بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » كلنا نموت

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 31-08-2002, 12:33 PM   #1
فاضي نقل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 36
كلنا نموت

كلنا نموت
الكاتب: الشيخ علي الطنطاوي

هل رأى أحد منكم يوماً جنازة؟ هل تعرفون رجلاً كان إذا مشى رج الأرض، و إن تكلم ملأ الأسماع، و إن غضب راع القلوب، جاءت عليه لحظة فإذا هو جسد بلا روح، و إذا هو لا يدفع عن نفسه ذبابة، و لا يمتنع من جرو كلب؟!!!

هل سمعتم بفتاة كانت فتنة القلب و بهجة النظر، تفيض بالجمال و الشباب، و تنثر السحر و الفتون، تبذل الأموال في قبلة من شفتيها المطبقتين كزر ورد أحمر، و تراق الكبرياء على ساقيها القائمتين كعمودين من المرمر، جاءت عليها لحظة فإذا هي قد آلت إلى النتن و البلى، ورتع الدود في هذا الجسد الذي كان قبلة عُبّاد الجمال، و أكل ذلك الثغر الذي كانت القبلة منه تشترى بكنوز الأموال ؟!!

هل قرأتم في كتب التاريخ عن جبار كانت ترتجف من خوفه قلوب الأبطال، ويرتاع من هيبته فحول الرجال، لا يجسر أحد على رفع النظر إليه، أو تأمل بياض عينيه، قوله إن قال شرع، و أمره إن أمر قضاء، صار جسده تراباً تطؤه الأقدام، و صار قبره ملعباً للأطفال، أو مثابة ( لقضاء الحاجات) ؟!!!.

هل مررتم على هذه الأماكن، التي فيها النباتات الصغيرة، تقوم عليها شواهد من الحجر، تلك التي يقال لها المقابر ؟!!.

فلماذا لا تصدقون بعد هذا كله، أنّ في الدنيا موتاً ؟!.

لماذا تقرؤون المواعظ، و تسمعون النذر فتظنون أنها لغيركم؟ و ترون الجنائز و تمشون فيها فتتحدثون حديث الدنيا، و تفتحون سير الأمال و الأماني .. كأنكم لن تموتوا كما مات هؤلاء الذين تمشون في جنائزهم، و كأن هؤلاء الأموات ما كانوا يوماً أحياء مثلكم، في قلوبهم آمال أكبر من آمالكم، و مطامع أبعد من مطامعكم ؟.

لماذا يطغى بسلطانه صاحب السلطان، و يتكبر و يتجبر يحسب أنها تدوم له؟ إنها لا تدوم الدنيا لأحد، ولو دامت لأحد قبله ما وصلت إليه. و لقد وطئ ظهر الأرض من هم أشد بطشاً، و أقوى قوة، و أعظم سلطاناً؟ فما هي ... حتى واراهم بطنها فنسي الناس أسماءهم !.

يغتر بغناه الغني، و بقوته القوي، وبشبابه الشاب، و بصحته الصحيح، يظن أن ذلك يبقى له... و هيهات..!

و هل في الوجود شيء لا يدركه الموت ؟!

البناء العظيم يأتي عليه يوم يتخرب فيه، و يرجع تراباً، و الدوحة الباسقة يأتي عليها يوماً تيبس فيه، و تعود حطباً، و الأسد الكاسر يأتي عليه يوم يأكل فيه من لحمه الكلاب، و سيأتي على الدنيا يوم تغدو فيه الجبال هباءً، وتشقق السماء، و تنفجر الكواكب، و يفنى كل شيء إلا وجهه.

يوم ينادي المنادي: { لمن الملك اليوم }

فيجيب المجيب: { لله الواحد القهار }

لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت.

فاذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم، وقسوة قلوبكم، اذكروه لتكونوا أرق قلباً و أكرم يداً، و أقبل للموعظة، و أدنى إلى الإيمان، اذكروه لتستعدوا له، فإنّ الدنيا كفندق نزلت فيه، أنت في كل لحظة مدعو للسفر، لا تدري متى تدعى، فإذا كنت مستعداً: حقائبك مغلقة و أشياؤك مربوطة لبيت و سرت، وإن كانت ثيابك مفرقة، و حقائبك مفتوحة، ذهبت بلا زاد و لا ثياب، فاستعدوا للموت بالتوبة التي تصفي حسابكم مع الله، و أداء الحقوق، ودفع المظالم، لتصفوا حسابكم مع الناس.

ولا تقل أنا شاب... و لا تقل أنا عظيم... و لا تقل أنا غني ....

فإن ملك الموت إن جاء بمهمته لا يعرف شاباً و لا شيخاً، و لا عظيما و لا حقيراً و لاغنياً و لا فقيراً ..

و لا تدري متى يطرق بابك بمهمته ....!!

رحم اللة موتانا وموتى المسلمين جميعا
والى جنة الخلد اجمعين
__________________
النَّسِيب اللادني

قفا نبك في ذكرى ربوع وساكن... لدى قندهارٍ حيِّ شُمَّ المساكنِ
فكابُلَ أو قندوزَ لم يعفُ رسمها... بلى وبها قصف الأبابيل لا يني
وقوفًا بها صحبي مطايا كليلة... يقولون لا تهلك شجًى وتصاونِ
وبي ما علمتم من تباريح شادن... غريرٍ من الغزلان أهيفَ لادن
إذا صد أبدى عن أسيل متيِّم... فكيف بحسن الوجه؟ بله الكوامن
وناظرة كحلاء من وحش وجرة... تُري فاتك الفرسان فتك الفواتنِ
وعذب رضابٍ يورث الصبَّ رشفُه... رضى بعذاب الحب هيهات ينثني
فذاك الذي أوهى اصطباري وآدني... وعلةُ وجدي كلما الوجدُ عادني
فهل لفؤاد مسَّه الحبُّ رقيةٌ؟... وأنت ترى أيُّ الأحابيل صادني
* * *
أتتك على الميعاد سعدى فيالها... غزالاً منال الرمح من كف شاجنِ
إليكِ فقد وافيتِ يا سُعد محرمًا... بنسك غرام في السويداء ساكنِ
ومعذرة ذات الدلال فإنني... أُسامُ هوى فخرِ الرجال ابن لادنِ
أُسام رويدًا في العلا يا ابن لادنِ... فمالك في ميدانها من موازنِ
فتى ماجد والمجد للمجد أنَّه... من المجد أمسى بين عين ومارن
إليه انتهى إرثُ المفاخر عاصبًا... تفرَّدَ لم يقسم لبادٍ وقاطن
فبات له ما قالت الناس قبله... مديحًا وفخرًا خلِّ "إلاّ" و"لكنِ"
وما عجبٌ أنْ يجمَع الناس في فتىً... طوى فخر شيبانٍ إلى عزِّ مازنِ
أسامةُ لا تحفل بتشغيب خائرٍ... لكل منادٍ بالجهاد مشاحنِ
وتلك لعمري فتنة نال كِبرَها... رويبضة الإخوان من كل خائنِ
أينبز بالإرهابِ؟ خالوه عابَهُ!... وما الخالُ في خدِّ العَذَارَى بِشَائِن
وما ذنبُه أن خفَّ للأمر طائعًا... إذ اثّاقلوا للأرض خوف المطاعنِ
ألا عبتَ منه الجبنَ؟ والجبنُ سُبَّة... وأنكرته في ضائقات المواطن؟
وهل عِبْتَ منه غير نَفْسٍ أبِيَّةٍ... أبتْ بعد عيش العزِّ عش الدواجن
ولو شاء لاسْتخذى وأغضى كغيره... وللسهل قبل الوعرِ أنس بساكنِ
إذن لثوى في خفض عيشٍ ومنصِبٍ... وجَاهٍ عرِيْضٍ سيدًا ذا بَطَائنِ
ولكنَّه لَيْثٌ هزبرٌ أســـامةٌ... إذا هادن الناس العِدى لم يهادَن
فلا تَذْكُرَنْ عَمْرًا لديه وعنترًا... إذا استعرت نار الحروب الطواحنِ
وإن ذكر الفُرْسَان فابدأ بخالدٍ... وصلِّ به واختم كرام المعادنِ
* * *
فيا عاذلي أنكرت في الشمس نورها... أأبصرت فينا كالهمام ابن لادنِ؟
رأى غُلّ أمريكا بأعناق قومه... غرامًا ، فعافت نفسه ورد آسن
وأرسل راميها إلى الجوّ سهمه... محاربةً لله هل من مطاعن
وعاثت فسادًا أين فرعون منهمُ... ونمرود والأحزاب بين المدائنِ
فلا تسأل الأقصى وما أحدثوا به... وبغداد من يقتص دينًا لدائنِ؟
صليبيّةً أحيوا وفوق صليبهم... صلبنا صلاح الدين يوم التواهنِ
فأرهب عدو الله بالخيل والقنا... ودمّر نيويُركًا وواشطنطنَ ادفنِ
وبنتَ حرامٍ "بنتَغونٍ" فسوِّها... و"كونجِرِسًا" فاجعله في كفِّ عاجنِ
و"بوشًا" ففجّر منه رأسًا مجوفًا... وألق الرعايا في رحى الحرب واطحنِ
وأسقط عليهم شرّعًا طائراتهم... فحيّر بها منهم دهاة الدهاقنِ
بحول الذي لا نصر إلا بحوله... وقد ضمن الحسنى فأكرم بضامنِ
* * *
فشتّان ما بين الفريقين شُقَّةً... و"شتّانَ" لا توفِي بيان التباينِ
فذلك هابَتْه الدنايا وعافها... فأمّ المنايا صادقًا غير مائنِ
وذلك عافتْه المنايا وخافها... فلمّ الدنايا في ثياب المداهنِ
فنكِّس لذلِّ الدهر رأسًا ومعطسًا... وغيرُك للعَليا فأدْهِن وداهِنِ
وأوقر حمار الهُون بُرًّا وقُد به... فمثلك لا يُلفى على متن صافنِ
رفاهيةٌ في طول أمن جعلتها... مناك فعش ما شئت من عيشِ آمنِ
فكم راغبٍ عما تطلبت آنفٍ... وكم لك شبهًا بين معزٍ وضائنِ
فكونوا كما شئتم نعيمًا وذلةً... وموعدكم يا قوم يوم التغابنِ





فاضي نقل غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)