|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 12
|
سلسلة 2 : الإقلاع عن التدخين بعيداً عن القسرية
المحتوى
المقدمة الباب الأول قصة التدخين (لهو وهزل) الباب الثاني التبغ (نبات خبيث وانتشار سرطاني) الفصل الأول: نبات التبغ (تاريخ وأرقام) الفصل الثاني: تصنيف التبغ الفصل الثالث: سموم التبغ الفصل الرابع: الإدمان على التدخين الباب الثالث الإقلاع عن التدخين بين العنف والسهولة الفصل الأول: إرادة قوية وإعصار نفسي الفصل الثاني: مناورات نفسية الفصل الثالث: أساليب سلوكية لإخماد جذوة التعطش للتدخين الفصل الرابع: نظرة المجتمع للمدخن الفصل الخامس:الإسلام والتدخين الباب الرابع النرجيلة الباب الخامس أمراض يسببها التدخين الفصل الأول: التهاب القصبات المزمن الفصل الثاني: احتشاء العضلة القلبية الفصل الثالث: التهاب العصب البصري الفصل الرابع: سرطانة القصبات وسرطانة المثانة الفصل الخامس: النشبة الدماغية الفصل السادس: العرج المتقطع الفصل السابع: الموت المفاجئ الفصل الثامن: القصور التنفسي واحمرار الدم الثانوي الفصل التاسع: ترقق العظام الفصل العاشر: العقم والعنانة عند الرجال الفصل الحادي عشر: التدخين والحمل الفصل الثاني عشر: التدخين وأمراض الفم والأسنان الفصل الثالث عشر: التدخين وأمراض الجلد الفصل الرابع عشر: التدخين والتخدير الجراحي الباب السادس هنيئاً لك بترك التدخين المقدمة يكثر الحديث عن التدخين ومضارِّه، باعتباره أحد العوامل المهمة لتلوث البيئة، على الأقل داخل المنازل والمؤسسات الحكومية وغيرها، وباعتباره أحد أهم العوامل التي تسبب خسائر فادحة على مستوى الفرد من حيث الهدر الاقتصادي ومن حيث العجز الجزئي أو الكلي الناجم عن عقابيل هذه العادة، كما على مستوى الدولة في التكاليف الباهظة التي يتكبدها القطاع الصحي، من جرّاء ما يترتب من تدابير لمعالجة المشاكل الصحية التي تخلفها هذه العادة على صحة الفرد. ولكن ربما لم يُدَر الحديثُ عن علاجٍ لهذه المشكلة من خلال البحث عن مسبباتها، وعن الدوافع التي تكمن وراء تَمَثُّلِها واستساغتها كعادة يدمنها المدخن، ولو على حساب الكثير من الضروريات الشخصية أو العائلية. لذلك تجدني من خلال هذه السطور أحاول أن أنير بعض الجوانب المظلمة لهذا الموضوع، لعل الجهد الذي بذلتُهُ هذا، يسهم في إحياء حملة مناهضة للتدخين، يكون مددها الأساسي من أولئك المدخنين الذين ما فتئوا يبحثون عن الخلاص. وكنتُ قد بدأتُ بوادرَ هذا العمل أوائلَ 1996، بوضع أطرٍ عامّة لمحتويات هذا الكتيب، وكان الهدفُ الرئيسُ لما أريد الخوضَ فيه هو أن أمد يد العون للكثير من المدخنين الذين جاهدوا مدى سنوات، وكانت لهم العديد من المحاولات للتخلص من هذه العادة، ثم كان الإخفاق ميقاتهم الذي ربما استسلم له البعض، وربما لم يزد البعض إلا إصراراً، وجُلُّهم لا يعلمُ أن إخفاقاتِهِم السابقة، يجب عدمُ اعتبارِها دروساً في استحالة الإقلاع عن التدخين، إنما أن يُنظَرَ إليها على أنها محطاتٍ طبيعيةً في الرحلة التي تسير في نهايتِها إلى أن يصبحوا من غيرِ المدخنين. كنت اٍستجمعُ الأفكارَ وأضعُها في قوالبَ، ثم أُكيِّسُ هذه القوالبَ، مكرّساً فيها خلاصةَ تجربةٍ شخصية عشتها لأكثر من خمسة عشر عاماً بين براثن ذلك الغول البغيض (التدخين)، كما تابعتُ خلاصةَ تجاربَ أخرى لمدخنين، كلٌ تعامل مع هذه المشكلةَ بطريقته التي لا تخلو من الفائدة والعبرة، إلى أن استكملت ما أعتبره كمّاً مفيداً وصالحاً، فكان هذا الجهد المتواضع الذي آمل أن يلقى ترحيباً عند كل من يراوده حلم الإقلاع. وأخيراً لا أقول إلا كما قال أبو الفرج الأصفهاني: (إني رأيت أنه لا يكتب أحدٌ كتاباً في يومه إلا وقال في غده: لوغُيِّرَ هذا لكان أحسن، ولو زِيدَ كذا لكان يستحسن، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العِبَرِ، وهو دليل استيلاء النقص على جملةِ البشر.) ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 12
|
الباب الأول
قصة التدخين … (لهوٌ وهزل) قيل … أن قصة التدخين، ربما ابتدأ شيوعها عندما دخل فتىً مقهىً في إحدى المدن الأوربية في القرن الخامس عشر، وأخرج لفافة وأشعلها…وما كان ذلك الفتى من المخترعين، بل كان فتىً مغامراً تعتمل في داخله لجج المراهقة وأعاصيرِها، وربما كان جلَّ همه في تلك الأمسية أن يُلفِت الأنظار إلى سلوك جديد، فاندفع يستنبط وسيلة يخرج بها الدخان من أنفه وفمه كمن في جوفه حريق،..ليتحلَّقَ أقرانُه من حولِه يتساءلون ويسألونه أن يجربوا ذلك بأنفسهم ..وكانت تلك هي الشرارة التي أوقدت ذلك الحريق اللعين على مدى القرون الخمسة الماضية . بدأت إذن قصةُ معاناةِ البشريةِ من أخطبوط التبغ على يدِ فتىً لا يقصد إلا أن يصرخَ الناسُ من حوله بإعجابٍ ودهشة،.. فهل نستطيع أن ننعت كل البشرية (المدخنة) بالشقاء وسطحية التفكير، بالقياس إلى حالة ذلك الفتى ؟ ويخطر لي أننا إذا جردنا هذا الحدث من آثاره الأخلاقية والصحية (أعني حدث اختراع التدخين)، لكان حدثاً بأهمية اختراع أديسون للكهربائيات، أو بأهمية اختراع المحرك البخاري، لأنه ترك أثراً عاماً شاملاً بحجم آثار هذين الاختراعين، أو ربما أكبر، ومع ذلك فلم يسجِلِ التاريخُ اسمَ ذلك المخترع، الذي أضاف إلى التراث الإنساني، ليس إلا أكثرَ صفحاته حلكةً واسوداداً … (صفحة التدخين). الباب الثاني التبغ (نبات خبيث وانتشار سرطاني) الفصل الأول (نبات التبغ - تاريخ وأرقام) يرى الزراعيون أن التبغ من أكثر المحاصيل أهمية، حيث لا يوجد محصول آخر تأثر بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعتقدات الدينية، كما تأثر هذا المحصول، فقد كتب بروكس Brooks عام 1937 أن: (التبغ يخدم في حياتنا كوسيلة من وسائل إشباع رغبات المرء الاجتماعية وعاداته، ولهذا السبب فإن نبات التبغ سيبقى خلال المستقبل رديفاً لطريقنا في الحياة). بدأ تاريخ التبغ عند اكتشاف العالم الجديد عام 1492 حيث شوهد هنود الأوراك في جزيرة سان سلفادور يحرقون أوراق بعض النباتات في أنبوب ويتنشقون الدخان ويخرجونه من أنوفهم. وقيل في رواية أخرى أن الأسبان عرفوه في جزيرة تاباكو Tabago إحدى جزر الأنتيل حيث عرف باسمها فيما بعد. يؤكد علماء التاريخ أن عادة التدخين كانت موجودة بين الصينيين والمنغوليين منذ زمن بعيد وقبل اكتشاف أمريكا، فقد أشار بعضهم إلى أن أصل الهنود الحمر في العالم الجديد ربما كانوا من آسيا، حيث هاجروا إلى أمريكا عبر الجسر الأرضي في ألاسكا ثم امتدت هجراتهم جنوباً عبر الأمريكيتين. وقد اختفى هذا الجسر لاحقاً، خلال العصر الجليدي ليحل محلَّه مضيق بيرينغ Bering strait غير المُعجِز، الذي يفصل بين ألاسكا وأقصى شمال شرق آسيا، والذي ربما تتالت عبره هجرات أخرى في الأحقاب اللاحقة لم يُشَر إلى التبغ في الكتب السماوية ولا في نقوش قدماء المصريين والكلدانيين، ولا في النقوش السنسكريتية (الهندية القديمة) ولهذا السبب يمكن الاعتقاد أن أصل التبغ ليس آسيا الدانية ولا أفريقيا بل أمريكا (Brooks 1952). وصل التبغ إلى أوربا عام 1556 من البرازيل، ثم زرع بعد ذلك بأربعين عاماً في البرتغال حيث تلقفه سفير فرنسا آنذاك المدعو (جان نيكوت) ليتقرب به إلى مليكته (ماري دوي موسيس) في باريس، فأُغرمت الملكة باستعماله بصورة دائمة وتبارى العامة في محاكاة الملكة، وانتشرت عادة التدخين بعدها بصورة واسعة، فاستورِدت شحنات أوراق التبغ إلى أوربا تباعاً، وانتشرت زراعته كذلك على نطاق واسع في القرون اللاحقة. دخل التبغ تركيا عام 1603 وبعدها إلى أقطار آسيا الدنيا. يزرع التبغ في العالم على نطاق واسع، وأكثر الدول زراعة للتبغ هي الصين(11000) كم2، ثم البرازيل، فالولايات المتحدة. وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة في مختلف القارات حوالي (46000)كم2 من الأراضي الخصبة، وهي مساحة هامة لا يستهان بها (تعادل ربع مساحة سوريا تقريباً) وتكفي لإنتاج 18 مليون طن من القمح سنوياً، أو 100-138 مليون طن من البطاطا، أو 370-550 مليون طن من الشوندر السكري على سبيل المثال. وللعلم أيضاً فإن مساحة الأرض القابلة للزراعة في العالم كله لا تشكل أكثر من 2,4-2,6 % من مساحة اليابسة (149 مليون كم2)، أي حوالي 3719000 كم2 فقط، تقتطع زراعة التبغ منها حوالي 1.23%. تؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن التدخين يسبب وفاة أربعة ملايين شخص كل عام، أي بمعدل وفاة واحدة كل أربع ثوان، وأن واحداً من كل مُدَخِنَين يلقى حتفه بسبب هذه العادة. ثم، من الأرقام المثيرة للانتباه أن التكلفة المادية للتدخين مدة خمسين عاماً بمعدل علبة سجائر واحدة يومياً تعادل ما قيمته 2 كغ من الذهب أو تزيد فكيف إذا راعينا أن معظم المدخنين يدخنون حتماً أكثر من علبة سجائر يومياً؟! كما أن كل لفافة تبغ يتم تدخينها تتسبب في تقصير عمر المدخن خمس دقائق، بحيث أن مجموع ما ينقص من عمره إحصائياً يقدر بحوالي سبع سنوات، حيث استُنتِجَ ذلك من خلال مقارنة متوسط الأعمار عند المدخنين به عند غير المدخنين. |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|