[عبوبو]

سيكولوجية الشعر والشعراء
بقلم : عبوبو . متخصص في العلوم النفسية .
لقد أتاحت لي القنوات الفضائية الجديدة التي تقدم للشعراء وإنتاجهم فرصة الاطلاع على فئات من الناس تهتم وتقدم الشعر وخصوصا الشعبي منه ، وقد كانت تلك فرصة جميلة للاستمتاع بما تنتجه هذه القنوات وما تقدمه من شعر وشعراء دون استثناء ، وبالمقابل استأت كثيرا مما تروج إليه بعض البرامج المقدمة من معلومات مغلوطة حول الشعر وطبيعة الشعراء وشخصياتهم أو نفسياتهم فتضع لهم صفات ليست لهم أحيانا أو إنها لا تتوافق مع ما تطرحه العلوم المتخصصة كعلم النفس العصبي . فقد قال احد المقدمين ( إن الشعر يتطلب ثلاثة أركان هي الذكاء والموهبة والموروث ) ، وقال احد الشعراء ( إنني شاعر لأن أبي شاعر ) ، وقال آخر ( إن الإنسان وأي إنسان هو شاعر بالضرورة ولكن الظروف هي التي تبنيه أو تهدمه كشاعر ) وقال احدهم ( إنني أحجم عن الشعر شهوراً ثم تخرج قصيدة كاملة بخمسة دقائق ،،،،، وهذا فقط هو المقياس الذي يمكنك أن تعرف الشاعر الحقيقي من المزيف ) .
وأمام هذه المغالطات الكثيرة وددت أن اكتب عن سيكولوجية الشعر والشعراء في حلقات ، مستمدا معلوماتي من واقع العلوم ( النفسية العصبية ) التي يمكن أن تقدم لنا كثيرا من المعلومات الصادقة حول طبيعة الشعر والشعراء ، ونسوقها لكم لتكون مرجعا لمن أراد تصحيح معلوماته حول هذه الموضوعات .

الحلقة الأولى :
يرث الإنسان خصائصه من أبويه ، وقد تتيح له البيئة المجال لتنمية تلك الخصائص ، وقد تسهم في إخمادها . ولكن الوراثة وحدها أو البيئة وحدها لا يمكن أن تنتج شاعرا . فالشاعر وشعره نتاجا لتمازج هذين العاملين معا وهما ( البيئة والوراثة ) .
واهم ما يرثه الإنسان من الاستعدادات التي تؤهله لكي يصبح شاعرا هو الحس المرهف .
والحس المرهف هو ترجمة لقدرت الإنسان على تحسس المواقف ، وتصويرها ذهنيا وإدراك طبائعها وعلاقاتها وملامحها الأساسية وما يمكن أن تنتجه بدورها من مواقف أخرى مؤثرة .
فالحس المرهف يأتي من خلال ( تعميم الإنسان لمعلومة من المعلومات بواسطة قدرته الانفعالية الذهنية على تحريك وتداعي المعلومات وربطها قدر الإمكان مع كافة المعارف المتوفرة لديه أساسا في رباط معلوماتي منطقي ، سواء كان هذا الرباط يمكن تحسسه عبر الحواس أو تخيله حسياً . والحس المرهف يعني قدرت الإنسان على استحضار تلك المعلومة بكل المعارف الممكنة ذات العلاقة بها .) .
فالجمل عند الكثير يعني احد الحيوانات الأليفة المنتجة ، ولكنه يعني أيضا عند صاحب الحس المرهف مثال للخنوع والقوة والعطاء والشهرة والغموض والعزة والغنى والفقر ، والكثير من المعاني ، لذا فلن تصبح صورة الجمل عند الشاعر مماثلة للصورة العادية عند كثير من الناس ، فيرتبط الجمل بذهن الشاعر بعدد مهول من المعلومات . لهذا فإن كلمة الجمل عندما تقع في أذن الشاعر تنتج تلقائيا كما كبيرا من المعلومات يفوق بكثير ما تنتجه هذه الكلمة عند الشخص العادي .
وقل مثل ذلك في السيف ذلك السلاح الأبيض البتار ، فهو لا يعني عند الشاعر القوة والخطر والمعارك والتاريخ والعدل فقط ولكنه يعني أيضا الفرح المتعة والألوان واللعب ، والألم والظلم ، وما إلى ذلك .
إن رهافة الحس لا تعني بالضرورة تلك المعاني التي يدركها معظم الناس وهي الرقة والميوعة والقرب إلى عالم الأنوثة ولكنها تعني التحسس الفائق للمعاني من خلال توفر اكبر قدر من المعلومات حول الموضوع المحسوس .
وان كانت هذه الميزة تتوفر لدى الشعراء في كثير من المواقف والموضوعات والمعاني ، فهي أيضا ميزة لا يمكن أن يفتقدها الإنسان تماما .
في الحلقة القادمة سوف نتحدث عن صفة أخرى من الصفات التي يرثها الإنسان من آبائه والتي تمكنه بالتالي ليصبح شاعراً إذا ما توفرت له البيئة المناسبة .

[سرُّ مباح]

الله الله ماهذا الموضوع راق لي كثيراً
أحب الشعر والشعراء

[عبوبو]

شكرا
سر مباح
بس تراني مكسل اكتب الحلقه الثانيه
لكن عشان عيونك بقولك موضوعها
وهو الصفه الثانيه وليست الأخيره طبعا ، والتي تورت وتساعد الانسان ليكون شاعرا مرموقا وهي الطلاقة اللفظيه ...
حقيقي اشكرك سر مباح خصوصا لأنك الوحيد الي رد علي .

[سرُّ مباح]

أكمل اخوي انا متابعة لك من الاعماق
انتظر التكمله

[ابن القريتين]

رائع 00000000000000000000000000

[{ربيعة الرأي}]

ياااااه تروقني هذه المواضيع كثيراً.....