لا تبطي الله يجزاك خير ...

متااااااااااااااااااااااااااابع

[عضو شرف]

اقتباس مدهش بدايه مشوقه لمصير شاب ولكن هل يوجد اب بهذه القسوه متابعين __________________

أشكر متابعتك وتشريفك

اقتباس متاابع لاتتاخر __________________

أبشر بسعدك

اقتباس لا حول ولاقوة إلا بالله هداه الله هذا الأب القاسي بنتظار البقيه وفقكم الله .. __________________ يامهتم يامغتم : ذنوبك هي السبب .. ~

أشكر مرورك العطر

اقتباس وين الجزا الثاني قسم بالله جان الصياح __________________ طول عمري مطفوقة

أعتذر عن الإطالة لظروف خارجة عن السيطرة

اقتباس لا حول ولا قوة إلا بالله الله يصلح حال الشاب ووالده بالإنتظار __________________

آمين

كل الود عزيزي[/quote]

اقتباس #8 وادي الرمة عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2008 المشاركات: 29 رائعة الروائع -------------------------------------------------------------------------------- احسنت اول ما ساقوله انك شوقتنا و جعلتنا ننتظر بشغف ثانيا القصة ساسميها (( الآهات )) حروفك صغتها بتنهيدات و اهات لا ندري . هل لحروفك نبضات . من يقرا القصة ربما يسرع فر قراءتها آنا و يبطيء أنا . يسرع حتى يفوز بمعرفة ما في البعيد من المجهول . و حين يسرع يقف . يقف .. امام رؤى. و اضاءة لجانب مظلم من حياة شاب عاش اليتم و الاب موجود .. لكن يا ولدي هو مفقود مفقود مفقود . ومع قصة الفقد نجد اننا لم نفقد هالات من الابداع مصحوبة بآهات وزفرات مغلفة ببلاغات تغطي حزننا العميق و ان كانت العبرة قصيرة لكن الحزن طال . كأني بالراوي يسرع الخطى متخطيا اسهابا كان سيضفي جمالا فوق جمال .. من باب ابعاد الملل عن القراء .. لكن الاسهاب ليس دائما عيبا .. خاصة ان كان بديعا و بليغا .. كنت اود ان ارى اسهابا اكثر حتى امتع عقلي الشغوف بحب الاسرار البديعة للغة و للفكر و للحرف . امضي قدما بارك الله في خطاك .

أستاذي العزيز :

تحليلك الوضاء فاق القصة أسلوباً وسبكا ً وصياغة

كان بودي أن أسهب أكثر وأطيل في سرد القصة

ولكن احتراما ً لوقت الأعضاء ،

وطرحا ً للملل والسآمه

آثرت الإختصــــــــار

لك فائق التحية

وجزيل الود

اقتباس ننتظر ... وبشغف ... لا تبطي الله يجزاك خير ... متااااااااااااااااااااااااااابع __________________

أشكر مرورعك العطر

وأفتخر بمتابعتك

دمت بود

[عضو شرف]

تعجبت منه وسألته والدهشة تكاد تعقد لساني .. لماذا ؟!

قال : أبي لا يريدني أن أتعلم وأكمل دراستي بل ويشتمني ويضربني ويهينني أمام إخوتي .. بالرغم من

خدمتي له !

فأنا أقبل رأسه في الصباح ، وأفرش له فراشه بالليل ، وأقضي لوازم البيت . وأنا والله أبر إخوتي به .

قلت له ما ترتيبك بين إخوتك قال: أنا أكبرهم . قلت وعلامات التعجب تدور في رأسي الحائر

من المعتاد أن الابن الأكبر يكون محبوباً ! بل ومدللاً ! قال : لا أريد أن يدللني .. أريد فقط أن يكف عن

ضربي، وإهانتي .. ثم أردف قائلا إني غريب عن هذه المدينة .. فسألته ماذا عن طردك من المنزل ألم

تعارض أمك ؟؟

وهنا أطرق قليلاً .. وقال بصوت حزين تلفه الكآبة .. آآه أمي مغلوبة على أمرها فهي تحاول جاهدة في

منع أبي عن ذلك ولكن أبي كان يقسو عليها ويضربها إذا حاولت أن تمنعه عن ضربي .

فأحسست بالعبرة تخنقني ورثيت لحاله وقلت في نفسي هل يوجد أناس بهذه القسوة والوحشية ؟! نظرت

إليه بشفقة وقلبي يتقطع ألماً ، وسألته من أين أنت ؟ قال : أنا غريب عن هذه المدينة ، وأسكن في

مدينة مجاورة .

قلت له متعجباً مدينة غير مدينتك ، لم لا ترجع إلى أهلك ومدينتك فقد تجد من يؤويك .. قال: لا أستطيع

والدي وتبرأ مني ولو رآني لعذبني .. لا..لا أريد أن أفكر في هذا الأمر فالعيش هنا أرحم لي من القهر

والحرمان .. وأثناء ذلك أتى عامل المطعم وأخذت العشاء وتوجهت إلى مكان قريب .. أوقفت سيارتي

وأنا منهمك في التفكير بهذا الرجل .. قررت في نفسي اكتشاف حقيقته وما يخفي وراءه من أسرار..

قلت له : إذا كان وضع والدك كما تقول فأين أعمامك ؟! وأخوالك عنك؟!

قال : كل مشغول بنفسه .. وإذا كان أبي لا يريدني .. فما بالك بأقاربي علما ً بأنهم يعيشون في مدينة

بعيدة فتذكرت قول الشاعر :


وظلم ذو القربى أشد مضاضة ـ ـ على المرء من وقع الحسام المهند


سألته ألا يوجد لك سكن أو مأوى تأوي إليه ؟ أجاب بقوله إني أنام في الحدائق والأماكن العامة ولا

يوجد لي منزل .. وأثناء حديثه أخذت أقلب بصري في وجهه المتعب وجسده الهزيل فلما أحس بنظراتي

إليه

قال : لا تعجب من حالي .. فأنا مريض .. تأتيني نوبات من التشنج والصرع ..






انتهى الجزء الثاني ..
وسينزل الجزء الثالث عما قريب ..

[المطفوقة]

الله يعافيك على القصه الصراحه جدا مشوووقه وتصيح بنفس الوقت لاكن الله يعافيك اكتبه كله مره وحده لاني كل دقيقه وانا فاتحه الموقع اشوف انت حطيته اولا ومره ثانيه مشكور

[وحـيــد الـجـزيـرة]

نتظر الجزء الثالث

وياليت تطول بالجزء


جزاك الله خير

[مخفي]

جميل جدا وبداية مشوقه أرجو إكماله في أقرب وقت ممكن



بوركت أخي