[مناسب]

تمت محاكمتي بعد خروجي من الحرم بساعة فقط)



مع حلول الشهر ألفضيل من كل عام وتديدا في العشر الاواخر أقف إمام نفسي واحمد الله سبحانه وتعالى على أسرع محاكمة لي وأعتبرها بفضل الله كرما لي لأنه حاسبني في الدنيا عليها أنها محاكمتي الشهيرة ,, في أعماقي,,, وأرجائي.. ويتفاعل معها كل من سمعها وعرفها من عائلتي وربعي الخاصين الذين يصنفوها بانها(عبره) أما الإخوة ألمطاوعه,,,,, فأنهم يتناقلوها بشغف وبدهشه,,فهذه القصة اقسم بالله العظيم وأنا استقبل هذا الشهر الكريم أنها حصلت لي وبكل تفاصيلها ألمثيره

في عام 1984م كنت شابا يافعا على مشارف توديع فتره المراهقة طائش اجنح إلى المشاكسة أحيانا بحكم كمية الأدرينالين المتدفقه في عروقي التي تدعمها أصولي ألبدويه الخارجة عن القانون أحيانا.. استقليت طائرة الخطوط السعودية من الرياض المتجهة إلى الطائف أنا ووالدتي أسبغ الله عليها الصحة وأطال في عمرها انه سميع مجيب... هبطت هناك ونحن صيام في يوم من أيام رمضان المبارك ... استُقبلت أنا ووالدتي من الأقارب بكل حفاوة ...و تم تأمين سيارة لنا.. عبارة عن جمس سوبربان موديل 82 أبو مرايات كبار ...اقربائنا أرستقراطيين في ذلك الزمان منعمين ويعيشون بحبوحة العيش يستحقوها لكدح أبوهم العصامي خريج الخمسينيات الميلادية كضابط في احد القطاعات العسكرية المسبوغ بالمسحة الناصرية التي لازمته في شخصيته حتى وقت متأخر ,, وحين وصولنا قررت ووالدتي أن بعد ظهيرة الغد سيكون بداية نزولنا إلى مكة وأخذ عمره ونحن صائمين,, تم ذلك في اليوم التالي ... بدئنا العمرة أنا ووالدتي وصلينا صلاة العصر وأكملنا عمرتنا والوقت يزاحمنا للحاق بالإفطار في الطائف ...ومن ثم التوجه إلى المطار والعودة إلى الرياض في رحلة العاشرة ليلا ... تحركت من الحرم المكي قبل الإفطار بساعتين تقريبا وهناك فرحه عارمة تدب بأوصالي لإكمالي العمرة وعبارات الثناء من والدتي أن الله وفقها بهذا الصعلوك حتى كبر وقام بخدمتها ... هذه العبارات تزاحمت في مشاعري مع فرحة صائم يتوق للماء والأكل بعد عناء وإرهاق العمرة ..مما جعلني اعكس احد الشوارع في مكة ذات الاتجاه الواحد لاختصار الوقت ... سلكت الطرف الأيمن بمحاذاة الرصيف بسرعة عاليه ... كان على الرصيف مشاة من المارة لم ولن أنسى ذلك الرجل البالغ من العمر حينها الأربعين عاما متشابك اليدين الى الخلف رأيتها وكان رأسه ملفوفا بمنديل أو عمامة بلون بني ويبدو عليه انه من الجنسية اليمنية ... وكان يسير مطوطئ الرأس ويسير بالطريقة الإفغانيه كأنه في جواد... تورى بورىالجبليه ... كان يسير وهو منغمس في التفكير وأثناء تهوري بعكس الشارع وسلوكي حافة الرصيف لم يدر بخلدي ان المرايه الجانبية اليمنى للجمس سوف تنوش يده وتجعله يقع أرضا ويتطوى في منظر لن انساه ... نعم ضربته المرايه على يده اليسرى ووقع ارضا ورئيته في مرائة السائق وهو يتطوى ولاكنني اعرف انه تلقى هذه ألخبطه وربما أثرت على يده ,,, وفي موقف لا احسد عليه أتممت مشواري رغم إلحاح والدتي وصياحها علي أن ارجع واتطمّن على الرجل ,,, وعباراتها ان الله سيغضب عليك يابني ارجع ,,, مرت تلك العبارات استغفر الله وأتوب إليه على آذاني وانأ لم آبه بذلك ... أولا خوفا من المرور ثانيا خوفا من التأخير على الرحلة الساعة العاشرة إلى الرياض ثالثا طيش الشباب وعدم تقدير الأمور...استمريت إلى أن خرجت من مكة ولم يتبقى إلى نصف ساعة حتى وصلت بيت اقاربي وأوقفت الجمس ونزلت وكنت ضمن أبنائهم في ملحق البيت المكون من حوش وملحق ومغاسل ملتصقة بالبيت ولا يوجد شارع خارجي عام يمر بهذا الملحق الملاصق للبيت ... تناولت وجبة الإفطارألرمضانيه وخرجت من الملحق إلى دورة المياه لأغسل يدي واستعد للصلاة ... في هذه اللحظة وبدون سابق إنذار صدمتني سيارة داخل المنزل وكسرت يدي اليسرى والتويت على نفسي وشعرت بشتى أنواع الآلام تعصف بي... بأمر الله وبقدرة قادر دهست وصرت كومة انسان تحت اطارات سيارة ولم اتعدى مغاسل البيت أو حوش المنزل اطلاقا ...قفز إلى ذهني ذلك الرجل الذي يتطوى قبل ساعة في لحظتها وكأن القدر ينتقم مني ... أنها ألعبرة .. نعم عبره انه انتقام الواحد الأحد الفرد الصمد لقد استجاب لدعاء صائم في حرمه الشريف وأن دعوة من استجار به سريعة ,, سبحان الله وبحمده استغفر الله العظيم.. كسرت يدي وجبّست وغدت معلقه مايقارب الشهر والحمد لله على قضائه وأنتصارة من عبده لعبده في حرمه استمرت هذه المتلازمة في ذهني تقفز من فترة لأخرى وتحضر إلى عقلي مطلع كل رمضان ,,, كتبت هذة الذكرى احيائا لقلبي الغافل وليعتبر من يقرئها فل يعتبر الملحدون والوجوديون أما نحن المسلمين ولله الحمد نؤمن بقضاء الله وقدره وسرعة نصرته لعبدة.... اطلب كل من قراء هذة القصه ان يدعو لاخينا اليمني عساه ان يصفح عني امام الله سبحانه وتعالى







نواف الردعي

(يمنع وضع البريد الإلكتروني)