[أبوعمر السحيم]

:: بسم الله الرحمن الرحيم ::

كنت أتجول في بستان بهي جميل .. وأتنزه في متنزه رائع .. يلفت الأنظار بجماله .. (( يسر الناظرين )) .. ويبهج المتأملين .. حيث عثرت في أحد جنباته على كنز أنفس من الذهب .. وأغلى من الفضة .. ولكني لم أعجب !! ولم يثر ذلك أي مظهر من مظاهر الدهشة لدي !! أتدري لماذا ؟ لأن من عادتي حين أقوم بأي زيارة لهذا المتنزه –ولو خاطفة- أن أعثر على مثل هذه الكنوز .. وربما أثمن وأنفس .. ربما تاقت نفسك أيها القارئ الكريم أن تعرف ما هو هذا البستان الجميل .. وهذه الجنة الرائعة .. التي ملأت حسناً وخيراً .. إنها مكتبة الإمام الفذ .. العلامة الجهبذ : ابن القيم –رحمه الله- ..

ذلك الإمام الذي أبهر العقول بدهائه .. وأدهش الألباب بذكائه .. حيث رزقه الله –جل الله- عقلاً وقاداً .. وذهناً حاداً .. وعلماً جماً .. يأسر القلوب .. ويخلب الألباب .. فلا تكاد تنفك من الإبحار معه .. والغوص في درره .. إلا أن يوقفها .. ويرسي مراكبها .. خاتماً كلامه الماتع .. منهياً حديثه الشيق .. حتى يقول القارئ : ليتم لم يفعل .. ولكن ولا بد ..

كنت أسبح معه في كتابه الطيب ( الوابل الصيب) .. فنبهني إلى موضوع عظيم .. وألفتني إلى أمر مهم .. إنه اللب والجوهر .. وعمود فساط الدين .. ألا وهو الخشوع في الصلاة .. فلنبحر سوياً .. نستمتع بقراءة هذه المقولة .. حيث يقول –رحمه الله- : ((فصلاة بلا خشوع ولا حضور كبدن ميت لا روح فيه أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى مخلوق مثله عبداً ميتاً أو جارية ميتة ؟ فما ظن هذا العبد أن تقع تلك الهدية ممن قصده بها من ملك أو أمير أو غيره ؟ فهكذا سواء الصلاة الخالية عن الخشوع والحضور وجمع الهمة على الله تعالى فيها بمنزلة هذا العبد أو الأمة الميت الذي يريد إهدائه إلى بعض الملوك ، ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه وإن أسقطت الفرض في أحكام الدنيا ولا يثيبه عليها ، فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها ، كما في السنن ومسند الإمام أحمد وغيره عن النبي  أنه قال : (( إن العبد ليصلي الصلاة وما كتب له إلا نصفها إلا ثلثها إلا خمسها حتى بلغ عشرها )) ا.هـ رحمه الله ..
ما أروعها من كلمات .. وما أصدقها من عبارات .. تلك الجمل التي خطها ذلك اليراع المبارك .. ونمقها الذهن الوقاد .. حيث امتلأت إيماناً .. يفيض من بين أسطرها .. ويتلألأ من بين أحرفها .. إنها أنامل عظيمة .. وأفكار رهيبة .. استطاعت أن تبهر العقول .. وتخلب الألباب .. وتسحر البصائر .. فتأملها بارك الله فيك علها أن توقظ إحساسك وشعورك تجاه هذا الأمر المهم ..

رحم الله ذلك الإمام وجزاه عنا خيراً .. ووفقنا إلى القيام بهذه العبادة العظيمة حق القيام .. وأن يجعلنا ممن قلوبهم معلقة بالمساجد .. تحن إليها وتشتاق .. ولا تطيق عنها انقطاع ..

إضاءة :
قال الله تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } .. وفي الأثر : (( من لم تنه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له )) وفيه ضعف ..

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..

[المسفهل]

بــارك الله فيك أخــي أبــو عمـــر ..

وبــارك الله فــي عــودتــك بعــد طــول غيـــاب ...

[وحيد المعنى]

رائــــــــــع أبا عمر جزاك الله خيـــر وبارك فيك


أنت كالقمر يشتاق له الناس كثيراً ولا يخرج في الشهر إلا مرة

[أبوعمر السحيم]

أخي : المسفهل ..
وفيك بارك الله ..شكر الله سعيك .. وكتب أجرك ..
وجزاك الله خيراً ..

أخي : وحيد المعنى ..
روعته من جمال ذوقك ..
مقدراً مرورك .. شاكراً تفاعلك .. مبادلاً مشاعرك ..
أحرجتنا !!

أعانكم الله ووفقكم ،،،