[المبتسم]

التفسير الميسر من أجود التفاسير المختصرة الموجودة في الساحة، ومما يميّز هذا المختصر والذي أشرف عليه الدكتور التركي جزاه الله خيرا العناية بأصول التفسير وطرقه الشرعية التي نهجها السلف الصالح، سالم من تحريف الكلم عن مواضعه، يقدم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره ويقتصر على القول الصحيح أو الأرجح بعبارات مختصرة سهلة، ولا يزعم معدوه أنه بلغ الغاية المرجوة ولكنه في نظرهم أفضل ما تم التوصل إليه، وهو كغيره مما يعمله البشر يعتريه النقص والخطأ ولذلك استدرك بعض العلماء عليه بعض الاستدراكات والتصحيحات التي لا تقلل من قدره ولا تحط من شأنه بل تزيده ضبطاً وعلواً، وممن كان لهم عليه ملاحظات فضيلة شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به مع نبينا في عليين، وقد توقفت طباعة هذا التفسير منذ سنوات ولا ندري ما هي الأسباب التي أدت إلى تأخير طباعته مرة أخرى، فقد صدرت طبعته الأولى سنة1419هـ، وهاهي الملاحظات قد أرسلت للمشرفين على طباعته ولم يبق إلا إعادة الطباعة ليظهر بثوبه الجديد المتميّز.
ولكن الذي يحزن القلب ويدمي العين ما بلغنا من عزم القائمين عليه على حذف كلمتي اليهود والنصارى من تفسير سورة الفاتحة عند تفسير قوله تعالى ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) وهل هذا الحذف - وعسى أن لا يتم - مقصور على التفسير العربي أم أنه سيشمل التفاسير المترجمة إلى لغات أخرى وقد اطلعت على النسخة الإنجليزية فوجدت الكلمتين موجودتين صراحة، وقد جاء في تفسير الآية المذكورة ما نصه:

ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، وهم اليهود، ومن كان على شاكلتهم، والضالين، وهم الذين لم يهتدوا، فضلوا الطريق، وهم النصارى، ومن اتبع سنتهم. أهـ

ولا أدري لماذا هذا التمييع لديننا، ومجاملة أعداء الله من الكفار والمنافقين حتى في أمور الدين والعقيدة وتفسير كلام ربنا؟ وهم ليسوا في هذا التفسير بدعاً، فقد سبقهم إلى ذلك كبار المفسرين المعتمدين وهم لهم فيه تبعا، وإليك بعضاً من أقوال المفسرين ولولا خشية الإطالة لذكرت لك طائفة كبيرة منهم:

1- قال البيضاوي في تفسيره: قيل المغضوب عليهم اليهود لقوله تعالى فيهم من لعنه الله وغضب عليه و الضالين النصارى لقوله تعالى قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا.

2- وقال القرطبي في تفسيره: أختلف في المغضوب عليهم و الضالين من هم، فالجمهور أن المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى وجاء ذلك مفسرا عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم وقصة إسلامه أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده والترمذي في جامعه.

3- وقال بن كثير في تفسيره: غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق وأكد الكلام بـ لا ليدل على أن ثم مسلكين قاصدين وهما طريقة اليهود والنصارى

وقال: والفرق بين الطريقتين ليجتنب كل واحد منهما فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به واليهود فقدوا العمل والنصارى فقدوا العلم ولهذا كان الغضب لليهود والضلال للنصارى لأن من علم وترك استحق الغضب بخلاف من لم يعلم والنصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه وهو إتباع الحق وضلوا وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه لكن أخص أوصاف اليهود الغضب كما قال تعالى عنهم من لعنه الله وغضب عليه وأخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل.

إلى أن قال: وقد رواه حماد بن سلمة عن سماك عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى غير المغضوب عليهم قال هم اليهود ولا الضالين قال النصارى هم الضالون.

4- وقال الشوكاني في فتح القدير: وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنهم المؤمنون وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله صراط الذين أنعمت عليهم قال النبيون غير المغضوب عليهم قال اليهود ولا الضالين قال النصارى.

5- وقال في تفسير الجلالين: صراط الذين أنعمت عليهم بالهداية ويبدل من الذين بصلته غير المغضوب عليهم وهم اليهود ولا وغير الضالين وهم النصارى ونكته البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهودا ولا نصارى والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.


* * * * *
قال أبو غريب: وهذا الحذف والتخبيط هو سلسلة من التغييرات التي طالت مناهجنا وبدأ العمل بها والتي طالما أنكرها المسؤولون وادّعوا أنها تغييرات تستدعيها الحالة التي تمر بها البلاد من التطور والتقدم... زعموا!!

ولا أدري أي تقدم يقصدون وأي تطور للمناهج يعنون؟ بل هذا والله هو الذل والاستسلام والانبطاح المقيت للغرب والذي يطبقه عبيدهم بكل جد وتفاني، وهاهو وزير الوطنية والتصفيق( الرشيد ) تأتيه اللطمات والصفعات على وجهه الكالح ليفرغها بكل أمانة وإخلاص في مدراء التربية والتعليم في المناطق، فقد صرح ولي العهد بأن وزارته من أفشل الوزارات وأنه لم يقم بما يجب عليه تجاه وثن العصر ( الوطنية ) وأن العيد الثالث المحدث ( اليوم الوطني ) - والذي جُعل يومه الموافق للتاريخ النصراني 23 ديسمبر عطلة رسمية ولا حول ولا قوة إلا بالله - لم يخرج بالصورة المطلوبة ولا بالشكل المشرف، فلله الحمد من قبل ومن بعد, ولعل فضيحة الرياض الأخيرة ستقنع المسؤولين بضرورة إعادة تعليم البنات للعلماء مرة أخرى!!.

وأقول: وفي ظني – وعسى أن لا يتحقق - أن الأمور إذا استمرت على هذا المنوال من حيث التقليص والحذف والإيجاز دون تراجع أو توقف ستجعل من مادة الثقافة الإسلامية – كما يحبون تسميتها – مادة هشّة تعنى بالأخلاق والآداب بعيدا عن العقيدة والتوحيد وعندها فلا نستغرب حين نسمع أن ما يسمى بـدولة (إسرائيل) تدرسها ضمن مناهجها!! لأنها ستكون مجرد مجموعة من الأخلاق والآداب التي تتفق عليها الشعوب وتطالب بها، وستكون خالية من التوحيد ومن أمور العقيدة التي من أجلها أرسل الله الرسل وأوذي فيها أنبياء الله وأتباعهم ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، ورحم الله الشيخ محمد بن عبدالوهاب إذ يقول: لو كانت دعوتنا للناس للأخلاق ما عادانا أحد، ولكننا ندعوهم إلى العقيدة الصحيحة والبعد عن الشرك بالله ولذلك نصبوا لنا العداء... أو كما قال، وصدق رحمه الله فإن من أسماء القرآن ( الفرقان ) لأنه يفرق بين الحق والباطل. والله أعلم.

منقول عن الساحة السياسية
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@4...A8.0@.1dd6d53b

[جهاد]

حسبنا الله ونعم الوكيل..

كل ذلك من اجل عيون ماما امريكا ...

(( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ))

اللهم عليك بالظالمين ومن اعانهم ..