بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » بــنــت بــريــدة » مجموعة التلخيص والتصحيح. ‏● • l سارعي واغتنمي الأجر l‏ • ● .

بــنــت بــريــدة بنت بريدة - القسم خاص بالنساء -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 12-03-2011, 02:37 PM   #71
نالا
مـمـيـّـزة
 
صورة نالا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
^^^
بورك فيك اختي الفاضلة
ونفع بك واجزل لك المثوبه
__________________
نالا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 02:39 PM   #72
نالا
مـمـيـّـزة
 
صورة نالا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
بإذن الله
سألخص الرابعة والعاشرة
__________________
نالا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 04:17 PM   #73
أوتار سرمدية
عـضـو
 
صورة أوتار سرمدية الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: حَيْث الْأَمَل أَكُوْن !!
المشاركات: 1,197
تلخيص محاضرة (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
ونصلي ونسلم على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطيبين
الطاهرين وأنا معهم بمنك وكرمكَ وإحسانك يا أرحم الراحمين
أحييكم أخواني الطلاب وأخواتي الطالبات في هذا اللقاء المباركَ من لقاءات التدارس في مقررات
قسم الدعوة والاحتساب
هذا القسم وهو من المقررات
الأصيلة ذات العلاقة القوية بتخصص الدعوة .
هذا المقرر هو مقرر مناهج الدعوة الذي يتلقاه طلاب وطالبات المستوى السادس
بقسم الدعوة والاحتساب نسأل الله سبحانه وتعالى أن نسدد أنا وإياكم في طرح وتناول مفردات
هذا المقرر وبالصورة المناسبة الملائمة التي ستحقق لنا بحول الله الفائدة المرجوة التي من خلالها
نعزز هذا التخصص ونمتلك المهارات المطلوبة لكي نكون من الدعاة المؤهلين القادرين
ومن الداعيات المؤهلات القادرات على تناول المضامين الدعوية بصوره صحيحة للمنهج الدعوية
من أين يستسقى المنهج الدعوي الصحيح؟
أ) نستقيه من كتاب الله سبحانه وتعالى
ب) ومن سيرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
ج) سير أئمة العلم والهدى والدعوة الذين نستضئ بفهمهم
وإدراكهم واستيعابهم لمضامين الهدي النبوي الدعوي الوارد في كتاب الله وفي سنة محمد صلى الله عليه وسلم
مما يتألف منهج الدعوة ؟
مناهج الدعوة يتألف من تلك المفردتين ولعل مفردة منهج كثير مايتم طرحها
في مجالات عديدة ولذلكَ نحن لانكاد يعني يمر علينا موقف ألا ونسمع فيها كلمة منهج حتى في اللقاءات الثنائية
كأن يقول أحدنا للأخر أنت منهجك مثلا في التجارة أو طريقتك في التجارة أو منهجك في الدر آسه والمذاكرة غير مناسب
يجب أن تبحث لك هنا عن منهج مناسب . أذا نحن نتعاطى هذه الكلمة بكثرة ولسنا متأكدين بالضبط هل نعني معناها كما جاءت
واستخدمت في كثير من المصادر وعلى رأسها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أم لا !! سميا وأننا الآن نتناولها باعتبارها
مفرده ضمن مفردتين مهمتين تكونان أسم هذا المقرر وهو مقرر مناهج الدعوة . نحن في هذا اللقاء وهو اللقاء الأول أو المحاضرة
الأولى سنتناول مدخلا مهما من خلاله نستطيع أن ندخل في مناخ هذا المقرر ونعرف شئ من مفاهيمه وأصوله وأسسه
نعرف شئ من القضايا والمسائل التاريخية التي لابد من معرفتها حتى نعرف كيف كان تعاطي المنهج على مدار التاريخ
إلى أن وجد بيئته المناسبة في دين الإسلام في مصادره حيث أتيح للمسلمين على ضوء الكتاب والسنة أن يخرجوا بالمنهج العلمي
الصحيح الذي بنو من خلاله كل نشاطاتهم ليس فقط في الدعوة وإنما في كل شئ .
المقرر يتكون من مدخل عام فيه لمحه تاريخيه عن علم المناهج واستخدامها في العلوم الشرعية ويتكون كذلك من علاقة مناهج الدعوة
بمناهج البحث العلمي وهذا المدخل أيضا يتكون من مسائل مثل مفهوم مناهج الدعوة ومعناها في اللغة ومفهومها في الاصطلاح
أيضا يتعلق بأهمية بناء هذه المناهج الدعوية على أساس علمي وما إلا ذلك من المسائل التي ستكون ممهده وميسره لأن ندخل في القسم
الرئيسي في هذى المقرر وهو أسس وتكوين بناء مناهج الدعوة .
هل المناهج موجودة في الحضارات والثقافات ؟ ومن هي أول من أستخدم المناهج؟
المدخل لدراسة مناهج الدعوة نستهله بلمحه تاريخيه عن علم المناهج وكذلك عن أستخدم تلك المناهج في العلوم الشرعية
يمكن أن نقول في هذا المجال أن المناهج العلمية أساسا تناولتها الأمم والثقافات والحضارات بشكل مختلف ومتباين ومتراوح مابين
معتمد عليها ومابين موظف لها في بعض الجوانب دون جوانب أخرى لكن نجزم نحن المسلمين أن أول من بادر إليها مبادرة علميه
وأسسها ووضع لها الأصول الصحيحة التي من خلالها تيسر للمسلمين ولغيرهم بعد ذلك أن يتعاطوا كل منشط العلم على جانب التنظير
والتأصيل وعلى جانب التطبيق والعمل تيسر لهم من خلال إتقان هذه المناهج أن يكونوا السابقين لتلكض الإله المهمة التي تيسر للناس
أن يوظفوا كل مابين أيديهم من علوم ومعارف وتطبيقات وممارسات التوظيف الجيد .
هناك كما تعرفون صنوف عديدة من المعارف والأنشطة في مجال العلوم النظرية | في مجال العقائد | في مجال اللغات
في مجال السلوكيات | في مجال الاجتماع | في مجال علوم علم النفس | في مجال العلوم الشرعية | في مجال القانون
في مجال علوم الآلة | في مجال العلوم الطبيعية التطبيقية
هذا الكم الهائل من العلوم ماكان يتاح للناس أن يسيطروا عليه ويفرزوا مادته العلمية ويرتبونها وينسقوها وهم
يفتقرون إلى مناهج علميه صحيحة
من أهم هذه الأنشطة على الصعيدين النظري والتطبيقي في حياة المسلمين هي الأنشطة الدعوية تلك الفريضة المهمة
التي تعد من الفرائض الأساسية في دين الإسلام والتي عن طريقها يتم نشر الخير والهداية في أواسط الناس هذا النشاط
أو هذا الضرب من الأداء
هو أيضا بحاجه لمنهج علمي يتمكن المسلمون من خلاله من ضبط الدعوة وتطبيقها بالصورة المناسبة
ماذا يعني المنهج الدعوي؟
ولذلك جاء مصطلح مناهج الدعوة يعني المناهج الإسلامية الأصيلة المتقنة المتكاملة التي من خلالها نضبط العمل الدعوي
ونجعله يسير في مساره الصحيح .
سنتكلم أن شاء الله لأحقا حول لمعنى مناهج الدعوة في اللغة والاصطلاح لكن نحاول أن نبين من خلال المدخل البدايات الفعلية للمناهج
العلمية وكيف بدأت صلتها بمناهج الدعوة أشير في هذه الناحية إلى مسائله مهمة وهي أين أو مالذي يثبت أن أهل الإسلام من العلماء
هم السابقون للمناهج العلمية بطريقتها ألموصله المؤسسة التي هي بين أيدينا الآن بغض النظر عن مصطلح فنحن نعرف أن المناهج
تعريف المنهج العلمي؟
العلمية والتي نسميها أحيـانا مناهج البحث العلمي
المنهج العلمي: هي أداة لآينفك عنها أي نشاط بالمرة ولذلك هي الآن كعلم له مصطلحات عديدة
مثل أنواع المناهج العلمية
ماهي مناهج البحث العلمي؟
المنهج الوصفي والمنهج الأستقرآئي والمنهج التفسيري والمنهج التاريخي
ماهي أدوات البحث العلمي ؟
أدوات البحث العلمي
هي الأدوات التي من خلالها تجمع المادة العلمية كالملاحظة والتجربة والمشاهدة وما إلا ذلك وأيضا المسائل اللازمة التي يجب أن تتوافر
في الباحث حتى يكوم مؤهلا لأن يباشر تلكَ القضايا العلمية بالصورة الصحيحة
العلم بصورته تلك أخذ قالبه الصحيح على أيدي المسلمين بعد نزول الوحي عليهم وساعدهم في ذلكَ بصوره كريمه كبيره ماوجدوه
في الكتاب والسنة هو أن المصدران المهمان اللذان يسر للناس أن يعرفوا كيف يتعاملوا مع المعلومة كيف يسيطروا عليها كيف
يوظفوها ويستخلصوا منها مايريدون نضرب لذلك أمثله تلك الأمثلة التي تؤكد بصوره قاطعه أن من باشر هذه الأنشطة لايمكن
بحَال من الأحوال أن يباشرها إلا وفي يده منهج علمي قوي راسخ على سبيل المثال || علم الحكم على الحديث وهو مايسمى
بمصطلح الحديث هذا العلم والعلوم الأخرى المساندة له مثل علم الجرح والتعديل وهو هذا العلم الذي ينظر في سير
الرجال ويعرف سمات وخصائص كل واحد منهم والرجال هنا هم رجال الإسناد الذين روو الحديث واحدا عن الأخرى حتى أوصلوه إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم
كيف ساعد علم الجرح والتعديل على وصول السنة النبوية الصحيحة؟
1)علم الجرح والتعديل هذه مجموعه من العلوم من خلالها أستطاع المسلمون أن يحكموا على كل مصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
من قول ومن فعل ومن تقرير بحيث أنهم قرروا أن هذا صدر منه أو لا لم يصدر عنه ثم قرروا بعد ذلكَ أن مصدر عنه أتصف بدرجه من درجات القبول
تفاوتت تلك الدرجات بين الصحيح والضعيف وبينهما الصحيح والحسن والحسن لغيره والدرجات المختلفة التي من خلالها.
2)أستطاع علماء الحديث عليهم رحمة
الله أن يضعوا بين أيدي الناس أداة قويه ظهر بها علماء الغرب الذين تعجبوا وهالهم كيف تمكن المسلمون من أن يحكموا على كل مصدر عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيقرروا أن هذا من قوله أوفعله أو تقريره أو لا
3) واستطاعوا بهذا العلم أن يحموا هذه السنة النبوية المطهرة من أن يدخل فيها أو يقوم أحد بإدخال شئ فيها ليس منها ولذلك عن طريق الأداة العظيمة
4)تمكنوا من معرفة الموضوع فنفوه وحددوه وبالتالي باءت محاولات الساعين لتشويه السنة النبوية المطهرة بأن يلحقوا بها ماليس منها
باتت كل المحاولات بالفشل وكل ذلكَ بفضل هذه الآلة المتقنة وهي آلة علوم مصطلح الحديث
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هنا
.. هل يمكن أن ينشئ علم بتلكَ الصورة المتقنة بغياب المنهج العلمي !!!!!!

الجواب قطعا لا ؛ لايمكن أبدآ هذا دليل وأضح على أن المسلمين بادروا إلى مناهج العلم ومناهج علميه ومناهج البحث العلمي ووظفوها توظيفا
رائدا متقنا سديدا بل مبدعا في أخراج تلك العلوم هذا مثال
بضرب مثال أخر على سبيل المثال علم الحلال والحرام أو مايمكن أن نسميه بعلم الفقه هذا العلم يحتوي على كم مهول من الأحكام بين الحلال والحرام
والمكروه والمندوب والمشروع والمباح أيضا يتضمن هذا العلم الأدلة التي تقصد كل قول أو كل حكم من هذه الأحكام
أيضا يتضمن هذا العلم النظر في أقوال العلماء والخلاف الوارد بينهم حول بعض المسائل أيضا يتضمن هذا العلم عملية الترجيح بين الأقوال والأسس
الفقهية التي يستند على علم أصول الفقه فيتقرر بعد ذلك أن هذا القول أرجح من القول الثاني .
لا حظوا معي بارك الله فيكم أن مجموع هذه الأشياء هو في حقيقته كم هائل من المعلومات كم هائل من المادة العلمية كم هائل من المعطيات ..
يستحيل أن يأتي أحد ويرتب هذه الأمور ويفرزها ويصنفها ويبوبها وهو يفتقر إلى المناهج العلمية ومناهج البحث العلمي
أنظروا في كتب الفقه كيف كيف قاموا بتبويبها (( كتب الطهارة وتحته مسائل وأقوال _ كتاب الصلاة _ كتاب البيوع _ كتاب الحج _ كتاب الجهاد _
كتاب الصيام
_ كتاب النكاح )) تبويب وترتيب وفرز وتنسيق بحيث أن القاري يتعاطى تلك المسائل دون مشقه
ماهي المدرستين الذي نشاء بينها الخلاف؟
بل وكان هناك خلاف بين مدرستين كبيرتين
مهمتين في مجال اللغات العربية أ) وهي مدرستي الكوفيين
ب)ومدرسة البصريين لاسبيل إلى ضبط كل هذه الأمور
لاسبيل إلا ضبط هذا التعاطي والتفاعل بين تلك المدارس وجعل خلافاتها تسير في المسار الصحيح إلا من خلال منهج علمي راسخ ييسر هذه المسألة
علوم السيرة ابتداء من سير الأنبياء عليهم السلام ومرورا بسيرة محمد صلى الله عليه السلام وقد كتبت فيها أسفار عظيمه مختصره ومطوله
وسير الخلفاء الراشدين سرد السير بتلكَ الصورة الميسرة التي مكنت العلماء من أن يستنبطوا منها الدروس والعبر والفوائد والأحكام
ماكان يتم والقائم على ذلكَ يفتقر إلى مناهج البحث العلمي التي تيسر ذلكَ .
ماهي أهم سمات التي تتصف بها مناهج المسلمين؟
هذه المناهج التي بين أيدي المسلمين من أهم سماتها أنها تتصف
1) بالدقة
2) بالموضوعية
3) بالمنهجية المستقصية لكل شئ
(( أنا ودي أقولكم حاجه مهمة بارك الله فيكم يعني أنتم لاتظنون أني أتكلم عن مناهج البحث العلمي المقرر الذي تعرفونه وسبق أن درستموه
بالمستوى الأول لا هي الفكرة أني أريد أن أقول لكم أن مناهج الدعوة هي في حقيقتها مبنية على منهج راسخ هو المنهج العلمي
وأحاديثي في تلك اللمحة التاريخية عن المنهج العلمي أو مناهج البحث العلمي هو حديث القصد منه أن أربط لكم بين المناهج العلمية التي تضبط
كل علم وبين مناهج الدعوة لنقرر بعد ذلك أن مناخ الدعوة من سماتها ورسوخها وأصالتها أنها قامت على علم مناهج البحث العلمي
فجاءت بالصورة المتقنة شأنها في ذلكَ شأن كل العلوم التي كتب الله لها النجاح ولأفاده لكل من تلقاها وتعامل معها
هذه المناهج تتناسب مع طبيعة رسالة الإسلام تتناسب مع عقيدته تتناسب مع شريعته وتنظيمه تتناسب مع أخلاقه وسلوكياته لآن المناهج هذه
أذا لم تكن ضابطه لهذه المسائلة أذا لم تكن تسير في نفس السياق أذا لم تكن تحافظ على المقاصد العامة للإسلام بل أذا تكن مستقاه مما في الإسلام من ضبط
وتحري المصلحة فلا شكَ أنها مناهج مختلة ولا قيمة لها أذا هي من الإسلام ثم وظفت في خدمة الإسلام
ضبطها الإسلام أعمل علماء المسلمين فيها الجهد حتى خرجت بتلك الصورة
سنتكلم بعد قليل حول جانب مهم في هذه المسألة وهو مناهج البحث العلمي لها أنواع لها أنواع مهمة لمناهج الدعوة صله بها
بل أن مناهج الدعوة حين وضعت كعلم وتم استنطاق سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الدعاة من الخلفاء الراشدين والصحابة
ماكان لنا أن نستخرج الفوائد الدعوية التي تبين هدي الإسلام في الدعوة إلا من خلال هذه المناهج
ماهو أهم منهج العلمية ؟ ولماذا؟
أهمها منهج البحث التاريخي والذي نسميه
الأستردادي بحيث أن الداعية عن طريق هذا المنهج يرجع إلى سير الدعاة السابقين وعلى رأسهم الأنبياء عليهم السلام وعلى رأس الأنبياء عليهم السلام محمد
صلى الله عليه وسلم فينظروا في تلكَ السيرة ثم يتأملوا في أحداثها ويضعوا اليد بعد ذلك على مواطن الدعوة ومناهج الصحيحة فيأتوا بها ليقرروها
للناس ويعلموهم بها
من المناهج المهمة التي احتجنا لها ونحن نضع علم مناهج الدعوة المنهج الأستقرآئي أو الأستدلائي هذا المنهج الذي ينظر في النصوص وبالذات
نصوص الكتاب والسنة ثم ينظر فيما تلك النصوص من دروس وعبر فيستخرج منها ماله علاقة بتلك المناهج فينطلق حين أذن انطلاقه قويه جيده
في رسم معالم المنهج الدعوي على ضوء مافي الكتاب والسنة وماكان له ذلكَ وهو لايستخدم المنهج الأستقرآئي أو الأستدلائي
أيضا المنهج الوصفي
تعريف المنهج الوصفي؟
وهو الذي يصف الحال كما هو وصفا علميا دقيقا لايتأثر بالمزاج أو بالمصلحة وبالميول أو بالمعتقد بقدر ماهو وصف
دقيق للواقع وحاله حتى يعمل فيه بعد ذلكَ حكم الإسلام
ماهو أكثر منهج مستخدم؟ و ماهو تعريفه؟
المنهج التجريبي وهو كثير استخدام في العلوم الطبيعية وان كان له علاقة بمناهج الدعوة سيأتي الحديث عنه لاحقا في مواضيعه بحول الله .
هذا تقريبا مايسمح به وقت هذه المحاضرة وسنأتي في المحاضرة القادمة بمشيئة الله على جوانب أخرى لها علاقة بهذا المدخل
وبهذا نختم هذا اللقاء
أقول قولي هذا وأصلي وأسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
__________________
- يا شام ما حـسبت أني سأبكيكِ يومًا !
أوتار سرمدية غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 04:19 PM   #74
أوتار سرمدية
عـضـو
 
صورة أوتار سرمدية الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: حَيْث الْأَمَل أَكُوْن !!
المشاركات: 1,197
باقي تلخيص محاضرة 20 إن شاءالله أنزلها بالمساء
__________________
- يا شام ما حـسبت أني سأبكيكِ يومًا !
أوتار سرمدية غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 05:19 PM   #75
لماذاهذا
قبس دائم
 
صورة لماذاهذا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
تلخيص المحاضرة 8 علي^^ ..

والليل بعون الله راح انزلها .

وفقكم الله وبارك بجهودكن
__________________

تمــوت النفوس بأوصابها
.......................ولم يدري عوادهــا ما بها
وما أنصفـت مهجة تشــتكي
.................................أذاهــا الى غير أحــبابها
ستبقى لي منك ذكرى ماحييت


لماذاهذا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 08:34 PM   #76
دنيا فانيـه
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: ()
المشاركات: 79
المحاضره(26) السادسة والعشرون
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سيكون حديثا بإذن الله عن:
الوضع الإجتماعي للمدعو وهذا من الأمور الداخلة تحت القسم الثاني من أقسام أحوال المدعو


ماهي اقسام حال المدعو؟..
القسم الثاني هو :الأحوال المحيطة بالمدعو ...من ضمنها الوضع الإجتماعي للمدعو ومن ثم الوضع الإقتصادي للمدعو ومجالات إكتسابه ..
القسم الثالث وهو: مدى إحتياج المدعو للدعوة ويدخل ضمن ذلك المدعو المسلم والمدعو غير المسلم والمدعو المنافق ..
القسم الرابع:موقف المدعو من الدعوة , موقفه مما يطرحه الداعية عليه ويدخل تحت هذا القسم الإستجابة ثم الإعراض ..
#الوضع الإجتماعي للمدعو ...يدخل أويندرج تحت هذا الوضع فيما يتصل بواقع المدعو وحاله ,إنتماء المدعو في مجتمعه ومدى صلته بهذا المجتمع وهو إنتماء قد يكون يرتقي أو يصل من حيث الشدة والقوة إلى درجة التعصب الأعمى , وقد يكون إنتماءً معقولاً يقوم على إستقصاء الحق وتقصيه , وقد يكون إنتماءً ضعيفاً لايشعر بالميل إلى مجتمعه وناسه وأهله ولايدين لهم بشيء ولايرتاح إلى واقعهم ومنطقهم وقيمهم ومبادئهم ..
إنتماء المدعو في مجتمعه ومدى صلته بهذا المجتمع/وضع المدعو ضمن مجتمعه وقومه وروابطه وعلاقاته الإجتماعية هل هو من أصحاب الجاه والمكانة والرفعة هل هو من الموقرين المقدمين الذين يحتفى بهم أو أنهم من عامة الناس أوصافهم لا له ولاعليه/علاقته الإجتماعية من حيث حالته الإجتماعية هل هو متزوج , غير متزوج ,/ الوضع الإجتماعي أيضاً يدخل فيه العادات والأعراف والتقاليد)
ولذلك هذه أمور مرعية يجب أن لا تغيب عن بالك أيها الداعية وأنت تصمم المنهج الدعوي وتقوم بتنفيذه فتخاطب به هؤلاء الناس مخاطبةً تؤثر فيهم وتقنعهم ..
مما يدخل تحت القسم الثاني من أقسام أحوال المدعوين الوضع الإقتصادي للمدعو ومجالات إكتسابه , والمال والقدرة الماليه لاشك أن لها أثر واضح في الناس وفي تكوين صورتهم بل وفي أثرهم على مجتمعهم وعلى من حولهم على مستوى الفرد ومستوى الجماعة ..
القسم الثالث من أقسام أحوال المدعوين وهو : مدى إحتياج المدعو للدعوة ...ومعرفة الأحوال المتعلقة بهذا الجانب ثمرتها أنها تعين على تحديد مدى الحاجة لدعوة كل فئة ومقدار ونوع الجهد الذي يقوم به الداعية أثناء دعوته .. قبل أن نبين الأنواع أو الأحوال الداخله تحت هذا القسم لاحظ الجرعة الدعوية المضمون الدعوي التركيز على قضية معينة في مخاطبة المدعو الذي يحددها حاجته ونقصد بالحاجة مدى قرب المدعو من الحق أو مدى بعده فإن كان قريباً من الحق فربما أن الجرعة الدعوية المضمون ايدخل تحت ذلك المدعو المسلم ثم المدعو غير المسلم ثم المدعو المنافق
لدعوي يكون أقل من المضمون الدعوي الذي يحتاجه المدعو البعيد عن الحق ..
المدعو المسلم:ننظر في عقيدته وننظر في مدى طاعته وإستقامته وإلتزامه يعني نعرف هل هو من الظالمين لأنفسهم المسرفين في مباشرة الكبائر والذنوب , أو هو من المقتصدين الذين يقومون بالحد الأدنى من الفرائض المطلوبة , أم هو من السابقين بالخيرات الذين حافظو على الأوامر وزادو عليها بالنوافل وفي نفس الوقت تركو النواهي وزادو على ذلك بالإبتعاد عن المكروهات هؤلاء هم السابقون بالخيرات أقل منهم المقتصدون أو المقتصدين أقل منهم الظالمين لأنفسهم هذه ثلاث فئات داخلة تحت المدعو المسلم لكل فئة منها أحوال خاصة بها تستدعي منهج دعوي في المخاطبة , أيضاً فيما يتعلق بمدى المعصية والإنحراف من حيث كونه صاحب كبيرة أو صاحب صغيرة إذا كان من غير المستقيمين ومدى ضرر معصيته وتعديها إلى غيره أيضاً هل هو صاحب سنة متبع أو صاحب بدعة
المدعو غير المسلم
يمكن أن أشير في هذه الحال بالنسبة لغير المسلمين أن منهم الملحد الذي لايؤمن بإله ولابموجد هذا الكون وبالتالي فهو لايعبد إلاهاً , فكرة الإلحادية على ماذا قامت ؟ هل لها إرتباط بفكر شيوعي أو بفكر دهري؟
أو بفكر حسب الفلسفات والمبادئ والقيم سواءً كان القديم منها أو الحديث ولذلك الإلحاد قضية مهمه وجدت ولازالت توجد وهي تحتاج إلى معالجة خاصة ...من خلالها ننظر في حال هذه الفئة من المدعوين ,, هو ينظر للخالق وللكون والحياة نظره تقوم على فلسفة إلحادية تنكر دور الإله وأيضاً لاتدين بقدرة لله سبحانه وتعالى في هذا الكون ..
يمكن أن أشير في هذه الحال بالنسبة لغير المسلمين أن منهم الملحد الذي لايؤمن بإله ولابموجد هذا الكون وبالتالي فهو لايعبد إلاهاً , فكرة الإلحادية على ماذا قامت ؟ هل لها إرتباط بفكر شيوعي أو بفكر دهري؟
أو بفكر حسب الفلسفات والمبادئ والقيم سواءً كان القديم منها أو الحديث ولذلك الإلحاد قضية مهمه وجدت ولازالت توجد وهي تحتاج إلى معالجة خاصة ...من خلالها ننظر في حال هذه الفئة من المدعوين ,, هو ينظر للخالق وللكون والحياة نظره تقوم على فلسفة إلحادية تنكر دور الإله وأيضاً لاتدين بقدرة لله سبحانه وتعالى في هذا الكون ..
المدعو المنافق
طبعاً يجب أن أشير إلى أن المهم هنا الذي يتلمسه الداعية ويسعى لمعرفته على ما يظهر من صفات المنافقين الظاهره التي تبدو في حركاتهم وأقوالهم ولحن قولهم التي بينها القرآن ورصدتها السنة النبوية المطهره ..
هذه الصفات هي من جملة الأحوال التي تبدو بها هذه الفئة ,الكذب ,إخلاف الوعد ,عدم الإستمرار على العبادة وتصنع تلك العبادة مع المسلمين وعدم مباشرتها في حال غيبتهم عن المسلمين , فرحهم لضعف المسلمين وهزيمتهم وتأخرهم وحزنهم لتقدم المسلمين , هذه أمور تبدو عليهم فنعرف أنهم من المنافقين , ميلهم إلى غير المسلمين ,ميلهم إلى العصاة , ميلهم إلى المنافقين من أمثالهم وتذمرهم من أهل الإيمان والطاعة والإسلام, هذه علامات
والقرآن الكريم أفرد المنافقين بحديث مستقل كبير على سبيل المثال في سورة التوبة جاء الحديث فيها إجمالاً عن المنافقين وصفاتهم وطريقتهم وبيان ماهم عليه من مايستدعي أن يكون لهم عنايةً عندنا نحن الدعاة فنعرف هذه الفئة من الناس كيف تخاطب كيف توقظ كيف ترد إلى جادة الطريق الصحيح ..
#القسم الأخير من أحوال المدعو هو موقف المدعو من الدعوة ,, الموقف الذي يتخذه المدعو من الداعية حين يقوم الداعية بمخاطبته وإلقاء مضمون الإسلام عليه ..
يترتب على هذا الموقف جملة من الأحوال نجدها في المدعو وهذه الأحوال يتطلب كلٌ منها مراعاة خاصة أثناء القيام بالدعوة
, يأتي في حالتين :
• أما الحالة الأولى فهي الإستجابة...أن يستجيب لك أيها الداعية إذا ألقيت عليه مضمون الإسلام , لكن الإستجابة أيضاً لها درجات كل درجة تمثل حاله من أحوال المدعوين تستدعي عملية دعوية خاصة تناسبها
الإستجابة قد تكون على درجاتها الإسلام وربما الإيمان وربما الإحسان ,
أيضاً مظاهر هذه الإستجابة لدى المدعو القبول والإلتزام والتطبيق ,

الإعراض ...هو الحال الثانية من حالات موقف المدعو من الإستجابة, وله مراحل يمثل كل منها حاله من أحوال المعرضين,
فمنها الإعراض عن الحق وتجاهله , أشد منها التكذيب بالحق , وترتقي حالات الإعراض سفوراً وقوةً إذا قام المدعو بالإستهزاء بالحق والسخرية منه ثم أنه قد يرتقي في ذلك ليصد عنه وينفر الناس منه ويحذرهم مما يقوله الداعية ..
بل إن درجات الإعراض تمتد في شدتها إلى محاربة ومحاولة إلحاق الأذى بالداعية وبالحق نفسه يعني بالدعوة ومضمونها وبالداعية الذي ينقلها ..

ندخل في موضوع أمور أو ضوابط يجب الإنتباه لها عند مراعاة هذه الأحوال , تمت الإشاره في ماسبق إلى أن من أهم سمات مراعاة أحوال المدعوين في هدي الإسلام الدعوي كونها مراعاة إيجابية مامعنى إيجابية أنها تسعى لتحقيق هدف المنهج الدعوي وهو الوصول به إلى درجة الإقتناع بأن فكرته القديمة خاطئه وأن فكرة الداعية وهي فكرة الإسلام هي الصحيحة وهي الحق فيبدأ يفكر فيها تمهيداً لأن يأخذ فيها ويطبقها في حياته
يجب يعني في هذا الموضوع وفي تلك الأمور والضوابط أن لاتتم تلك المراعاة على حساب المضمون الدعوي , أو على حساب مصلحة المدعو وتحقيق الخير له ..
ولضبط ذلك والمحافظة عليه يعني حري بنا أن ننتبه لبعض الأمور أو الضوابط التي توجه وتضبط هذه المراعاة أثناء الدعوة في طريقها الصحيح وتحقق الهدف ..
انتهى
اعتذذذذذذذذر عنن التاخير
__________________
.
.
.

وتَدورُ عجلةُ الزّمنِ إلى [مـَـآلا نِهـآية]
لـ/ تليَهــآ حياةٌ منْ بعدِ حيآةْ .. !
دنيا فانيـه غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 08:37 PM   #77
أوتار سرمدية
عـضـو
 
صورة أوتار سرمدية الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: حَيْث الْأَمَل أَكُوْن !!
المشاركات: 1,197
تلخيص محاضرة 20
أنواع الدعاوى وكيفية تحقيق الأدلة المنسجمة ضمن الأساس الثلاثة
من أسس بناء مناهج الدعوة ؟
1-الدليل المنسجم مع الدعوة
2- الدعاوة المتضمنة أمور عقلية

ماهي أبرز أساليب المنهج العقلي
1- المحاكاة العقلية
2- الجدل بالتي هي أحسن
3- ضرب الأمثلة بأنوعها
أذكر مثال على دعاوي متضمنة أمور عقلية؟
الدعاوى المتضمنة لأمور
عقلية وذكرنا مثال على ذالك وهو قول الله سبحانه وتعالى (( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ)) وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " الدليل العقلي
بماذا قام الدليل العقلي في هذه الآية القرآنية؟
في هذا النص قام الدليل العقلي على البحث عن خلفية مشتركة بين الداعية والمدعو هذه الخلفية تمثل مقدمة عقلية ثم يقوم الداعية بعد ذلك ببناء بنتيجة على هذه المقدمة العقلية لا يسوغ لا للداعية ولا المدعو أن ينكروا تلك النتيجة لأن الإيمان بالمقدمة يقتضي الإيمان بالنتيجة التي عليها وهذا دليل منطقي واضح لا يرتبط بدليل شرعي العقل الصحيح ليس له إلا أن يسلم به في هذا النص قام المدعو والداعية بذكر المقدمات والمسلمات التي لا يمكن إنكارها وحين وصل الداعية إلى لتلك المرحلة مرحله أخذ اعتراف المدعو بالمقدمة و إيمانه بها حين وصل الداعية إلى تلك المرحلة مع المدعو قام بعرض دليله على صحة دعواه وهي مثلاً إيمان أو الإسلام وما إلى ذلك ... وهي أنه عبد الله أنه عبد الإله و أفرده بالعبادة سبحانه وتعالى مشيراً إلى أنه من المعلوم الذي لا يُنكر أن من عبد الذي يخلق ويرزق وينفع و يضر هو الذي على الهدى ومن عبد الذي لا يقدر على خلق ولا على رزق ولا ينفع ولا يضر هو الذي على ضلاله وبذلك تسقط عقلياً بالدليل العقلي دعوى المدعو حين أدعى أن هذا الإله الصنم يستحق العبادة لأنه يعبد من لا يقدر على الخلق والرزق وما إلى ذالك ..
ماهي أبرز أساليب المنهج العقلي ؟
1)أسلوب المحاكاة العقلية القائمة على الأقيسة القائمة على القياس ومن هذه المحاكاة عدة صور نورد عليها شواهد حتى تتضح من ذلك ماجاء في قول الله تعالى " أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ " سورة التوبة .
كذلك ماجاء في قصة الشاب الذي جاء للرسول _ صلى الله عليه وسلم _ يستأذنه في الزنا ( مما رواه أبو أمامه ) " قال إن فتىً شاباً أتى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأبل القوم عليه فزجروه قالوا : مه مه ( يعني يريدون أن يسكتوه ويجعلوه يرتدع عن هذا الطلب الغريب ) فقال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ مخاطباً هذا الشاب أدنه ( يعني تعال إلي ) فدنا منه قريباً قال فجلس قال : أتحبهُ لأمك ( يقصد الزنا ) قال الشاب : لا والله جعلني الله فداك قال : ولا الناس يحبون لأمهاتهم قال : أفتُحبهُ لأبنتك قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم قال أفتحبه لأختك ... إلى بقية الحديث " الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ استخدم أُسلوب القياس في مخاطبة العقل من خلال صورة تقوم على المقارنة هذه الصورة يستطيع العقل أن يقرأها ويفهمها و يحللها وكأن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ يقيسُ حال هذا الشاب وله محارم بحال الآخرين الذين يهموا بأن يزني بمحارمهم ويقول له إن محارك لا ترضى أن يزنى بها وتجدوا في نفسك ألماً وغيْرةً شديدة جداً إذا حلّ بإحدى محارمك شيئاً من هذا القبيل من الإغراض هذا الذي تجدهُ في نفسك من الألم و الغيْرة و الغضب قِس عليه ما سيوجد عند الآخرين من محارم النساء التي ستزني بهن وحين إذن حين ننشط العقل من خلال عملية القياس تلك نجعله يحاكي حاله بحال الآخرين ويقارن بينهما فيرى هوْل ما هو مقبل عليه فيرتدع ويقتنع ويخلو ما بنفسه من اندفاع حول تلك الشهوة
ماهي مميزات أسلوب المحاكاة العقلية؟
هو أسلوب جيد وهو مجدي ومهم ويجب أن نتدرب عليه كدعاة في إقناع الآخرين وهذا الأسلوب سلكه كثير ممن يتعامل مع الناس حتى مروجِ البضائع من التجار وشركات الإعلان مروج الأفكار السياسية والمذهبية و الأخلاقية وما إلى ذلك ... كل هؤلاء يباشرون توظيف هذا الأسلوب في تسويق ما لديهم لدى الناس أسئلة الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ كما قلنا لهذا الفتى جعلته يتصور نفسه في حالٍ مساوية لحالِ من سيقع بأعراضه ومساوية لما يترتب عليها من ضرر فادح و إساءة بالغة حين إذن يرتدع و يقتنع , من
أذكر أمثلة على المحاكاة العقلية مبنية على القياس؟
الأمثلة على المحاكاة العقلية المبنية على القياس ما جاء من رواية ابن ذرٍ _ رضي الله عنه _ عن قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ " وفي بضع أحدِكم صدقة " قالوا : يا رسول الله ائت أحدنا شهوته و يكون له فيها أجر " قال : أرئيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " هذا قياس هذه غريزة أمرك الله سبحانه وتعالى أن تضعها في موضع حلال حدده بالزواج أو بالجواري ( اللي هي ملك اليمين من النساء ) وحين تعبدت الله سبحانه وتعالى بامتثال أمره بصرف تلك الغريزة في مواضعها الشرعية فإن ثمرة هذه العبادة الأجر كما أن ثمرة المعصية حين تُقضى هذه الغريزة في أمور لم يُبحها الله إثـم فكذلك طاعتك بقضائها في مواطن شرعية أجر قياس جعل الصحابة يُزيلون هذه الغراب لأنهم بلسان الحال يقولون هذه شهوة ..هذه متعة .. نحن ننشبها نحن نرغب فيها لا نغالب أنفسنا عليها مثلما نغالب الصلاة .. و الجهاد .. و الزكاة فكيف يصير لنا أجر ؟ فقال الرسول إلا لكم فيها أجر لأنكم غالبتم أنفسكم على ألاّ تُصْرَف تلك الشهوة إلا في المواضع التي حددها الله لكم فقط ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ ومنعتم أنفسكم من المواضع التي لا يسوغ لكم شرعاً أن تقضوا تلك الغريزة فيها وحين إذن جاءكم الأجر , وما أجمل الإسلام الذي جعل أمر المسلم كله له خير إن أقترن ذلك بالنية الصالحة نية التعبد لله سبحانه وتعالى , أيضاً من الأساليب المنهج العقلي
2) الجدل بالتي هي أحسن: الجدل بالتي هي أحسن يعني يَرِد ذلك حين تُناقش قضية مع المدعو مستخدمين هذا المنهج يرد ذلك في قصة مثل قصة إبراهيم _ عليه السلام _ و قد حكاها الله سبحانه و تعالى في سورة البقرة حين قال " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حاج إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فات بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " هذه المجادلة بالتي هي أحسن من داعية مع مدعوٌ قوي متكبر متجبر ظالم يقول ويفعل هذا المدعو يدّعي الإلوهية ويدّعي أنه يملك قدرات لا يملكها البشر وعلى ضوئها أستحق أن يكون إلها يعبد ..! ولذلك من باب التلطف و المجادلة المؤدبة الهادئة مراعاة لحال هذا المدعو حتى لا يخرج عن طوره فيُسئ جاء إبراهيم يطرح إليه هذا الجدل بنفس المنطق والسياق الذي يطرحه هذا الظالم المتألّه فقال إني أُحي وأميت ولأثبت ذلك أمر حراسه أن يأتوا باثنين من السجن فقتل واحد و أبقى الثاني وقال ها أنا أحييت هذا و قتلت هذا أو أمت هذا , إبراهيم عليه السلام بالمقتضيات جدال بالتي هي أحسن لن يستمر معه في نفس الحالة وإنما قال لا بأس عندي المزيد عندي هالشمس اللي نشوفه كل يوم الشمس اللي تطلع من المشرق الذي يجعلها تشرق من هذه الجهة هو الله سبحانه و تعالى وأنت إله تدعي أن لك قدرات فهلّا أريتنا تفضل منك و إحسانا قدرتك على إخراج هذه الشمس منا لمغرب ..؟! و أنّ له ذلك و أنّ له ذلك قال بعض أهل العلم في قضية الإحياء و الإماتة لو قال إبراهيم لهذا الظالم و هو النمرود أرني هذا الميت الذي قتلته أن تحييه ربما عمد إلى حيلة من الحيل التي يقوم فيها من خداع البصر أو شيء من ذلك أو التروية وجاء بشخص آخر شبيه له و قال ها هو أحييته لك وذلك من مقتضيات الجدل أن يبتعد الداعية عن المساحات التي قد تكون مثار للمراء وكثرة النقاش العقيم و أن تأخذ بيد المدعو إلى منطقة أخرى لا يجيد السباحة والعوْم فيها ولذلك سرعان ما غرق هذا المعاند هذا الظالم في هذا الجدال ولم يستطع أن يجد جواباً على ما ساقه إبراهيم _ عليه السلام _ من الأساليب التي تتبع المنهج العقلي
3)ضرب الأمثال بأنواعها سواءً كانت هذه الأمثال صريحة أو مضمنه: ( يعني كامنة ) أو سائرة و متداولة بين الناس من الأمثلة على ذلك يعني من الأدلة أوالشواهد على ضرب الأمثال الصريحة قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، ( ولم نتعب بأن نصعد السفينة كلما أردنا الماء لتحقق لنا المراد ) قال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أرادوا ( بحيث أنهم يخرقوا السفينة هلكوا جميعاً و إن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً "هذا مثال صريح لواقع مشاهد جعله الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ تجسيد لواقع الناس في قضية الإصلاح يعني كأن الناس في سفينة ولا نجاة لهم في هذا البحر إلا بطاعة الله لكن بعض ركاب السفينة يريدوا أن يعصوا الله أهل التقوى و الطاعة إن تركوهم غرقت السفينة فغرق كل ما في السفينة من الطائعين و العاصين و إن أخذوا على أيديهم ونصحوهم و دعوهم نجوا جميعاً وهكذا حال الناس في تلك السفينة الحقيقيَّة الصريحة التي في البحر إذا ترك هؤلاء الحمقى ليخرقوا في جزئهم الأسفل خرقاً ليأخذوا منه الماء هلكوا جميعاً الأمثلة الكامنة أو المضمنة قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ هذا شاهد على الأمثلة المضمنة أو الكامنة من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه قال الإمام الخطّابي في حديثه في بيانه لهذا للحديث الربقة : ما يُجعل في عنق الدابة كالطوق يمسكها لئلاَّ تشرد والمثل الكامن هنا يبين أن خرج عن طاعة الجماعة و فارقهم في الأمر المجمع عليه المتفق عليه فقد ضل وهلك وكان كالدابة إذا خلعت الربقة التي هي محفوظة بها فإنها تضيع وتتيه وتهلك و تكون عرضة للسباع و هكذا المسلم إذا فارق الجماعة كأنه تخلى عن الجماعة بأن نزع الرابط الربقة التي تربطه بتلك الجماعة فبات وحيداً معرضاً للهلاك و الفتنة و الزيغ و الضلال , من الأمثلة السائغة المثال السابق من الأمثلة الكامنة و المثال الذي قبلة (الذي هو مثال السفينة ) من الأمثلة الصريحة الآن عندنا الأمثلة السائرة المتداولة بين الناس قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة " وغيره مما صار مثلاً بين الناس , من خاف أدلج : هذا مثل متداول إلى الناس بعض الناس يتعاطاه و يلفظه ولا يدري أن أصله حديث لكن معناه واضح ولا إشكال فيه , ننتقل الآن إلى فقرة أُخرى من الفقرات المتعلّقة بالدعاوى المتضمنة لأمور عقلية وهو مواطن استعمالات المنهج العقلي ,
متى نستخدم المنهج العقلي ؟
تلك المواطن التي يُجدي فيها المنهج العقلي و يُؤثر من تلك المواطن إنكار المدعوين للأمور الظاهرة والبداهيّات العقلية وهذا حاصل بالذات في هذا الزمن مسألة واضحة جلية الأدلة عليها واضحة لا إشكال فيها وليس فيها خلاف ومع ذلك ينكر و يشاكس و يعاند و يماري من ذلك ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" هذه الآية التي في سورة الطور تبين إنكار المنكرين لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقهم و إنهم جاءوا كذا بالطبيعة أو كذا أو شيء من هذا القبيل ولذلك هم ينكرون ( لاحظ معي ) ينكرون أنه ليس هناك أصلٌ خلق الأشياء ولذلك يقال لهم أنت من خلقك ..؟ أنت من خلقك .. فإذا قال مثلاً الصنم الفلاني أو الإله الفلاني أو الطبيعة الفلانية نقول له من خلق هذا الصنم ..؟ فإذا سقطت دعواه بعدم وجود خالق وأنه لابد أن يكون خالق لأي شيء نقول له حين إذن طالما انك أقررت بأنك مخلوق وأن هناك من خلقك قٌل لي قٌل لي أأنت خلقت نفسك ؟! أو غيرك خلقك فإن قال أنا خلقت نفسي أو هذا الصنم خلقني نقل له أُخلق نفساً أُخرى الآن دعنا نرى لأنك أنت الخالق أو اجعل هذا الصنم يخلق نفساً أُخرى لنرى فتسقط الدعوى و يثبت بد ذلك أن الخالق هو الله سبحانه و تعالى . المنهج العقلي لاحظ استخدمناه الآن في أمور ينكرها المنكرون وهي ثابتة بالضرورة لا مجال لإنكارها ولكننا نسوقها بهذا السياق العقلي الذي لاحظتموه وفي نفس المجال يعني الشواهد كثيرة منه قوله " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ " هذه الآية التي جاءت في سورة الأنبياء تبين لنا كيف أن إشتراك أهل التدبير في أمر واحد يخلق الخلاف و الفوضى والتشرذم بل والقتال ولذلك لا يمكن أن يكون هذا الصنع المتقن للكون و للأرض و للإنسان وكل المخلوقات لا يمكن أن يكون من إلهين كما يدعون لأن وجود إلهين أو أكثر في مملكة واحدة يؤذِن بالخلاف والصراع وهذه سنة عقلية لا مجال لإنكارها ولا يمكن أن يثبت إلهان على مملكة واحدة على دون أن يختلفا وطالما أن الأرض سائرة بنظام واحد لا يتغير فهذا دليل على أن الذي يديرها إله واحد لا ينازعه إله آخر حتى يختلف معه فيضطرب نظام الأرض و يختلف هذا أيضاً أمر يُنكر بالضرورة أتينا بهذا الدليل العقلي لنتحضى حجة من قال بوجود إله أُخرى غير الله سبحانه وتعالى , من المواطن التي نستخدم فيها المنهج العقلي مع المعتدّين بعقولهم و أفكارهم من بعض المدعوين يرى أن العقل قوي أن العقل أقوى من النص أن العقل عنده قدرة على معرفة الحقيقة أن العقل له أشياء كثيرة ولذلك نقول له تعال أنت تقدر العقل ؟ إذن خلنا ندخل في آلة العقل التأمل .. التدبر فنجد أنه بسهولة يتأثر لأنه هو منهجه في إثبات الأشياء و إنكارها هو عقله فإذا خاطبناه انطلاقا من هذا المنهج فإنه يتأثر ولذلك هذا النوع من أنواع الناس هو موطن مهم من مواطن استخدامات المنهج العقلي أيضاً من مواطن ذلك أن نستخدمه مع المنصفين من الناس البعيدين عن التعصب لآرائهم والمتجردين مع المطالب الخاصة الذي سلموا من العصبية سلموا من الضغط الاجتماعي سلموا من أسر المصلحة و الماديات , عقلك كما يقولون حر عقله حر ولذلك المجتمعات التي تتسم عقولها بالحرية هي من أكثر المجتمعات التي ينتشر فيها الإسلام لأنه ليس هناك شيء يُقيد تلك العقول فيتعاطون مع المسائل بمرونة و تلقائية فإذا راق لهم شيئاً بعقولهم انساقوا معه و أخذوا به و سلموا به و هكذا ... أخيراً من المواطن التي يجدي فيها المنهج العقلي مع المتأثرين بالشبهات و المخدوعين بالباطل إلى غير ذلك من المواطن (......) كثيرة , لكن المتأثرين بالشبهات إذا أثرت هذه الشبهة عقلياً تجد إنك بسهولة تهدمها في عقلة وتعيده إلى الصواب
ماهي , خصائص المنهج العقلي؟
1)اعتماده على الاستنباطات العقلية و لقواعد المنطقية وهي التي يشترك الأطراف فيها الداعية مع المدعو 2)عمق تأثيره في المدعوين ورسوخ الأفكار التي تُوصلُ لهم بواسطة إليه ليس من السهل تغيير قناعات الناس و أفكارهم ولذلك سبحان الله العظيم المسألة التي تصل إلى رأس المخاطب بدليل عقلي مسألة راسخة يصعب أنه يغيرها طالما أنها ثبتت في بدليل عقلي صحيح ,
3)إفحام للخصم إسكات له إلجام لباطله ومشاكساته ,
4)ضيق دائرة استخدامه حين يقارن مثلاً بالمنهج العاطفي و المنهج الحسي فمجلاته قليلة ولكن على قلتها مهمة , هذه تقريباً أهم خصائص المنهج العقلي
و بها نختم حديثنا في هذا اللقاء حيث تحدثنا بتوفيق الله عن الدعاوى المتضمنة لأمور عقلية و ذكرنا أبرز أساليب المنهج العقلي وهي المحاكاة العقلية و الجدل بالتي هي أحسن وضربُ الأمثال بأنواعها ثم تكلمنا عن مواطن استخدام المنهج العقلي و أخيراً خصائص هذا المنهج .

إنتهت المحاضرة
__________________
- يا شام ما حـسبت أني سأبكيكِ يومًا !

آخر من قام بالتعديل أوتار سرمدية; بتاريخ 12-03-2011 الساعة 08:42 PM.
أوتار سرمدية غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 09:03 PM   #78
لماذاهذا
قبس دائم
 
صورة لماذاهذا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
تلخيص المحاضرة 8



ماهي الأمور التي يترتب عليها أن يبقى الداعية متريثا وينتظر حتى يخاطب المدعو؟

وبع ـض الحالات
يترتب ع ـليها أن يبقى الداعية متريثا وينتظر حتى يخ ـاطب المدعو ليتأكد أن إجرائه في مخاطبة المدعو
سيحقق المطلوب وينيله الفائدة التي يرجوها في حق هذا المدعو
قد تك ـون المصالح والمفاسد متساوية ..
وحين أذن يجب أن يتريث
بل قد تكون المصالح محتملة والمفاسد مؤكدة ..!
وحين أذن فلا شك أن الإرجاع وعدم الأقدام ع مخاطبة المدعو
هو الأنسب والأصح
بل هو ربما الأوجب ..!
ما اصل الفكرة وصورة الصحيحة التي تحقق المقصد الشرعي ؟
أصلها أ ن يتم هذا العمل الدعوي بالصورة الصحيحة التي تحقق المقصد الشرعي منه
ولذلك لا سبيل من المجازفة له بمصلحة المدعو
ولا سبيل للمجازفة بالإساءة بمضمون الإسلام حين يقدم الداعية على أجراء دعوي أفتقر فيه إلى معـرفة المصلحة والمفسدة المترتبة من أقدامه أو عدم أقدامه على مخاطبة المدعو
مصلحة المدعو ومنفعته هدف الداعية
لذلك قد تمكن هذه المصلحة في إحجام الداعية عن دعوته حتى يبين لهـ الأمر
أو ربما أن الداعية هنا عاجز عن بيان هذه المسألة ولذلك يتاح الأمر لمن هو أمكن منه وأقد وأكثر استطاعة على التعامل عن تلك الحال من المدعوين التي أشكلت عليه ويكون هذا المتمكن من الدعاة
عارفا بآثار نتائج أقدامه على هذه الدعوة
أو عدم أقدامه عليها.
ماهي الشواهد والاحترازت المهمة التي علماء الامه ينتبهوا لها ويرعونها وهم يخاطبون المدعوين ؟
كان هناك شيء كم الإعمال يباشرها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يظنون أنه لايترتب عليه شئ ولا ينجم عنها مفسدة وذلك في قول الله تعالى ((ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منكم ))سورة النساء
والحاصل والمختصر في هذه الآية ودلآلتها..أن هناك جماعة من ضعفاء المسلمين كانوا إذا سمعوا شيء من الكلام
الذي لا يدركونه ولا يعرفون تفصيلاته يقامون بالحديث عنه وإشاعته في أوساط الناس
ويظنون وهم يذيعون هذا الكلام أنه لاشيء عليهم ولا مفسدة فيه عليهم في ذلك لكن الأمر في حقيقته ينطوي على محاذير
تستوجب منهم ألا ينطقوا بشيء حتى يردوه إلى أهل العلم الذين يستنبطونه ويعرفون دلالته ويعرفون المصلحة في إشاعته أو عدم إشاعته لكن أنهم يتعجلون فيه من حسن النية ووهم منهم وأنه لا ضير في الحديث حول هذا المسائل
فيترتب عليها من الإشكالات وسوء الفهم ربما بعض الفتن والمشكلات

أهل العلم أهل الفهم أهل العقول الراجحة أهل الحكم والرأي هم الذين يجب أن يرجع إليهم الناس بما فيهم الدعاة الذين قد يشكل عليهم شيء من ذلك فيسألونهم ويستشيرونهم ويتأكدون عن بواطن هذه الأمور قبل إن يباشروها
أيضا ولاة الذين هم الحكام. فهم يرون بحكم موقعهم أمور لا تتبدأ للدعاة وربما لاتتبدأ في بعض الأحيان للعلماء أنفسهم
فلكل موقعه الذي يرى منه مالا يراه الآخرون حتى ولو كانوا أثداداً في مواقعهم ,فولى الأمر يرى شيئاً أشمل بكثير مما يراه الآخرون ولذلك لابد أن نعول عليه ونصدر عنه في كثير من المسائل خصوصاً تلك المسائل الحساسة فيحب أن يستنار براية ويأخذ بتوجهه وإرشاداته وهكذا العلم يدخل في نفس السياق العلماء الأمة الكبار الراسخين في العلم فهم يرون بما من الله بهم من علم أمور
لمن نرجع في حل المسأئل ولماذا ؟
مسألة ما يعلم ويخشى وقوعه ويسر وما يكتم هذه يحب أن نرجع فيها إلى من يملك فيها من ولاه الأمر ولى العلم وأهل التخصص كلً في مجاله ,خصوصا أن هذه الأمور يبادر إليها كثير من المرجفين من أهل النفاق وغيرهم ويذيعونها بين المسلمين ويستغلون تلك الفرصة ليشوشوا على الناس ويربكونهم ويعقونهم من أعمالهم ,جاء في التفسير هذا هذه الإيه وفي كتاب إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن لأبي السعود وأيضاً جاء في فتح القدير فجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للأمام الشوكاني مايثير هذه المسألة ويتأكد عليها وبين أن ترتبط بأصل مهم من أصول الإسلام وهو المحافظة المصلحة العامة ,المحافظة على أمن الناس المحافظة على فكرهم ,المحافظة على دينهم ,المحافظة على شريعتهم حتى لا يترتب على ذلك فتن وقلاقل و إعاقة
لمصالح المسلمين

ماهو قول أبن القيم وابن تيمية فيما يتعلق بمراعاة المصالح والمفاسد ؟


بين أبن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمراعاة المصالح والمفاسد حيث قال "وقد شرع الله سبحانه للأمة إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ماهو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يصوغ إنكاره وإذا كان الله يبغضه ويمقت أهله فإن إنكار المنكر حين إذاً أربع درجات بينها رحمه الله على النحو التالي وهو
الحالة الأولى:أن يزول المنكر ويخلفه ضده من المعروف وحين إذا هذه من الحالات التي يتكلم الإنسان فيها فالمصلحة بادية
الحالة الثانية:أن يقل المنكر وان لم يزل بجملة وهذه لأبأس من الحديث فيها
الحالة الثالثة :أن يخلف المنكر ماهو مثله وهذه تقدر حسب قدرها وأن كان الإحجام عن الحديث فيها أنسب إلا إذا كان المنكر الذي سيحل محل المنكر الذي جاء الحديث فيه أقل منه فيتحدث فيه بذلك
الحالة الرابعة :أن يخلف المنكر منكراً أشر منه وينتكس حاله المخاطب فيترك منكره القليل ويرتكب منكراً كبيراً فإذاً فهذا يحجم عن الكلام
فدرجتان الأولى والثانية مشروعتان ولابأس من الحديث فيها وأما الثالثة كما قلت فهي موضع اجتهاد حسب تقدير الداعية معرفة وخبرته..له أن يقدم وله أن لا يقدم وأما الرابعة فهي محرمه لأن المفسدة فيها ظاهره
أيضاً في الشأن نفسه قال شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله "إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت فإنه يحب ترجيح الراجح منها فيما ازدحمت المصالح والمفاسد جاء هذا الكلام في مجموع الفتوى
وذلك نحن نقول يعني ربما الداعية يمسك عن إظهار بعض العلم لمصلحة يراها وقد ونرى ذلك شواهد من أهمها :
ما رواه أبن بن ميمون عن معاذ رضي الله عنه قال :كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له غفير فقال يا معاذ :هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله الأيعذب من يشرك به شيء فقلت والكلام لمعاذ ,يارسول الله الآ أبشربه الناس ..قال لا تبشر بهم فيتكلوا ويعولوا... على هذا الوعد الجميل بالعفو والمغفرة ثم لايعملوا الصالحات ولاشك أن هذا توجيه بإحجام عن التبليغ لأن المصلحة ظاهرة في ذلك
لكن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأكتمل الدين وتمامه من كل جوانبه ,أظهر هذا الحديث لأن هناك أحاديث تدر ما قد يترتب على هذا الحديث من أتكال وتواكل
أيضاً جاء عن الحسن قال : قال أبو هريرة :لو حدثتكم كل ما في كيسي لا رميتمُوني بالبعر قال الحسن معلقاً على قوله رضي الله عنه والله لو حدثهم أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس وهذه مما جاءته عن الرسول الله من أخبار من الغيب ومن إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم ,فكان من إثار المناسب إلا يتحدث في هذه المسألة لأن الناس لن يصدقوها ولن يحتمل ذلك عقولهم وربما يترتب عليها ما يترتب من سوء فهم أو انتكاس وأيضاً في هذا السياق نود قول حذيفة
(لو كنت على شاطئ, ,دّدت يدي لأغرف فحدثتم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل ) يقصد أن عن الذي أسرته عنكم لو حدثتكم به لترتب عليه فتنه أدت إلى قتلي أسرع مما لو أرد يدي من الماء حتى أوصلها إلى فمي ,يبادرون الناس لشدة أثر الكلام الذي يورده عليهم مما ناسب أن يسر ولا يعلن ...وقد جاء عن بعض السلف أن مما المسائل ,مسائل لا يجمل بسائل أن يسأل عنها ولا بالمسئول أن يجيب ,لأنه لا مصلحة في إظهارها ولا مفسدة في كتمانها
بل ربما المصلحة في كتمانها ,أيضاً وحتى لا نطيل في تلك الشواهد
نود قولاً لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله "


ولاشك أن هذه يعني فيها دلاله واضحة على أن ما يجهله الناس موذرا بإنكارهم له وربما كان ذلك سبباً في تكذيبهم لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ...وعلى كلن نقول أن إسناد الأمر في الدعوة إلى الله يحتاج إلى تحرى هذه الضوابط ,يحتاج إلى الانتباه لها دوما ,فا في ذلك محافظه مكانة الدعاة وصيانة لميادين الدعوة من أخطاء غير المؤهلين لها الذين لم يرعوا التخصص ولم ينتبهوا لضرورة التأهل القوي لمباشرة الدعوة ولذلك

ماهو المنطلق مهم جاء الحديث عنه في القرآن الكريم في قول الله سبحانه وتعالى
((وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ))؟


هذه الآية في سورة التوبة فيها دلاله على أن المهام مقسم وليس هناك مكان لرجل يقوم بجميع الأدوار البتة
لابد أن تقسم هذه المهام على الناس كلن يتولى ما يستطيع منها حسب تخصصه وتأهله ولذلك جاء في هذه الايه
أن الناس يتفرغون لتفقه في الله ثم يباشروا الدعوة الناس حسب ماعرفوه من فقه وعلم وإدراك لذلك الشرع
فيكون متخصصين فيه قادرين على تبلغيه

أذكر بعض الأمثله وشواهد علي عقد الموازنة بين المفاسد والمصالح ؟

.في قصة شرع الأذان حين كان المسلمون يبحثون عن طريقة ليخبروا الناس بها عن دخول الوقت جاء فيما رواه البخاري في كتاب الأذان ومسلم في كتاب الصلاة
عن أبن عمر رضي الله عنهما الشاهد على مراعاة الخبرة والتخصص في إسناد الإعمال لمن يقوم بها
فالرسول صلى الله عليه حينما أخبره أحد الصحابة بما رآه في منامه حول كيفية الأذان والإقامة وصفتهما أقراه على ذلك
وقال له أنها لرؤية حق أن شاء الله ولكنه عليه الصلاة والسلام ..وهذا الصحابي أره الله سبحانه وتعالى صفة الأذان وصفة الإقامة وهذا شرف عظيم له ومكانه نالها حين خصه الله سبحانه وتعالى بهذه الرؤية وقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها رؤية حق إن شاء الله ,لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره أن يودي الأذان هذا الصحابي عبد الله بن زيد رضي الله عنه لم يأمره بتأدية الأذان مع الرغم أنه صحاب الرؤية فدوره هنا قد انتهاء لأن الأذان يحتاج لرفع الأذان يحتاج لمتخصص وهو صاحب الصوت الجهوري الندي الذي تخرج الأحرف واضحة نفيه ولذل قال الرسول صلى الله عليه وسلم وان الرسول صلى الله عليه وسلم أمره بقوله قم مع بلال فألقها إليه فأنه أندى صوتاً منك لان الرسول يعلم بعذوبة صون بلال وجهورية فهو كما يقال أحسن من يشنف المسامع بهذا النداء المباركة .
ولذلك هذا الصحابي حينما رأى هذه الرؤية من تكريمه حينما شرفه الله سبحانه وتعالى بهذه الرؤية إن يسند إليه لإلقاء الأذان ,لكن التخصص الذي أحترمه الإسلام واقره جعل الرسول يأمره إن يلقى هذا الأذان لبلال لان بلال هو المتخصص في ٌلقاء الأذان لندوة صوته وجهورية أيضا من الشواهد ما جاء في السيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مما أورده أبن هشام عن خروج الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة في مواسم الحج لعرض نفسه على الناس من الوفود والقبائل لدعوتهم للإسلام ,كان صلى الله عليه وسلم حينما يخرج لتلك الوفود يصطحب معه رجلان اما الأول فهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنه أعلم رجالات قريش بأنساب العرب وأخبارهم ومفاخرهم في الجاهلية ويعرف ديارهم ومنازلها وأحوالها ويعرف أسيادهم ويعرف أهل الشرف فيهم لان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له دراية الكاملة بتلك الأنساب فيحتاج إلى في الأنساب متخصص ليعطيه تقرير كاملاً عن كل قبيلة ليعرف من خلال هذا التقرير كيف يخاطب هذه القبيلة كيف يعني ينتبه لمواطن فخر ها واعتزازها ومواطن نسبتها فيعرف المداخل المناسبة من خلالها يتكلم بها لهذه القبيلة لأنك إذا كنت جاهلاً بمأثر القوم جاهلاً بوصولهم جاهلاً بكثير ما يتعلق ربما تقدم وتخطئ بالحديث عنهم وربما تثير حفظتهم وتجعلهم يستاوا منك ولا يقبلوا كلامك .
خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد صلح الحديبية ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم قيادة الجيوش لما عرف عن ذلك
ومن ذلك بعثه صلى الله عليه وسلم الآن خالد بن الوليد هل يعني أشتهر بأنه فقيه ؟...لم يشتهر بأنه فقيه ..هل عدم اشتهار خالد رضي الله عنه بالفقية ساءه أو قلل من ومكانته .لا ..إذا من الذي رفع من شان خالد وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يصفه بأنه سيف من سيوف الله..السبب أن خالد تخصص في مسألة مهمة دقيقة وهي لست الشجاعة لان هناك صحابه آخرون فيهم الشجاعة وإنما هو أختص بتكتيك والتخطيط العسكري فهو متخصص فيها ولذلك ظهر أسمه وبأن فعله وبانت فاعليته في خدمة الإسلام والمسلمين
__________________

تمــوت النفوس بأوصابها
.......................ولم يدري عوادهــا ما بها
وما أنصفـت مهجة تشــتكي
.................................أذاهــا الى غير أحــبابها
ستبقى لي منك ذكرى ماحييت


لماذاهذا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 09:26 PM   #79
نالا
مـمـيـّـزة
 
صورة نالا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
مابوه نك -دنيا فانيه - لماذا هذا

عبارات الشكر كم يصعب علي صياغتها
باقة ورد لنفوسكن الطاهرة
__________________
نالا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 12-03-2011, 10:14 PM   #80
لماذاهذا
قبس دائم
 
صورة لماذاهذا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
محاضرة 16 علي تلخيصها بعون الله وأيضاً تفريغها

العفو ياعزيزتي نالاً

ربي يسهل الأمور ونسلم المذكرة بالوقت المناسب .
__________________

تمــوت النفوس بأوصابها
.......................ولم يدري عوادهــا ما بها
وما أنصفـت مهجة تشــتكي
.................................أذاهــا الى غير أحــبابها
ستبقى لي منك ذكرى ماحييت


لماذاهذا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 13-03-2011, 10:17 AM   #81
وردةحمراء
مميّزة
 
صورة وردةحمراء الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: في أرض الله الواسعة *
المشاركات: 1,809
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة الثامنة عشرة

الأساس الثالث من أسس بناء مناهج الدعوة
الدليل المنسجم مع الدعوة يقوم هذا الأساس على عنصرين
:
الأول : الدعوى

ويراد بها كل حكم أو فرض لم يقم عليه الدليل ويعد بذالك دون الحقيقة (يعني لم يرتقي إلى رتبة الحقيقة ) ,
سؤال : لماذا وصفنا مضمون الدعوى الإسلامية (مضمون الإسلام الذي ننقله للمدعو ) بأنه دعوى لم تثبت ونريد أن نسوق لهذه الدعوى وهي فرض لم يثبت دليل ينسجم معها حتى تثبت وترتقي إلى مقام الحقيقة ؟

في الحقيقة أن مضمون الإسلام ليس دعوى (هو حقيقة) لأن مضمون الإسلام هو محتوى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لكننا أسميناه هذا المضمون (دعوى ) انسياقا مع موقف المدعو الذي لا يقرّ بحقيقة و صحة هذا المضمون

** من أهم إجراءات الخطاب الدعوي لدينا نحن المسلمين ولله الحمد أننا نراعي أحوال المدعو ونتفهم موقفه انسياق معه حتى نتسلسل به في الخطاب إلى أن نصل إلى درجة الإقناع والتأثير .
لذالك إذا قلنا له منذ البداية أن هذا المضمون ليس دعوى بل هو حقيقة يجب عليك أن تؤمن بها , اتخذ موقف معادياً معانداً وانفرط منّا وفقدناه ,
قال تعالى {قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } سورة سبأ , في هذه الآية خطاب للكافرين فيه انسياق مع منطقهم الذي لا يؤمن بدعوة الإسلام , فتقول لهم هذه الآية أنكم أيها المدعوون معرضون ،
ومثل أن احتمالية وقوع الخطأ والصواب واردة عليك أيها المدعو الكافر فإن تلك الاحتمالية أيضاً واقعة عليّ أنا أيها المسلم ,

الثاني من هذا الأساس : وهو الدليل المنسجم معها .

يراد به الدليل المتفق مع كل أجزاء الدعوة التي سيق هذا الدليل لإثباتها لدى المدعو ,
وهذا هو المطلوب لكي يدرك هذا المدعو هذا الكلام ويقتنع به ويسلم به , نسوق أمثلة على ذالك :

نسوق مثال تجريبي حتى تتضح الصورة حول طبيعة الانسجام بين الدعوى وبين الدليل حتى يكون هناك إحكام لهذه الدعوى بقوة هذا الدليل وبصلابة هذا الرهان فتثبت .
لو قلنا مثلاً لو أخرجنا للناس قطعة بهذا الشكل وقلنا هذه قطعة حديد , الناس سيتعاملون مع هذا الكلام على أنه دعوى (يعني فرض) وأنا مطالب أنني أثبت هذا الفرض بدليل ينسجم معه حتى يرتفع لرتبة الحقيقة فيكون عندهم فعلاً حديد ولا يمارون في هذا الخبر , فلوقلت لهم : إن الدليل على أن هذه القطعة من الحديد أنها موصلة للكهرباء , برأيكم هل سيقتنع المخاطبون بهذا الدليل ؟ , الجواب : لا , لأنهم سيقولون لك : إن الحديد ليس هو المعدن الوحيد الموصل للكهرباء بل هناك معادن أخرى موصلة للكهرباء وبكفاءة أحسن من الحديد إذا لازال هذا الخبر دعوى لم يثبت والعلّة في ذالك أن الدليل الذي سقناه معه غير منسجم معه , طيب نبحث عن دليل آخر فنقول : إن هذا ناقل للحرارة , هل ثبت الدعوى ؟ أيضاً لم تثبت , ليس هناك انسجام بينها وبين هذا الدليل لأن ناقلات الحرارة من المعادن كثيرة وبكفاءة أكثر من الحديد , لكن لو قلت إن هذا المعدن ينجذب للمغناطيس ؟ الذي بيدو أن الدعوى ستثبت , لأنه ليس هناك معدن ينجذب للمغناطيس إلا الحديد , ولذالك لا يمكن للخاطبين أن ينكروا هذه الدعوى وعليه من يسلم بها , فترتفع في أذهانهم إلى رتبة الحقيقة .


دعونا نسوق دليل أو شاهد من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة عن الانسجام بين الدليل والدعوى التي سيق هذا الدليل لإثباتها , اجتمع الدليل المنسجم مع الدعوى والدليل غير المنسجم مع الدعوى في هذا الشاهد وهو المتعلق بقصة امرأة عزيز مصر مع يوسف عليه السلام .
حين راودته تلك المرأة عن نفسه , فقد أقامت دليل على دعواها , بأن يوسف عليه السلام هو من بادرها عن ذالك يعني هو الذي راودها عن نفسها وحاول أن يعتدي عليها عليه السلام ,حين حكى القرآن قولها ( لاحظوا دليلها ) : {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم } سورةيوسف
لو تأملنا في هذا المقطع القرآني لم تورد فيه دليل , لأنها لما ألفت سيدها عند الباب تجاوزت التدليل و انتقلت مباشرة للعقاب وكأنها تقول بلسان الحال أمراً لزوجها عليه أن يسلم به , تقول له : إن هذا الرجل أراد أن يعتدي عليّ ونحن الآن لسنا في نقاش الدليل , لسنا بحاجة لذالك وإنما نحن في موقف تحديد العقوبة فكأنها تريد أن تصرف عقل الزوج عن الدليل الذي يثبت هذه الدعوى من أن يوسف عليه السلام – وحاشاه – هو الذي باشرها وهو الذي راودها , تصرف عقل زوجها عن هذا الدليل إلى مباشرة العقاب على السريع .
ولو كانت تملك دليلاً بسيطاً لما ترددت في ذكره , إذا الدعوى الآن ما زالت قائمة و ما زالت فرض , وما زالت عند المخاطب وهو زوجها فرض لم ترقى لرتبة الحقيقة لأنها لم تسق الدليل الذي ينسجم معه .
تجاوزت بقولها هذا مرحلة الإثبات بما ادعته على يوسف مفترضة لزوجها وقوع الأمر وحصوله بالفعل وليست بصدد إثباته (انتهينا من الإثبات) , ونقلته للمرحلة اللاحقة لثبوت الأمر وهي تقرير الجزاء المناسب في حق يوسف عليه السلام , طبعا زوجها لم يرى في ذالك دليلاً لدعواها , بل وجدها باطلة , وحين نظر في الدعوى الأخرى دعوى الطرف الأخر وهو يوسف عليه السلام , دعوى يوسف عليه السلام على وجه الدقة عدم إقدامه على ما اتهمته به , يعني دعوى يوسف التي تحتاج إلى دليل الآن أنه لم يقم بمراودتها عن نفسها , كأنه يقول : أنا أدعي أنني لم أقم بذالك . وإنما هي التي دعته لنفسها , ثم جاء الدليل المساق لإثبات دعوى يوسف وهو الدليل المتعلق بالقدّ أو المزع الذي في القميص (قميص يوسف عليه السلام) , هل هو من الأمام أو من الخلف ؟ فإن كان من الأمام فهذا دليل على أن الرجل مقدم عليها , يهجم عليها , يتبعها وهي في سبيل دفاعها عن نفسها مزعت ثوبه , أو أن القدّ في خلف القميص فمعناه أن الرجل هارب منها , منصرف عنها , يريد الخروج وهي تحاول اللحاق به فأمسكته من قميصه من الخلف فأمزع القميص
هذا الرجل من أهلها وهو رجل منصف قال ننظر للقدّ , فلما نظروا للقدّ وجدوا أنه في خلف قميصه , فكيف يكون مهاجم مقدم عليها و ثوبه منزوع من الخلف ؟
إذا هذا دليل قويّ تطابق مع دعوى يوسف بأنه لم يقم بذالك , فارتفعت دعوى يوسف إلى الحقيقة
لكن عزيز مصر هذا الزوج الضعيف المتردد لم يجد سبيل لمواجهة زوجته وإنما قال لها : {يوسف أعرض عن هذا} بمعنى أمر بنسيان الموضوع ,
ولكي يبقى الموضوع مستوراً , نكاية في موقف يوسف الذي كسر كبرياء وغرور هذه المرأة وقاوم أنوثتها , وليكون سجنه سبب لعدم نشر هذا الأمر آثروا ظلماً أن يسجنوه وهو المعتدى عليه .
هذه شواهد تبين هذه المسألة


**القصد من عرض هذه الشواهد
أن نتمثلها ونحن نسوق المضامين للناس , بحيث أن المضمون قويّ ثابت ,
فلا تكن أيها الداعية أو أنت أيتها الداعية سبب في إضعاف قوة المضمون لأنك لم توفق إلى الدليل الصحيح المنسجم مع هذه الدعوى ,

طرائق تحقيق النص أو الدليل المنسجم مع الدعوى :
كيف السبيل لتحقيقه ؟
ما هي الآليات ؟

أنواع الدعوى وكيفية تحقيق الأدلة المنسجمة معها .


النوع الأول من الدعاوى :
هي تلك الدعاوى المتضمنة لأمور حسية :

الأمور الحسية : هي تلك الأمور التي تقع تحت طائلة حواس الإنسان , ويمكن له إدراكها بتلك الحواس , يستطيع أن يتعامل معها بشكل مباشر , وطريقة إثباتها ترتكز على المشاهدات والتجارب , يعني مثلاً قلت لكم : إن في جيبي بطاقة الهوية الخاصة بي (هي أمر حسي) , والدليل ها هي أخرجها لكم(مشاهدة وتجربة) , ليس من المعقول والمنطقي أني أثبت أمر حسي بدليل عقلي فأقول : إن في جيبي بطاقة والدليل ما يلي : .... و أبدأ أورد لكم دليل عقلي كأن تقول مثلاً : أنا فلان من البلد الفلاني وأقيم الآن في البلد لستُ خارجه ,وهذا يقتضي منطق ونظام أن الهوية لابد أن تكون في جيبي , هذا دليل عقلي غير سائغ .

أن الطريق إثبات الدعوى المتضمنة إلى أمور حسية يقوم أو يرتكز على المشاهدة والتجارب بإيراد دليل ملموس مشاهد يناسبها , فيه مسايرة لمنطق المدعو الذي يزيد في إقناعه وضع يده على دليل من هذا النوع , يعبر عن ذالك في مناهج الدعوى بالمنهج الحسي في الاستدلال والإثبات ,

ودعونا نودر شواهد على ذالك :

قال الله سبحانه وتعالى { وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل} سورة الرعد , هذه الآية ساقت خبر أولئك القوم حين جعلوا لله سبحانه وتعالى شريك في عبادته , ثم أقاموا ذالك على دعوى لم تثبت , وهو استحقاق هذا الشريك للعبادة في الأرض , يقولون نعبد هذا الصنم أو هذا الوثن لأنه يستحق العبادة بما يملكه من مزايا وقدرات و خصائص , الآن نطلب منهم الدليل ؟ , ولذالك جاء الدليل موجه لمحمد صلى الله عليه وسلم حين قال : سموهم , سموا هذه الآلهة ..
حددوهم لنا يعني قولوا لنا إن إلهنا هذا الصنم أو هذا القبر أو هذا الضريح أو هذه الشجرة , وحينئذ هم أمام واحد من خيارين لا مناص لهم منهما :


الأمر الأول :
لاحظ نحن الآن في دليل حسي : أن يسموا لنا هذا الإله فيقولوا لنا هذا الصنم أو هذا الضريح الذي فيه الولي فلان .نقول الآن : أرنا قدرة هذا الإله المدعى ؟
. , نريد دليل حسي .. أنا أريتك قدرة الله سبحانه وتعالى في الخلق والإحياء والإماتة والمطر والإنبات وما إلى ذالك , أنت ارني قدرة إلهك .. وحينئذ سيجد نفسه قد ارتبك وتلعثم ولا يستطيع أن يتماشى مع هذه المسألة .

الأمر الثاني :
أن لا يسمي الإله , أن لا يحدده مخافة من هذا الموقف الذي ذكرناه , وحينئذ نقول ما هو الإله الذي ليس له اسم ؟
ما هو الإله الذي لا يمكن أن تحدده وتعين لنا موقعه وطبيعته , فتسقط الدعوى وسبب سقوط الدعوى أنه لم يوفقوا ولن يوفقوا إلى إيراد دليل ينسجم معها .

إذا أردت دليل ينسجم مع الدعوى بالطريقة الصحيحة يقيناً سيتحقق هدف مناهج الدعوى وهو إقناع المدعو لكن هل يسلم أو لا يسلم هذي مسألة أخرى كما قلنا , المهم أن الدليل إذا جاء بصورة صحيحة وانسجم وتطابق مع الدعوى يقيناً سيقتنع المدعو بصحة كلامك لكن ربما العناد والكبر يصرفه عن التسليم بها والأخذ بما فيها {وجحدوا بها واستيقنتهم أنفسهم ظلماً وعلوا}
جاء الحديث أكثر تفصيلاً حول الفئة المعاندة على الرغم أننا أثبتنا لها الدعوى بدليل حسي جاء ذالك بقول الله سبحانه وتعالى { ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس } لاحظ أن الآيه فيها محسوس أحضرنا (قراطيس ) ونزلناها عليك -تلمس -تشاهد -ترى – تحمل – تقرأ , أشياء محسوسة وكأن هذا القرطاس يتهاوى وينزل من السماء فيه آيات القرآن الكريم , آيات الكتاب وهم يرونها ثم يتلقونها ويلمسونها فهو دليل قوي واضح دليل حسي على مسألة حسية{ فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين }سورة الأنعام
وهذا هو حال المعاندين الذين اقتنعوا بعقولهم وخالفوا بجوارحهم وألسنتهم كبراوغرورا أو خوفاً على المصلحة وما إلى ذالك, فإنكارهم إنكارا ليس غير مقتنع ولكنه إنكار المعاند المغرور المعتد بموقفه .





هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
__________________
وردةحمراء غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 13-03-2011, 12:13 PM   #82
نالا
مـمـيـّـزة
 
صورة نالا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
اثابك الله وردة حمراء
جعل ماتقدمينه في ميزان حسناتك وزادك رفعة
__________________
نالا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 13-03-2011, 12:20 PM   #83
نالا
مـمـيـّـزة
 
صورة نالا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
المحاضرة العاشرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرائق وكيفيات تحقيق النص المتثبت منه..

أولاً : التعرف على المداخل المناسبة.
ثانياً: الاستعانة بالوسائل المعينة على ذلك.
ثالثاً: معرفة أصناف الكتب المعينة على اختيار الشواهد التي يحتاجها الداعية
حين يريد مخاطبة المدعو وهناك مداخل مهمة مناسبة للموضوع من هذه المداخل التي سنتطرق إليها في لقاء اليوم بمشيئة الله..
أ. التعرف على النص في مظانه المتوقعة
ب. البحث بالنص نفسه
ج. القراءة المسحية حول الموضوع الذي سيتحدث عنه الداعية
د. الوقوف على الموضوعات القريبة والمشابهة
هـ . النتاج العلمي والعملي للمجالات القريبة من مجال الدعوة

وسنتكلم عن هذه الأمور واحداً تلو الأخر بالصورة التي تحقق الفهم والإدراك والاستيعاب بحول الله تعالى أسأل الله العلي العظيم لي ولكم الإعانة والتوفيق والسداد هذه الأمور الثلاثة وهي اختيار الشاهد المناسب للمدعو ثم التأكد من إرادة بصورة صحيحة ثم التأكد من دلالته تحتاج إلى طرائق وهذه الطرائق هي التي تجعل الداعية بحول الله يباشر هذا التثبت بصورة صحيحة وهو مطمئن إلى عمله متيقن من أنه يسير به في مساره الصحيح التعرف على المداخل المناسبة للموضوع دعونا نضرب الأمثلة حتى تتضح الصورة لنفرض أنك تريد أن تخاطب شاب مراهق حول قضايا المخدرات والإدمان فيها وأنت الآن ستبحث عن نصوص من الكتاب والسنة وأثار السلف الصالح تناسب حال هذا الشاب شاب منحرف واقع في المخدرات ولذلك تحتاج نصوص قرانيه ونبوية لها علاقة بانحراف الشباب المراهقين ولها علاقة بالمخدرات والمسكرات نصوص يتم انتقائها بعناية لتنطبق فعلاً على حال هذا الشاب فتجد أنك بسهولة تعالج هذه الحال وتساعد هذا الشاب على أن يتخلص من أشكاله ولذلك كيف نهتدي إلى تلك النصوص كيف نعثر عليها كيف نغوص في كتاب الله وسنة رسوله ثم نجدها بسهولة ثم نستخدمها في مخاطبة المدعو ؟

الأول/ التعرف على المداخل المناسبة للموضوع ..
ثانياً/ الاستعانة بالوسائل المعينة على ذلك ثمة وسائل نعرف من خلالها كيف تعيننا تلك الوسائل على معرفة النصوص فنأخذها..
ثالثاً /معرفة أصناف الكتب والمراجع التي تعين على اختيار تلك الشواهد وتحديد أماكنها في المصحف الشريف وكتب الحديث الأخرى..

السبيل الأول/ وهو التعرف على المداخل المناسبة للموضوع

ماهي المداخل المناسبة للعثور على النص ؟

المدخل الأول /وهو البحث في النص في مظانه المتوقعة
وهو البحث عن النص القرآني أو النبوي بواسطة الوقوف على الموضوع في مظانه وهي كثيرة ينبغي للداعية أن يتعرف منها على ما يخص موضوعة البحث عن النص في مظانه مثلاً قضية فقهية أين تتوقع أن تجدها أنت أمام أمرين أما أن تبحث في صور القران التي كثر فيها الحديث في المسائل الفقهية أو تبحث في أبواب الفقه في كتب الفقه وبالذات الكتب التي شرحت المتون مثلاً كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع هذا الكتاب شرح متناً مختصر وهو زاد المستقنع هذا الشرح الروض المربع تجد أن شارحه حين يأتي بالمسائل الفقهية لا يكتفي بشرحها و أنما يأتي بالآيات والأحاديث التي تؤيد هذا الشرح وتزيد في توضيحه بل أن الروض المربع في أربع مجلدات جاء شرح له تحت عنوان حاشية الروض المربع في سبعة مجلدات زاد الحديث فيه وزاد الاستشهاد وزادة إيراد النصوص القرانيه والنبوية فأنت إذا بحثت في المسكر أو في الأحكام الفقهية التي لها علاقة بهذا المسألة إذا بحثت في الأبواب الفقهية التي لها علاقة بالشباب وبالقصر وبالبالغين وما إلى ذلك إذا بحثت في الأبواب الفقهية المتعلقة بالحدود وإقامتها كالحدود المسكر وما إلى ذلك يقيناً يقيناً ستجد أن المسائل الفقهية اقترنت في تلك الشروح بنصوص كثيرة من الكتاب والسنة بل و ستجد أقولاً كثيرة للعلماء تحدثت عن هذه الفئة من الناس وهم الشباب وتحدثت عن المسكرات وأسبابها وكيف يقع الناس بها وكيف نخلص هذه الفئة منها إذا هذا ما ظن متوقع نعثر فيه على نصوصاً لها علاقة بالمشكلة التي ستباشر الحديث عنها..

المدخل الثاني /الذي يوصلنا إلى النصوص المطلوبة أن نبحث عن النص من خلال كلمة فيه أو مفردة تتصل بموضوعة والبحث هنا يكون في المعاجم المختلفة التي صنفت ما أشتمل القران الكريم والسنة النبوية عليه من ألفاظ ولبيان هذه المسألة هناك معاجم مفهرسة فهرسة آيات القران الكريم فهرسة حسب الألفاظ مثل معجم مفهرس لألفاظ القران الكريم سيأتي الحديث لاحقا عن هذه الكتب وعناوينها ومؤلفيها وخصائص كل كتاب لكن أنا أبين أجمالا كيف نتعامل مع هذا المدخل مثلاً كلمة الشباب نعيدها إلى أصلها فتكون شب أو شبب ثم نبحث عن هذا الأصل في تلك المعاجم فنجد أن هذا المعجم أورد جميع الآيات القرانيه التي تضمنت مادة شب أو شبب بجميع اشتقاقاتها ثم تبحث أنت في تلك النصوص ربما يجتمع عندك عشرة نصوص خمسة عشر نص مئة نص ثم تبدأ تقرأها واحداً تلو الأخر لترى أيها أقرب في معناه ودلالته وموضوعه إلى موضوعك الذي تخاطب هذا المدعو به ..
فتقوم بتصفية تلك النصوص وتنتقي منها عدد قد يكون أربع نصوص إلى عشرة نصوص هي الأقرب في دلالتها وطرحها لمشكلتك التي ستخاطب المدعو بشأنها ولذلك هذه المعاجم تقودك بيسر وسهولة إلى هذه النصوص وهكذا الشأن في نصوص الحديث النبوي فقد ألفت معاجم مثل المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف جاء في هذا المعجم وهو ألفه مجموعة من مستشرقين الألمان جاء في هذا المعجم كل ما جاء في حديث الرسول من ألفاظ وأنت بنفس الطريقة التي ذكرناها في القرآن الكريم فابحث عن أصل الكلمة التي لها علاقة بموضوعك فتجد أن هذا الكتاب أو هذا المعجم يدلك على الأحاديث التي جاء فيها هذا الأصل لتلك الكلمة أو إي اشتقاق من اشتقاقاته ثم يبين لك هذا المعجم أين يوجد هذا الحديث إن كان في صحيح البخاري أو مسلم أو في واحدة من السنن الأربع أو في مسند الأمام احمد فتذهب إلى هذه الأحاديث وتجمعها ويكون عند في النهاية حصيلة مقدارها عدد كبير من الأحاديث تبدأ بقرأتها ومعرفة دلالتها لتتأكد بعد ذلك أيها أقرب لمشكلتك التي تخاطب المدعو بشأنها فتختارها وتنطلق منها في مخاطبة المدعو..

المدخل الثالث/
وهو القراءة المسحية في الدراسات والمؤلفات
التي تناولت القضية التي أنت بسببها أيها الداعية ونحن الآن أمام قضية المراهقين و المخدرات لأنها في الغالب مكمن أو موقع نتوقع أن نجد فيه نصوص من الكتاب والسنة أوردها مؤلفها حول هذه المسألة سنجمع بناء على هذا المدخل اي كتاب تكلم عن المراهقين سواء مؤلفات علماء الشريعة أو مؤلفات علماء النفس علماء التربية علماء الاجتماع أو حتى المؤلفات الطبية التي تكلمت عن سلوكيات المراهقين شخصياتهم نزعاتهم نفسياتهم ونجد من بين تلك النصوص ما قام على معالجة شرعية وربما أن المؤلف أورد بعض النصوص القرآنية والنبوية فنجد أن هذا الكتاب يدلنا وبسهولة على مجموعة من النصوص نستفيد منها في معالجة هذه القضية أيضاً فيما يتعلق بالقراءة المسحية نبحث عن الكتب والمؤلفات والأبحاث وربما المقالات في الدوريات والمجلات عن مسائل المخدرات والمسكرات وأنماط استخداماتها وشيوعها وانتشارها وأضرارها ومتعاطيها وما إلى ذلك سنجد من خلال هذه النصوص أو من هذه الأبحاث من تلك الدراسات أنها تدلنا على نصوص من الكتاب أو السنة أو نصوص لسلف الصالح لها علاقة بالموضوع فنختار منها ما يناسب وكما يقال أن العلم رحيم بين أهله هكذا الداعية هكذا العالم يستفيد من غيره من العلماء وتتضافر الجهود وتتكامل فتجد أن جهدك يستفيد منك العالم الأخر وجهد العالم الأخر تستفيد أنت منه..

المدخل الرابع/ وهو الوقوف والإطلاع على الموضوعات القريبة من موضوع الداعية
قد يتبين له من خلال هذه الموضوعات رؤية جديدة رأي جديد زاوية جديدة ما خطرت على باله لها علاقة بقضيته وهي وقضية الشباب والمخدرات ومن ذلك على سبيل المثال مثلاً لو كنت تبحث في موضوع الخجل أنت تبحث في موضوع الخجل استعرض النصوص التي تكلمت عن الحياء لأن هناك تشابه ظاهري بين الخجل والحياء فربما أن الحديث عن الحياء يسوقك إلى مسائل مهمة عن موضوعك الرئيسي وهو الخجل فتستفيد منه ومن مثل ذلك إذا كنت تبحث في نصوص لها علاقة بالرشوة وتحاول أن تعالج هذه الرشوة في أوساط المدعوين فلا مانع أن تبحث في عن النصوص القرآنية والنبوية التي تكلمت عن الهدية لأن ثمة تشابه ظاهراً بين الرشوة والهدية لكن هناك اختلاف بالمقاصد والنوايا الحديث عن الهدية مع انه ليس موضوعك الأساسي سيجلي لك قضايا مهمة تعينك على أن تخرج بموضوع الرشوة بصورة صحيحة تؤثر بها في المدعو بل أنها تنجيك من الخلط بين الرشوة والهدية فتتكلم عن الرشوة وأنت تقصد الهدية وتفضي إلى المخاطب بشيء غير صحيح لو كنت تكلم مثلاً عن المدارات والمجاملة وهي مسلك حسن يتم على ضوئية التعامل بين الناس فيلزم أن تبحث في نصوص المداهنة والنفاق وتسوق الناس إليها حتى يوظفوها بالصورة الصحيحة وهكذا الحال بالشاب المراهق والمخدرات أبحث عن النصوص الأخرى التي تكلمت عن أشياء التي تتصف بأنها مفترات وقد جاء في الحديث" أن الله نهى عن كل مفتر ومسكر" ما هو الفرق بين المفتر والمسكر تعرف هذه الأمور المتداخلة فيتجلى لك شيء منها حين يتضح الشيء الأخر من المداخل ..

ماذا ينبغي عليك ايها الداعية؟

الإطلاع على النتاج العلمي..
أن تطلع على النتاج العلمي والعملي لمجالات غير الدعوة فيجب أن لا تحصر نفسك في هذا المجال خصوصاً أن الدعوة كما قلنا في بدايات حديثنا في المحاضرات الأولى أن الدعوة هي ضرب من ضروب أو علم من علوم الاجتماع والمقصود بعلوم الاجتماع التي هي تلك العلوم التي يحصل فيها التفاعل بين الناس والداعية والمدعو من الناس ولذلك كثيراً من علوم الاجتماعية مثل علم النفس علم التربية علم السلوك علم الاجتماع علم الدعوة الحسبة كلها تحت مظلة التفاعل والتعامل بين الناس صحيح لكل علم من هذه العلم مجاله وله أهدافه ومراميه وله مقاصده إلا أنه تشترك في أنها تقوم على أن هناك تفاعل بين الناس تعامل بينهم ولذلك لاحظ معي أنا كالداعية بحاجة إلى أن أعرف واقع المدعو والمدعو هنا الشاب المراهق إن مما يعنني على معرفة حال المراهق بالذات في الجانب النفسي أن أرجع إلى علم النفس فهو العلم الأقدر على تشخيص الحالة النفسية للفئات المختلفة للإنسان و منها المراهق فأعرف على ماذا تنطوي نفسيته ما هي مراميها ما هي دوافعه ما هي المؤثرات فيه كيف وصل إلى هذه الحالة التي لم يغالب بسببها رغبته في مباشرة المخدرات ثم أعرض هذا التشخيص النفسي على ما لدي من النصوص الكتاب والسنة وأبدأ على ضوء ذلك بالمعالجة الدعوية حين كنت بصيراً بحال المدعو وهو الشاب المراهق من الأشياء التي يستعين الدعاية بها أن ينظر فيما لدى علماء التربية حول إكساب المخاطب شيء من السلوك وجعله يتبنه ويأخذ به من جانب أن هذا السلوك أو هذا المفهوم الإيجابي إذا ربينا الإنسان عليه فأن فيه وقاية وسلامة له من أن يقع في الأخطاء والمنكرات وما إلى ذلك هذه الجوانب التفاعلية بين تلك العلوم يجب أن لا تغيب عن بال الداعية وهو يخاطب الناس ولا يظن أنه مكتفين بعلمه ولا يحتاج إلى غيره من أصحاب التخصصات الأخرى أنما عليه أن يرجع إليهم ويستفيد مما لديهم والأمر كما قلنا سابقاً إن العلم رحم بين أهله..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________
نالا غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 13-03-2011, 01:03 PM   #84
نالا
مـمـيـّـزة
 
صورة نالا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
المحاضرة الرابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حيث سبق الحديث عن المفهوم اللغوي وسنتحدث هذا اليوم بمشيئة الله في المفهوم الاصطلاحي ..
المفهوم الاصطلاحي/
لاحظوا هنا اننا استخدمنا في المعنى الاصطلاحي معنى مفهوم ولم نستخدم تعريف ذلك بأن هناك فرق بين المفهوم والتعريف وهذا الفرق يقتضيه جلاء ووضوح الشيء المعرف فإذا كان الشيء المعرف قد اتضح والتصور عنه جوابان ولم يعد حوله اشكال او خلاف بين العلماء والمختصين فيه والصورة بشأنه صارت جليه واضحة لا اشكال فيها اذا كان امر المصطلح..
بهذه الصورة وصفنا معناه بأنه تعريف وكما قالوا اهل العلم ان تعريف التعريف هو الحد المانع الجامع يعني الجامع لكل خصائص وسمات وصفات الشيء المعرف وفي نفس الوقت المانع من دخول اي شيء ليس له صلة بهذا المصطلح اليه..
ومن الامثلة والصطلحات التي معناها ارتقى الى رتبة التعريف لنضوجه ووضوحه كتعريف الصلاة مثلا فالصلاة هي تلك الاقوال المبتدئة بالتكبير والمختتمة بالتسليم ولذلك هذا التعريف لايتطرق اليه الشك وليس عليه خلاف حتى الصياغة التي بنا تكاد تكون مجمع عليها ولا اشكال فيها اما المعاني التي
لازال التصور بشئنها لازال بطور البناء والتكوين لازالت وجهات النظر فيها شيء من الاتفاق في جوانب والاختلاف في جوانب لازال هناك امور لازالت غائرة وتحتاج مزيد من التجلية والدراسة والاستقراء والفهم ولذك نجد ان المعنى الذي يوضع لتلك المصطلحات يسمى مفهوم
وكأننا اذا وضعنا مفهوما لمصطلح من هذه المصطلحات نقول اننا نفهم هذا المصطلح لتلك الصورة هذا فهمنا له فهو فهم لانلزم به الاخرين لأن تصورنا لازال في بناء التكوين في هذا المصطلح وبهذا القبيل مصطلح مناهج الدعوة فنحن وضعنا له معنى هذا المعنى لايمكن ان نقول بتعريف يعنى انه حد جامع مانع جامع دخول اي شيء له علاقة في بمناهج الدعوية اليه وجامع في نفس الوقت لكل خصائص
الدعوة فيه ..
من سمات التعريف :
كثر عباراته ووضوحها ومباشراتها للدلالة بينما المفهوم اطول في عباراته تجد ان المفهوم الاصطلاحي لكلمة من الكلمات يتجاوز سطرين الى ثلاث اسطر ايضا..
المفهوم يستوعب شيء من الشرح والتفصيل وشيء حتى من ضرب الامثلة ولذلك لاغرابة اذا طال المفهوم ووصل الى ثلاثة اسطر واحيانا الى اربعة اسطر فنحن بحاجة الى ان نعبر عن فهمنا لهذا المصطلح بالصورة التي تجعل القارئ والمتلقي وطالب العلم يفهمه كما فهمناه نحن..

مناهج الدعوة في الاصطلاح /
هي العمليات الخاصة التي يسلكها الداعية لكي يصل الى مايهدف اليه تجاه المدعو على اساس علمي بعيد عن الارتجال والممارات ..
**محاور مفهوم الدعوة **
المحور الاول /فهو ان مناهج الدعوة هي عمليات خاصة وذكرنا عمليات بصيغة الجمع وليس بصيغة الافراد ان المنهج الدعوي في الاسلام هو حقيقة مكون من عمليات عديدة التعدد في تلك العمليات والكثرة في تلك العمليات سببه التعدد في احوال المدعوين والكثرة في اصنافهم وعدم استقرارهم على حال ولذلك لابد ان يتوائم ويترافق مع هذا التعدد في احوال المدعوين تعدد في العمليات الدعوية الداخلة تحت المنهج الدعوي بإعتبار انه لايمكن ان نخاطب المدعوين كلهم بمنهج دعوي واحد او بعملية دعوية واحدة تقوم على سبيل المثال على الرفق واللين..

هناك بعض المدعوين حالهم تقتضي الرفق لكن آخرين من المدعوين لابد ان نسلك معهم مسلك الترهيب والحزم والشدة بعض المدعوين نسلك معهم مسلك التأليف وبعض المدعوين نسلك معهم مسلك الهجر وبعض المدعوين عالم او نصف متعلم او امي جاهل بعض المدعوين متعصب وبعضهم لين وبعضهم مسرف في التنازل بعض المدعوين كبير في السن وذهنه منغلق على افكار معينة بعض المدعوين متوسط في السن وبعضهم طفل او مراهق يغلب عليه نزعات ونزوات معينة لاحظوا كيف التعدد في احوال الناس هذا التعدد في احوال الناس لايسوغ معه ان نستخدم
منهجا دعويا واحد بحيث انه يصلح للجميع وهنا تأتي حصافة الداعية الذي عرف المنهج الدعوي الصحيح فصار كالطبيب يشخص المريض وينتقي له الدواء المناسب يشخص المدعو وينتقي له العملية الدعوية المناسبة ويظهر ابداعه وانجازه وانتاجيته من خلال تفهم الاحوال العديدة للمدعو ويبني عليها تلك العمليات العديدة الدعوية التي تأتي تحت المنهج الدعوي هذا الحرص لابد ان يكون مزروعا في قبلك ايها الداعية..

كما هو موجود في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وغلب عليه في حياته وتصرفاته وسلوكه فقد جاء الحديث عنه في القرءآن الكريم في قول الله سبحانه وتعالى: ( لقد جاءكم رسولا من انفسكم عزيزٌ عليه ماعنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) عزيزٌ عليه اي شديد
يتعبه يقلقه يؤرقه ماعنتم اي لعانت الذي يصيبكم ولذلك شعوره صلى الله عليه وسلم بأحوال امته جعله يتقلب فيهم بتلك المناهج او تلك العمليات المختلفة التي يوائم بها تلك الاحوال المختلفة للمدعوين في زمانه ونحن به مقتدون صلى الله عليه وسلم جاء ادانة لذلك جليه برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: ( مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما اضاءت تلك النار فلما اضاءت ماحولها جعل الفراش وهذه وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فذلك مثلي ومثلكم انا آخذ بحجزكم عن النا هلما عن النار هلما عن النار فتغلبوني فتقتحمونها ) رواه البخاري


ولاشك ان هذا الحديث يغلب عليه نبرة الرحيم العطوف المشفق الذي يصيبه العنت والالم مايلق بأمته اي مايسوؤها ولذلك شبه حاله مع امته كالرجل الذي اوقد نارا فتأتي هذه الفراشات فتقتحم هذه النار فتحترق فيها فهو يحجزها ويطردها عن النار لكنها تغلبه فتقتحم هذه النار .. حاصل القول في هذا المحور
ان تعدد احوال المدعو واختلافها وتأثرها بطبيعته النفسية وبطبيعته الجسدية وتأثرها بما فطر عليه وجبل عليه مما خلقه الله عليه من سلوكه
وغرائزه وما الى ذلك وتأثر هذه الاحوال ايضا بالبيئة بما فيها من عادات وتقاليد وتأثرها بطبيعة الزمان الذي يعيشه المدعو وبطبيعة المكان الذي يحيا فيه المدعو..

المحور الثاني/تحديد الهدف من الاتصال بالمدعو ثم تحقيقه
نحن قلنا في تعريف او في مفهوم مناهج الدعوة الاصطلاحي انها العمليات الخاصة وهذا انتهينا منه ثم التي يأخذ بها الداعية لكي يصل الى مايهدف اليه هذا هو المحور الثاني المهم وذلك ان من اسس او من اهم عوامل نجاح هذه المناهج ان لها هدف تسعى اليه ونحن نعرف
ان من اهم اسباب نجاح الاعمال وهو عنصر مهم يقوم عليه التخطيط للانجاز والانتاج بيان الهدف فإذا غاب الهدف فإننا نحكم مسبقا على ان العمل سيبوء بالفشل ولن يحقق المطلوب العمليات الخاصة او المنهج الدعوي له هدف واضح جلي وسنتكلم عنه بشيء من الايجاز لكنه ايجاز محقق للمطلوب بإذن الله ..

العمليات الخاصة هي مجموعة من الوظائف او مجموعة من المهام يقوم بها الداعية تلك الوظائف هي التي يباشرها من خلال الخطبة الخطابة من خلال التأليف من خلال الحوار من خلال المجادلة من خلال الاتصال الفردي من خلال الاتصال الجمعي هذه مجموعة التي نسميها الاجراءات الدعوية او العمل الدعوي بمختلف اشكاله يقوم الداعية به ليصل الى المدعو فيحقق الهدف الذي يريده من خلال هذا الاتصال به تجاه المدعو وهو الوصول بالمدعو ايًا كانت حاله وعلى اي حال كان الى افضل نتيجة ممكنه ونقله من الشر الى الخير ثم بعد ذلك يرتقي به في درجات الخير والفضيلة وتمكينه من مزايا عودته والتزامه واستقامته ليحضى بنعيم تلك العودة..

الحديث عن الهدف هنا يجب ان نفرق فيه بين نوعين من الاهداف وهذا التفريق سببه ان هناك فرق بين كون
أ/ الدعوة كفريضة
ب/ الدعوة كمنهج

اما الدعوة كفريضة اوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده وجعلها من اساسيات هذا الدين فلا شك ان هدفها الاساسي هو تغيير حال الناس نقهم من حال السوء الى الحسن ونقلهم من الحسن الى الاحسن نقلهم من الكفر الى الاسلام ونقلهم من المعصية والفسق والفجور الى
الطاعة والاستقامة والالتزام هذا هو الهدف للدعوة كفريضة..

لكن هدف الدعوة كمنهج لعمليات دعوية يقوم بها الداعية هذه العمليات التي
نتعامل معها على انها اجراءت فنية حرفية تقوم على اسس علمية ترتبط بمواطن التأثير مواطن الاقناع مواطن التغيير ماهو هدفها هل هدفها هو التغيير ام انها تسعى الى هدف آخر في حقيقة الامر ان الهدف الفعلي لمناهج الدعوة بإعتبارها عمليات امنية بإعتبارها عمل له اجراءات عديدة هو احداث القناعة لدى المخاطب بمضمون الاسلام الذي القيناه عليه هذه القناعة اذا حصلت فمعنى ذلك ان مضمون الاسلام وصل الى رأس هذا المخاطب بصورة صحيحة مرة اخرى ان الهدف التي تسعى اليه مناهج الدعوة هو نقل مضمون الاسلام
الى رأس المدعو بصورة صحيحة يترتب عليها الاقتناع وليس بالضرورة بالتغيير والتحول فإذا حصل الاقناع وتغيرة الفكرةالتي في رأس المدعو عما يؤمن به ويتمسك به ويتعصب له فحين اذن فإن منهج الدعوة قد حقق هدفه بعد ذلك هل سيتغير حال المدعو ويرضخ لتلك القناعة الجديدة هل يستسلم المدعو لتلك القناعة الجديدة فتنقلب حاله من الكفر الى الاسلام ومن المعصية والفسق الى الطاعة والاستقامة..

هذا امره ليس للداعية وانما امره له سبحانه وتعالى وختى نوضح هذه الصورة ونبرهن عليها جاء في قول الله سبحانه وتعالى (وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ) الحديث هنا عن فئة من المدعوين جحدوا برسالة الحق مع ان انفسهم وعقولهم استيقنت بها واقتنعت لكنهم لم يستسلموا لها ولم يرضخوا لها بسبب العناد الغلو الخوف على المصلحة الخوف على المنصب وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وهذا التكبر على الحق وعدم قبوله رغم الاقتناع به هذا ضرب من ضروب الظلم الرسول صلى الله
عليه وسلم حينا كان يشعر بشيء من المرارة لعدم استجابة الناس اليه كان الله سبحانه وتعالى يخاطبه ويقول: ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا ) وفي آية اخرى ( وما على الرسول الا البلاغ المبين ) البلاغ هو تقريبا رديف او توضيح
او بيان لمعنى المنهج الدعوي الذي هدفه تحصيل القناعة وليس التغيير اننا في تلك الحالة حققنا الهدف..

لاحظوا معي
ونختم محاضرة هذا اليوم بهذه المسألة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعو في مكة اليس منهجه هو الارشد والاحكم والاصوب يقينا نعم مع ذلك هل كل من دعاهم صلى الله عليه وسلم استجابوا له الجواب لا واولهم عمه نصير الدعوة الذي مات وهو يحاول يدخل
في الاسلام مع ذلك لم يرضخ فقال متحدث عن نفسه انه على دين اباءه هل يعني ذلك ان هناك خللا او نقصا في منهج الرسول في الدعوة حاشاه صلى الله عليه وسلم يقينا لا لكن الهدف قد تحقق وهو ان كل من خاطبهم الرسول كأبي جهل والوليد كلهم يقينا يقينا اقتنعوا بصحة رسالة محمد وايقنوا انه نبي وايقنوا انه يوحى اليه لكن الكبر جعلهم يجحدون ويستنكرون..



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

آخر من قام بالتعديل نالا; بتاريخ 13-03-2011 الساعة 01:10 PM.
نالا غير متصل   الرد باقتباس
إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)