[ابو عبدالله ز]

تكلمنا في الجزء الأول عن التواصل الفعال في الحياة الزوجيه واهم معوقاته وكيفية تنمية الانسجام من خلال هذا التواصل الذي لا بد ان يكون فعالاً، وتحدثنا أيضاً ان الأخطاء التي يقع بها الطرفين في التواصل وكيفية حلها، ومن الممكن قراءة الموضوع من خلال هذا الرابط
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=304505

وفي هذا الجزء وهو الثاني سأتحدث عن أهم اسلوب لتقوية العلاقة بين الطرفين وهو التشجيع وعن كيفية التواصل الذكي عند الوصول لمرحلة التغيير، سائلاً الله عز و جل أن يسير الحق على تفكيري وجناني فأقول:ـ

لكي تستمر العلاقة الزوجيه على أفضل حال لا بد ان يكون هناك تشجيعاً مستمراً وتقديراً متبادلاً، لان ذلك يدعم المشاعر بين الطرفين ويقويها ويجعل للأفكار طريقا سهلاً للوضوح من غير مخافة للرفض أو التوبيخ.
لذلك فالتشجيع اسلوب مهم في إحياء العلاقة الزوجيه، مع التشديد ان التشجيع يكون بصفة مستمرة، ولكي اوضح لكم كيفية التشجيع الفعال والايجابي، سأسرد لكم بعضاً من النقاط المهمة التي ترشدكم اليه :ـ
- أن يستمع كل طرف الى الآخر باهتمام بعيدأ عن أية مشتتات خارجية، وذلك من خلال قراءة بين السطور والوصول الى المشاعر والرسائل الخفية.
- ان يستجيب كل طرف للآخر بتعاطف لاجل الوصول للتفاهم والتقارب والحب والمودة والتشجيع وذلك من خلال فهم شعوره والموقف الذي يتحدث عنه والفكره التي يقولها مع الاخذ بالاعتبار ان هذا لايعني الموافقة على كل شئ يقوله بل من الواجب عليك تقديره.
- عدم رفض الطرف الاخر بل تقبله لانه شريك حياتك فلا تتوقع منه ان يتغير او تلزمه ان يكون شخصاً آخر وهذا لا يعني التوقف عن النمو و التطور لكن يعني عمل ذلك في جو أكثر قبولاً واحتراماً وتحرراً.
- احترامك للطرف الآخر وتقديرك له عند فعله سلوك حسناً سواء أتى هذا السلوك بنتائج معينه ترتجيها او لا ، لانك بذلك تقدره لنواياه الطيبة الصادقة لا لنتيجة سلوكه، واحترامك له يكون أيضاً بابتسامتك له وعدم نقدك لفعله.
- عندما يحاول الطرف الآخر التغيير والتطور للأفضل فإن عليك لزاماً تقديرك لمجهوده وأن تشعره بأنه ما يفعله من خطوات حتى وان كانت صغيره تعني الكثير بالنسبة لك لكي تدفعه نحو الاستمرار والنجاح.
- لكل طرف نقاط قوة ونقاط ضعف، فحاول ان تركز على نقاط قوته بالثناء عليها ومدحها وتشجيعها، لأن ان اكثرت من انتقاد نقاط ضعفه ستجعله اسيرا لها محبطأ مما يؤثر على سير الحياة الزوجيه.
كلا الطرفين لا بد أن يواجها ويمرا بمرحلة او بأحدث تستلزم التغيير وذلك من خلال : وداع الماضي والتخطيط للمرحلة الانتقالية والبدء بالمرحلة الجديدة، من خلال مهارات عديدة منها : المرونة وضوح الرؤية ووجود الهدف وكذلك التخطيط والذكاء العاطفي والدراية بالذات.
ان مرحلة التغيير تستلزم الدعم من الطرفين لبعضهما بجميع الصور الممكنه من خلال تفهم كل طرف لطبيعة الاخر ليساعده بأفضل طريقة ممكنه، فنجد الرجل يتعامل مع التغيير بتجاهله للماضي تماماً ( حتى تعتقد المرأة أنه بلا مشاعر ) والانتقال فوراً للمرحلة الانتقالية من خلال اتخاذ الخطوات التنفيذيه والعمل عليها ( فتعتقد المرأة انه مندفع )، فهم ملتزمون بذلك ويفعلون أكثر مما يتحدثون بإستقلالية ( فلا تدري المرآة ماذا يحدث )، إن لم ينجح في المرة الأولى يعيد العمل مرة اخرى (فتتساءل المرأة عن سبب عدم تفكيره في المرأة الاولى )، لذلك يجب على الرجل أن يدعم ويحترم ويدرك أن المرأة تحتاج الى الوقت لتوديع الماضي وفك ارتباطها به حتى وان كان ذلك غير متوافق معه، بل يجب عليه ايضاً إطلاعها على ما يحدث من تطورات وعدم اهمالها وشل تفكيرها، وايضأ لا بد من الاهتمام بها وتلبية احتياجاتها
أما المرأة تتعامل مع التغيير من خلال التحدث حول طرق التغيير المحتملة والمقترحة مع الاستغراق الكامل والوقت الكثير بتوديع الماضي ( فيعتقد الرجل أنها تماطله ) مع القدرة على رؤية المستقبل والتعبير عنه ( فعلى الرجل التحدث معها عن خططه ) وقد تتعثر في اتخاذ القرار ( فيعتقد الرجل أنها ضعيفة ) وتهتم أيضاً بالتعبير عن مشاعرها وعاطفتها المستقبلية ( فيعتقد الرجل أنها متسرعة وعاطفية وتضيع الوقت بلا طائل) وتحتاج الى دعم في ذلك ولا يقتصر دعمها في هذا فقط بل انها تحتاج أيضا لمرشد لاعادة التخطيط وخلاصة ذلك ان تقدم المرأة في التغيير يكون بطيئاً، لذلك يجب عليها ان تتذكر أن الرجل يحتاج الى البدء في العمل لا الحديث حين يحين وقت التغيير وأن عليها ان تطلب منه إن هي احتاجته لانه لا يستطيع ان يتنبأ، وأن لا تصاب بخيبة أمل عندما تجد زوجها لا ينظر اليها حينما يتحدث، ومن الأفضل اتباع خطط الرجل ومن ثم الاستفسار عنها مع عدم لومه على اية أخطاء قد تحدث مستقبلاً فهو غير متسرع بطبيعته.