بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مذبذب بين بغض اللحية وحبها, والتصنيف عليها!!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-07-2007, 10:29 PM   #1
قاسط الطائي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 21
مذبذب بين بغض اللحية وحبها, والتصنيف عليها!!!

[bdr][/bdr]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله, وبعد...

فكنت يوماً من الأيام أنا وصاحباً لي نتجاذب أطراف الحديث,
ولعله حمي وطيس الحديث؛
عندما قال لي: إني بدأت أكره اللحية.

فقلت له أتق الله ولا تبغض شيئاً مما جاء به الرسول؛ فذلك كفر أكبر,
قال: يا أخي ما ذا أفعل؛ عندما أرى لحى الذين يخرجون في الفضائيات,
ممن يدعون العلم, من صوفية, ومن جامية, ومن متحذلقين للحكام,
ومتزلفين ومداهنين لهم, وباحثين عن الشهرة, ومن ومن ومن..., أكرهها.

وعندما أرى لحى العلماء والمجاهدين, كالشيخ أسامة, وأبو مصعب الزرقاوي,
وخطاب, وأبو الوليد, والشيخ عبد الكريم الحميد, والشيخ سليمان أبو غيث,
والشيخ سليمان العلوان, وغيرهم, أحبها؛ فأنا متذبذب بين حب الحية حين,
وبين كرهها حين, ولعل كثرة الصنف الأول جعلني أميل لكرهها أكثر.

فقلت له: إذن أنت لست متذبذب؛ بل تحب لحية الصدق واتباع السنة,
وتكره لحية الكذب والتغرير,
وهذا هو المؤمن؛ يحب مظهر الصدق والإخلاص, ويكره مظهر المنافقين؛
الذين يريدون من الدنيا متاع قليل, أو يخافون على متاع قليل,
وإن كانوا يتقمصون ظاهر الخير, فيحجبون به باطن الخبث,
والسوء, ونكادة الطوية, والأشياء تحب وتكره بمؤداها.

ثم عرج بنا الحديث إلا التصنيف المعاصر؛ بالمصلحات الظالمة,
لطبقاتٍ كثيرة من الناس, مثل مصطلح: ( مستقيم – مطوع ).

ومما قلنا: أن الناس في هذا الزمان, حصروا هذه المصطلحات الشرعية,
بجزئية ظاهرة يسيرة جداً؛ من جزيئات الشرع وهي: (اللحية).

فكل من وضع لحية, فهو في نظر الناس –( مستقيم )- ,
وإن كان لا يصلي الفجر مع الجماعة, أو حتى بوقتها, أو تشحط لسانه,
بالكذب و الغيبة, أو أكل أموال الناس بالباطل, أو عق والدية,
أو فاقد للأخلاق الكريمة؛ من مروءة, وكرم, وحياء, وشهامة,
وشجاعة, وصدق عهد ووعد.

فمهما ارتكبت من المنكرات, فلا عليك خوف؛ إنك من صنف المستقيمين,
في أعين الناس, ظاهر لحيتك يكفي؛ ليجعلك في ظل الصالحين.

وكل من حف لحيته, أو حلقها, فهو محروم من أن ينعته الناس بـ - المستقيم -,
وإن حافظ على الصلاة, وصام, وقام, وتصدق, وزكى, وبر والديه,
وتمثل بأمثل الأخلاق؛ من مروءة, وشهامة, كرم, وحياء, وشجاعة,
وصدق عهد ووعد, وطيبة قلب, و حب للخير, وأهله.

فكل هذه الظواهر الشرعية التي تدل على إيمان صاحبها وإخلاصه,
ونبل فطرته, واستقامة مسلكه, لا يستحق في ميزان الناس؛
إلا أن يكون من صنف المحرفين, فحُلقت عنه الاستقامة؛ بحلق لحيته,
وأما الظواهر الأخرى فلم تكن بميزان الناس شيئا, فلا يرون فيه؛
غير العوج والأمت.

أعلم أنه سيأتيني؛ من يقول: الناس ليس لها إلا الظاهر.

ولهذا وأمثاله, أقول: ومن الذي حصر لك الظاهر باللحية فقط ,
فالظاهر يشمل جميع سلوك الإنسان, في حياته الخاصة,
والعامة مع العباد, ورب العباد.

فالمحافظة على الصلاة ظاهر, والصدق ظاهر, الوفاء بالوعد والعهد ظاهر,
والصدقة ظاهر, وكف الأذى ظاهر, وبر الوالدين ظاهر,
وغيره من الأعمال الشرعية, التي لا يحصيها إلا الذي يجازي عليها.

ورضي الله عن عمر بن الخطاب, عارف الرجال ومميز النور من الدجان,
حين قال: لمن زكى واحد بحضرته.
فقال له: أسافرت معه, أتعاملت معه بالذهب والفضة. فقال: لا,
قال: إذن لا تعرفه.
هو نفسه الذي قال : لست بالخب ولا الخب يخدعني.

أولئك الذين تخرجوا من جامعة النبوة, معلمها الأول رسول الله,
صلى الله عليه وسلم.

والتي من نماذجها أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم,
كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله,
صلى الله عليه وسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ،
فأتي به يوما فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم العنه ،
ما أكثر ما يؤتى به ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا تلعنوه ، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله) .

فهذا ارتكب كبيرة توجب حدا, ولم يجعله رسول الله,
صلى الله عليه وسلم, إلا مع الذين يحبون الله ورسوله,

وقوله صلى الله عليه وسلم:
( من رأيتموه يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) أو كما قال.
وكم من أخواننا, حليقو الحى ممن يرتادون المساجد, ظلمهم تصنيف الناس.
والرسول عليه الصلاةوالسلام, جعلهم في صنف أهل الإيمان والإستقامة.

أما في عصرنا فحلق اللحية,
يجعلك صنف آخر عن الناس, بل وتنعت بالفاسق كما قاله بعض العلماء,
ولك أن تنظر, كم يترتب على تصنيفه بالفاسق, بسبب لحيته فقط,
نسف كل ما سواها من الطاعات نسفا.

فإذا نظرنا إلى ميزان الشارع, لو كان وزنه لمعصة شرب الخمر فقط,
لكان هذا الرجل لا يحب الله ورسوله, وذلك يعني أنه ليس يمستقيم,
ولكن الميزان العادل اعتبر كل أعمال ذلك الرجل, من شهادة, وتوحيد,
وصلاة, وصيام , وجهاد, وغيرها, فصار بذلك الميزان يحب الله ورسوله.

وما قصة أبي محجن الثقفي بخافية عليكم.

الصحابة رضي الله عنهم, علمتهم تلك الجامعة,
ماهو المقياس الصحيح للناس, وعلى ماذا يكون التصنيف,
وكيف يصنفونهم ويزكونهم؛ ليس بالاستقامة بلحية,
ومظهر مقصور على صاحبه فقط,
بل ينظرون للأعمال القاصرة والمتعدية, وكلها ظاهر؛ فذاك العدل والإنصاف,
فيا ليتني عشت زمانهم فأرى كلاً قد أخذ مكانه الذي يستحقه,
فصاحب الخير والحق مع أهل الخير والحق,
وصاحب الباطل مع أهل الباطل بدون مزج بينهما, أو ظلم لأحدهما,
أمراً مسطراً في حياة الناس الاجتماعية وغيرها,
أو لعل أهل هذا الزمان يستخدمون ميزان ذلك الزمان,
بعد ما طال تركه وهجرانه.

ففي زماننا كم من عبد قد قرب من الله زلفا, وهو مصنف عند الناس
بـ - (عادي), أو (منحرف), أو ( عربجي), أو( فاسق) ,
ومحروم بميزان الناس من صنف المستقيمين, أو الملتزمين, والسبب أنه يحف لحيته,
أو يحلقها, فحصرَ الناسُ ظاهره كله بلحيته, وقد يكون عند الله,
من الذين لو أقسم على الله لأبره.

وكم من حليق, عندما دعا داعي الجهاد, مظهر الإيمان من النفاق,
نفر في سبيل الله ولم يعقب,
ومزق بأشلائه غطرسة الإمبراطورية الأمريكية الظالمة,
لينصر بذلك إمبراطورية الحق والعدل,
وكم من الذين صنفوا مع الصالحين بلحاهم فقط,
وضع رأسه بذل الدنيا, ونسائها, وملذاته, وصم أذنيه لا يريد سماع نداء للجهاد,
بل ولا حتى يريد أن يسمع أخبار المسلمين.

وبما أن التصنيف دارج عند غالب الناس, سواء معفي لحيته,
أو حالقها أو مقصرها,أدى ذلك إلا مفاسد نذكر منها ما يلي:

- أصبحت الحية يُقوَّمُ عليها ميزاناً عظيماً في أوثق عرى الإيمان,
وهو الحب في الله والبغض في الله, مقارنة بغيرها من الأعمال,
وذلك إجحاف لبقية الأعمال الظاهرة, وظلم لصاحبها,
وتفريق بين الصالحين.
-أضحت اللحية, وسيلة سهله لمرضى القلوب, ليصلوا إلى ما يريدون,
ويعطوا ما لا يستحقون, فبما أنها لا تحتاج إلى مجاهدة كبيرة,
ولا تحتاج إلى تعب ومشقة, فبمجرد إعفائها يحوز على ثقة الناس,
يغرهم ويخدعهم, وهو لو وزنته بغيرها من الأعمال,
لصار من أبغض الناس إليك, وأبعدهم عن الاستقامة,
في ميزان الحق.

-انعكس ذلك في نظر كثير من الناس سلباً على مظهر السنة,
فكل من وضع لحية,
ثم صنف مع المستقيمين, وبان منه أعمال مشينة,لا تمت لسنة بصلة,
صار المثلب والعيب على كل أصحاب هذا الصنف,
وذلك يؤدي إلى القدح في الصالحين, والمستقيمين الصادقين.

- وجود فجوة شديدة بين الملتحين وغير الملتحين, وإن كانوا جميعهم؛
مستقيمين وملتزمين, ولا أحد ناجي من المعاصي والهفوات, أدت إلى التنافر,
وعدم الأريحية لكل منهما مع بعضهما, ولو كانوا صنفاً واحدا, وبينهما
عشرة وتعاون ومجالسة, لكان ذلك عوناً لذلك الحليق على ترك لحيته,
خصوصاً وأن كثير من حليقو الحى, تجده من صغره وهو يحلقها,
فلم يعتاد أن يكون في وجهه لحية, فيصعب عليه وضعها,
ويرى أن ذلك يترتب عليه مسؤلية وتصنيف يجعله في مكانة قد لا يحتملها.

- أدى ذلك إلى عزوف كثير من الناس عن إعفاء اللحية, كل ذلك؛
خوفاً من تصنيف الناس, فيراقبونه بالصغيرة والكبيرة,
لكونه حكم عليه بالاستقامة بلحيته فقط, وهو لم يألف ذلك الميزان,
ولو كانوا على طبقة واحدة وكان مستقيماً بغير ميزان اللحية فقط,
وإنما بكل أعماله الظاهرة, لكان الأمر غير ذلك.

- ترى كثيراً من المستقيمين, عندما يحفون لحاهم أو يحلقونها,
يوضعون في صنف المنحرفين, مع أنه فيه من الخير الكثير,
فنظر الناس إليه على أنه انحرف وانتكس, أدى ذلك؛
إلى أن يبتعد عنه أخوانه المستقيمين, وحصول بذلك ردة فعل قوية,
قد ينحرف عن الاستقامة انحرافاً شديداً,
قد يصل إلى ارتكاب كبائر الذنوب.


والله من وراء القصد
والحمد لله رب العالمين

[bdr][/bdr]

آخر من قام بالتعديل قاسط الطائي; بتاريخ 21-07-2007 الساعة 10:35 PM.
قاسط الطائي غير متصل   الرد باقتباس


قديم(ـة) 21-07-2007, 11:13 PM   #2
الأسطورة
Guest
 
صورة الأسطورة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: فـي عـيونـي \^_^\
المشاركات: 417

لافض فوك أخي قاسط الطائي :

كلمات بالصميم لا حرمكـ الله الأجر والمثوبة , فعلا صار إنحصار الإستقامة للأسف على اللحية فقط ...


أخوكـ :
الأســطــورة..
الأسطورة غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 22-07-2007, 01:06 AM   #3
طالب الفردوس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
البلد: تاج القصيم (( بريده ))
المشاركات: 750
قاسط الطائي : جزاك الله خيراً على هذا الكلام وأشهد بالله العظيم أن أكثر من نفر الى الجهاد بالعراق هم شباب جددين بالاستقامة ولله الحمد ، ولاكن نحكم على الناس بالضاهر وسرائرهم الى الله كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه0
طالب الفردوس غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 22-07-2007, 12:07 PM   #4
قاسط الطائي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 21
حياك الله أخي/ الأسطورة

بلسمت موضوعي
بمرورك وتعليقك

ولك بمثل.
قاسط الطائي غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 22-07-2007, 09:43 PM   #5
قاسط الطائي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 21
شكراً على مرورك أخي/ طالب الفردوس.

وأنا أشهد كما تشهد.
قاسط الطائي غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 23-07-2007, 02:04 AM   #6
سفير الأحزان
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 165
هذا الموضوع الذي يستحق القراءه بارك اللة فيك
سفير الأحزان غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 24-07-2007, 01:05 AM   #7
ميمون
عـضـو
 
صورة ميمون الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: UK
المشاركات: 1,683
كلمات رائعة .. أوافقك عليها ،،
تحياتي لك
__________________
Behind every successful man, there is a woman
And behind every unsuccessful man, there are two.
ميمون غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 24-07-2007, 09:37 PM   #8
قاسط الطائي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 21
وفيك الله بارك أخي/ سفير الأحزان.

ميمون/ حياك الله, ووفقنا الله إلى موافقة دينه.
قاسط الطائي غير متصل   الرد باقتباس
إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)