|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-07-2006, 03:04 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 261
|
لحظات من أعظم المؤتمرات في التاريخ
[align=right]
لحظات من أعظم المؤتمرات في التاريخ - الشيخ حسين بن محمود حفظه الله- مؤتمر الحُجّة وبيان المحجّة لما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم وقف عمر بن الخطاب خطيباً في الناس ، فكان من جملة ما قال : "إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسي بن عمران ، فغاب عن قومه أربعين ليلة ، ثم رجع إليهم بعد أن قيل : قد مات. ووالله ، ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات" .. وكان الناس بين مصدوم ، وغير مصدّق ، ومنطرح أرضاً من شدة الحزن لا تحمله رجلاه !! وبينا الناس على هذه الحال ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرس من مسكنه بالسُّنْح حتى نزل ، فدخل المسجد ، فلم يكلم الناس ، حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشي بثوب حِبَرَة ، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه، فقبله وبكي ، ثم قال : بأبي أنت وأمي ، لا يجمع الله عليك موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد مِتَّهَا. ثم خرج أبو بكر ، وعمر يكلم الناس ، فقال : اجلس يا عمر ، فأبي عمر أن يجلس ، فتشهد أبو بكر ، فأقبل الناس إليه ، وتركوا عمر ، فقال أبو بكر : "أما بعد ، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات ، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ" (آل عمران :144)" . قال ابن المسيب : قال عمر : والله ، ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها ، فعرفت أنه الحق ، فعقرت حتى ما تُقُلِّني رجلاي ، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات. قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم ، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها. قد ينسى الإنسان ، وقد يفقد بعض منطقه جراء مصائب تحل به ، وقد يغيب عن وعيه في حالات الغضب والحزن وحتى حالات الفرح .. يحتاج الإنسان بين فترة وأخرى إلى التذكير والرجوع إلى الجادة إذا ما مال عنها أو غابت عنه .. لقد كاد يغيب عن الساحة من يذكّر الناس بالأحكام الشرعية في النوازل العصرية ، وقد كتب الناس في ذلك في بداية الحرب على أفغانستان وبداية الغزو الأمريكي للعراق ، ثم ما لبث أن سكت كثير من العلماء والخطباء ، وزاد الطين بلة موقف الإعلام المنافق الذي لبّس على الناس أمور دينهم حتى بدأ بعض الناس يتردد من بعد يقين ويشك من بعد علم !! لمّا مَنع الحكام عقد المؤتمرات الإسلامية لمناقشة القضايا الآنية من قبل العلماء ، وغاب عن الساحة من يدعو لمثل هذه الإجتماعات المصيرية : عقدت هذا المؤتمر وخاصة بعد خيبة مؤتمر قمة "المؤامرات" العربي الذي أُريد به صرف أنظار الناس – عن طريق وسائل الإعلام العربية - عما يجري في العراق وفلسطين وأفغانستان .. هذا المؤتمر الكبير الذي حضره الكثير من رجالات السلف والخلف انعقد في قاعة الخيال في مدينة الأحلام ، وهو مؤتمر في غاية من الأهمية ، إذ تكلّم الناس فيه دون تحفظات وضغوط أجنبية ، وكانت البيانات واضحة والنيات صافية والتصريحات مدوية .. وقد نقلت لكم بعض ما جاء فيه من الوقائع والأقوال .. والله المستعان وعليه التكلان .. المؤتمر .. اكتضت الساحة برجال طويلي اللحى قصيري الثياب عليهم تيجان الوقار وجلال الهيبة، وقد كنت بينهم وجِل القلب متنقل البصر لا أعرف لي بينهم مكان ، فجلست في زاوية !! القاعة كبيرة وواسعة ، كراسيها متواضعة ، ومنصتها تكاد تخلو من الزينة والزخارف ، على غير ما ألفناه في المؤتمرات !! جلس المدعوون في أماكنهم المخصصة ، ولفت انتباهي - بعد جلوس الكل - مجموعة من الكراسي الفارغة ، ولا أدري لمن هي !! لم تستطع عيني مفراقة منظر رجل لا يكاد يقر له قرار ، وكأنه يريد استباق الأحداث ، ينظر إلى ساعته في الدقيقة سبعين مرّة !! يريد أن يتكلم ولكن ، كأنه خاف أن يبدأ قبل هؤلاء الرجال!! اعتلى المنصة رجل ليس بأسنّ القوم ، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مقدر الأقدار، مصرف الأمور، مكوِّر الليل على النهار، تبصرةً لأولي القلوب والأبصار، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فأدخله في جملة الأخيار، ووفق من اختار من عبيده فجعله من الأبرار؛ وبصَّر من أحبه للحقائق فزهدهم في هذه الدار، فاجتهدوا في مرضاته، والتأهب لدار القرار واجتناب ما يُسخطه والحذر من عذاب النار. أحمده أبلغ حمد على جميع نعمه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً بواحدنيته، واعترافاً بما يجب على الخلق كافة من الإذعان لربوبيته. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبه المصطفى من خليقته، وأكرم الأولين والآخرين من بريته، أكرم الخلق، وأزكاهم ، وأكملهم، وأعرفهم بالله تعالى وأخشاهم وأعلمهم به وأتقاهم، أشدهم اجتهاداً وعبادة، وخشية، وزهادة، وأعظمهم خلقاً، وأبلغهم بالمؤمنين تلطفاً ورفقاً؛ صلوات الله وسلامه عليه وعلى النبيين وآل كلٍ وصحابتهم أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. أما بعد: فإن الدنيا دار نفاد لا دار إخلاد، ودار عبور، لا دار حبور، ودار فناء، لا دار بقاء، ودار انصرام، لا دار دوام؛ وقد تطابق على ما ذكرته، دلالات قواطع النقول وصائح العقول، وهذا مما استوى في العلم به الخواصُّ والعوامُّ، والأغنياء، والطعام وقضى به الحسُّ والعيان؛ حتى لم يقبل لوضوحه إلى زيادة في العرفان: وليس يصح في الأسماع شيء .... إذا احتاج النهار إلى دليل (بستان العارفين \ للنووي) قاطعه الرجل الذي لا يقر له قرار : سيدي ، إن الخطب جلل ، والأمر جد خطير ، الأمة تستباح ، فهلّا دخلت في الموضوع مباشرة ، النصارى دخلوا دار الخلافة "بغداد"!! سكت المقدم ، وقام رجل من الجالسين حديد النظر عليه جلالة وهيبة لا تُنكر ، أظنه يُدعى ابن تيمية .. قال : النصارى في بغداد !! بلّغ أمراء الأمصار فليقيموا علم الجهاد !! قال الرجل: أمراء الأمصار !! الأمراء يا سيدي قد وقفوا في صف الصليب يقاتلون المجاهدين ويغيّرون ويبدلون ثوابت الدين !! ابن تيمية : اتقي الله يا رجل وانظر ما تقول !! الرجل : أقول ما أعقل ، ولست متهماً في عقلي وإني لمن الصادقين !! ابن تيمية : ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى "لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" فإنه أخبر في تلك الآيات أن متوليهم لا يكون مؤمنا ، وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم .." (مجموع الفتاوى: 7\18) وقف رجل كان جالسا بجوار ابن تيمية (أظنه صاحبا له، يدعى ابن القيم) فقال : "أنه سبحانه قد حكم - ولا أحسن من حكمه - أنه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم، وهذا عام خص منه من يتولاهم ودخل في دينهم بعد التزام الإسلام فإنه لا يقر ولا تقبل منه الجزية بل إما الإسلام أو السيف فإنه مرتد بالنص والإجماع" (أحكام أهل الذمة : 1/195) قال صاحبنا الأول : يا شيخ ، لقد بينا هذا لهم ، ولكن قفز في وجهنا أناس يدعون العلم يقولون بأن هؤلاء الحكام الذين والوا النصارى وحاربوا من أجلهم المسلمين هم ولاة أمور المسلمين !! هنا ، قام شيخ كبير عليه من الهيبة والوقار وحسن الهيئة والسمت ما أعجز عن وصفه ، فقال : قل لهؤلاء العلماء بأن ابن جرير الطبري يقول : "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم : فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم ، فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض ، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه" (تفسير الطبري). وقام رجل من أقصى القاعة جميل المنظر حديد البصر عليه ثياب حسنة ، فقال : "صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار ، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين .." (المحلى لابن حزم : 11\138) . وهنا قال ابن تيمية : "من جمز إلى معسكر "النصارى" [وأصلها التتر] ، ولحق بهم ارتد ، وحل ماله ودمه " (الإختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية) فقام رجل من الطرف الآخر من القاعة ، وقال : وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم ، وهو صريح قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم" . (الشيخ رشيد رضا في الحاشية) .. ثم قال شيخ جليل عليه ثياب رثة ، وقلبه يكاد ينفجر حرقة ، وقال " إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على المسلمين - ولو لم يشرك - أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين (الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب : 272) .. فقال له صاحبنا : هؤلاء يا شيخ من يزعمون أنهم على نهجك وعلى طريقك يسيرون !! فقال الشيخ مغضباً : قل لهم بأن محمداً يقول لكم "إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحّد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض ، كما قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله". (مجموعة التوحيد : 19) .. قام رجل بجوار الشيخ يشبهه في الخلقة ، فقال : قال تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة " (آل عمران :28) وقد جزم ابن جرير [كما سمعتم] بكفر من فعل ذلك . قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان" (المجادلة : 22) فليتأمل من نصح نفسه هذه الآيات الكريمات وليبحث عما قاله المفسرون وأهل العلم في تأويلها وينظر ما وقع من أكثر الناس اليوم ، فإنه يتبين له إن وفق وسدد – أنها تتناول من ترك جهادهم ، وسكت عن عيبهم ، وألقى إليهم السلم . فكيف بمن أعانهم أو جرهم على بلاد أهل الإسلام أو أثنى عليهم ، أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم ، وأحب ظهورهم ، فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق .. (عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ الدرر السنية 8/325-326 ، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/53) .. قاطعهم ابني تيمية قائلاً : وأين علماء زمانكم !! أليس فيهم من أفتى بما أجمع عليه علماء المسلمين من قبلهم !! رد عليه رجل من وسط القاعة عليه سمت المحدّثين ، فقال : لقد أفتينا بأن "التعاون مع "الأمريكان" [وأصلها الإنجليز] بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة ، هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء. كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسة ولا للناس. وأظنني قد استطعت الإبانة عن حكم قتال "الأمريكان" [وأصلها الإنجليز] وعن حكم التعاون معهم بأي لون من ألوان التعاون أو المعاملة، حتى يستطيع أن يفقهه كل مسلم يقرأ العربية، من أي طبقات الناس كان، وفي أي بقعة من الأرض يكون .. (أحمد محمد شاكر \ كلمة الحق) ثم قام شيخ جليل بصير القلب ضرير العين ذو هيبة ووقار ، فقال بهدوء : قلنا لهم بأنه "أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" (ابن باز: مجموع الفتاوى والمقالات 1/274) .. وقلنا بأن " الكفار الحربيون لا تجوز مساعدتهم بشيء ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عز وجل "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" (ابن باز : فتاوى إسلامية \ جمع محمد بن عبد العزيز المسند : ج4 السؤال الخامس من الفتوى رقم 6901 ) .. وقام رجل بجواره يشبهه في سمته ووقاره فقال: وأنا قد صرّحت بأن "مظاهرة الكفارعلى المسلمين ومعاونتهم عليهم كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا" .. وقلتُ "إن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم .. (الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي) .. ثم قام رجل بجواره أصغر منه سنّا ، وليس بصغير في القوم ، فقال : وأنا افتيتهم بـ "حرمة مظاهرة المشركين واليهود والنصارى ، وإعانتهم على المسلمين وأن من فعل ذلك عالماً بالحكم طائعاً مختاراً غير متأول فقد برأت منه ذمة الله ، حيث إن المظاهرة والمناصرة أعظم أنواع التولي والموالاة . (الشيخ ناصر العمر) .. وقام قرين له ، كان يجلس بجانبه ، فقال : وأنا أفتيتهم بأن " نصرة الكفار على المسلمين بأي نوع من أنواع المناصرة - ولو كانت بالكلام المجرد - هي كفر بواح ، ونفاق صراح وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام ، كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم - غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء (الشيخ سفر الحوالي) .. ثم قام شاب يميّزه الناظر من بين الجلساء ، فقال : وأنا أعلنتها لهم ونقلت عنكم الإجماع فقلت : "قد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن الإسلام قال تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" .. ثم قلت لهم : وأي تولٍ أعظم من مناصرة أعداء الله ومعاونتهم وتهيئة الوسائل والإمكانيات لضرب الديار الإسلامية وقتل القادة المخلصين " (الشيخ سليمان العلوان) .. قام صاحبنا ، أعني ذلكم الذي لا يقر له قرار ، فقال : اسألهم يا شيخنا : لم لم تخرج راية للجهاد منذ زمن تغزو بلاد الكفار !! نظر ابن تيمية بعين المغضب المتأمل المتفرس في وجوه القوم ، فقال : ما بال رايات الجهاد لم تخرج !! وهل غاب عنكم حكم الجهاد !! فقال بعض المعاصرين : يا شيخ : قلنا نطلب العلم ونعلم الناس ، ولا يخفى عليكم ما في طلب العلم من خير وفضل عظيم !! هنا قام رجل مهيب عليه من الجلال ما أسكت الحاضرين ، وأخرس المتكلمين ، فقال بكل هدوء ووقار "لا أعلم شيئا من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد" .. قالوا : ولكن يا شيخ ... قال : "لا نعلم شيئا من أبواب البر أفضل من السبيل" .. فذكر له صاحبنا – أعني ذلك الرجل – العدو ، فجعل الإمام يبكي ، ويقول : "ما من أعمال البر أفضل منه (يعني الجهاد)" .. "ليس يعدل لقاء العدو شيء ، ومباشرة (الرجل) القتال بنفسه أفضل الأعمال والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم ، فأي عمل أفضل منه !! الناس آمنون وهم خائفون قد بذلوا مهج أنفسهم " (المغني لابن قدامة : كتاب الجهاد ، والكلام لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل) .. سكت الحضور قليلاً ، إجلالاً لهذا الشيخ وإكباراً ، فقام رجل لا يقل عن الشيخ وقاراً فقال : نعم ، "وأقل ما يجب عليه (الإمام) أن لا يأتي عليه عام إلا وله فيه غزو حتى لا يكون الجهاد معطلا في عام إلا من عذر.." ..(الشافعي : الأم) .. فقام ابن قدامة وقال : "أقل ما يُفعل مرة في كل عام ؛ لأن الجزية تجب على أهل الذمة في كل عام ، وهي بدل عن النصرة ، فكذلك مبدلها وهو الجهاد ، فيجب في كل عام مرة إلا من عذر ، مثل أن يكون بالمسلمين ضعف في عدد أو عدة ، أو يكون ينتظر المدد يستعين به ، أو يكون الطريق إليهم فيها مانع أو ليس فيها علف أو ماء أو يعلم من عدوه حسن الرأي في الإسلام ، فيطمع في إسلامهم إن أخر قتالهم ، ونحو ذلك مما يرى المصلحة معه في ترك القتال ، فيجوز تركه بهدنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد صالح قريشا عشر سنين ، وأخر قتالهم حتى نقضوا عهده ، وأخر قتال قبائل من العرب بغير هدنة . وإن دعت الحاجة إلى القتال في عام أكثر من مرة وجب ذلك ؛ لأنه فرض كفاية ، فوجب منه ما دعت الحاجة إليه .." (المغني : كتاب الجهاد) .. هنا قام صاحبنا الوسيم ، صاحب البزة الحسنة فقال : "الجهاد فرض على المسلمين فإذا قام به من يدفع العدو ويغزوهم في عقر دارهم ويحمي ثغور المسلمين سقط فرضه عن الباقين وإلا فلا ، قال الله - تعالى - " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم " (المحلى لابن حزم) .. قام الرجل – صاحبنا إياه ، الذي لا يقر له قرار - فقال : يا أصحاب الفضيلة ، هل تتكلمون عن جهاد الغزو (الطلب) !! أقول لكم إن النصارى قد عاثوا فسادا في بغداد : قتلوا الرجال ، سبوا النساء ، هتكوا الأعراض !! هنا ، قام ابن حزم ، وقال : إن العلماء "اتفقوا على أن دفاع المشركين وأهل الكفر عن بيضة أهل الإسلام وقراهم وحصونهم وحريمهم ، إذا نزلوا على المسلمين فرض على الأحرار البالغين المُطيقين" (مراتب الإجماع \ باب الجهاد والسِّيَر) وقام شيخ من شيوخ الحنابلة الكبار ، فقال : يتعين الجهاد في ثلاثة مواضع : أحدها إذا التقى الزحفان ، وتقابل الصفان حرم على من حضر الانصراف وتعين عليه المقام لقول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا} (الأنفال : 45) . وقوله {واصبروا إن الله مع الصابرين} (الأنفال : 46). وقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله} (الأنفال : 16). الثاني إذا نزل الكفار ببلد ، تعين على أهله قتالهم ودفعهم. الثالث إذا استنفر الإمام قوما لزمهم النفير معه لقول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض} (التوبة : 38). الآية والتي بعدها وقال النبي - صلى الله عليه وسلم : "إذا استنفرتم فانفروا" .. (المغني لابن قدامة المقدسي : كتاب الجهاد) وقام الإمام الحافظ أبي الحسن بن القطان ، فقال "اتفقوا على أن دفاع الكفار وأهل الشرك عن بيضة [جماعتهم] أهل الإسلام وحريمهم إذا نزلوا على المسلمين فرض " (الإقناع في مسائل الإجماع : كتاب الجهاد) ثم قام ابن تيمية ، فقال "أما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط ( كالزاد والراحلة) بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم" (الإختيارات العلمية لابن تيمية ، وهي في الفتاوى الكبرى) .. فقام شيخ يدعى الدسوقي ، فقال "وأنا كتبت في حاشيتي تعليقاً على المتن "ويتعين الجهاد بفجء العدو" فقلت : أي توجه الدفع بفجئ (مفاجأة) على كل أحد وإن امرأة أو عبدا أو صبيا، ويخرجون ولو منعهم الولي والزوج ورب الدين" [حاشية الدسوقي (2/174)] فقام صاحبنا – اقصد الرجل الذي لا يقر له قرار - وما أكثر قيامه ، فقال : يا أصحاب الفضيلة : وهل هذا الكلام لأهل العراق فقط ، أم أن الحكم لهم ولغيرهم !! فقام شيخ عليه علامات الذكاء والفطنة والعلم ، فقال : والله ما كنا نظن أن هذا يحتاج لبيان "معلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومة لهم فخافوا على بلادهم ، وأنفسهم ، وذراريهم أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين ، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين وسبي ذراريهم" ( أحكام القرآن للجصاص 3/114) . وقام بعده من يسلب الألباب لجلاله ، فقال "إذا تعيّن الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار أو بحلوله بالعقر فإذا كان ذلك ؛ وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا أو يخرجوا إليه خفافاً وثقالاً ، شباباً وشيوخاً ، كل على قدر طاقته ومن كان له أب بغير إذنه ، ومن لا أب له ، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثّر فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضاً الخروج إليهم فالمسلمون كلهم يد على من سواهم حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو إليها واحتل بها سقط الفرض عن الآخرين ... ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروج إليه حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ولا خلاف في هذا" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (8/97) . وقام شيخ آخر كان أكثر وضوحاً وبياناً ، فقال "فرض عين إن هجم العدو على ثغر من ثغور الإسلام ، فيصير فرض عين على من قرب منه، فأما من وراءهم ببعد من العدو فهو فرض كفاية إذا لم يحتج إليهم ، فإن احتيج إليهم بأن عجز من كان بقرب العدو عن المقاومة مع العدو أو لم يعجزوا عنها ولكنهم تكاسلوا ولم يجاهدوا فإنه يفترض على من يليهم فرض عين كالصلاة والصوم لا يسعهم تركه، وثم وثم إلى أن يفترض على جميع أهل الإسلام شرقا وغربا على هذا التدريج" [وهذا هو مذهب الحنفية ، وبمثل هذا أفتى: الكاساني ، وابن نجيم ، وابن الهمام .. انظر : حاشية ابن عابدين (3/238) ، وبدائع الصنائع (7/72) ، والبحر الرائق لابن نجيم (5/191) ، وفتح القدير لابن الهمام (5/191) ] وهنا قام صاحب "التاج والإكليل لمختصر خليل" فقال ، نقلت عن أبو عمر في كتابي قوله : يتعين على كل أحد إن حل العدو بدار الإسلام محاربا لهم فيخرج إليه أهل تلك الدار خفافا وثقالا شبانا وشيوخا ، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكتر ، وإن عجز أهل تلك البلاد عن القيام بعدوهم كان على من جاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة . وكذلك من علم أيضا بضعفهم وأمكنه غياثهم لزمه أيضا الخروج ، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم ..... وقال ابن بشير : إذا نزل قوم من العدو بأحد من المسلمين وكانت فيهم قوة على مدافعتهم فإنه يتعين عليهم المدافعة ، فإن عجزوا تعين على من قرب منهم نصرتهم . وتقدم نص المازري : إذا عصى الأقرب وجب على الأبعد . (التاج والإكليل لمختصر خليل : كتاب الجهاد) .. ثم قام شيخ يلبس الملابس الخراسانية ، فقال : لقد والله قلت لهم بأنه "في هذه الحالة (إذا هاجم العدو دولة إسلامية) اتفق السلف والخلف وفقهاء المذاهب الأربعة والمحدثون والمفسرون في جميع العصور الإسلامية إطلاقا أن الجهاد في هذه الحالة يصبح فرض عين على أهل هذه البلدة -التي هاجمها الكفار- وعلى من قرب منهم بحيث يخرج الولد دون إذن والده، والزوجة دون إذن زوجها، والمدين دون إذن دائنه، فإن لم يكف أهل تلك البلدة أو قصروا أو تكاسلوا أو قعدوا يتوسع فرض العين على شكل دوائر الأقرب فالأقرب، فإن لم يكفوا أو قصروا فعلى من يليهم ثم على من يليهم حتى يعم فرض العين الأرض كلها " (الشيخ عبد الله عزام) هنا صرخ ابن تيمية الذي لم يجلس في مكانه منذ فترة ، فقال "إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعه واجبا على المقصودين كلهم وعلى غير المقصودين كما قال تعالى " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" (الأنفال: 72)." (في مجموع الفتاوى : 82/358) .. هذا هو الحق : "إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير اليه بلا إذن والد ولا غريم" (الفتاوى الكبرى : 4/608) .. فقام شيخ جالس خلف شيخ الإسلام ابن تيمية فصرّح بقوله : قال تعالى "إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير " (التوبة: 29) : "أمر الله تعالى بالنفير العام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك لقتال أعداء الله من الروم الكفرة من أهل الكتاب، وقد بوب البخاري (باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية) وأورد هذه الآية، وكان النفير العام بسبب أنه ترامي إلى أسماع المسلمين أن الروم يتعدون على تخوم الجزيرة لغزو المدينة فكيف إذا دخل الكفار بلد المسلمين، أفلا يكون النفير أولى؟ قال أبو طلحة رضي الله عنه في معنى قوله تعالى: "خفافا وثقالا " ، كهولا وشبابا ما سمع الله عذر أحد " (مختصر تفسير ابن كثير : 2/144) .. وهنا قام الشيخ الجليل أحمد بن حنبل ، فقال : وهل يحتاج أحد لمثل هذه الفتاوى وهو يقرأ كتاب الله تعالى الذي فيه : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ " (الحجرات : 15) وفيه " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " (الصف : 10-13) وفيه " لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا " (النساء : 95) .. وفيه " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " (التوبة : 41) والآيات في كتابه سبحانه وتعالى كثيرة .. وكيف يغيب عن الناس ما جاء في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم : فعن أبي هريرة رضي اللَّهُ عَنهُ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله ، قيل: ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل اللَّه قيل: ثم ماذا ؟ قال: حج مبرور" (متفق عليه) وقال عليه الصلاة والسلام "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار" (البخاري) وقال عليه الصلاة والسلام "لا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخان جهنم في وجه عبد" (النسائي و أحمد) وقال عليه الصلاة والسلام "من اغبرّت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار ، فهما حرام على النار" (أحمد : صححه ابن حبان) وقال عليه الصلاة والسلام "من راح رَوحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكاً يوم القيامة" (ابن ماجة بإسناد حسن) وقال عليه الصلاة والسلام "ما خالط قلب امرئ رَهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار" (أحمد ، وهو: صحيح ، انظر صحيح الترغيب 1274) وقال عليه الصلاة والسلام "لغدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما فيها" (متفق عليه) وقال عليه الصلاة والسلام "إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف" (مسلم) وقال عليه الصلاة والسلام "إن السيوف مفاتيح الجنة " (إسناده جيد : السلسلة الصحيحة 2672) وقال عليه الصلاة والسلام "تضمن اللَّه لمن خرج في سبيله لا يخرج إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن علي أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل اللَّه إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم ، لونه لون دم وريحه ريح مسك والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل اللَّه أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل اللَّه فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل (رواه مسلم وروى البخاري بعضه) وقال صلى الله عليه وسلم فيما يَروى عن ربِّه تبارك وتعالى: "أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيلي ابتغاء مرضاتي ، ضمنت له إن أرجعته بما اصاب من أجر أو غنيمة ، وإن قبضته أن أغفر له وأرحمه وأدخله الجنة" (النسائي و الترمذي) فأي فتوى تنتظرون وأي رأي تريدون وكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بينكم !! قام صاحبنا – الرجل إياه – فقال : يا سادة ، أصحابنا يقولون بأنه لا يجوز الخروج للجهاد إلا بإذن الحكام !! فقال ابن تيمية : أي حكام !! الذين ذكرت لنا شأنهم آنفاً !! قال : نعم يا شيخنا !! هنا قام ابن رشد ، وقد كان ساكتاً ، فقال " طاعة الإمام لازمة وإن كان غير عدل ما لم يأمر بمعصية ، ومن المعصية النهي عن الجهاد المتعين" (أنظر فتح العلي المالك للشيخ عليش 1/390). قال شيخ الإسلام ابن تيمية "أما قتال الدفع عن الحرمة والدين فواجب إجماعا فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان " (في الفتاوى المصرية 4 / 508) وقام العلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ، فقال "بأي كتاب أم بأي حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع ؟ هذا من الفرية في الدين والعدول عن سبيل المؤمنين والأدلة على بطلان هذا القول أشهر من أن تذكر من ذلك عموم الأمر بالجهاد والترغيب فيه والوعيد في تركه" (الدرر السنية 7 : 97-99) ... ثم قال : " كل من قام بالجهاد في سبيل الله فقد أطاع الله وأدى ما فرضه الله ولا يكون الإمام إماما إلا بالجهاد لا أنه لا يكون جهاد إلا بإمام" (الدرر السنية 7 : 97 ) وقام من خلفه الشيخ الجليل صديق حسن خان ، فقال : "هذه فريضة من فرائض الدين أوجبها الله على عباده من المسلمين من غير تقيد بزمان أو مكان أو شخص أو عدل أو جور" (الروضة الندية 333 ) وقام رجل لا أعرفه يريد الكلام ، وقبل أن ينطق ببنت شفة ، سمعنا صوت انفجار قوي أصم آذاننا ، التفتنا حولنا وإذا بالغبار قد ملأ قاعة المؤتمر من جهة البوابة الرئيسية التي كانت مغلقة .. انتظرنا قليلاً : وإذا بالباب قد كُسر ، وإذا بأناس شُعث غُبر قد شهروا السيوف وهي تقطر دماً يتقدمهم رجل طويل عريض وجهه كأنه ليث التهم لتوّه فريسة ، قد اغبر وجهه وغطى جسده بلون أحمر قاني .. فزعت من المنظر وكاد قلبي أن ينخلع من صدري. سألت من بجانبي بكل هدوء ، وبخوف شديد : من هؤلاء !! فسكت .. أعدت السؤال ؟ فقال : هذا سيف الله خالد بن الوليد ، والذي عن يمينه خال رسول الله سعد بن أبي وقاص ، وعن شماله القعقاع ابن عمر التميمي ، والرجل الابيض الذي خلفه الناصر صلاح الدين الأيوبي ، والأشقر الذي عن يمينه الظاهر بيبرس .. و ... ، قلت كفى ، لقد عرفت القوم .. فجلست في زاويتي أرقب هذه اللحظة المهولة ، وأدركت أن الكراسي الفارغة كانت لهؤلاء .. قال شيخ الإسلام : لقد تأخرتم بارك الله فيكم ، المؤتمر قد بدأ منذ زمن !! قال سيف الله خالد : لقد كنا في شغل عنكم : ما ان انتهيت من المرتدين في جزيرة العرب حتى قصدت العراق ففرقت شملهم وكسرت شوكتهم ثم أمرني الصديق بقصد الشام والقوم ينتظروني في اليرموك ، وسعد والقعقاع كانا في القادسية ، وقطز وبيبرس في عين جالوت ، وصلاح الدين في حطين وبقية القوم في بقية الثغور .. قال ابن حزم : كنا نناقش مسائل الجهاد ، والولاء والبراء ، فهلموا إلى أماكنكم .. قال القعقاع – وقد مسح ما على سيفه من دم - : ويحك ، والله ما أتينا للجلوس ، تريدنا أن نترك علوج الفرس والروم والتتر والفرنجة ونجلس معكم هاهنا !! نحن لا نُحسن إلا قطع الرؤوس ، ألم تسمع قول نبينا صلى الله عليه وسلم "إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف" ولقد كسرنا بابكم .. لقد أتينا بسيوف سلبناها من أعدائنا فمن أراد عز الدنيا والآخرة فليلحق بنا ، فلا وقت عندنا .. ألقى بالسيوف فتخطفها الرجال وخرجوا مخلّفين من قعد على تلك الكراسي في قاعة المؤتمر .. خرجوا بسرعة البرق يتقدم المؤتمرين أحمد وابن المبارك وشيخ الإسلام ابن تيمية .. وصاحبنا – الرجل إياه ، الذي لا يقر له قرار – أخذ السيف والمغفر ، وترك القلم والمحبر ، فناداه مَن خلفه : يا أُسامة !! فقال : لا أبقى الله أسامة إن لم يلحق بالقوم .. أبَعد الذي سمعناه !! لا والله لا أبقى مع الخوالف .. هلمّ يا جلال الدين يا خطاب يا أبا الوليد يا سليمان يا أيمن هلموا إلى عز الدنيا والآخرة ، إلى قندهار حيث يونس والملا عمر .. هذه بعض وقائع ذلك المؤتمر .. ولولا خشية الإطالة لنقلت لكم ما تقشعر له الابدان ، ويشيب له شعر الولدان ، ولاكن أخشى عليكم أن لا تصدقوا ما أقول ، فالنقل عن السلف في هذي الأمور مهول ، وفيه من المواقف والعبر ما لا تحتمله آذان أمثالنا من البشر .. والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. نقل وقائع المؤتمر القابع في زاوية حسين بن محمود الله المستعان وعليه التكلان[/CENTER]
__________________
]
لا عزة لنا إلاّ بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله آخر من قام بالتعديل الخراساني; بتاريخ 02-07-2006 الساعة 03:09 AM. |
03-07-2006, 02:53 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 261
|
يررررررفع لأهميته وفائدة
__________________
]
لا عزة لنا إلاّ بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله |
03-07-2006, 03:29 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 239
|
كلام سلييم وكلام في الصميم لاشلت يدك
|
الإشارات المرجعية |
|
|