بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-04-2005, 08:56 PM   #1
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي قراء هذه المشاركة
قام أحد الإخوة في هذا المنتدى ولا يحضرني اسمه بكتابة مقال في منتدى الانتخابات أظن عنوانه ( إذا كنت ممن يرى التصوير فمن حقي أن لا أرى الصورة) ثم تطرق لوضع صور المرشحين في شوارع بريدة، ثم بدأت المشاركات تتهافت وكل يدلي بدلوه ، وما كل مدل مصيب ، فساءني بعض الردود أن كانت لاذعة ومبنية على قواعد الجهل فحق لها أن تسقط يوم أن تأتي المسألة مصحوبة بـ ( قال الله وقال رسوله ) ، فعزمت على بيان الحق وإيضاح اللبس فرأيت تأجيله حتى نهاية الانتخابات من باب أن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة .
بادئاً ذي بدء أذكر بقول الله عز وجل ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ) وقوله ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ، متاع قليل ولهم عذاب أليم ) ، ثم أوصي الإخوة بتقوى الله عز وجل في ما يقولون ويكتبون ويوقعون عن الله عز وجل بلا علم .
إخواني دفعاً للبس واللغط والغلط والحديث الذي ساد المنتدى وغيره من المنتديات ومجالس العامة وأصبح كألعوبة الطفل تقلب حيث شاء المتحاوران ، ويعامل معها بانتقائية سواء بالمنع أو الجواز ، يأخذ منها بعض الناس ما يوافق هواه ويطرح ما عداه ، والملاحظ أثناء الحوار أن يقول يقال وقد قيل وحدثني الثقة أنه سمع وسلسلة من النقولات الغير موثقة ، ويقوِّل العلماء ما لم يقولوا ، فلهذا وذاك أحببت أن أبين للإخوة ( حكم التصوير الدائر بين المنع والجواز ) وأقوال العلماء وأدلتهم ومناقشة الأدلة ، مع توثيق النصوص والنقولات ،
وعودا على بدء
أود أن أبين للإخوة أن ما سأكتبه من أراء المتقدين والمتأخرين وقفت عليه إما قراءة أو سماعاً مباشراً ، وليس بيني وبين العالم الذي أذكر رأيه في المسألة من المعاصرين أية واسطة ، وهذا الذي أدين الله به ، وأرجو من الإخوة قراءة المسألة كلها ، وإعادة قراءتها حتى لا يفهم البعض خطأ فينقل خطأ فيحدث خطأ ، وهلمَّ جرا

المسألة بالتفصيل :

مدخل :

قسم العلماء الصور إلى قسمين :

أولا: الصور التي لها ظل ، وهي المصنوعة من جبس أو خشب أو منجورة أو منقوشة أو من نحاس أو من جلد مصبوغ أو غير ذلك من الصور وهي ما تسمى بـ ( التماثيل )

ثانياً : الصور التي لا ظل لها وهي الصور الشمسية أو ما تسمى بـ ( الصور الفوتوغرافية ) المرسومة على الورق أو على الجدار أو على البساط والفراش أو على الأنماط والوسادة ، وما إلى ذلك وهي ما تسمى بـ ( الصور )
(فالتمثال : ما كان له ظل ، والصورة : ما لم يكن لها ظل ، فكل تمثال صورة وليس كل صورة تمثالا )

ومن الناحية الشكلية فالتمثال يعطيك شكل الصورة من جميع الجوانب بينما الصورة تعطيك شكلها من جانب واحد .

أما من الناحية الموضوعية فكلاهما واحد ، وكل منهما يعطيك ملامح كاملة عن الصورة سواء كانت منجورة أو منقوشة أو مرسومة على ورق أو بساط وما إلى ذلك .



أولا : أقوال العلماء الذين قالوا بعدم الجواز

ذهب بعض العلماء إلى أن التصوير الفوتوغرافي المباشر أو ما يحتاجه المصور من إجراءات يقوم بها حتى تتضح الصورة وسواء كان على ورق أو مرسوما باليد فإن كل هذا حرام داخل في عموم أدلة النهي وإليك الأدلة مع الأقوال :
1- قال تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً ) الأحزاب ( 57)
قال عكرمة : نزلت في المصورين ، ذكره البغوي في تفسيره وابن كثير ورواه أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) بسنده إلى عكرمة أنه قال في هذه الآية
هم أصحاب التصاوير ، واستدل به الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في كتابه ( إعلان النكير على المفتونين بالتصوير)
2- عن أبي زرعة قال : دخلت مع أبي هريرة دار بالمدينة ، فرأى أعلاها مصورا يصور ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة ) متفق عليه
3- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدم رسول الله صلى عليه وسلم من سفر ، وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال ( أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ) قالت : فجعلناه وسادة أو وسادتين . متفق عليه
4- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إ ن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) متفق عليه
5- عن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمروقة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله ، فعرفت في وجهه الكراهية ، فقلت : يا رسول الله ، أتوب إلى الله ورسوله ، ماذا أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما بال هذه النمروقة ) قلت : اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون ، فيقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) وقال ( إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة ) { قالت : فما دخل حتى أخرجتها } متفق عليه وعبارة عائشة الأخيرة أثبتها الألباني رحمه الله في كتابه آداب الزفاف .
6- عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرف إلا سويته ) رواه مسلم
7- عن أسامة بن زيد قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صورا قال : فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول : ( قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون) روا ابن أبي شيبة في مصنفه وأوره الهيثمي في مجمع الزوائد وهو صحيح .
والأدلة في هذا الباب كثيرة جدا
أقوالهم :
1- قال الإمام النووي ما نصه ( قال أصحابنا وغيرهم من العلماء : تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم ، وهو من الكبائر ، لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال ؛ لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى وسواء ما كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار ... على أن قال : ولا فرق في هذا كله بين ما له ظل وبين ما لا ظل له ... هذا تلخيص مذهبنا في المسألة وبمعناه قال جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وهو مذهب الثوري ومالك وأبي حنيفة وغيرهم ...) انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج 14 ص 81 – 82
وقال غيره من المتقدمين بمثل هذا القول كابن حجر ، وكذلك الشوكاني عليهم رحمة الله .
2- من المعاصرين : قال العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم – مفتي الديار السعودية – رحمه الله في رسالة ما نصه ( ومن أعظم المنكرات تصوير ذوات الأرواح واتخاذها واستعمالها ، ولا فرق بين المجسدة وما في الأوراق مما أخذ بالآلة ...)نقلا من كتاب الإعلام للشيخ صالح الفوزان
ثم فصل القول ردا على ما كتبه أبو الوفاء محمد درويش في مجلة ( الهدي النبوي ) من الفتوى بشأن التصوير الشمسي ، والفتوى بجوازه مطلقا .
فقال رحمه الله ( تصوير ما له روح لا يجوز ، سواء في ذلك ما كان له ظل وما لا ظل له ، وسواء على كان في الثياب والحيطان والفرش والأوراق وغيرها ، ثم ساق الأدلة على النوعين ، ثم قال : ومن هذه الأحاديث وأمثالها أخذ الأئمة الأربعة وسائر السلف إلا من شذ في منع التصوير ، وعمموا المنع في سائر الصور ، سواء ما كان مجسدا وما كان مخططا في الأوراق وغيرها كالمصور في أصل المرآة وغيرها مما يعلق على الجدران ونحو ذلك ثم قال رحمه الله : وقد زعم بعض مجيزي التصوير الشمسي أنه نظير ظهور الوجه في المرآة ونحوها من الصقيلات ، وهذا فاسد فإن ظهور الوجه في المرآة ونحوها شيء غير مستقر ، وإنما يرى بشرط المقابلة ، فإذا فقدت المقابلة فقد ظهور الصورة في المرآة ونحوها ، بخلاف الصورة الشمسية فإنها باقية في الأوراق ونحوها مستقرة ، فإلحاقها بالصورة المنقوشة باليد أظهر وأوضح وأصح من إلحاقها بظهور الصورة في المرآة ونحوها ، فإن الصورة الشمسية والصورة في الأجرام الصقيلة ونحوها يفترقان في أمرين :
- الاستقرار والبقاء
- حصول الصورة عن عمل ومعالجة
فلا يطلق لا لغة ولا عقلا ولا شرعا على مقابل المرآة ونحوها أنه صور ذلك ، ومصور الصورة الشمسية مصور لغة وعقلا وشرعا ، فالمسوي بينهما مسو بين ما فرق الله بينه والمانعون منه قد سووا بين ما سوى الله بينه ، وفرقوا بين ما فرق الله بينه ، فكانوا بالصواب أسعد ، وعن فتح أبواب المعاصي والفتن أنفر وأبعد ، فإن المجيزين لهذه الصور جمعوا بين مخالفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ونفث سموم الفتنة بين العباد بتصوير النساء الحسان والعاريات الفتان في عدة أشكال وألوان وحالات يقشعر لها كل مؤمن صحيح الإيمان ، ويطمئن إليها كل فاسق وشيطان فالله المستعان وعليه التكلان ) ا.هـ ( فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم جمع محمد بن عبد الرحمن بن قاسم عليهم رحمة الله ج1 183/187
ثم قال رحمه الله في تقرير له عن التصوير الضوئي والتصوير بالأصباغ ( التصوير الضوئي اغتر به كثير ، وسببه أنهم بلوا به ولم يجدوا مناصا ففرقوا وهذا غلط ، فالمصور يريد شيئا يحصل عن تسببه صورة في الخارج ، فالغرض إيجاد مثال الصورة ، إبرازه في الخارج كأنه وجه فلان طبق الأصل ، وأما كونه مما لا يمسك فهذا مما روجه الإفرنج ، وبهذا يعرف أن التفريق غلط ، فإذا نظرت الصورة حصل المقصود ، أفيهون شأنها إذا رآها بالتصوير الضوئي ؟ لا ، إلا أن ما كان مجسدا يبقى أكثر ، فكلاهما يمنع مدة وجوده ، بل الضوئي أشد فتنة من المجسم ، فإنه يأتي بشكل الأصل أتم وأكمل من غيره ، وليس فيه مشكل إلا أنه جاء من الإفرنج فهذا فيه شهوة فيأتي من يشبه فيسوغ الأمر وهذا في كل شيء يوجد في بلد وينتشر ويستعمل ) نفس المصدر السابق

3- قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ( ولقد غلط غلطا فاحشا من فرق بين التصوير الشمسي والتصوير النحتي ، وبعبارة أخرى بين التصوير الذي له ظل والذي لا ظل له ؛ لأن الأحاديث الواردة في هذه المسألة ، تعم النوعين وتنظمها انتظاما واحدا ، ولأن المضار والمفاسد التي في التصوير النحتي ، وماله ظل مثل المفاسد والأضرار التي في التصوير الشمسي بل التصوير الشمسي أعظم ضررا وأكثر فسادا من وجوه كثيرة ، نسأل الله أن يمن علينا وعلى المسلمين بالعافية من النوعين جميعا وأن يصلح أحوال الأمة ) انظر تقديمه لكتاب إعلان النكير للشيخ حمود التويجري ص 3-4
وقال في موضع آخر ( ولا فرق في هذا بين الصور المجسمة وغيرها من المنقوش في ستر أو قرطاس ونحوها ، ولا بين صور الآدميين وغيرها من كل ذي روح ، ولا بين صور الملوك والعلماء وغيرهم ، بل التحريم في صور الملوك والعلماء ونحوهم من المعظمين أشد ؛ لأنه الفتنة بهم أعظم ، ونصب صورهم في المجالس ونحوها وتعظيمها من أعظم وسائل الشرك وعبادة أرباب الصور من دون الله كما وقع ذلك لقوم نوح ...) الجواب المفيد للشيخ ابن باز ص27

وممن يرى هذا الرأي من المعاصرين ( العلامة الألباني والشيخ مصطفى الحمامي والشيخ سليمان بن حمدان والعلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ العلامة حمود التويجري والشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
والشيخ عبد الله الجار الله والشيخ سليمان بن ناصر العلوان والشيخ عبد الرحمن بن عبدالله التويجري والشيخ محمد بن سعيد رمضان البوطي والشيخ محمد بن علي الصابوني وغيرهم كثير ...

ما يستثنى من أقوالهم :

ما دعت إليه الضرورة أو المصلحة العامة .
قال الشيخ المحدث الفقيه العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني ما نصه ( لا يفوتني أن ألفت النظر إلى أننا وإن كنا نذهب إلى تحريم التصوير بنوعيه جازمين بذلك ، فإننا لا نرى مانعا من تصوير ما فيه فائدة متحققة ، دون أن يقترن بها ضرر ما ، ولا تتيسر هذه الفائدة بطريق أصله مباح ، مثل : التصوير الذي يحتاج إليه الطب ، وفي الجغرافيا ، وفي الاستعانة على اصطياد المجرمين والتحذير منهم ، ونحو ذلك ، فإنه جائز ، بل قد يكون بعضه واجبا في بعض الأحيان ...) آداب الزفاف ص194
وقال الشيخ محمد بن راشد الغفيلي في كتابه التنوير ( كما أنه لا يجوز تصوير المرأة المسلمة على صفحات ما يسمى بجواز السفر ولا ضرورة هنا بل هي حجج واهية ... ، وإن استصعب الأمر من هذا الطريق يمكن التعرف عليها عن طريق ما تسمى ( بصمة الإصبع ) ...)






ثانيا : أقوال العلماء الذين قالوا بجواز ذلك

ذهب فريق من العلماء إلى أنه يجوز للإنسان أن يصور بالتصوير الفوتغرافي وإليك بعضاً من أقوالهم يمكن اعتمادها في هذا المبحث
1- قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى ( التصوير الثابت على الورق إذا كان بآلة فوتو غرافية فورية ، فلا يدخل في التصوير ، ولا يستطيع الإنسان أن يقول ( إن هذا ملعون ، لأنه لم يصور في الواقع ، فإن التصوير مصدر صور يصور أي جعل هذا الشيء على صورة معينة ، كما قال الله تعالى( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) آل عمران 6 وقال ( وصوركم فأحسن صوركم) التغابن 3 ، فالمادة تقتضي أن يكون هناك فعل في نفس الصورة ؛ لأن فعل في اللغة العربية هذا مقتضاه ، ومعلوم أن نقل الصورة بالآلة ليس على هذا الوجه ، وإذا كان ليس على هذا الوجه فلا نستطيع أن ندخله في اللعن ، ونقول إن هذا الرجل ملعون على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنه كما يجب علينا التورع في إدخال ما ظاهر اللفظ عدم دخوله فيه ، يجب علينا أيضا التورع في منع مالا يتبين لنا دخوله في اللفظ ؛ لأن هذا إيجاب وهذا سلب ، فكما نتورع في الإيجاب نتورع أيضا بالسلب ، وكذلك كما يجب أن نتورع في السلب يجب أن نتورع في الإيجاب ، فالمسألة ليست مجرد تحريم ، ولكن سيترتب عليها العقوبة ، فهل نشهد أن هذا معاقب باللعن وشدة الظلم ، وما أشبه ذلك ؟ لا نستطيع أن نجزم إلا بشيء واضح ، ولهذا يفرق بين رجل أخذ الكتاب الذي خطته يدي ، وألقاه في الآلة الفوتوغرافية وحرك الآلة فانسحبت الصورة ، فيقال : إن هذا الذي خرج بهذا الورق رسم الأول ، ويقال هذا خطه ، ويشهد الناس عليه وبين أن آتي بخطك أقلده بيدي ، أرسم مثل حروفه وكلماته ، فأنا الآن حاولت أن أقلدك ، وأن أكتب ما كتبت ، وأصور كما صورت ، أما المسألة الأولى فليس مني فعل إطلاقا ، ولهذا يمكن أن أصور في الليل ، ويمكن أن أصور إنسانا ، وقد أغمض عينيه ، ويمكن أن يصور الرجل الأعمى ، فكيف نقول إن هذا الرجل مصور ؟ فالذي أرى أن هذا لا يدخل تحت اللعنة ، ولا يكون تحت التصوير بناء على المادة التي اشتق منها ( صور ) .
ولكن يبقى النظر إذا أراد الإنسان أن يصور هذا التصوير المباح ، فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد ، فإذا قصد به شيئا محرما فهو حرام ، وإن قصد به شيئا واجبا فهو واجب ، فقد يجب التصوير أحيانا خصوصا الصور المتحركة ، فإذا رأينا مثلا إنسانا متلبسا بجريمة من الجرائم التي هي من حق العباد كمحاولة القتل ، وما أشبه ذلك ، ولم نتوصل بإثباتها إلا بالتصوير ، كان التصوير حينئذ واجبا ... وإذا صورنا هذه الصورة من أجل التمتع بالنظر إليها فهذا حرام بلا شك ، وكالصورة للذكرى ؛ لأننا لا نقول إنها غير صورة ، هي صورة لاشك ، فإذا اقتناها فقد جاء الوعيد فيمن كان عنده صورة (أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة) الشرح الممتع ج 2/ 198-200 ، وقال قريبا من نحو هذا في شرح رياض الصالحين وفي مواطن أخر .
2- قال الشيخ أحمد الخطيب من علماء مكة المكرمة في القرن الماضي (إن التصوير الفوتوغرافي جائز مطلقا ، لأنه من قبيل الصور التي ترى في المرآة إذا حبسها) ذكر في كتاب حكم الإسلام في الصور والتصوير للأستاذ دندل جبر
وممن قال بهذا القول ( الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد بن علي السايس والشيخ محمد بن رشيد رضا والإمام محمد الخضر حسين ، والشيخ حسنين بن محمد مخلوف ، والأستاذ أحمد بن محمد جمال والدكتور أحمد الشرباصي والشيخ سلمان بن فهد العودة وغيرهم كثير

أدلتهم :
1- عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه حدثه ، ومع بسر بن سعيد عبيد الله الخولاني ، الذي كان في حجر ميمونة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم : حدثهما زيد بن خالد : أن أبا طلحة حدثه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة) قال بسر : فمرض زيد بن خالد فعدناه ، فإذا نحن في بيته ستر فيه تصاوير ، فقلت لعبيد الله الخولاني : ألم يحدثنا في التصاوير ؟ فقال : إنه قال إلا رقم في ثوب ) ألا سمعته ؟ قلت : لا ، قال : بلى ، قد ذكره
متفق عليه
2- روى الترمذي بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده فوجد سهل بن حنيف ، قال : فدعا أبو طلحة إنسانا ينزع نمطا تحته ، فقال له سهل : لم تنزعه ؟ قال : لأن فيها تصاوير ، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما قد علمت ، قال سهل : أو لم يقل ( إلا ما كان رقما في ثوب )؟ قال : بلى ولكنه أطيب لنفسي .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ( وأما قوله في حديث أبي طلحة وسهل بن حنيف ( إلا رقما في ثوب ) فهذا استثناء من الصور المانعة من دخول الملائكة لا من التصوير ، وذلك واضح من سياق الحديث ، والمراد بذلك إذا كان الرقم في ثوب ونحوه يبسط ويمتهن ... ولا يجوز حمل الاستثناء على الصورة في الثوب المعلق أو المنصوب على باب أو جدار أو نحو ذلك ؛ لأن أحاديث عائشة صريحة في منع مثل هذا الستر ووجوب إزالته أو هتكه كما تقدم بألفاظها .
3- من أجل هذه الأحاديث وأمثالها قال بعض السلف (إنما ينهى عما كان له ظل ، ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل )
4- أن التصوير الفوتوغرافي ليس فيه مضاهاة لخلق الله تعالى .

ما يستثنى من أقوالهم

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين ما نصه :
( إذا كان الغرض شيئا مباحا صار هذا العمل مباحا بإباحة الغرض المقصود منه ، وإذا كان هذا الغرض غير مباح صار هذا العمل حراما لا لأنه من التصوير ، ولكن لأنه قصد به شيء حرام ومن الأمثلة المحرمة :
1- التصوير للذكرى ، كتصوير الأصدقاء وحفلات الزواج ونحوها لأن ذلك يستلزم اقتناء الصور بلا حاجة وهو حرام لأنه ثبت في الحديث ( إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ) ، ومن ذلك أن يحتفظ بصورة ميت حبيب إليه كأبيه وأمه وأخيه ، يطالعها بين الحين والآخر ، لأن ذلك يجدد الأحزان عليه ، ويوجب تعلق قلبه بالميت .
2- التصوير للتمتع النفسي أو التلذذ الجنسي برؤية الصورة ؛ لأن ذلك يجر إلى الفاحشة ) جريدة المسلمون العدد (282 ) الجمعة 7 /12/1410 هـ ص2
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

آخر من قام بالتعديل buraydah; بتاريخ 23-04-2005 الساعة 11:17 PM. السبب: الآية
مؤمن آل فرعون غير متصل  


قديم(ـة) 22-04-2005, 09:00 PM   #2
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
يبقى مسألة تعليق الصور
فهل وضع الصور في الشوارع من التعليق هذا ما نص عليه الشيخ عبد العزيز بن باز في فتواه المعروفة والتي ذكرها الأخ صاحب العنوان الذي في الأعلى ، وأيضا سألت فضيلة الشيخ خالد المشيقح فأجاب بأنها من التعليق ومسألة الإزالة التي عدها للأسف بعض الإخوة في ردودهم أنها من التخلف ووصف أصحابها بصفات قبيحة والدخول في النوايا مع أن المسلم ليس له إلا الظاهر ولذلك من فقه النووي - رحمه الله - في رياض الصالحين بوب بابا وأسماه ( باب إجراء أحكام الناس على الظواهر) أجاب الشيخ بأنها تزال لحديث علي رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفا إلا سويته)
أما إن كان هناك أذى يلحق من يريد طمسها فلا يفعل لأنه في حكم من لا يستطيع الإنكار في اليد وينتقل لمراتب الإنكار الباقية .

وهنا أسوق كلاما جميلا لابن القيم رحمه الله حيث قال ( وقد غر إبليس أكثر الخلق بأن حسن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا ، والانقطاع وعطلوا هذه العبوديات – يعني عبودية نشر السنة على العلماء وإقامة الحق وتنفيذه على الحكام ، وأداء الحقوق المالية على الأغنياء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على القادرين عليه – يقول : فلم يُحدِّثوا قلوبهم بالقيام بها ، وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس دينا ، فإن الدين هو القيام لله بما أمر به ومن له خبرة بما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه هو وأصحابه ، رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم من أقل الناس دينا والله المستعان ، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ، ودينه يترك وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان ؟ شيطان أخرس ، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على للدين ؟ وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاه أو ماله لبذل وتبذل ، وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاث بحسب وسعه ، وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم ، قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية وهم لا يشعرون وهو موت القلب ، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل ) إعلام الموقعين 2/176-177
هكذا نريد أيها الإخوة أن تكون المسائل الشرعية مصحوبة بالدليل من الكتاب والسنة وكلام السلف عليهم رحمة الله ، لا أن تكون محل تخبطات واقتراحات وأراء تدخل فيها الحظوظ النفسية
عزيزي القارئ إن كان هناك من مداخلة في المسألة فأرجو أن تكون مدعمة بالدليل والنقولات الموثقة
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
مؤمن آل فرعون غير متصل  
قديم(ـة) 22-04-2005, 09:07 PM   #3
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
معذرة على الإطالة أيها الأخ الكريم
بقي سؤال أظن شفتاك همست به ( من أتبع) ؟
وهذا ما سأتحدث عنه لا حقا بعد قراءتك للموضوع بتأن
ولدي مواضيع متعلقة بالموضوع سأتطرق لها بإذن الله لاحقا وهي
1- فقه المصالح والمفاسد
2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروطهما وضوابطهما
3- مسائل متعلقة بالتصوير
- تصوير ماليس فيه روح
- التصوير الجديد ( الذي يشمل التحسينات على الوجه بإزالة الحبوب والبثور وغيرها) وهذه تحت الدراسة ولي جلسات مطولة مع عدد من العلماء ، ولعلكم تمهلوني فترة لا بأس بها
- مسائل أخرى متعلقة بالتصوير

أخوكم مؤمن آل فرعون
immune_10@hotmail.com
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
مؤمن آل فرعون غير متصل  
قديم(ـة) 22-04-2005, 09:40 PM   #4
ابوغريب
عـضـو
 
صورة ابوغريب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 572
حتى تاريخة يوجد لبس في التصوير الفوتغرافي وأفتتن الناس فرقة بتحريمة وفرقة بجوازة

الى تاريخة والأمر معلق الى أشعار أخر ؟؟؟

هكذا حالنا ؟؟ الى متى
__________________
هلا وغلا :a
ابوغريب غير متصل  
قديم(ـة) 22-04-2005, 10:27 PM   #5
أكار شوكولانا
عـضـو
 
صورة أكار شوكولانا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: بريده
المشاركات: 736
بار ك لله فيك على هذا الشرح الوافي
__________________

أكار شوكولانا غير متصل  
قديم(ـة) 23-04-2005, 02:49 PM   #6
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
تصويب الآية ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ، متاع قليل ولهم عذاب أليم )
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
مؤمن آل فرعون غير متصل  
قديم(ـة) 25-04-2005, 11:13 PM   #7
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
أخي أبو غريب
إجابة على سؤالك بمتى ؟
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فلا إنكار في مسائل الخلاف ( إن كانت مقرونة بالدليل)
لكن آخذ بقول من ؟ من ارتضي قوله ؟ هل وهل وهل ومن ومن ومن ؟؟؟؟
استفهامات ستجد إجابتها بإذن الله تحت عنوان (.......)
أخوك مؤمن آل فرعون
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
مؤمن آل فرعون غير متصل  
قديم(ـة) 25-04-2005, 11:24 PM   #8
أبوفارس الخالدي
عـضـو
 
صورة أبوفارس الخالدي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: واحة النجوم
المشاركات: 3,304
حقا إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل

فقط أقول ..

شكرا لا أكثر ولا أقل بزيادة

دعاء غي ظهر
الغيب بإن
يثبتك ويجعلك
ذخرا للمسلمين ..

بعد التحية ....
__________________
(يابني أركب معنا ) ..


لم أعد أكتب بمعرف [ أبوفارس الخالدي ]
وذلك لوجود من انتحل هذا الاسم في منتديات كثيرة وهو ليس لي
مع فائق الود والتحية .
أبوفارس الخالدي غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2005, 03:33 AM   #9
بريماكس
عـضـو
 
صورة بريماكس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: buraydah city
المشاركات: 6,344
يرفع للفائده ..

و جزاك الله خير .. أخي مؤمن آل فرعون ..




بريماكس
__________________
بريماكس غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2005, 04:01 PM   #10
قشعة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
للفائد ..
قشعة غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2005, 08:14 PM   #11
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705


أخي مؤمن آل فرعون
لله درك أيها الرجل الفاضل ...
يعلم الله كم سررت بكلامك المنطلق من (( قال الله وقال رسوله )) ..بعيدا عن الآراء الشخصية و الترهات التي أبعدتنا عن الصواب و تشاغلنا بسببها عن الأمر الأهم و بدأنا نخوض في بعض ..
أسأل الله أن يطيل عمرك على الطاعة و أن يثبتك و ألا يريك مكروه ..
و أن لايحرمنا من أمثالك ...
أشهد الله أني أحبك فيه ....
*****************************************
أخوك المحب
الصمصام
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)

الـصـمـصـام غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2005, 08:58 PM   #12
الصاعقة
عـضـو
 
صورة الصاعقة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: القصيم
المشاركات: 333
شكراً لصاحب الموضوع على هذا التوضيح

لكن مشكلة المشاكل في من يريد الدين على كيفه
يعني على هواه
مرة يقول العلماء حرمو التصوير إذا صار مايبغى يصور
ومرة يقول العلماء حللوا التصوير إذا بغى يصور
والله احترنا معاكم يا أصحاب الأهواء
وشكراً لكم
الصاعقة غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)