بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » شذرات المقالات ..

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-03-2014, 08:45 AM   #1
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
شذرات المقالات ..

مائه فائده من شرح الاربعين النوويه للعصممي .. موقع صيد الفوائد


1- الجامع من الكَلِم:
(ماقل مبناه وعَظُم معناه)
جوامع الكلم التي خص بها النبي:
أ- القرآن
ب- ماوقع على الوصف المتقدم

2- (رُوِّينا) بضم أوله وكسر ثانيه مشددا أي:روى لنا شيوخنا.
و يضبط أيضا بفتح أوله وثانيه من غير تشديد (رَوَيْنَا) ولكل منهما مقامه المناسب له:
فمن تفضل عليه شيوخه، فرَوَوا له عَبَّر عنه (رُوِّينَا).
ومن اجتهد واستنبط مَروِيَّ شيوخِه عبَّر عنه (رَوَيْنَا).
وذكر بعض المتأخرين ضبطا ثالثا وهو ضم أوله وكسر ثانيه مخففا (رُوِينِا) وهو بمعنى الأول .

3- (من حَفِظ على أمتي أربعين حديثاً) الحديث مُعتمد جماعة ممن صنفوا الأربعينات إلا أنه ضعيف مع كثرة طرقه.

4- ما ذكره المصنف من اتفاق أهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال فيه نظرٌ من وجهين:

أ‌- أن في حكاية الاتفاق نظر،فالمخالف فيه جماعة من الأئمة الكبار كمسلم بن الحجاج، ولو قيل:أنه قول الجمهور كان أقرب.

ب‌-أن الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ما لم يقترن بما يدعو إلى ذلك كقول صحابي أو إجماع.

5- هذه الأربعين شاملة لأبواب الدين أصولا وفروعا وقد ترك شيئا للمتعقب بعده فزاد عليه من زاد كأبي الفرج بن رجب.

6- كل حديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين،وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه أو أنه نصف الإسلام مما يبين علو شأنه.

7- معظم هذه الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم، وعدة ما فيها من أحاديث من الصحيحين اتفاقا وافتراقا تسعة وعشرون حديثا

8- (الأسانيد فضلة لا يحتاج إليها في المبادئ) المجازفة بالخوض فيها في مبادئ الطلب توّرث عدم فلاحة فاعله عادة .

9- الحديث الأول (حديث عمر) لا يوجد بهذا السياق التام في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم،بل هو ملفق من روايتين منفصلتين للبخاري.

10- (إنما الأعمال بالنيات) إعلام بتعلق النيات بأعمال أصحابها،وأن العمل لا يصح إلا بنية وهي إرادةا لقلب العمل تقربا لله.

11- (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) تتضمن خبرين:
الأول:خبر عن حكم الشريعة على العمل
الثاني:على العامل

12- الهجرة في الشرع: (ترك ما يكرهه الله إلى ما يحبه الله ويرضاه, ومنها الهجرة إلى الله ورسوله).

13- الهجرة نوعان:
أ‌- هجرة الأبدان وهي التي يذكرها الفقهاء في كتبهم, وأعلاها الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام.
ب‌-هجرة القلوب:وهي أعظم الهجرتين, فهجرتها إلى الله بالإخلاص, وإلى النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع.

14- )و وضع كفيه على فخذيه( وضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم مبالغة في إظهار حاجته.

15- أركان الإيمان الستة جُمِعت مقرونة بالسنة،أما القرآن فلم تأتِ مجموعة بكَلّكَلِها في سياق واحد بل أُفرد القدر عنها في غير آية.

16- حقيقة الإحسان:إتقان الباطن والظاهر بعبادة الله بالشرع المنزل على محمد على مقام المشاهدة أو المراقبة.

17- س/هل يمكن أن توجد عبادة دون كونها في مقام المشاهدة والمراقبة؟
ج/نعم،وهي العبادة المصحوبة بالرياء.

18- معنى(الرب)عند العرب:
المالك
السيد
المصلح للشيء القائم عليه. وكل هذه المعاني مندرجة في قوله صلى الله عليه وسلم: (أن تلد الأمة ربتها)

19- ما يقع من ذكر سادس لأركان الإسلام الخمسة كالجهاد أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمراده التعظيم لا الركنية.

20- (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) الركن منها:
الشهادة لله عز وجل بالتوحيد
ولمحمد بالرسالة.

21- (إقامة الصلاة) الركن منها:
صلاة اليوم والليلة التي هي خمس صلوات وما عداها ولو قيل بواجبه كعيد وكسوف لا يدخل فيها

22- (إيتاء الزكاة) الركن فيها:
الزكاة المفروضة المُقَدّرة في الأموال

23- (حج البيت) الركن منه:
حج الفرض في العمر مرة واحدة.

24- الركن منهصوم رمضان)
صوم شهر رمضان في كل سنة.

25 - (معرفة الأحكام يرفع الغلط الواقع في الإبهام)

26- يجمع الله خلق الجنين في الأربعين الأولى جمعا خفيا ،فتتميز فيها صورة الجنين إجماليا لا تفصيليا ، ذكر هذا ابن القيم.

27- النطفة:اسم لاجتماع ماء الرجل والمرأة
العلقة:القطعة من الدم
المضغة:القطعة الصغيرة من اللحم.

28- العلقة:جمعها (عِلَق) وفيها يبدأ تفصيل إجمال خلق الجنين كما جاء مصرحا بها في حديث حذيفة عند مسلم
وفي هذا الطور (العلقة) يتبين خلق الجنين أذكر هو أم أنثى.

29- كتابة المقادير تقع مرتين في الرحم:
أ- بعد الأربعين الأولى في أول الثانية وقد جاء ذكرها في حديث حذيفة عند مسلم.
ب- بعد الأربعين الثالثة،أي:بعد أربعة أشهر،وقد جاء ذكرها في حديث ابن مسعود
وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة وتجتمع, فتكون كتابة المقادير مرتين في الرحم اختاره بن القيم في (التبيان)و (الشفاء العليل) وفي(حاشية تهذيب سنن أبي داوود). والمُراد من تكرار كتابتها: تأكيد وقوع المقادير ، وأن أمر الله نافذ لا يتخلف بأي حال.

30- (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة...إلخ)
باعتبار ما يبدو للناس ويظهر لهم جاء مصرحا به في حديث سهل بن سعد في الصحيحين.
فهو يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس،وفي قلبه خسيسة توجب له سوء الخاتمة عند الموت فيدخل النار.

والآخر يعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس،وفي قلبه خصيصة صالحة توجب له حسن الخاتمة عند الموت فيدخل الجنة.

31- المرء في خاصة أمره بينه وبين الله ما يرفعه ويخفضه:
فيرفعه من الأعمال ما يُشرِّف
ويخفضه من الأعمال ما يُقرِّف

32- الأحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان:
أ‌- بَيِّنٌ جَليّ.مثل:
(حِلِّ بهيمة الأنعام وحُرمة الزنا)

ب‌-مُشتبهٌ مُتشابه
(ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته)

33- الناس فيما يشتبه عليهم من الأحكام الشرعية:
أ- من كان متبيّنا لها،عالما بها
ب- من لم يتبيّنها ولا علم حكم الله فيها

34- (لا يعلمهن كثير من الناس) يدل على أن منهم من يعلمها ولا تبقى مشتبهة عليه؛لأنه نفى العلم عن كثير منهم وليس جميعهم.

35- من لم يتبين حكم الله في الشبهات قسمان:
أ‌- المُتقي للشبهات التارك لها.
ب‌-الواقع فيها الراتع في جنباتها.

36- الواجب على من يتبين له حكم المشتبه أن يتقيه:
أ- استبراءً لدينه وعرضه بسلامتهما
ب- أن من وقع في الشبهات جرّته إلى المحرمات.

37- الشُبهة سبيلٌ مُفضِ إلى الحرام، والتباعد عنها ملجأ آمن يتقي به العبد الولوغ فيما حرّمه الله عز وجل.

38- من مُزلات القدم وزيغات القلم في هذه الأعصار: تسارع الناس إلى الشبهات،وعدم اتقائها،وتركهم ما أمرهم به رسول الله.

39- الشريعة ليس من طريقتها نهي المُحرم لذاته فقط،بل هي تنهي عن العبد المحرم لذاته وتنهاه عن كل ما يوصله إليه.

40- أصل الولاية هي ولاية الحكم، فإذا أُطلِق إمام المسلمين منفردا انصرف للسلطان والحاكم.

41- شرائع الإسلام نوعين:
أ- ما يثبت به الإسلام وهو:الشهادتين.
ب- ما يبقى به الإسلام وأعظمه:إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.

42- العصمة نوعان:
أ- عصمة الحال:يُكتفى بها بالشهادتين
ب- عصمة المآل:الإتيان بحقوق الشهادتين من أركان الإسلام.

43- لا تنتفي العصمة إلا بحق الإسلام:
أ- ترك ما يبيح دم المسلم من الفرائض.
ب- انتهاك ما يبيح دم المسلم من المحرمات.

44- المأمورات معلّقة بالاستطاعة, فمن عجز عن فعل كل المأمور وقدر على بعضه أتى بما أمكنه منه.

45- الطيب من الأعمال ما اجتمع فيه أمران:
أ- الإخلاص لله تعالى
ب- متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

46- (فأنَّى يُستجاب لذلك؟) المراد بالحديث: التبعيد لا الجزم بعدم الوقوع،فإن الله يستجيب دعاء الكافر وهو أشد حالا منه.

‏47- الواردات على القلب:
أ- ما وَلدَّ الريب في النفس،وهو قلقها واضطرابها وهو(الإثم)
ب- الوارد الذي لا يريب وهو (البِر)

‏48- الأمور البيِّنة من حلال وحرام لا يَرِد فيها الريب عند مَن صَح دينه، وقوي يقينه من المسلمين.

‏49- الريب في النفس هو قلقها واضطرابها, اختاره جماعة من المحققين كأبي العباس بن تيمية وبن القيم وبن رجب رحمهم الله

‏48- أكثر ما يقع في النفوس من أفراد الريب هو( الشك ) و ورود الريب يكون في الأمور المشتبهة والواجب على المسلم أن يدعه..

‏49- أصول ما لا يعني العبد أربعة:
المحرمات – المكروهات - المشتبهات في حق من لا يتبينها - فضول المباحات التي لا حاجة لها.

‏50- ينبغي أن يتحرز الإنسان من الخوض في فضول المباحات؛ لأنها تجر إلى المحرمات.

‏51- الخير المطلق محله أمور الدين، فيجب أن تحبه لأخيك كما تحبه لنفسك, أما الخير المقيد فمحله أمور الدنيا ‏فإن علمت أن فيه صلاحا له،وجب عليك أن تحبه له كما تحبه لنفسك, وإن علمت أن فيه شر له،وجب عليك كراهيتك له.

‏52- أصول ما يُحِل دم المسلم ثلاثة:
انتهاك الفرج الحرام - سفك الدم الحرام - ترك الدين ومفارقة الجماعة .

53- طريقة الشرع فيما يتعلق بحقوق العباد أنها موكولة إلى العرف،لاختلافه باختلاف الأزمنة والأمكنة.

54- حَدُّ الجوار من الدار لم يصح فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع تقديره إلى العُرف.

55- الضيف: كل من مال إليك،ونزل بك،ممن يجتاز البلد وليس من أهلها أما من كان من البلد فلا يسمى ضيفا وإنما يسمى زائرا

56- الزائر يسَعُك رَده، أما الضيف فلا يسعك ذلك , وإضافة الضيف من باب الواجبات والله اعلم.

57- نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الغضب يشمل:
النهي عن تعاطي الأسباب الموصلة إليه - النهي عن إنفاذ مُقتَضى الغضب.
58- الذي يُنهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس، أما إذا غضب لانتهاك حرمات الله فهذا علامة كمال الدين وصحة الديانة.

59- من أعظم المقامات، مقام الغضب لله فيجب أن تنظر في كيفيته لأنه عبادة.

‏60- من أراد أن يصيب الإحسان في أمر ما، فلينظر للمأمور به شرعا فيمتثله، فإذا امتثله أصاب الإحسان فيه.
61- جمعت وصية رسول الله لمعاذ بين أمرين:
حقوق الله (التقوى،اتباع السيئة الحسنة)
حقوق العباد (معاملتهم بالخلق الحسن)

62- التقوى شرعا: أن يتخذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع, سَأل الشيخ: لماذا لم نقل بينه وبين عذاب الله؟ الجواب/لأن ذلك يشمل كل ما أمر الله باتقائه في القرآن: (اتقوا ربكم) (فاتقوا النار).

63- ‏حقيقة التقوى: اتخاذ وقاية:
أ- أن تكون الوقاية حائلة بين العبد وما يخشاه
ب- أن تحصيل الوقاية متوقف على امتثال خطاب الشرع.

‏64- إتباع السيئة الحسنة له مرتبتان:
1-الإتباع بقصد إذهاب السيئة
2-الإتباع من غير قصد الإذهاب
والمرتبة الأولى أكمل، لما فيها من شهود مقام السيئة وخوف شرها،فهو يرى سيئته ويخاف شرها عليه، وهذا مقام يحمد عليه العبد.

‏65- المراد بحفظ الله المذكور في قوله صلى الله عليه وسلماحفظ الله) : أي: حفظ أمره.

66- أمر الله نوعان:
أ‌- الكوني القدري،وحفظه:بالتجمل بالصبر وعدم السخط
ب‌-الديني الشرعي،وحفظه:بتصديق الخبر وامتثال الطلب

67- يتحقق للعبد من جزاء حفظ أمر الله شيئان:
تحصيل حفظ الله له (وقاية) ومحلها: دفع المكروهات عنه
تحصيل نصره وتأييده (رعاية) وحلها: إمداده بأنواع المحبوبات

68- معرفة العبد ربه نوعان:
أ- معرفة الإقرار بربوبيته،يشترك فيها المؤمن والكافر
ب- معرفة الإقرار بألوهيته، وتختص بأهل الإسلام.

‏69- معرفة الله سبحانه لعبده:
معرفة عامة (شمول علم الله العبد واطلاعه عليه)
معرفة خاصة (معرفة الله عبده بتأييده ونصره)

70- باب المعرفة عملاً وجزاءا باب عظيم, تُهَذب به النفوس وتصلح القلوب, وقد تكلم فيه أهل الذوق والوجد من أهل الحديث قديما, بما جمعوه من الأحاديث والآثار في كتب الزهد, ككتاب الزهد لابن حنبل, والزهد للسجستاني, والزهد لوكيع. فينبغي أن يعتني طالب العلم بهذه الكتب درسا تفهما فإن انتفاعه بمثلها عظيم,وهي من مُستَجلبَات العلم وأسباب الفتح والبركة على العبد.

71- ‏الحياء خلق كريم، وهو من خصال المؤمنين وأحق الناس به هم الراغبون في طلب العلم.

‏72- حقيقة الاستقامة: طلب إقامة النفس على الصراط المستقيم الذي هو الإسلام.

‏73- (أحللت الحلال:فعلته معتقدا حله) قيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لتعذر إحاطة العبد بأفراد الحلال لكثرتها. والواجب على العبد اعتقاد حِلِّها فقط لا تعاطيها جميعا.
74- (وحرّمت الحرام) اعتقدت حرمته مع اجتنابه.

75- في الحديث الثاني والعشرون أُهمِل ذكر الزكاة والحج وهما من أجلّ شعائر الإسلام الظاهرة.
و أحسن ما يقال فيها: أن ذلك وقع باعتبار حال السائل, فقد علم النبي من حاله الظاهر أنه لا مال له فيزكيه، ولا قدرة على الحج فيحج.

‏76- (الطهور شطر الإيمان) هذه الجملة لها معنيان صحيحان فالمراد بالطهارة هنا:
1-طهارة حسية
2-طهارة معنوية

‏77- إذا كانت الطهارة حسية فالمراد بالإيمان:
1-أنه الصلاة لأن الله عز وجل سماها إيمانا (وما كان الله ليضيع إيمانكم)
‏2-شرائع الدين،وتكون الطهارة الحسية تطهيرا للظاهر،وسائر شرائع الدين وخصال الإيمان تطهيرا للباطن.
‏وهذا القول هو أصح القولين لأن الطهارة لا تبلغ من الصلاة شطرها .

وإذا كان المراد بالطهارة (الطهارة المعنوية )التي هي طهارة القلب من نجاسة الشهوات والشبهات والتطهر منها بالكف عنها, وجاء التصريح في بعض الروايات بما يدل على أن الطهارة في الحديث هي الطهارة الحسية،وعليه جرى عمل كبار الحفاظ.

‏78- وقع في رواية النسائي وابن ماجه (والتسبيح والتكبير ملء السماء والأرض) وهذه الرواية أشبه بالصواب رواية ودراية. فأما الرواية:فلأن رواية النسائي وابن ماجه أصحُّ طريقا وأوثق رجالا، فالمحفوظ رواية الحديث بهذا اللفظ.
‏وأما الدراية: فلأن ملء الميزان أعظم مما يملأ ما بين السماء والأرض.

‏79- (الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء)
تمثيل لقدر هذه الأعمال بمقادير الأنوار؛فهذه الأعمال الثلاثة كلها لها نور
‏الصلاة نور مطلق كامل.
الصدقة برهان وهو:الشعاع الذي يلي وجه الشمس محيطا بقرصها وهو أقل رتبة من النور المطلق.
‏الصبر ضياء وهو: النور الذي يكون معه حرارة وإشراق دون إضرار وإحراق.

‏80- شبهت بالنور باعتبار الحال والمآل: منفعتها للأرواح في الحال،لذة وأنس العمل منفعتها للخلق بأجورها عند المآل.

‏81- الثواب لا يقع على المباح إلا إذا اقترن به نية صالحة في القربة، وهو قول جمهور أهل العلم

‏82- الصلاة وقت الضحى براءة من الغفلة، فالعمل يعظم أجره وقت الغفلة ومكانها

‏83- الناس حال الضحى:
عاملون يسعون في أمور دنياهم - بطالون كسالى يغطون في مراقدهم, فهو وقت غفلة عن عبادة الله.

‏84- الشكر له درجتان:
1- درجة فريضة.و جماعها:الإتيان بالفرائض واجتناب المحارم، فهذا شكر مفروض لازم للعبد في كل يوم.
‏2-درجة نافلة.و جماعها:التقرب بفعل النوافل، وترك المكروهات.وهذه درجة نافلة على العبد.

‏85- (استفتِ قلبك) أمر باستفتاء القلب، وهو مخصوص بمحل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناط الحكم وليس مسلطا على الحكم نفسه, فلا يُستفاد من فتوى القلب تحليل ولا تحريم،بل مرجعها إلى الأدلة الشرعية.
‏86- استفتاء القلب في تحقيق مناط الحكم يكون في حق من حسن إسلامه واستقام إيمانه، وكان معافى من سلطان الشهوة والشبهة.

‏87- (ثكلتك أمك) أي:فقدتك، وهذا دعاء لا تُراد حقيقته،فإنها كلمة تجري على ألسنة العرب يُراد بها تنبيه المخاطب.

‏88- ترك تناول المباح ليس زهدا، والمذموم من تناول المباح هو فضوله وليس أصله فتناول فضول المباحات يقدح في زهد العبد.

‏89- الحديث الثاني والثلاثون لم يخرجه ابن ماجه في (السنن) مسندا من حديث أبي سعيد الخدري كما عزاه إليه المصنف، ‏وإنما أخرجه هكذا الدارقطني في (السنن) ولا يثبت موصولا.

90- ‏(لا ضرر ولا ضرار) أكمل من قول الفقهاء (الضرر يزال) لانحسار عبارتهم في الضرر الواقع المحتاج إلى رفعه.

‏91- ضابط المدعي عند الفقهاء:
(من إذا سكت تُرِك لأنه صاحب المطالبة والادعاء)
‏والمدعى عليه هو:
(من إذا سكت لم يُترَك؛ لأنه المطالب بموجب الدعوى).

92- تغيير المنكر ثلاث مراتب:
باليد- باللسان- بالقلب )والمرتبتان الأُوليَان شُرِط لوجوبهما الاستطاعة وبدونها تسقطان (

‏93- إنكار المنكر بالقلب واجب لكل أحد على كل حال، لثبوت القدرة عليها في حق كل أحد وذلك أضعف الإيمان المطلق.

‏94- تغيير المنكر بالقلب يكون بكراهيته للمنكر وبغضه إياه، ولا يلزم ظهور آثارها بتَمعّرُ وجه الإنسان أو تقطيب جبينه.

95- وجوب تغيير المنكر على مراتبه الثلاث مشروطٌ برؤيته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا) ويدخل في ذلك السماع المُحَقق الذي يكون بمنزلة الرؤية.

96- حقيقة الحسد: كراهية العبد جريان النعمة على غيره، سواء اقترن بالكراهية تمني زوالها أم لم يقترن.

‏97- أصل (النَجَش) في لسان العرب: إثارة الشيء بالمكر والاحتيال والخداع.

98- الهجر نوعان:
أ‌- هجر لأجل أمر دنيوي،فلا يحل فوق ثلاث
ب‌-هجر لأمر ديني، فتجوز الزيادة على ثلاث لحديث: (الثلاثة الذين خلفوا)

‏98- من الدعاوي الكاذبة أن يزعم الإنسان استقرار التقوى في قلبه، مع فراغ لسانه وجوارحه من آثارها.

‏99- الناس في الستر قسمان:
أ- من لا يُعرف بالفسق ولا شُهِر به، فهذا متى زلت قدمه بمقارفة الخطيئة سُتِر عليه وحرم بث خبره.
‏ب- من كان مُشتهِرا بالمعاصي،منهمكا فيها،معلنا لها، فمثله لا يُستَر عليه بل يرفع أمره إلى ولي الأمر قطعا لشره.

100- يُستَباح من عرض المشتهر بالمعاصي ما يحقق الغرض المقصود من حسم شره وصد غائلته،فما زاد عنه فهو باقٍ على حرمته الأصلية.

‏101- من وقف به عمله عن بلوغ المقامات العالية في الآخرة،فإن نسبه لا ينفعه،ولا يُبلّغه ما يَروم لأن النظر للقلوب والأعمال وليس للنسب والأموال.

102- تندرج الفرائض والنوافل في اسم الحسنة،وتختص السيئة بالمُحرَّم دون سائر المنهيات، فليس فعل المكروه سيئة.

103- الاستغفار: أقله: استغفر الله , وأكمله: استغفر الله العظيم وأتوب إليه .
الزنقب غير متصل  


قديم(ـة) 16-03-2014, 08:47 AM   #2
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
مجموعة تغريدات الشيخ د. عوض القرني - عن الحرب على أهل السنة والجماعة تحت شعارات نفاق مختلفة المشارب .. موقع صيد الفوائد



د. عوض القرني
@awadalqarni


بسم الله الرحمن الرحيم


مجموعة تغريدات الشيخ د. عوض القرني - عن الحرب على أهل السنة والجماعة تحت شعارات نفاق مختلفة المشارب

١: إن الحرب الضروس التي تشن على أهل السنة في كل مكان لن تستثني في النهاية أحدا إلا أهل الأضرحة والمنافقين لكن تكتيكات الحملة يحددها بعض العوامل

٢: إن الحرب على أهل السنة تستهدف في النهاية الإسلام النقي غير البدعي كمنهج حياة وهوية وثقافة شعوب وتستبدله بتدين طقوسي بدعي تلفيقي خانع للتبعية

٣: إنهاحرب قذرة لامعقولة ستسقط فيها كل الأقنعة وتنكشف كل الإدعاءات وتضرب كل ثوابتهم التى تغنى بها أدعياؤها زمنا فلا ديمقراطية ولالبرالية ولاقومية

٤: أنهاحرب ستسجل في صفحة واحدة مع الحملات الصليبية والطوفان المغولي والاجتياح الإستعماري الغربي العلماني لكنها ستنتهي بإذن الله كما انتهت سابقاتها

٥: حلف صهيوني صليبي مادي سيختلف في كثير من الأمور لكن ليس منها قرار تنحية الإسلام كمنهج وحضارة وليس منها منع أي وحدة إسلامية ولازوال إسرائيل

٦: ستكون أدوات هذه الحملة العالمية على أهل السنة : عباد الشهوات ومتديني البدعيات وجهلة الوطنيين وغلاة وحاقدي المستغربين ومن ابتز بكرسي أو وعد به

٧: سيكون من لافتات أدبيات هذه الحملة الغلو في الوطنية حتى تصبح صنما يزيح مفهوم الأمة الواحدة ويلغي أخوة الإيمان وفي تناقض مكشوف النداء بالعولمة

٨: وسيكون من لافتات أدبيات هذه الحملة إثارة النعرات وإشعال العصبيات وتقسيم المقسمات وإغراق الجيل في توافه وهامشيات لمزيد من الإستهلاك والتفكيك

٩: سيكثر الإفتراء وتلفق التهم وتشوه السمعة وتشتغل ماكينات الإعلام المسترزق أباطرته والمتعيش ديناصوراته من قوت الشعوب ليلطخوا مبادئها ويضللوها

١٠: ستتكاثر ألسنة متفاصحة واقلام متحاذقة متصدرة بدعاوى تمثيل شعوب وهم لايمثلونها لا فكرا ولا خلقا ولاسلوكا سينادي بالإصلاح مفسد ويدعي النزاهة خائن

١١: وليس من أسى على شيءمن ذلك فهي سنة ماضية ونتيجة لمقدمة سالفة وثمرة لبذور سابقة ليحي من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ويميز الله الخبيث عن الطيب

١٢: وإن ذلك كله لمؤذن بإذن الله بانبلاج فجر جديد للإسلام وأهله يصلح به الخلل ويدفع به الشقاء وينال به كمال الشفاء وتجمع به الأمة وتعم به الرحمة

١٣: إن أمتناالممتدة من شرق أسيا إلى غرب إفريقيا وتكاد أن تصبغ قارات جديدة بصبغتها لانتشار الإسلام تعيش أوضاعا غير طبيعية على كل صعيد وهذا شذوذ لا يطول

١٤: ومما يجب على كل مسلم اليوم أن يقوي صلته بالله وأن يتفقه في دينه وأن ينشر العلم والوعي بين الناس وأن يكون نموذجا بخلقه ورحمته وحفظ مصالح أمته

١٥: أحبتي تحملوا من أخيكم نفاث مصدور أرقه وأمرضه ما يصيب أمته من مصائب وما أصاب أوطانها من دمار وماعراها من تفكك وإختلاف وجهل لكنه لم ييأس يوما

١٦: رحم الله الإمام أحمد الذي قال: وددت أن الله يقبلني فداء لأمة محمد بنفسي أعراض تنتهك وأشلاء تمزق وأطفال ترعب وتيتم وتغتال ومساجد تدمر ومصاحف تمزق

١٧: اللهم ألف بين قلوبنا وأنر بصائرنا وأصلح أحوالنا وتول أمرنا واهد ضالنا والطف بنا وارفع البأس والبلاء عن كل مظلوم وأقر أعيننا بنصرة دينك يا الله



الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 08:54 AM   #3
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
مفاتيح الحياة الاسرية
للكاتبه اريج الزهور



الاسره نموذج يحتاج لكثير من العمل المنظم للوصول الى ما هو مطلوب وناجح في خط مستقيم وخصوصا في بداية الحياة الزوجيه ومن بعد ذلك تسير الامور حسب ما تم التخطيط له منذ البدايه ،حيث ان اي مشكله تحدث يكون الوصول لحلها بطريقه أسهل و أفضل.

وهنا نستعرض بعض المفاتيح التى ممكن ان تساعد على تحقيق السعاده الاسريه،فقد يكون هناك مفاتيح كثيرة حيث نجد ان كل فرد يعتقد ان هناك صفات تحقق السعادة حسب وجهات النظر ولا نختلف بذلك طالما ذلك يحقق السعادة الاسريه..

ومن تلك المفاتيح :

المفتاح الاول

الوازع الديني

يجب ان تكون الاسرة حريصة على وجود هذا العنصر الضروري داخل الاسرة، وذلك لاهميته في ا لمحافظه على استقرارها وتوفير الجو المناسب ، خاصة اذا اتخذ افراد الاسره ماينص به القرآن الكريم والاحاديث النبويه من تعاليم شرعية منهاجا لهم في الحياة ، وتطبيق ذلك على الاسرة حيث ان كثيرا من النصوص في ديننا الحنيف تحث على العلاقات الاسريه والتوافق بين الزوجين ، وتوضح الواجبات والحقوق لكلا ا لطرفين وطرق التعامل فيما بينهما ..




المفتاح الثاني

الحب

الحب صفه موجودة لدينا بالفطره ولكن لها درجات وطرق مختلفه في اظهار مشاعر الحب بين كل فرد وآخر ، فأحيانا يكون الزوج اقل من الزوجه في اظهار تلك الصفه وذلك لطبيعة وصفات الرجل ..




المفتاح الثالث

الثقه

هذ ا الجانب جدا مهم خصوصا بين الزوج والزوجه ، فإذا كانت الثقه موجوده بين الطرفين فتلك الصفه تساهم في التقليل من نسبة المشاكل ، حيث ان اغلب المشاكل تكون نابعه من عدم الثقه بين الطرفين ، فالثقه اساس البنيان فهي تبدأ مع بداية الحياه الزوجيه حتى تصل الى القمه ..




المفتاح الرابع

الصراحه

لا يمكن ان تخلو الحياة الاسريه من المشاكل خصوصا في السنوات الاولى من الزواج ، وذلك لاختلاف الطرفين في وجهات النظر والاطباع والميول ، فيجب علينا تقدير ذلك ولكن المطلوب منا الصراحه في العلاقات الزوجيه ، وخصوصا في لحظة حدوث أي مشكله فيجب علينا طرح الاسباب والمناقشه ثم الحلول بكل وضوح وصدق حتى يتم تلافي تكرار حدوث هذه المشكله مره اخرى في المستقبل ..





المفتاح الخامس

المشاركه

يجب على جميع افراد الاسره المشاركه في جميع المناسبات سواء مناسبات مفرحه او حزينه
فتلك المشاركه تقوي الروابط والالفه والمحبه ، حيث لها انطباعا جيدا على جميع الافراد وتشعرهم بالحنان والعاطفه ، وايضا المشاركه لا تنتهي لمجرد انتهاء المناسبه ..





المفتاح السادس

الاحترام والتقدير

الاحترم من الصفات المطلوب توافرها في محيط الاسره ويجب عدم تجاهل الاحترام سواء بين الزوجين او الابناء ، لان مجرد فقدان الاحترام بين الاطراف يثير كثيرا من المشاكل وهذا لا يدل على صلاحية تلك البيئه الاسريه ، فالاحترام مطلوب خصوصا في المناقشه بحيث يحترم كل طرف رأي الطرف الاخر والاعتراض يكون بطريقه منطقيه حتى تسير الامور بالمسار الصحيح. اما بخصوص التقدير ونقصد به ان لكل طرف داخل الاسره ظروف مختلفه عن الطرف الاخر سواء كانت ظروف وظيفيه او نفسيه .

فمثلا على حساب طبيعه العمل التي يقوم بها احد الطرفين وخاصه اذا كان هذا العمل يأخذ بعض الوقت فيجب التقدير والمراعاة للحاله النفسيه التي من الممكن ان يتعرض لها احدهما ,فنجد ان المرأه تمر بالكثير من الامور النفسيه وذلك لطبيعتها الحساسه وخصوصا ان كان لديها ابناء..

ما أحوج الاسره الى الثقه ..ليولد الحب ..وما احوجها للحب ليولد الاحترام..وما أحوجنا للاحترام لتولد الاســـرة
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 08:59 AM   #4
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132



كيف يمكن للشخص أن يغير طريقة تفكيره ؟؟؟
و للاجابة على هذا السؤال نحن بحاجة الى معرفة
كيف يعمل العقل لنتمكن من تغيير طريقة التفكير الى الأفضل ؟؟
قسم العلماء العقل افتراضيا الى قسمين هما :

( 1 ) العقل الواعي ( المدرك )
( 2 ) العقل الباطن ( غير المدرك )

و لكل منهما خصائص و مهام
فالعقل الواعي :
يقوم على اساس المنطق ، فيحلل و يستنتج و يرجح و يختار و يصدر الأحكام الى غير ذلك من اساليب التفكير .

و أيضا فالعقل الواعي يستقي المعلومات عن طريق الحواس و بعد أن يعمل فيه بالتفكير يصدر الأحكام ثم يرسل المعلومة الى العقل الباطن و الذي بدوره يأخذها ( جاهزة ) .

و لكن العقل الواعي يعمل ضمن مرشحات فيستقبل المعلومات من الحواس و من ثم يمررها عبر المرشحات و هي عبارة عن معتقدات دينية أو أعراف انسانية أو تجارب سابقة و نحو ذلك .

و العقل الواعي يتحكم في الحركات الا رادية .

اما العقل الباطن:
فهو طاقة جبارة محايدة يقبل كل مايأتيه من العقل الواعي دون تمحيص فكل ما يرسله العقل الواعي يعتبر حقيقة لا يجادل فيها العقل الباطن .

والعقل الباطن يتحكم في الحركات االلا ارادية و الحركات الارادية .

والعقل الباطن يعمل على مستوى المشاعر و الأحاسيس و الا نفعالات و العواطف و نحو ذلك
مثـــــــــــال ::
أما يحصل أن بعض الناس يقع في الزنا مثلا ، و عندما يقال له لم فعلت هذا الامر المشين أما تعلم أنه خطير و محرم ؟ أما تخشى الفضيحة ؟ فيقول : بلى أعلم ذلك ! و لكنني لا أكاد أصدق ما حصل لقد كنت مندفعا بشكل عجيب ! لم استطع مقاومة الاغراء مطلقا !! .......ان الذي أمده بهذه العواطف الجياشة المندفعة هو عقله الباطن .

وأيضا يعمل العقل الباطن كمخزن عظيم للذاكرة تخزن فيه الاصوات و الصور و الأسماء و الأ حداث و المشاعر و المواقف و التجارب السا بقة الى غير ذلك .
الم يحدث أن تسأل عن شئ فتحاول أن تتذكره بعقلك الواعي و لكن دون جدوى رغم أنك متأكد أنك تعرف هذا الشئ !! و فجأة و دون مقدمات بعد أن تكون قد أهتممت بأمر آخر و اذا بك تتذكر هذا الشئ !! ان الذي ساعدك على تذكره ذلك هو عقلك الباطن .

ويعتبر العقل الباطن كمنجم ضخم للطاقات و القدرات و الا بداع يقول د . جوزيف ميرفي : السر هو تلك القوة العجيبة الموجودة في عقلك الباطن التي تحقق المعجزات ، و هي آخر مكان ينشده أغلب الناس !

و العقل الباطن يعمل في حال الاستيقاظ و في حال النوم ، و ينظم التفاعلات و الحركات داخل الجسم ، كدقات القلب

أما يحصل أنك تقوم بانجاز عمل ما بينما أنت في الحقيقة منشغل ذهنيا بأمر آخر لا علاقة له بما تعمل و مع ذلك يتم عملك بشكل سليم .
كمن يقود السيارة و هو يفكر في أمر آخر وبعد أن يصل يتعجب كيف قطعت كل هذا الطريق عبر الشوارع و لم أشعر بذلك لقد كنت منشغلا بأمر آخر . أن عقلك الباطن تولى الأمر .
ويستطيع العقل الباطن أن يمدنا بقدرات و طاقات هائلة جدا ، اذا وفقنا الى اجادة استخدامه و قد يكون هذا الأمر بقصد منا كمن تعلم كيفية الا ستفادة من قدرات عقله الباطن أو بدون قصد كمن نشأ في بيئة سليمة ناجحة فتعلم تلقائيا هذا الأمر ،مما يخلق في الانسان الثقة و الشجاعة و التفاؤل و الابداع و غير ذلك من الخصال الحميدة
وفي المقابل قد يكون العقل الباطن عامل هدم خطير
وذلك اذا اسيئ استخدامه كمن ينشأ في بيئة أو ظروف سيئة فاسدة مما يشل حركة الانسان و يدمر طاقاته و يسلمه للفشل و الاحباطات و الامراض
يقول انتوني روبنز :
ومن خلال اتقانك لفهم بسيط لكيفية عمل مخك فسيمكنك أن تكون معالج نفسك و مستشار نفسك الخاص .
اذا مما سبق نعلم أن العقل الواعي هو المسؤل عن المعلومات التي تدخل الى العقل الباطن.

أن العقل الباطن يقبل جميع الرسائل دون جدال .إن الرسائل التي تأتي الى العقل الباطن كلما تكررت كلما كانت اشد ترسخا حتى تطبع في العقل الباطن كمعتقدات و مبادئ مطبوعة ( أي تكون طبعا في الانسان ) فيشرع العقل الباطن على تنفيذها حرفيا .

إن العقل الباطن قوة هائلة جدا اذا طبع فيه معتقد فان العقل الباطن ينفذها بقوة جبارة تتحكم في الحركات اللاارادية و الارادية في الانسان .


اذا فالعملية بكل بساطة هي برمجة أي أن كل انسان قد تبرمج بالرسائل التي طبعت في عقله الباطن فكل انسان يعمل ضمن معتقدات مطبوعة فيه مع مرور الزمن سواء شعر بذلك أم لم يكن يشعر مسبقا به .

دعونا نرى كيف يتم تنفيذ هذه البرمجة لدى الشخص الخجول !

قد يدعى الشخص الخجول الى مناسبة اجتماعية أو أن يطلب منه القاء كلمة أما م بعض الناس , قد يقول الخجول لاداعي للقلق ، ثم يذهب الى هذه المناسبة و لكنه يتفاجأ حين و صوله للجمع أو عند بدأ كلمته أن الخوف بدأ يدب في عقله دون مقدمات و أن دقات قلبه قد زادت و أنه بدأ يرتجف أو تظهر عليه علامات الخجل بطريقة دراماتيكية فيزداد ارتباكه و يشعر بالفشل و الدونية و الخيبة
.مالذي حرك كل هذه المشاعر السلبية و بهذه القوة التي لا تقاوم؟؟ إنه العقل الباطن لأنه طاقة محايدة قد طبع فيها مبدأ الأحساس بالخجل فشرعت في تنفيذه بقوة جبارة تحكمت في اعضاء الجسم و تفاعلاته
كيف ترسخ هذا المبدأ ؟
انها الرسائل التي كانت ترسل من العقل الواعي الى العقل الباطن بطرق و أشكال مختلفة تكررت حتى طبعت كمبدأ .
متى كان هذا ؟؟؟؟
ربما من الصغر جدا من خلال البيئة الفاسدة أو الاحداث السابقة التي ضعضعت ثقة الخجول بنفسه و كانت هذه الرسائل تمر و تدخل الى العقل دون وعي منا إما بسبب صغر السن أو الجهل بخطورة هذه الرسائل .
( من أمثلة رسائل الخجل : أنه كان يسمع هذا طفل خجول ).
= اذا يجب علينا من الآن فصاعدا أن نقف على باب العقل الواعي و نتفحص كل رسالة شفهية كانت أو بصرية أو تصورية و تخليلة لكي نتأكد من خلوها من الرسائل السلبية التي تقوي مبدا الخجل ....بل نبدأ باستعمال كل الوسائل لتوليد الرسائل الايجابية التي تزرع في عقلنا الباطن مبدأ الثقة بالنفس .
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:03 AM   #5
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132



علم منطق .. ملقتى اهل الحديث


( الفقرة الأولى )


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة


المنطق: مسائل يبحث فيها عن أحوال التعريف والدليل.
وفائدته: صون الذهن عن الخطأ في أثناء صياغة التعريف أو الدليل.

بمعنى أن التعريف والدليل لا غنى عنهما للإنسان إذْ هما الطريق للكشف عن أي مجهول ذلك أنه تارة يجهل الإنسان معنى شيء من الأشياء فيطلب العلم به وذلك بتعريفه كأن يجهل ما هو الغاز أو الماس أو الفيزياء أو الفقه أو المتواتر أو المنطق فيقال له هو كذا وكذا فهذا الجواب يسمى تعريفا لأنه يعَرِّفك بالشيء الذي تجهله.

وتارة لا يجهل معنى شيء من الأشياء ولكن يريد أن يعرف أهو صحيح أو لا كأن يجهل هل أن الابتعاد عن الدين سبب لنهوض الأمة أو هل أن الفاعل مرفوع أو هل أن الله واحد أو هل أن لمس المرأة ينقض الوضوء فيطلب ما يثبت له صحة تلك القضايا وهذا هو الدليل وسمي دليلا لأنه يدلك ويرشدك إلى المطلوب.

فعلم أنه تارة يواجه الإنسان مفردا يجهل معناه وتارة تواجهه قضية لا يعرف صحتها.
فالمجهول الأول يرتفع بالتعريف والثاني يرتفع بالدليل.

ثم إن التعريف والدليل كثيرا ما يتطرق إليهما الخطأ فلا يحصل معهما الإنسان على العلم فاحتيج إلى علم يبحث عن كيفية صياغة التعريف والدليل بشكل صحيح وتبيين الشروط اللازمة لذلك كي يتجنب الوقوع في الزلل فلذا وضعوا علم المنطق.

مثال: حينما تدرس المنطق فستعلم أن من مسائله هي: ( أن التعريف الصحيح للشيء لا بد أن يكون مانعا من دخول غير المعرّف في التعريف ).
فإذا قيل لك ما الصلاة ؟
فقلت هي: عبادة ذات وضوء، فقد صار التعريف قاصرا وغير مانع لأن الطواف بالبيت الحرام عبادة ذات وضوء أيضا مع أنها ليست من الصلاة فحصل الخلل وهو دخول غير المعرف في التعريف أي دخول الطواف في تعريف الصلاة مما يسبب للمخاطب الخطأ وهو أنه سيفهم أن الطواف صلاة مع أنها ليست كذلك لأن القصد من التعريف هو جعله علامة على المعرّف يعرف به ما يدخل في التعريف وما لا يدخل.

مثال آخر: حينما تدرس المنطق فستعلم أن من مسائله هي: ( أنه يشترط في الدليل أن لا ينتقض ) أي لا توجد صورة ومثال يوجد فيها الدليل ولا يوجد معها المدلول.

فإذا قال النصراني: إن عيسى إله والدليل عليه هو أنه خُلق من غير أب فدل على أنه ليس مثل البشر.
قلنا فيلزم على دليلك هذا أن يكون آدم إلها أيضا لأنه خلق من غير أب بل ومن غير أم ولا قائل بإلوهيته فدل على أن خلق الإنسان من غير أب لا يدل على إلوهيته.
فهنا أبطلنا الدليل ببيان تخلفه وهو المسمى بالنقض.

وهنا نصل إلى نقطة مهمة وهي ما حاجتنا لدراسة المنطق؟
والجواب: إن الحاجة تكمن في وضع ضوابط علمية للتعريف والدليل تمنع الزلل فيهما.

فإن قيل: فإذا كانت حاجته بهذه الأهمية فلم استغن عنه السلف؟
والجواب: لاستقامة عقولهم وصحة فطرهم وهذا بخلاف من جاء بعدهم فقد زاغت كثير من العقول عن النهج السليم في التفكير، وذلك نظير النحو فقد استغنى الصحابة عن تدوينه لاستقامة ألسنتهم فلمّا تطرق الخلل للنطق وضِع علم النحو.

فإن قيل: فلم ذمه كثير من السلف؟
قلنا: لاختلاطه في بدايته بمسائل فلسفية مبنية على عقائد اليونان التي تخالف عقيدة المسلمين.

فإن قيل: ولكنه أيضا بعد أن صفاه المسلمون واجه نقدا قويا من قبل بعض العلماء وألفوا كتبا في الرد على المنطق؟
قلنا: لم نجد عالما طعن في المنطق إلا وهو يعترف بأن بعض مباحثه ومسائله هي حق وإنما انتقد بعض أبحاثه ورأى أنها مجانبة للصواب فحينئذ نقول لهم: لا بأس ارفعوا المبحث الفلاني من المنطق وضعوا بدله المبحث الذي ترونه صوابا فكان ماذا!!.

والخلاصة هي أننا مع نقد المنطق اليوناني ولكننا لسنا مع هدمه من أساسه بل مع منطق إسلامي لا يستطيع أن ينقده حتى الكارهين له لاستقامة أبحاثه وتوافقها التام مع النقل والعقل.

فإن قيل: لا يوجد منطق إسلامي ومنطق يوناني المنطق هو المنطق وهو ضلال.
قلنا: قد عرفت في المقدمة أن أبحاث هذا العلم تدور حول تصحيح الفكر في التعريف والدليل فهل يخالف واع حاجتنا إلى مثل هذه الأبحاث وهل يستغني عنها أحد وهل تجد علما من العلوم يستغني عن التعاريف والأدلة كل ما في الأمر أن بعض الأبحاث غير مستقيمة عندك فارفعها وضع بدلا عنها مبحثا مستقيما.
فإذا تم هذا فحينئذ سيكون المنطق خادم العلوم كلها على وجه الحقيقة فتأمل يرحمك الله.


( مباحثات )


1- في ضوء ما قرأت أين تكمن أهمية المنطق؟
2- في ضوء ما مر عليك هل ترى أن الصواب في ترك دراسة هذا العلم؟ وهل ترى أن المناقشة المذكورة مقنعة؟
3- اذكر بعض التعاريف البديلة للمنطق وناقشها إذا أمكن؟
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:04 AM   #6
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132


( الفقرة الثانية )

" التصور والتصديق "

قد علمتَ أن الإنسانَ تارةً يجهل مفردا لا يعرف معناه فيطلب تعريفا يشرحه له فيتصور حينئذ ذلك الشيء ويحصل له العلم به.
وتارة يجهل قضية لا يعرف صحتها فيطلب لها دليلا فيحصل له حينئذ التصديق بمضمونها والعلم بها.
أي أنك تارة تجهل تصور شيء ما فتطلب تصوره بالتعريف.
وتارة تجهل صدق قضية ما فتطلب التصديق بها بواسطة الدليل.

فما هو التصور، وما هو التصديق؟
التصور هو: إدراك المفرد.
والتصديق هو: إدراك القضية.
والإدراك هو: العلم والمعرفة بالشيء.

مثال: إذا أدركت أن الصلاة عبادة ذات أقول وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم فهذا تصور لأنك قد أدركت معنى ( الصلاة ).

مثال: إذا أدركت وجزمت وحكمت في نفسك أن الله واحد فهذا تصديق لأنك أدركت صحة مضمون هذه القضية ( الله واحد ).

مثال آخر: زيدٌ قائمٌ.
هنا إذا عرفتَ معنى زيد ما هو وهو شخص معين، وقائم ما هو وهو أنه واقف على رجليه فهذا يسمى تصوّرا.

فإذا حكمتَ بأن زيدا قائم أي صدقت بمضمون هذه القضية بأن علمت أن زيدا في الواقع هو قائم فعلا فهذا يسمى تصديقا.
وكذا إذا حكمتَ بأن زيدا ليس بقائم أي كذبت بمضمون هذه القضية فهذا يسمونه في المنطق تصديقا أيضا.
فالتصديق إما أن يكون بالإثبات لمضمون القضية، أو بالنفي لمضمونها.

وبعبارة أخرى نقول: إن التصور هو إدراك المعنى، والتصديق هو إدراك الصدق أو الكذب.
فإدراكك لمعنى مفرد يسمى تصورا، وإدراكك لصدق محتوى قضية أو كذبها هو التصديق.
فالتصديق هو إدراك وقوع مضمون القضية في الواقع أو إدراك عدم وقوعه.

فتلخص أن الإدراك ينقسم إلى قسمين:
1- تصور.
2- تصديق.
ومتى ما جهل الإنسان تصور شيء ما فيكون عنده مجهول تصوري ولكي يرفع هذا الجهل عن نفسه لا بد من معلوم تصوري وهو التعريف.
ومتى ما جهل الإنسان التصديق بقضية ما فيكون عنده مجهول تصديقي ولكي يرفع هذا الجهل عن نفسه لا بد من معلوم تصديقي وهو الدليل.

ثم إن القضية وهي الجملة الخبرية لها ثلاثة أجزاء هي:
1- الموضوع.
2- المحمول.
3- النسبة.

مثال: زيد قائم.
فزيد هو الموضوع.
وقائم هو المحمول.
وثبوت المحمول للموضوع أي ثبوت القيام لزيد هو النسبة.

فالموضوع هو المسند إليه أي الذي يسند إليه شيء وهو هنا زيد لأنه أسند ونسب إليه القيام.
والمحمول هو المسند أي هو الشيء الذي يسند إلى الغير كالقيام فقد أسند إلى زيد.
وأما النسبة فهي الارتباط الحاصل بين المحمول والموضوع فهي ليست أمرا لفظيا كما هو الحال في الموضوع والمحمول بل هي أمر عقلي لأنك حينما تقول: زيدٌ قائمٌ يفهم العقل أنك تثبت القيام لزيد فالنسبة إذاً هي ثبوت المحمول للموضوع، أو نفي ثبوت المحمول الموضوع.
لأن القضية قد تكون مثبتة وتسمى بالموجبة مثل زيد قائم وقد تكون منفية وتسمى بالسالبة مثل زيد ليس بقائم.

فإدراك زيد وفهم معناه تصور.
وإدراك قائم وفهم معناه تصور.
وإدراك ثبوت القيام لزيد تصديق أي حكمك بأن زيدا قائم هو التصديق، فالتصديق إذاً هو الحكم.

فالتصور= إدراك المفرد ( موضوع أو محمول ).
والتصديق= إدراك النسبة ( أي النسبة بين الموضوع والمحمول).

وإليك بعض الأمثلة كي يرسخ المعنى لديك:
الله أحدٌ.
هذه قضية موجبة فـ الله أي لفظ الجلالة موضوع، وأحد محمول.
فإدراك معنى الله تصور، وإدراك معنى أحد تصور وحكمك بثبوت الأحدية لله هو التصديق.

محمد رسول الله.
هذه قضية موجبة فـ محمد صلى الله عليه وسلم موضوع، ورسول الله محمول.
فإدراك معنى محمد هو الموضوع وإدراك معنى رسول الله محمول وإدراكك اليقيني بثبوت الرسالة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تصديق.

ليس كمثله شيء.
المعنى ليس شيء مثل الله.
فهي قضية سالبة فـ شيء موضوع وكمثله محمول، وليس هنا أداة دالة على السلب والنفي.
فإدراك معنى شيء تصور، وإدراك معنى كمثله تصور، وإدراك معنى ليس تصور، وحكمك بأنه ليس شيء كمثله سبحانه تصديق.

( مناقشات )

1- في ضوء ما مرّ عليك ما الفرق الواضح بين التصور والتصديق؟
2- هل يمكن أن يوجد التصديق بدون تصور ولم؟
3- كيف تميّز بين القضية الموجبة والقضية السالبة؟

( تمارين )

ميّز التصور من التصديق في الأمثلة التالية:
1- الإنسان.
2- غلام زيد.
3- الحمد لله رب العالمين.
4- إنما الأعمال بالنيات.
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:05 AM   #7
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
الفقرة الثالثة )

" أقسام الإدراك "

الإدراك هو: وصول النفس إلى المعنى.
مثال: معرفتك وفهمك لمعنى الصلاة هو إدراك.
فتعقلك لأي معنى سواء أكان لمفرد كزيد، أو لجملة كـ قام زيد هو الإدراك أي سواء أكان المعنى المتعقل تصورا أو تصديقا.

والإدراك ينقسم إلى أربعة أقسام هي:
1- اليقين وهو: إدراك الشيء إدراكا جازما.
2- الظن وهو: إدراك الشيء إدراكا راجحا.
3- الشك وهو: إدراك الشيء إدراكا متساويا.
4- الوهم وهو: إدراك الشيء إدراكا مرجوحا.

مثال: ( زيد قائمٌ ) هذه قضية موجبة.
فإذا أدركت وحكمت في نفسك بشكل جازم بمضمون هذه القضية فهذا يقين.
وإذا كنت تجوز قيامه وعدم قيامه ولكن تجويزك للقيام هو الأقرب والأقوى والراجح فهذا التجويز يسمى ظنا، وحينئذ الطرف الضعيف والمرجوح وهو عدم قيامه يسمى وهما، وإذا تساوى عندك الأمران ولم ترجح شيئا فهذا يسمى شكا.

مثال: ( زيد ليس بقائم ) هذه قضية سالبة.
فإذا أدركت وحكمت في نفسك بشكل جازم بمضمون هذه القضية فهذا يقين.
وإذا كنت تجوز قيامه وعدم قيامه ولكن تجويزك لعدم القيام هو الأقرب والأقوى والراجح فهذا التجويز يسمى ظنا، وحينئذ الطرف الضعيف والمرجوح وهو قيامه يسمى وهما، وإذا تساوى عندك الأمران ولم ترجح شيئا فهذا يسمى شكا.

وإذا أردنا أن نقرب هذا الأقسام بذكر النسبة المئوية نجد أن:
اليقين = 100% .
والظن= 51 إلى 99 % .
والشك = 50% .
والوهم= 1 إلى 49 % .
وأما الصفر فيمثل الجهل وخلو الذهن.

مثال اليقين: إدراكك لمضمون ( لا إله إلا الله، محمد رسول الله ).
فنحن كمسلمين نحكم بصدق هاتين القضيتين بشكل جازم يقيني لا يقبل الشك إطلاقا.

ومثال الظن: أغلب قضايا الفقه يدركها الفقيه على وجه الظن نحو صلاة الوتر مستحبة.

ومثال الوهم: صلاة الوتر واجبة فالشخص إذا غلب على ظنه أن صلاة الوتر مستحبة فهذا يعني أنه يجعل وجوبها مرجوحا فيكون الإدراك المتعلق بها وهما.

ومثال الشك: إذا استوى الأمران عند المجتهد ولم يستطع أن يرجح أحد الأمرين فإنه يتوقف في المسألة ويقول الله أعلم.

وهنا سؤال وهو أن التصديق إدراك النسبة بأي قسم من هذه الأقسام؟
الجواب هو : إدراك النسبة على وجه اليقين أو الظن.

فإذا حكمت مثلا بقيام زيد بصورة يقينية أو صورة ظنية فهذا تصديق.
وأما إذا أدركت النسبة على وجه الشك بتحققها أو على وجه الوهم وهو أضعف من الشك فليس من التصديق بل من التصور.
لأنك إذا ترددت في نفسك في قيام زيد أو عدم قيامه في الواقع فلا تكون مصدقا بالنسبة لأنك لم تحكم بمضمونها كما هو واضح.

فتلخص أن التصديق هو: إدراك النسبة على وجه اليقين أو الظن.
وأن التصور هو: إدراك ليس فيه حكم.
سواء أدركت الموضوع فقط مثل زيد.
أو أدركت المحمول فقط مثل القيام.
أو أدركت نسبة المحمول إلى الموضوع مثل القيام لزيد على وجه الشك ومثله الوهم فهذا كله من أمثلة التصور.

فالتصديق لا يتعلق إلا بالنسبة.
وأما التصور فتارة يتعلق بالمفرد، وتارة يتعلق بالنسبة.

( مناقشات )

1- كيف تفرق بين الظن والوهم؟
2- إذا كان التصور قد يتعلق بالنسبة مثل التصديق فما الفرق بينهما في هذه الحالة؟
3- إذا قرأت معلومة في كتاب فارتبت منها ثم بعد 6 أشهر علمت أنها صحيحة فما الفرق بين الإدراك الأول والثاني؟

( تمارين )

ما نوع إدراكك للقضايا الآتية:
1- الله نور السموات والأرض.
2- صلاة الجماعة فرض كفاية.
3- لمس المرأة ينقض الوضوء
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:06 AM   #8
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
ا



لفقرة الرابعة )


" أقسام التصور والتصديق "


قد علمتَ أن التصديق هو: إدراك النسبة على وجه اليقين أو الظن.
وأن التصوّر هو: ما ليس كذلك أي سواء أدركت مفردا أو نسبة على وجه الشك والوهم.
ونريد أن نبين هنا أن كلا منهما ينقسم إلى قسمين: ضروري، ونظري.

فالضروري: ما لا يحتاج إلى تفكر.
والنظري: ما يحتاج إلى تفكر.

مثال التصور الضروري: كل ما يدرك بالحواس الظاهرة وهي السمع والبصر والذوق والشم واللمس كإدراك معنى الحرارة والبرودة والحلاوة والمرارة والخشونة والنعومة وغيرها.

وكذا ما يدرك بالحس الباطن أي ما نعلمه من أنفسنا من صفات وأحوال كعلم الإنسان بجوعه وشبعه وخوفه وفرحه وألمه ونحو ذلك.
فلا نحتاج إلى فكر كي نتصور تلك المعاني أي أننا نستغني عن تعريفها.

ومثال التصور النظري إدراك معنى النبي والمبتدأ والقياس والمرسل وغيرها مما يحتاج إلى فكر وطلب تعريف يشرح لنا هذه الكلمات.

ومثال التصديق الضروري الواحد نصف الاثنين والنار حارقة والسماء فوقنا والأرض تحتنا فهذه لا تحتاج إلى دليل كي يثبت صحتها.

ومثال التصديق النظري: محمد رسول الله والأمر يدل على الوجوب والنهي يدل على التحريم فهذه تحتاج إلى دليل يثبت صحتها.

وبعبارة أخرى إن الضروري من التصور أن يجد الإنسان في نفسه تصورا ومعرفة بالشيء من غير حاجة إلى شخص يعرّفه به.
والضروري من التصديق أن يجد الإنسان في نفسه معرفة بصحة القضية أو عدم صحتها من غير حاجة لدليل.
أما النظري من التصور والتصديق فيحتاجان إلى فكر ونظر.

فالحاصل هو أربعة أقسام:
1- تصور ضروري.
2- تصور نظري.
3- تصديق ضروري.
4- تصديق نظري.
ويسمى الضروري بالبديهي أيضا.

ثم إن كون الشيء بديهيا لا يعني بالضرورة معرفة جميع الناس به لأنه قد يحول بينهم وبين معرفته سبب من الأسباب.

مثال: من فقد حاسة البصر - نسأل الله العافية - لا يتصور الألوان ولا يعرف المرئيات فلا يعرف طلوع الشمس ولا إقبال الليل بينما يعرفها بالضرورة من يملك حاسة البصر وكذا قل في فقد حاسة الذوق والشم وغيرهما.
ولذا قالوا: من فقد حسا فقد علما.

مثال: النصارى حينما يقولون إن الله ثلاثة: الأب والابن وروح القدس ولكنهم واحد في نفس الوقت.
فهذا مما يعلم بالضرورة وببداهة العقل استحالته ولكن قيام الشبهة في أذهانهم حال بينهم وبين إدراك البديهي.
فانتفاء الشبهة شرط في إدراك الضروري.

وبما تقدم نعلم أن البحث المنطقي إنما هو على التصور والتصديق النظريين لأنهما اللذان يحتاجان للتعريف والدليل.

وأبحاث المنطق قسمان: قسم في التصور، وقسم في التصديق.
ومبحث التعريف في القسم الأول، ومبحث الدليل في القسم الثاني.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام التصور والتصدق وتعريفاتها؟
2- هل حصل وإن قامت في نفسك شبهة منعتك من معرفة ما هو بديهي ثم انكشف الأمر عنك ؟
3- إذا ذهبت إلى طبيب تصف له ألمك فأخذ يسألك ثم كشف عليك وعرف سبب المرض فما الفرق بين علمك بمرضك وألمك وعلم الطبيب به؟

( تمارين )

عين الضروري من النظري في الأمثلة الآتية:
1- إدراك الجن.
2- إدراك الكهرباء.
3- إدراك الهواء.
4- الأرض تدور حول نفسها.
5- القرآن كلام الله.
6- الكل أكبر من الجزء.
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:07 AM   #9
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
ا



لفقرة الخامسة )

" أقسام الدلالة "

قد علمتَ أن أبحاثَ المنطقِ منحصرةٌ في قسمين: قسمٍ في التصورات، وقسمٍ في التصديقات.
وقبل أن ندخلَ في مبحث التصوراتِ نحتاجُ إلى ذكر بعض الأمور المتعلقةِ باللفظ تعرف بمباحث الألفاظ وذلك لأن ذكر التعريف والدليل للناس يكون بواسطة ألفاظ فاحتجنا إلى ذكر تلك الأمور اللفظية تمهيدا لدراستنا مباحث التصورات والتصديقات.

ومن هنا يجاب على سؤال يذكره البعض وهو لم ندرس مباحث الألفاظ في المنطق مع أنه يهتم بالمعاني لا بالألفاظ؟

والجواب: لأن تلك الألفاظ هي الواسطة في نقل المعاني فاحتجنا إلى دراسة قليلة فيها تساعدنا على النقل الصحيح للمعنى.
وسنذكر فيها مبحثين:
الأول: أقسام الدلالة.
الثاني: أقسام اللفظ.

فالدلالة هي: فهم شيء من شيء آخر.
مثال: إذا كنت في بيتك فسمعت طرقا على الباب فسوف ينتقل ذهنك مباشرة إلى أنه يوجد شخص عند الباب فتذهب لتخرج إليه.
فهنا الطرقة أرشدتك إلى وجود شخص.
فالطرقة تسمى دالا.
ووجود شخص عند الباب يسمى مدلولا.
والارتباط الحاصل بين الدال والمدلول هو الدلالة أي أن انتقال ذهنك من الطرقة إلى الشخص هو الدلالة.
فليست الدلالة هي الدال أو المدلول بل هي النسبة والانتقال الذهني من الدال إلى المدلول.

والدلالة تنقسم إلى قسمين:
دلالة لفظية وهي: التي يكون الدال فيها لفظا.
دلالة غير لفظية وهي: التي يكون الدال فيها غير لفظ.

مثال اللفظية: لفظ زيد يدل على شخص معين، ولفظ نخلة يدل على الشجرة ذات التمر.
فلفظ نخلة دال والشجرة ذات التمر مدلول، وفهم المعنى من هذا اللفظ هو الدلالة اللفظية.

ومثال غير اللفظية: إذا نظرت إلى السماء فرأيت دخانا أسود فستعلم أنه توجد نار تشتعل في مكان ما.
فالدخان دال والنار مدلول وانتقال ذهنك من الدخان إلى النار هو الدلالة.
ولا شك أن الدخان ليس لفظا.

وكل من الدلالة اللفظية وغير اللفظية ينقسمان إلى ثلاثة أقسام هي: ( وضعية- طبعية- عقلية )
أولا: الدلالة الوضعية وهي: الدلالة الحاصلة من الوضع والاصطلاح أي جرى اتفاق على أن هذا الشيء قد وضع علامة على هذا الشيء فمتى أطلق فهم منه ذلك الشيء.

مثال الدلالة اللفظية الوضعية: اللغات فكلها من باب الدلالة الوضعية فإذا نطقت بكلمة سيارة فهم السامع تلك الآلية المعروفة.
ولكل قوم لغتهم الخاصة بهم.

ومثال الدلالة غير اللفظية الوضعية: إشارات المرور فأنت إذا رأيت اللون الأحمر ستوقف سيارتك وإذا رأيت الأخضر سرت، وهذه دلالة وضعية لأن النظام الدولي قد اصطلح على جعل هذه الألوان دلالة على التوقف أو السير وهي ليست لفظا كما هو واضح.

ثانيا: الدلالة الطبعية وهي: التي يكون منشأها طبع الإنسان أو عاداته.

مثال الدلالة اللفظية الطبعية: لفظة أخ إذا توجعت من شيء كأن تمشي وتدوس على مسمار فتجد بغير شعور تقول أخ فتجد صديقك يفهم من هذه اللفظة مباشرة أنك تتألم.
وهذه اللفظة لم توضع لتدل على الألم ولكن اعتاد كثير من الناس أن ينطقوا بها حين الشعور بالألم.

ومثال الدلالة غير اللفظية الطبعية: إذا رأيت شخصا اصفر وجهه فجأة فستعلم مباشرة أنه خائف من شيء ما وهذه دلالة طبعية لأن الإنسان بطبعه وبغير إرادته يصفر عند الخوف.

ثالثا: الدلالة العقلية وهي: الدلالة التي تنشأ بسبب العقل وهي تكون محكومة بقواعد عقلية مثل أن الأثر يدل على المؤثر والفعل يدل على الفاعل فهي لا تنشأ من وضع الإنسان واصطلاحه ولا بسبب طبعه وعاداته بل بسبب اللزوم العقلي بين الدال والمدلول.

مثال الدلالة اللفظية العقلية: دلالة اللفظ على اللافظ لأن اللفظ أثر فلا بد له من فاعل.
فإذا سمعت نحنحة من خلف الجدار فأنت ستعلم بلا شك أنه هناك منحنح أي إنسان موجود لأن هذا الصوت يستحيل أن يوجد من غير شخص يقوم به.

ومثال الدلالة غير اللفظية العقلية: دلالة الدخان على النار لأن هذا أثر ومؤثر فالدخان أثر والنار مؤثر.

والحاصل أن الدلالة ستة أقسام هي:
1- الدلالة اللفظية الوضعية.
2- الدلالة غير اللفظية الوضعية.
3- الدلالة اللفظية الطبعية.
4- الدلالة غير اللفظية الطبعية.
5- الدلالة اللفظية العقلية.
6- الدلالة غير اللفظية العقلية.

بقي أن نقارن بين هذه الدلالات فنقول:
الدلالة الوضعية منشأها الوضع والاصطلاح.
والطبعية منشأها جبلة الإنسان أو عاداته ولا علاقة لها بالوضع.
والعقلية منشأها الدليل العقلي.

والوضعية تختلف من وضع إلى آخر لاختلاف الأوضاع واللغات.
والطبعية قد تختلف باختلاف عادات الناس.
والعقلية لا تختلف من قوم إلى آخرين.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرِّقُ بين الدال والمدلول والدلالة؟
2- ما الفرق بين الدلالات الثلاث: الوضعية والطبعية والعقلية؟
3- من أي الدلالة تصنف قول الأعرابي حين سئل بما عرفت ربك فقال: الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العليم الخبير؟
والبروج هي الكواكب العظيمة، والفجاج جمع فجٍّ وهي الطريق الواسع بين الجبلين.

( تمارين )

عيّن نوع الدلالة في الأمثلة التالية ؟
( ارتفاع النبض على الحمى- صهيل الفرس على طلب الماء- المحراب على جهة القبلة- الأنين على المرض- التثاؤب على النعاس- عقرب الساعة على الوقت- صوت المؤذن على دخول الوقت- جرس المدرسة على انتهاء الاستراحة - الله لا إله إلا هو الحي القيوم على معناها ).
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:09 AM   #10
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
الفقرة السادسة )

( أقسام الدلالة اللفظية الوضعية )

قد علمتَ أن الدلالةَ تنقسم إلى ستة أقسام قد مرّ ذكرها، ثم إن الدلالةَ اللفظيةَ الوضعيةَ تنقسمُ بدورها إلى ثلاثة أقسام هي:
1- مطابقة وهي: دلالة اللفظ على تمام ما وضع له.
2- تضمن وهي: دلالة اللفظ على جزء ما وضع له.
3- التزام وهي: دلالة اللفظ على الخارج عن معناه الموضوع له.

بمعنى أن اللفظ إذا وضع ليدل على معنى فدلالته على كل المعنى مطابقة وعلى بعض المعنى تضمن وعلى خارج عن المعنى الموضوع له ولكنه لازم له التزام.

مثال: لفظ الكتاب معناه هو مجموعة صحائف مكتوبة على أوراق، فدلالته على هذا المعنى بتمامه هو دلالة مطابقة.
ودلالته على جزء معناه مثل دلالة لفظ الكتاب على الورق فقط، أو على المكتوب فقط هو دلالة تضمن.
ودلالته على خارج عن معناه وتعريفه ولكن يوجد بينهما ارتباط والتزام مثل دلالة لفظ الكتاب على الكاتب الذي كتبه هو التزام.
فالكاتب ليس بداخل في تعريف معنى الكتاب، ولكن لا يمكن أن توجد تلك الصحائف المكتوبة بدون كاتب يكتبها فلذا سميت بدلالة التزام لأن الكتاب يستلزم وجود الكاتب.
مثال: الصلاة هي مجموعة من الأقوال والأفعال تفتح بالتكبير وتختتم بالتسليم.
فدلالة لفظ الصلاة على جميع هذه الأقوال والأفعال مطابقة.
وعلى بعضها كالركوع أو السجود أو التشهد تضمن.
وعلى المصلي والوضوء التزام.

فالملزوم هو الدال واللازم هو المدلول والنسبة بينهما التزام.
فلفظ الكتاب دال على الكاتب فيكون الكتاب ملزوما، والكاتب لازما والانتقال من الكتاب إلى الكاتب التزام.

ونقول: إذا نزل المطر فستبتل الأرض أي أن نزول المطر دال على ابتلال الأرض.
فالملزوم هو نزول المطر واللازم هو ابتلال الأرض.
والنسبة بينهما أي الربط والانتقال من الأول للثاني يسمى ( التزاما وملازمة ولزوما وتلازما ).

واللازم قسمان لازم أعم ولازم مساو.
مثال الأعم: لزوم الزوجية للأربعة
فالزوجية - ومعناها قبول الانقسام على 2 بلا كسر - لازمة للأربعة لأنه كلما وجدت الأربعة وجدت الزوجية.
ولكنها ليست مختصة بالأربعة فهي لازمة للستة والثمانية والعشرة وغيرها.
فلذا يقال على الزوجية إنها لازم أعم لأنها توجد في الملزوم ( الأربعة ) وغيره.

ومثال المساوي: لزوم النهار لطلوع الشمس.
فكلما طلعت الشمس وجد النهار، وكلما وجد النهار كانت الشمس قد طلعت.
فهنا توجد ملازمة من الجانبين.

فإذا كان اللازم أعم فهنا قاعدتان:
1- كلما وجد الملزوم وجد اللازم.
2- وليس كلما وجد اللازم وجد الملزوم.
كما في الأربعة والزوجية فكلما وجدت الأربعة وجدت الزوجية.
وليس كلما وجدت الزوجية وجدت الأربعة إذْ قد توجد في غيرها كالثمانية.

وإذا كان اللازم مساويا فهنا قاعدتان أيضا.
1- كلما وجد الملزوم وجد اللازم.
2- وكلما وجد اللازم وجد الملزوم.
فكلما وجدت الشمس وجد النهار وكلما وجد النهار وجدت الشمس.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم عبر عن الفرق بين المطابقة والتضمن والالتزام بعبارة من عندك؟
2- ما الفرق بين الملزوم واللازم والملازمة؟
3- كيف تفرق بين اللازم والأعم واللازم المساوي؟


( تمارين )

أولا: بين نوع الدلالة اللفظية الوضعية في الأمثلة التالية؟
1- السيارة على محركها.
2- السقف على الجدران.
3- الدار على غرفه.
4- الحج على العبادة.
5- العقد على الإيجاب والقبول.

ثانيا: ما هو نوع اللازم في الأمثلة التالية من حيث العموم والمساواة ؟
1- الفردية للثلاثة.
2- الحرارة للنار.
3- السواد للغراب.
4- الحدوث للمخلوق.
والحدوث معناه أن يكون الشيء في زمن ما غير موجود ثم وجد بعد ذلك.
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:10 AM   #11
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
الفقرة السابعة )

( شرط الدلالة الالتزامية )

قد علمتَ أن الدلالة اللفظية الوضعية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: مطابقة، وتضمن، والتزام.
ولدلالة الالتزام شرط رئيسي في المنطق هو أن يكون التلازم ذهنيا بين الملزوم واللازم.
لأن اللازم ثلاثة أقسام:
1- لازم ذهني فقط. ( معتبر )
2- لازم خارجي فقط. ( غير معتبر )
3- لازم ذهني وخارجي معا. ( معتبر )

فاللازم الذهني: ما كانت الملازمة بينه وبين الملزوم في التصور وعالم الذهن.
واللازم الخارجي: ما كانت الملازمة بينه وبين الملزوم في الواقع الخارجي دون التصور الذهني.
واللازم الذهني والخارجي معا: ما كانت الملازمة بينه وبين الملزوم في التصور وفي الواقع الخارجي معا.

( فضابط اللازم الذهني فقط يتحقق في العدم والملكة أي في عدم الصفة ووجود تلك الصفة )
مثال: العمى فهو عدم البصر فهذا عدم، والبصر مَلَكَة أي وجود.
فمن تصور معنى العمى في عقله وهو ( عدم البصر ) فيلزم أن يحصل في ذهنه تصور البصر بلا شك لأن العمى معناه أن هنالك بصرا قد ذهب فصار أعمى - نسأل الله العافية - فحيث تصور الذهنُ العمى تصور معه البصر.
والعمى ملزوم والبصر لازم، وهذا التلازم في الذهن فقط وإلا فبينهما في الخارج تعاند وتنافي فكيف تصير العين عمياء ومبصرة بنفس الوقت هذا محال.
والقصد أن معنى العمى المطابق هو عدم تلك الحاسة ومعناه اللازم له هو البصر وهذا التلازم بين العمى والبصر تلازم في داخل العقل فقط وإلا فيستحيل اجتماعهما في خارج العقل في محل واحد.

مثال: الخرس وهو عدم النطق وملكته النطق.
فمتى تصور واستحضر شخص في عقله الخرس سيستحضر معه النطق لأنه عدم النطق.
والخرس ملزوم والنطق لازم والتلازم في الذهن فقط إذْ كيف يجتمع النطق وعدمه في محل واحد.

مثال: الجهل وهو عدم العلم وملكته العلم.
فمتى تصور شخص الجهل سيتصور معه العلم لأنه عدم العلم.
والجهل ملزوم والعلم لازم والتلازم في الذهن فقط، إذْ كيف يجتمع الجهل بالشيء والعلم به في محل واحد في وقت واحد.
وهكذا ففي كل هذه الأمثلة يوجد تلازم بين العدم والملكة وهو تلازم داخل الذهن فقط ويستحيل وجوده في الخارج.

( وضابط اللازم الخارجي والذهني معا يتحقق في دلالة الفعل على الفاعل والمفعول ).
مثال: الضرب فهو فعل وهو يدل بلا شك على مَن صدر منه الضرب وهو الضارب وعلى من وقع عليه الضرب وهو المضروب لأن الضرب معناه وقوع شيء على شيء فالشيء الأول فاعل والشيء الثاني مفعول.
فإذا تصورت في ذهنك معنى الضرب استحضرت معه ضاربا ومضروبا فدلالة الضرب عليهما بالالتزام.
ونوع اللزوم هو لزوم ذهني وخارجي معا لأنه كما أنه في الذهن يوجد تلازم ففي خارج الذهن يوجد تلازم أيضا فهل تجد في الواقع ضربا يصدر من دون ضارب ومحل يقع عليه الضرب!!.

مثال: الخلق يدل على الخالق والمخلوق.
فإذا تصورت في ذهنك الخلق فستتصور معه الخالق والمخلوق.
وهذا التلازم في الذهن وفي الخارج أيضا.

مثال: الإكرام يدل على المكرِم والمكرَم.
فإذا تصورت الإكرام تصورت معه مكرِما ومكرَما.
وهكذا ففي كل هذا الأمثلة يوجد تلازم بين الملزوم واللازم في الذهن والخارج معا.

وهذان اللازمان أعني الذهني فقط والذهني والخارجي معا هما المعتبران في المنطق لأنه ينتقل الذهن فيهما بسهولة من الملزوم إلى اللازم وأما اللازم الخارجي فغير معتبر عندهم.

( وضابط اللازم الخارجي فقط يتحقق فيما يحتاج إلى دليل أو مشاهدة ).
مثال: الحدوث للعالم.
فثبوت الحدوث للعالم يفتقر إلى دليل.
فالعالم ملزوم والحادث لازم.
فهل إذا تصورت العالم - وهو كل ما عدا الله سبحانه - في ذهنك تصورت معه الحدوث؟
الجواب: كلا لأن ثبوت الحدوث للعالم يفتقر إلى برهان عقلي يثبت ذلك فليس مجرد تصور العالم كاف لتصور الحدوث معه.

مثال: الوحدانية للإله.
فثبوت الوحدانية له يحتاج إلى دليل.
فالإله ملزوم والوحدانية لازمة.
فهل إذا عرفت وتصورت الإله في ذهنك لزم أن تتصوره واحدا أحد؟
والجواب: كلا وإلا لما أشرك به أحد ولكان المشركون بمجرد أن يتصوروا معنى الإله في اللغة يحكمون بوحدانيته واستحالة التعدد.

مثال: السواد للغراب.
فثبوت السواد للغراب لازم له ولكن هذا اللزوم يحتاج إلى مشاهدات مسبقة فالناس رأوا أن كل غراب أسود فصاروا كلما ذكروا الغراب استحضروا السواد معه.
فالغراب ملزوم والسواد لازم.
ولو أن شخصا لم ير الغراب لأمكن أن يتصوره أبيض أو على لون آخر.
فلا توجد ملازمة عقلية بين الغراب والسواد وإنما شاء الله سبحانه أن يجعله أسود.

مثال: البياض للثلج.
فثبوت البياض للثلج يتوقف على المشاهدة.
ولو أن شخصا لم ير الثلج لأمكن أن يتصوره أسود أو على لون آخر.
فلا توجد ملازمة عقلية بين الثلج والبياض وإنما شاء الله سبحانه أن يجعله أبيض.
ففي كل هذه الأمثلة لا يوجد تلازم ذهني عقلي بل هو إما أن يفتقر إلى دليل وإما أن يكون بينهما توافق في العالم الخارجي مثل السواد والغراب ولا يوجد تلازم ذهني.

والخلاصة هي: أن المنطقيين يشترطون لقبول الدلالة الالتزامية وجود التلازم الذهني بين الملزوم واللازم فلذا لا يعتدون بالسواد للغراب ونحوه.

وهذا مجرد اصطلاح لهم قد لا تنفعنا مراعاته في العلوم الشرعية وغيرها فالأولى هو التعميم.
قال الشيخ السنوسي رحمه الله: وأما في فن الأصول أو في البيان فإنهم لا يشترطون في دلالة الالتزام أن يكون اللزوم ذهنيا بل مطلق اللزوم بأي وجه كان، وبذلك كثرت الفوائد التي يستنبطونها بدلالة الالتزام من ألفاظ القرآن والسنة وألفاظ أئمة المسلمين. اهـ شرح المختصر في فن المنطق مع حاشية الباجوري. مطبعة التقدم العلمية ص 37.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين أنواع اللازم؟
2- كيف يدل العمى على البصر مع أنهما لا يجتمعان ؟
3- ما هو الفرق بين المناطقة وغيرهم في دلالة الالتزام؟

( تمارين )

ما هو نوع اللازم في الأمثلة التالية :
1- الصمّ على السمع.
2- القتل على المقتول.
3- العسل على الشمع.
4- الطماطة على الحمرة.
5- الرمي على الرامي.
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:11 AM   #12
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
الفقرة الثامنة )

" أقسام اللفظ "

اللفظ هو: صوت مشتمل على بعض الأحرف.
مثل زيد فإنه صوت مسموع بالأذن ويشتمل على الزاي والياء والدال.

وينقسم إلى مفرد ومركب.
فالمفرد: ما لا يدل جزئه على جزء معناه.
والمركب: ما يدل جزئه على جزء معناه.

مثال: ( غلام زيد ) هذا لفظ مركب لأن معناه غلام تابع ومملوك لزيد، فلفظ ( غلام ) يدل على شطر هذا المعنى، ولفظ ( زيد ) يدل على الشطر الثاني فيكون مركبا لأنه قد دل جزء اللفظ على جزء المعنى.

وأما لفظ غلام أو لفظ زيد فهو مفرد لأنه لا يدل جزء اللفظ على جزء المعنى، فمثلا لفظ زيد متكون من ( الزاي- والياء- والدال ) فهل الزاي مثلا تدل على يد زيد والياء تدل على رأسه والدال تدل على الباقي؟
الجواب: كلا فهذا اللفظ ( زيد ) كوحدة كاملة يدل على زيد وليست أجزائه تدل على جزء معناه.

والمركب متى ما صار علما صار مفردا.
فعبد الله يراد به اسما لشخص هو مفرد لأنه لا يدل جزء اللفظ حينئذ على جزء المعنى.
أما إذا أريد به غير العلمية كقوله تعالى: ( قال: إني عبد الله) فهو مركب.

وهكذا أصول الفقه، ومصطلح الحديث، وأصول الدين إذا أريد بها أسماء علوم مخصوصة فهي مفردة وهي في الأصل مركبة من كلمتين.

والمفرد ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1- كلمة وهي تسمى بالفعل عند النحاة مثل ضرب.
2- اسم وهو الاسم عند النحاة مثل زيد.
3- أداة وهو الحرف عند النحاة مثل في.
فالمناطقة يسمون الفعل كلمة ويسمون الحرف أداة.

والمركب ينقسم إلى قسمين:
1- مركب ناقص وهو: ما لا يحسن السكوت عليه.
مثل غلام زيدٍ، وشجرة جميلة.
لأن من قال غلام زيد وسكت لم يذكر كلاما مفيدا لأنه موضوع ولا محمول له.

2- مركب تام وهو: ما يحسن السكوت عليه.
مثل زيد قائم، وقام زيد.

والمركب التام قسمان:
أ- خبر وهو: كلام يحتمل الصدق والكذب.
ب- إنشاء وهو: كلام لا يحتمل الصدق والكذب.

مثال: قامَ زيدٌ فهذا الكلام يسمى خبرا لأنه يحتمل الصدق والكذب لأنك إما أن تكون صادقا فيما قلته ويكون زيد قد قام فعلا، أو تكون كاذبا ويكون زيد لم يقم.

مثال: إذا قلتَ لشخص قمْ فهذا كلام مركب من فعل وفاعل مستتر تقديره أنت و يسمى إنشاءً وهو لا يحتمل الصدق والكذب لأنه طلب، وهو ليس فيه صدق أو كذب؛ فلا يصح أن يقال لك: صدقت أو كذبت لأنك لم تخبر عن حدوث شيء بل أنت تنشأ أمرا وطلبا لشيء تريده فلا معنى للصدق والكذب، بل إما أن تطاع ويقوم الشخص الذي تخاطبه أو تعصى ولا يقوم من مكانه.

فإذا علم هذا فالتصديق هو: إدراك النسبة التامة الخبرية على وجه اليقين أو الظن.
وكل إدراك عدا هذا فهو من التصور، وحينئذ يكون للتصور عدة مصاديق هي:
1- إدراك المفرد مثل زيد، وضرب، وفي.
2- إدراك المركب الناقص مثل غلام زيد.
3- إدراك المركب التام الإنشائي مثل قم لأن الإنشاء لا يتعلق به إخبار عن الواقع وبالتالي يحكم بوقوعه أو عدم وقوعه فلا يتعلق به سوى تصور المعنى دون التصديق.
4- إدراك النسبة التامة، أي مجرد تصور معنى الجملة الخبرية فقط.
5- إدراك النسبة التامة على وجه الشك.
6- إدراك النسبة التامة على وجه الوهم.
وباختصار التصور إدراك بلا حكم.
وقد مرت أمثلة التصور مرارا.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما الفارق بين أصول الفقه في حال العلمية وفي غير العلمية؟
2- لم كان المركب الناقص لا يحسن السكوت عليه؟
3- لم كانَ إدراك الإنشاء تصورا لا تصديقا؟

( تمارين )

أولا: ميّز بين المفرد والمركب فيما يلي:
( المسجد الحرام- المدينة المنورة- محمد المختار- تصديق- تصور ).

ثانيا: ميّز بين المركب الناقص والمركب التام خبرا أو إنشاءً فيما يلي:
( اتقوا الله - لا تقربوا الزنا- أقيموا الصلاة- الله أكبر- لا إله إلا الله- يوم القيامة ).
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:11 AM   #13
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
الفقرة التاسعة )

" الجزئي والكلي "

قد علمتَ أن اللفظَ إما مفردٌ وإمّا مركبٌ، ثم إن اللفظ المفرد ينقسم بحسب معناه إلى قسمين:
أولا: كليّ.
ثانيا: جزئيّ.

فالكلي هو: الذي لا يمنع تصور مفهومه من وقوع الشِركة فيه.
مثال: رجل، إذا تصورت مفهومه أي معناه في عقلك وهو الذكر البالغ فستجده ينطبق على كثيرين مثل زيد وعمرو وبكر وغيرهم، فمعناه ومفهومه لا يمنع الشركة فيه أي الاشتراك بل يشمل كثيرين.

مثال: الصلاة، إذا تصورت مفهومها ومعناها في عقلك وهو عبادة ذات أقول وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم فستجد أنها تتناول كل صلاة ولا تختص بصلاة واحدة فمعنى الصلاة لا يمنع الشركة.

مثال: كتاب، إذا تصورت مفهومه ومعناه في عقلك وهو صحائف مكتوبة فستجد أنه يشمل كل كتاب ولا يقتضي الحصر بكتاب واحدـ فمفهوم هذا اللفظ لا يمنع الشركة والتعدد.

وأما الجزئي فهو: الذي يمنع تصور مفهومه من وقوع الشركة فيه.
مثال: زيد، إذا تصورت مفهومه ومعناه في عقلك وهو إنسان معين فيستحيل حينئذ أن يصدق وينطبق على أكثر من واحد لأن مفهومه يأبى الشركة فيه فهو لا يدل إلا على واحد.

مثال: هذه الصلاة، إذا تصورت مفهومها في عقلك وهي صلاة معينة مشخصة فيستحيل حينئذ أن تنطبق على غير تلك الصلاة.

مثال: هذا الكتاب، إذا تصورت مفهومه في ذهنك وهو كتاب مشخص مشار إليه فيستحيل حينئذ أن يقبل الشركة بل لا يدل إلا على كتاب واحد بعينه.

ثم إن الكلي يشمل ما له كثرة حقيقية في الخارج وما ليس كذلك.
فمثال ما له كثرة ما تقدم من الرجل والصلاة والكتاب.
ومثال ما ليس له كثرة كشمس فإن معناها كوكب مشتعل مضيء، فهذا المعنى ليس فيه قيد يمنعه من قبول الشركة، فكل كوكب مشتعل مضيء هو شمس.

فإن قلت ولكن لا توجد سوى شمس واحدة فكيف تكون كلية؟
قلنا: لأن معناها ومفهومها غير منحصر فهو عام قابل للشمول لكثيرين، أي أننا لا ننظر إلى الواقع بل ننظر إلى نفس المعنى المتصور في العقل فإن كان عاما يشمل كثره فنعتبره عاما ولا ننظر للواقع لأن المصحح لكونه كليا أو جزئيا هو المفهوم الذهني وليس الواقع الخارجي.
ولهذا فقد اكتشف العلم الحديث وجود كواكب مشتعلة مضيئة غير شمسنا هذه فسموها شموسا، ولو فرضنا أنه ليس في الكون إلا شمسنا لكانت كلية أيضا، وكذا قل مثل هذا على القمر.
مثال: الغول: هذا لفظ لمعنى خيالي لا وجود له في الواقع ويعنون به حيوانا مخيفا بهيئة أسطورية لا واقع له.
فهذا المعنى كلي أيضا وإن لم يوجد له أي فرد في الواقع لأن المصحح للكلية هو المفهوم بغض النظر عن الواقع.
وبعبارة أخرى إن الكلي هو ذلك المفهوم الذي لا يمنع انطباقه على كثيرين ولو بالفرض، أي بافتراض أن له أفرادا متعددة.

فتلخص أن المفهوم الذهني تارة يصدق على كثيرين وتارة لا يصدق إلا على واحد فما يصدق على كثيرين هو كلي، وما لا يصدق إلا على واحد هو جزئي.

ثم إن المعنى الذهني يسمى مفهوما وما ينطبق عليه ذلك المعنى في الخارج يسمى مصداقا.
فمعنى الرجل وهو الذكر البالغ يسمى مفهوما، وما ينطبق عليه هذا المفهوم في الخارج من زيد وعمرو وبكر وغيرهم يسمى مصداقا وأفرادا.

ومعنى القلم وهو آلة الكتابة يسمى مفهوما وما ينطبق عليه هذا المعنى من الأقلام المحسوسة يسمى مصداقا وأفرادا.

ومعنى زيد في الذهن وهو إنسان معين مشخص يسمى مفهوما، والشخص الخارجي الحقيقي يسمى مصداقا.
وعلى هذا فقس.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين الكلي والجزئي عبّر عن ذلك بعبارة من عندك؟
2- ما الفراق بين المفهوم والمصداق؟
3- كيف يكون الغول كليا مع أنه شيء خيالي لا حقيقة له؟

( تمارين )

ميّز بين الكلي والجزئي فيما يلي:
( مكة- بغداد - محمد- صيام- رسل- الكعبة - سعيد علما- سعيد وصفا- المؤمنون- بيت ).
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2014, 09:12 AM   #14
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
الفقرة العاشرة )

" الماهية "

إذا نظرت إلى الواقع فستجد أشياء كثيرة تتمايز فيما بينها كالإنسان والفرس والكلب والشجر والحجر والذهب والفضة والماء والتراب والنار وغيرها، فكلها لها وجود خاص بها ومعان تستقل بها.

فحينئذ يرد سؤال إلى الذهن وهو بأي شيء صار الإنسان إنسانا والفرس فرسا والماء ماء وهكذا؟
بعبارة أخرى ما هي الأشياء التي إذا وجدت وجد الإنسان والفرس والماء وغيرها؟

فإذا نظرنا إلى أفراد الإنسان مثلا كزيد وعمرو وبكر فنجد لكل واحد منهم أوصافا خاصة به كالعمر والشكل واللون والطول والوزن والعلم والجهل والكرم والشجاعة وغيرها.
ولهم أيضا أوصاف مشتركة تجمعهم في الإنسانية فزيد إنسان وعمرو إنسان وبكر إنسان مع اختلاف الصفات التي تميز كل واحد من هؤلاء.

فهنا نطرح هذا السؤال لم كان زيد وعمرو وبكر من أفراد الإنسان؟
أي بم صار هؤلاء الأفراد من فئة الإنسان ولم يصيروا من فئة أخرى؟

والجواب هو: لوجود أوصاف مشتركه فيما بينهم جعلتهم ينتمون إلى هذه الفئة دون غيرها.
فهذه الأوصاف التي إذا وجدت وجد الشيء نسمها بالماهية.
فالإنسان له ماهية أي حقيقة خاصة به وكذا الفرس والكلب والشجر والذهب والماء وغيرها.

فإذا أردنا أن نعرف الماهية نقول هي: ما به يكون الشيء نفسه.
فبها صار الإنسان إنسانا والفرس فرسا والشجر شجرا وهكذا.
فعلمنا من ذلك أن للموجودات ماهيات وحقائق خاصة بها لولاها لما كان ذلك الشيء نفسه

مثال: الإنسان ماهيته وحقيقته هي: حيوان ناطق، فمجوع الحيوانية مع الناطقية تجعل الشيء إنسانا ولا تجعله فرسا أو شجرا أو ذهبا أو غيرها.
فالحيوانية والناطقية بها صار زيد إنسانا.

مثال: الفرس ماهيته وحقيقته هي: حيوان صاهل، فمجموع هذين الوصفين هو الذي يجعل الشيء فرسا لا شيئا آخر.

مثال: الخمر ماهيتها وحقيقتها هي: شراب مسكر، فمجموع هذين الوصفين هو الذي جعل الشيء خمرا ولم يجعله ماء أو عسلا أو شيئا آخر.

وإذا أردنا أن نسلط الضوء على الماهيات ونحلل صفاتها نجد الآتي:
أولا: تكون أوصافا مشتركة بين جميع الأفراد.
فالحيوانية والناطقية مشتركة بين زيد وعمرو وبكر وغيرهم.

فلا يصح إذاً أن تشتمل الماهية على أوصاف خاصة ببعض الأفراد، لأنها حينئذ لن تكون ماهية وحقيقة كل الأفراد بل ستمثل تعريفا قاصرا على البعض.

مثل أن نقول في بيان ماهية الإنسان هو: حيوان ناطق ذكي جدا، فهذا لن يشمل الإنسان البليد، أو تقول هو حيوان ناطق ذو طول كذا، أو لون كذا أو يحب الخير أو غيرها من الأوصاف التي لا تشمل كل الأفراد.
والخلاصة هي أن الماهية لا تبين صفات زيد أو عمرو بل تبين القدر المشترك المنطبق على جميع الأفراد.

ثانيا: تكون ذات أوصاف أساسية بها يكون الشيء نفسه.
أي أننا حينما نريد أن نبين ماهية شيء ما فلا نختار أي وصف مشترك بين الأفراد بل نختار أوصافا معينة فقط وهي تلك الصفات التي بها يكون الشيء نفسه.

مثال: إذا أردنا أن نجمع أوصاف الإنسان الخاصة به نجد منها: الضحك، انتصاب القامة، النطق باللسان التفكير.

ولكن هذه الأوصاف ليست على درجة واحدة في القوة ولا نقدر أن نقول أن جميع هذه الصفات هي التي تشكل حقيقة الإنسان بحيث لو فرضنا أن الله سبحانه وتعالى لم يهبه كل هذه الصفات لما كان إنسانا، فلو قدر أن الإنسان غير ضاحك، أو غير منتصب القامة فهل سيكون من فئة وحقيقة أخرى أو يبقى إنسانا ولا يضر ذهاب تلك الصفات في إنسانيته؟

الجواب: لا تضر في إنسانيته ويمكن أن نتعقله إنسانا وهو غير ضاحك أو غير منتصب القامة.
بل الصفة الأساسية الجوهرية التي لها مدخل في حصول حقيقة الإنسان هو التفكير دون ما ذكرنا من صفات.

والخلاصة هي أننا لا نكتفي في تبيين الماهية باختيار أوصاف مختصة بحقيقة وفئة معينة دون غيرها، فهذا القدر غير كاف في التحصل على الماهية بل لا بد من وضع اليد على الصفة الجوهرية الأساسية وهي تلك الصفة التي لو فرضناها ذهبت وفقدت من الشيء لم يكن هو نفسه بل سينتمي إلى حقيقة أخرى لا محالة.

ثالثا: تكون تلك الصفات الجوهرية بعضها أعم منه وبعضها مساو له.
أي تحتوي الماهية في تركيبها على وصف أعم، ووصف مساو للشيء، فالوصف الأول هو القدر الجامع بين هذه الحقيقية التي نحن بصدد تعريفها وبين غيرها من الحقائق، والوصف الثاني يمثل الوصف الخاص بتلك الحقيقة الذي يفصل تلك الحقيقة عن غيرها.

مثال: الإنسان هو حيوان ناطق.
فالحيوان هو: جسم نام حساس متحرك بالإرادة، فهذا وصف عام لأنه يشمل الإنسان وغير الإنسان كالفرس والكلب والأسد وغيرها فكلها أجسام نامية حساسة تتحرك بإرادتها.
والناطق هو المفكر أي له قوة التفكير، فهذا وصف خاص بالإنسان ومساو له به فصلنا الإنسان عن بقية الحيوانات لأنها لا يوجد حيوان مفكر ذو عقل سوى الإنسان.

مثال: الخمر شراب مسكر.
فالشراب وصف عام يشمل الخمر وغيرها كالماء والعسل.
والمسكر وهو المذهب للعقل وصف خاص بالخمر، به تحصلنا على حقيقة الخمر لأنه به فصلنا وميزنا الخمر عن غيرها من الأشربة.

فذلك الوصف العام هو الِجنْس.
وذلك الوصف الخاص هو الفَصْل.

فالجنس هو: وصف جوهري عام.
والفصل هو: وصف جوهري خاص.
ونقصد بالجوهري هو ما بيناه من قبل وهو أن يكون وصفا أساسيا به يتحقق الشيء ولو تصورنا زواله من الشيء فستتغير حقيقته وينتمي إلى فئة أخرى.
فالماهية= الجنس+ الفصل.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هي الماهية ؟
2- ما هي شروط الماهية؟
3- لمَ لا نعد الضحك من ماهية الإنسان؟
الزنقب غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)