|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
16-11-2005, 08:49 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 134
|
شبهة؟؟ هل الجهااد مايقوم فيه الا كاامل الايمان؟
هذا الموضوع بحث عن مسئلة شبهة ان(( لا يقوم بالجهاد الا كامل الايمان))؟؟
وقبل ان ادخل بهذا الموضوع الذى نقلته من احد الفتاوى احب ان ندخل في موضوع مهم وهو عن مراتب الايمان للتتضح الصوره إن العلماء الذين كتبوا في مسمى الإيمان -كشيخ الإسلام- عند أهل السنة والجماعة بينوا أنه على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: أصل الإيمان: وهي الحد الأدنى منه والتي من لم يأت بها لا يمكن أن يكون مؤمنا وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر ويدخل في هذه المرتبة الأعمال التي نص الشارع على أن من تركها يعد كافرا كالصلاة مثلا. المرتبة الثانية: الإيمان الواجب: وهذه المرتبة يدخل فيها الإتيان بكل الواجبات والانتهاء عن جميع المحرمات، ومن يأت بهذه المرتبة على وجهها وإن لم يزد عليها فإنه يستحق دخول الجنة دون عقاب. والمرتبة الثالثة: وهي الإيمان الكامل بالمستحبات: وهي المرتبة العلية التي يتسابق فيها المتسابقون بما يأتونه من النوافل والفضائل الزائدة على الواجبات. وقد دل على هذه المراتب الثلاث قوله سبحانه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ). وكل من نقص عن المرتبة الثانية أو قصر فيها فهو من أهل الوعيد، لأنه إما تارك لواجب أو مرتكب لمحرم وصاحبه من عصاة الموحدين وهو ما يسمى بالفاسق الملي. قال شيخ الإسلام في بيان هذه المراتب: (وهو مركب من أصل لا يتم بدونه، ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة، فالناس فيه ظالم لنفسه ومقتصد وسابق) [مجموع الفتاوى 7/373[. فإذا كان المقصود بأن المرء لا يخاطب بآيات الإعداد أو الجهاد حتى يكتمل إيمانه أي: حتى يأتي بالمرتبة الثانية على أتم الوجوه وأكملها، فإن هذا لا يمكن أن يكون، وذلك – وكما بينا – أن الإيمان الواجب يدخل فيه القيام بكل الواجبات والانتهاء عن جميع المحرمات، وهذه الواجبات يدخل فيها الجهاد والإعداد كما يدخل فيها الصوم والحج، فإذا كان المرء تاركا للإعداد الواجب أو الجهاد العيني فإنه لم يأت بالإيمان الواجب بل هو في دائرة الوعيد كالتارك للصيام بغير عذر سواء بسواء، ولا يمكن لمثل هذا أن يكمل إيمانه إلا بأداء عبادتي الجهاد والإعداد، هذا من حيث أصل المسألة وجهة تصورها. أما إن كان المقصود بعدم مخاطبة ناقص الإيمان بالآيات المذكورة، أن الفاسق المرتكب للمحرمات كالزنا وشرب الخمر والسرقة ونحو ذلك لا نخاطبه بالجهاد ولا بالإعداد حتى يقلع عما هو فيه من الفسق والفجور فهذا ما لا دليل عليه من الكتاب ولا السنة، وليس لأحد من المسلمين أن يسقط التكاليف الشرعية والأوامر القرآنية عن أحد بدعاوى لا تعتمد على دليل واضح جلي، وإلا لأمكن لكل أحد أن يتفلت من تلك الأوامر بأي وسيلة شاء وتحت أية ذريعة أراد. هذا والأدلة من الكتاب والسنة على بطلان هذا القول لا تكاد تحصى: أولها: أن الأوامر التي جاءت تأمر بالجهاد والإعداد جاءت مطلقة لم تفرق بين مؤمن ومؤمن ولم تخص تقي عن شقي ولا عدل عن فاسق بل كل من صح أن يطلق عليه اسم الإيمان – هو شامل للمراتب الثلاثة المذكورة – فهو مخاطب بها كغيرها من الأوامر، فكما لا يجوز لأحد أن يقول إن قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)، خاص بكاملي الإيمان، فكذا لا يجوز له أن يقول إن قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ) خاص بهم، وما يقال في تلك الآية يقابل بمثله في هذه، ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، وهذه الآية تنص على أن المؤمنين الذين كمل إيمانهم واستحقوا التزكية من الله تعالى هم الذين آمنوا به وبرسوله ولم يشكوا أو يرتابوا في وقت من الأوقات ثم جاهدوا في سبيل ذلك الإيمان بأموالهم وأنفسهم فهؤلاء هم الذين صدقوا في أنهم مؤمنون حقا، وهذا يبين أن المرء لا يمكن أن يكون مؤمنا حق الإيمان كاملا فيه حتى يجاهد بنفسه وماله. قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: (أي إنما المؤمنون الكمل (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) أي لم يشكوا ولا تزلزلوا بل ثبتوا على حالة واحدة وهي التصديق المحض: (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، أي وبذلوا مهجهم ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه (أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) أي في قولهم إذا قالوا إنهم مؤمنون) [تفسير ابن كثير 4/220[. ومن ذلك أن المرء يحتاج إلى أعمال صالحة تذهب عنه درن السيئات وران الموبقات، والجهاد من أعظم الأبواب التي ينال بها المسلم هذه المزية كما قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * )يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، فالآية نصت على أن الجهاد هو أحد الطاعات التي يغفر الله بها الذنوب ويكفر الخطايا، ولم تفصل نوع تلك السيئات فقد تكون من الكبائر أو من الصغائر. فالفاسق الذي ابتلي بارتكاب المعاصي واقتراف الآثام أولى له أن يجتهد في أداء هذه العبادة، لمحو ما سيئاته وذنوبه، وينبغي أن يحض على القيام بها لا أن يمنع منها ويجعل بينه وبينها حواجز وموانع ما أنزل الله بها من سلطان. وفي هذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ومن كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد فان الله عز وجل يغفر ذنوبه كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [مجموع الفتاوى 28/421[. وأما الأحاديث: فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم). ومن آثار الصحابة رضي الله عنهم قصة أبي محجن رضي الله عنه، وفيها: (أتى سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر، فأمر به إلى القيد، وكانت بسعد جراحة فلم يخرج يومئذ إلى الناس، قال: وصعدوا به فوق العذيب لينظر إلى الناس، واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، فلما التقى الناس قال أبو محجن: كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا، فقال لابنة حصفة امرأة سعد: أطلقينى ولك الله على إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد، وإن قتلت استرحتم مني؛ قال: فحلته حين التقى الناس، فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء، ثم أخذ رمحا ثم خرج فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم، وجعل الناس يقولون: هذا ملك لما يرونه يصنع، وجعل سعد يقول: الضبر ضبر البلقاء، والطعن طعن أبى محجن، وأبو محجن في القيد، فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد، وأخبرت ابنة حصفة سعدا بما كان من أمره، فقال سعد: لا والله لا أضرب بعد اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم، فخلى سبيله فقال أبو محجن: قد كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها، فأما إذ بَهْرَجْتَنِى فلا والله لا أشربها أبدا) فهذا الصحابي كان يشرب الخمر وما منعه ذلك من أن يجاهد في سبيل الله، بل كان إقدامه على الجهاد وبلائه في القتال سببا في إسقاط الحد عنه. ولهذا كان اختيار بعض الفقهاء منهم ابن القيم أن من ارتكب موجبا للحد في الغزو ثم أتى من الأعمال الصالحة ما يدل على صدق توبته وما يربو على ذلك الذنب أن الحد يسقط عنه كلية سواء كان في دار الحرب أو رجع إلى دار الإسلام. وإذا كان من اعتقاد أهل السنة أن الجهاد يجب وهو ماض إلى يوم القيام مع كل بر وفاجر لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر، وهؤلاء الذين يغزى معهم ويقصدهم العلماء هم القادة والأمراء، ولم يقل قائل ممن يعتد به إن فسقهم يمنعهم من القتال أو يحرم الغزو معهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، فكيف إذا يمنع الفاسق الذي قد يكون جنديا مغمورا في الجيش من الجهاد والغزو بدعوى أن إيمانه لم يكتمل، وأن آيات الجهاد والأعداد لا تخاطبه وهو على تلك الحال من الفسق. قال الإمام ابن حزم رحمه الله: (ولا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار، وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم من أجل فسق رجل مسلم لا يحاسب غيره بفسقه) [المحلى 7/218[. وقال شيخ الإسلام رحمه الله مبينا أن آيات الجهاد يخاطب بها كل من كان من المؤمنين سواء كان برا أو فاجرا بل والمنافقون أيضا: (الفساق يخرجون من النار بالشفاعة وإن معهم إيمان يخرجون به من النار، لكن لا يطلق عليهم اسم الإيمان لأن الإيمان المطلق هو الذي يستحق صاحبه الثواب ودخول الجنة، وهؤلاء ليسوا من أهله وهم يدخلون في الخطاب بالإيمان لأن الخطاب بذلك هو لمن دخل في الإيمان وإن لم يستكمله، فإنه إنما خوطب ليفعل تمام الإيمان، فكيف يكون قد أتمه قبل الخطاب، فالخطاب بـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، غير قوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) ونظائرها، فإن الخطاب بـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، أولا: يدخل فيه من أظهر الإيمان وان كان منافقا في الباطن يدخل فيه في الظاهر فكيف، لا يدخل فيه من لم يكن منافقا وإن لم يكن من المؤمنين حقا). إلى أن قال: (والتحقيق أن يقال إنه مؤمن ناقص الإيمان، مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولا يعطى اسم الإيمان المطلق فان الكتاب والسنة نفيا عنه الاسم المطلق، واسم الإيمان يتناوله فيما أمر الله به ورسوله لأن ذلك أيجاب عليه وتحريم عليه، وهو لازم له كما يلزمه غيره، وإنما الكلام في اسم المدح المطلق وعلى هذا فالخطاب بالإيمان يدخل فيه ثلاث طوائف يدخل فيه المؤمن حقا، ويدخل فيه المنافق في أحكامه الظاهرة، وإن كانوا في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، وهو في الباطن ينفي عنه الإسلام والإيمان، وفى الظاهر يثبت له الإسلام والإيمان الظاهر، ويدخل فيه الذين اسلموا وان لم تدخل حقيقة الإيمان في قلوبهم، لكن معهم جزء من الإيمان والإسلام يثابون عليه) [مجموع الفتاوى 7/240-241[. ويكفي في الرد على هذا القول التمسك بأن أصل الخطاب في كل تكليف شرعي يعتبر شاملا لكل من دخل في الإسلام من ذكر أو أنثى، ولا يستثنى من ذلك أحد إلا بدليل شرعي يخرجه. أما التحكم المحض والأقاويل المجردة عن مستند معتبر فهذا منزلق خطير يمكن لكل من أراد أن يتنصل من التكاليف أن يميل إليه. لا سيما إن علمنا أن الله سبحانه قد قرع المنافقين – الذين هم في الدرك الأسفل من النار – عند تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وشدد عليهم في ذلك، وبين أن المانع الحقيقي من تجهزهم للغزو وتأهبهم للإعداد له هو عدم الرغبة وفساد النية فقال: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ). فليكن المؤمن على بينة من هذا الأمر، وحذر من مآلاته وليتشبث بما كان عليه الأولون من الصحابة ومن تبعهم ولا يغتر بأقوال الرجال وإن عظموا ما لم تكن مبنية على حجج واضحة وبراهين جلية. هذا والمسألة بحاجة إلى بسط أكثر، والمقصود هنا مجرد الإشارة، وفيما ذكرناه غناء..... والله تعالى اعلمهذا الموضوع بحث عن مسئلة شبهة ان(( لا يقوم بالجهاد الا كامل الايمان))؟؟ وقبل ان ادخل بهذا الموضوع الذى نقلته من احد الفتاوى احب ان ندخل في موضوع مهم وهو عن مراتب الايمان للتتضح الصوره إن العلماء الذين كتبوا في مسمى الإيمان -كشيخ الإسلام- عند أهل السنة والجماعة بينوا أنه على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: أصل الإيمان: وهي الحد الأدنى منه والتي من لم يأت بها لا يمكن أن يكون مؤمنا وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر ويدخل في هذه المرتبة الأعمال التي نص الشارع على أن من تركها يعد كافرا كالصلاة مثلا. المرتبة الثانية: الإيمان الواجب: وهذه المرتبة يدخل فيها الإتيان بكل الواجبات والانتهاء عن جميع المحرمات، ومن يأت بهذه المرتبة على وجهها وإن لم يزد عليها فإنه يستحق دخول الجنة دون عقاب. والمرتبة الثالثة: وهي الإيمان الكامل بالمستحبات: وهي المرتبة العلية التي يتسابق فيها المتسابقون بما يأتونه من النوافل والفضائل الزائدة على الواجبات. وقد دل على هذه المراتب الثلاث قوله سبحانه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ). وكل من نقص عن المرتبة الثانية أو قصر فيها فهو من أهل الوعيد، لأنه إما تارك لواجب أو مرتكب لمحرم وصاحبه من عصاة الموحدين وهو ما يسمى بالفاسق الملي. قال شيخ الإسلام في بيان هذه المراتب: (وهو مركب من أصل لا يتم بدونه، ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة، فالناس فيه ظالم لنفسه ومقتصد وسابق) [مجموع الفتاوى 7/373[. فإذا كان المقصود بأن المرء لا يخاطب بآيات الإعداد أو الجهاد حتى يكتمل إيمانه أي: حتى يأتي بالمرتبة الثانية على أتم الوجوه وأكملها، فإن هذا لا يمكن أن يكون، وذلك – وكما بينا – أن الإيمان الواجب يدخل فيه القيام بكل الواجبات والانتهاء عن جميع المحرمات، وهذه الواجبات يدخل فيها الجهاد والإعداد كما يدخل فيها الصوم والحج، فإذا كان المرء تاركا للإعداد الواجب أو الجهاد العيني فإنه لم يأت بالإيمان الواجب بل هو في دائرة الوعيد كالتارك للصيام بغير عذر سواء بسواء، ولا يمكن لمثل هذا أن يكمل إيمانه إلا بأداء عبادتي الجهاد والإعداد، هذا من حيث أصل المسألة وجهة تصورها. أما إن كان المقصود بعدم مخاطبة ناقص الإيمان بالآيات المذكورة، أن الفاسق المرتكب للمحرمات كالزنا وشرب الخمر والسرقة ونحو ذلك لا نخاطبه بالجهاد ولا بالإعداد حتى يقلع عما هو فيه من الفسق والفجور فهذا ما لا دليل عليه من الكتاب ولا السنة، وليس لأحد من المسلمين أن يسقط التكاليف الشرعية والأوامر القرآنية عن أحد بدعاوى لا تعتمد على دليل واضح جلي، وإلا لأمكن لكل أحد أن يتفلت من تلك الأوامر بأي وسيلة شاء وتحت أية ذريعة أراد. هذا والأدلة من الكتاب والسنة على بطلان هذا القول لا تكاد تحصى: أولها: أن الأوامر التي جاءت تأمر بالجهاد والإعداد جاءت مطلقة لم تفرق بين مؤمن ومؤمن ولم تخص تقي عن شقي ولا عدل عن فاسق بل كل من صح أن يطلق عليه اسم الإيمان – هو شامل للمراتب الثلاثة المذكورة – فهو مخاطب بها كغيرها من الأوامر، فكما لا يجوز لأحد أن يقول إن قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)، خاص بكاملي الإيمان، فكذا لا يجوز له أن يقول إن قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ) خاص بهم، وما يقال في تلك الآية يقابل بمثله في هذه، ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، وهذه الآية تنص على أن المؤمنين الذين كمل إيمانهم واستحقوا التزكية من الله تعالى هم الذين آمنوا به وبرسوله ولم يشكوا أو يرتابوا في وقت من الأوقات ثم جاهدوا في سبيل ذلك الإيمان بأموالهم وأنفسهم فهؤلاء هم الذين صدقوا في أنهم مؤمنون حقا، وهذا يبين أن المرء لا يمكن أن يكون مؤمنا حق الإيمان كاملا فيه حتى يجاهد بنفسه وماله. قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: (أي إنما المؤمنون الكمل (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) أي لم يشكوا ولا تزلزلوا بل ثبتوا على حالة واحدة وهي التصديق المحض: (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، أي وبذلوا مهجهم ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه (أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) أي في قولهم إذا قالوا إنهم مؤمنون) [تفسير ابن كثير 4/220[. ومن ذلك أن المرء يحتاج إلى أعمال صالحة تذهب عنه درن السيئات وران الموبقات، والجهاد من أعظم الأبواب التي ينال بها المسلم هذه المزية كما قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * )يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، فالآية نصت على أن الجهاد هو أحد الطاعات التي يغفر الله بها الذنوب ويكفر الخطايا، ولم تفصل نوع تلك السيئات فقد تكون من الكبائر أو من الصغائر. فالفاسق الذي ابتلي بارتكاب المعاصي واقتراف الآثام أولى له أن يجتهد في أداء هذه العبادة، لمحو ما سيئاته وذنوبه، وينبغي أن يحض على القيام بها لا أن يمنع منها ويجعل بينه وبينها حواجز وموانع ما أنزل الله بها من سلطان. وفي هذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ومن كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد فان الله عز وجل يغفر ذنوبه كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [مجموع الفتاوى 28/421[. وأما الأحاديث: فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم). ومن آثار الصحابة رضي الله عنهم قصة أبي محجن رضي الله عنه، وفيها: (أتى سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر، فأمر به إلى القيد، وكانت بسعد جراحة فلم يخرج يومئذ إلى الناس، قال: وصعدوا به فوق العذيب لينظر إلى الناس، واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، فلما التقى الناس قال أبو محجن: كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا، فقال لابنة حصفة امرأة سعد: أطلقينى ولك الله على إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد، وإن قتلت استرحتم مني؛ قال: فحلته حين التقى الناس، فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء، ثم أخذ رمحا ثم خرج فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم، وجعل الناس يقولون: هذا ملك لما يرونه يصنع، وجعل سعد يقول: الضبر ضبر البلقاء، والطعن طعن أبى محجن، وأبو محجن في القيد، فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد، وأخبرت ابنة حصفة سعدا بما كان من أمره، فقال سعد: لا والله لا أضرب بعد اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم، فخلى سبيله فقال أبو محجن: قد كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها، فأما إذ بَهْرَجْتَنِى فلا والله لا أشربها أبدا) فهذا الصحابي كان يشرب الخمر وما منعه ذلك من أن يجاهد في سبيل الله، بل كان إقدامه على الجهاد وبلائه في القتال سببا في إسقاط الحد عنه. ولهذا كان اختيار بعض الفقهاء منهم ابن القيم أن من ارتكب موجبا للحد في الغزو ثم أتى من الأعمال الصالحة ما يدل على صدق توبته وما يربو على ذلك الذنب أن الحد يسقط عنه كلية سواء كان في دار الحرب أو رجع إلى دار الإسلام. وإذا كان من اعتقاد أهل السنة أن الجهاد يجب وهو ماض إلى يوم القيام مع كل بر وفاجر لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر، وهؤلاء الذين يغزى معهم ويقصدهم العلماء هم القادة والأمراء، ولم يقل قائل ممن يعتد به إن فسقهم يمنعهم من القتال أو يحرم الغزو معهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، فكيف إذا يمنع الفاسق الذي قد يكون جنديا مغمورا في الجيش من الجهاد والغزو بدعوى أن إيمانه لم يكتمل، وأن آيات الجهاد والأعداد لا تخاطبه وهو على تلك الحال من الفسق. قال الإمام ابن حزم رحمه الله: (ولا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار، وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم من أجل فسق رجل مسلم لا يحاسب غيره بفسقه) [المحلى 7/218[. وقال شيخ الإسلام رحمه الله مبينا أن آيات الجهاد يخاطب بها كل من كان من المؤمنين سواء كان برا أو فاجرا بل والمنافقون أيضا: (الفساق يخرجون من النار بالشفاعة وإن معهم إيمان يخرجون به من النار، لكن لا يطلق عليهم اسم الإيمان لأن الإيمان المطلق هو الذي يستحق صاحبه الثواب ودخول الجنة، وهؤلاء ليسوا من أهله وهم يدخلون في الخطاب بالإيمان لأن الخطاب بذلك هو لمن دخل في الإيمان وإن لم يستكمله، فإنه إنما خوطب ليفعل تمام الإيمان، فكيف يكون قد أتمه قبل الخطاب، فالخطاب بـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، غير قوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) ونظائرها، فإن الخطاب بـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، أولا: يدخل فيه من أظهر الإيمان وان كان منافقا في الباطن يدخل فيه في الظاهر فكيف، لا يدخل فيه من لم يكن منافقا وإن لم يكن من المؤمنين حقا). إلى أن قال: (والتحقيق أن يقال إنه مؤمن ناقص الإيمان، مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولا يعطى اسم الإيمان المطلق فان الكتاب والسنة نفيا عنه الاسم المطلق، واسم الإيمان يتناوله فيما أمر الله به ورسوله لأن ذلك أيجاب عليه وتحريم عليه، وهو لازم له كما يلزمه غيره، وإنما الكلام في اسم المدح المطلق وعلى هذا فالخطاب بالإيمان يدخل فيه ثلاث طوائف يدخل فيه المؤمن حقا، ويدخل فيه المنافق في أحكامه الظاهرة، وإن كانوا في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، وهو في الباطن ينفي عنه الإسلام والإيمان، وفى الظاهر يثبت له الإسلام والإيمان الظاهر، ويدخل فيه الذين اسلموا وان لم تدخل حقيقة الإيمان في قلوبهم، لكن معهم جزء من الإيمان والإسلام يثابون عليه) [مجموع الفتاوى 7/240-241[. ويكفي في الرد على هذا القول التمسك بأن أصل الخطاب في كل تكليف شرعي يعتبر شاملا لكل من دخل في الإسلام من ذكر أو أنثى، ولا يستثنى من ذلك أحد إلا بدليل شرعي يخرجه. أما التحكم المحض والأقاويل المجردة عن مستند معتبر فهذا منزلق خطير يمكن لكل من أراد أن يتنصل من التكاليف أن يميل إليه. لا سيما إن علمنا أن الله سبحانه قد قرع المنافقين – الذين هم في الدرك الأسفل من النار – عند تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وشدد عليهم في ذلك، وبين أن المانع الحقيقي من تجهزهم للغزو وتأهبهم للإعداد له هو عدم الرغبة وفساد النية فقال: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ). فليكن المؤمن على بينة من هذا الأمر، وحذر من مآلاته وليتشبث بما كان عليه الأولون من الصحابة ومن تبعهم ولا يغتر بأقوال الرجال وإن عظموا ما لم تكن مبنية على حجج واضحة وبراهين جلية. هذا والمسألة بحاجة إلى بسط أكثر، والمقصود هنا مجرد الإشارة، وفيما ذكرناه غناء..... والله تعالى اعلم |
17-11-2005, 12:58 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2005
البلد: Islam world
المشاركات: 687
|
كلام جميل لا فض فوك ... مع العلم انك كررت الكلام وصار كأنه كثير يوحش ...
يتفوات ايمان الناس ... ولكن لا يتوقف الجهاد بسبب نقص في الإيمان الصحابه رضوان الله عليهم لم يكونو مثل إيمان ابوبكر مع ذلك تتوق انفسهم للجهاد ولم يكن يتخلف منهم احد الا لسبب قهري ... وفقك الله
__________________
((( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))) اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك قال الإمام بن الجوزي رحمه الله ..: "يا مطرودًا عن الباب، يا محرومًا من لقاء الأحباب، إذا أردت أن تعرف قدرك عند الملك، فانظر فيما يستخدمك، وبأيِّ الأعمال يشغلك، كم عند باب الملك من واقفٍ، لكن لا يدخل إلا من عني به، ما كلّ قلبٍ يصلح للقرب، ولا كلّ صدرٍ يحمل الحبّ، ما كلّ نسيم يشبه نسيم السحر" |
18-11-2005, 12:01 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 134
|
اشكرك اخى على مدااخلتك الراائعه وفعلا الموضوع جدا طويل واعتذر للاخوه الاطااله
ولكن هذا لتبين الحجه مع انه يكفى لبااغى الحق دليل وااحد اشكرك اخى مره اخرى |
الإشارات المرجعية |
|
|