بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رداً على الدكتور معجب الزهراني

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-09-2007, 09:45 AM   #1
زهير العمري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: السعودية
المشاركات: 54
رداً على الدكتور معجب الزهراني

الزهراني أطلق أحكاماً أدبية على أحداث مفصلية في الأدب العربي

أورد هنا عرضاً لمحاضرة الدكتور معجب الزهراني والتي نظمتها جمعية الثقافة والفنون مؤخراً ، والتي حملت عنوان "إشكالية المسرح في الثقافة العربية والإسلامية"، والتي نظمتها جمعية الثقافة والفنون بالرياض، وأجد من خلال هذه المحاضرة أن الدكتور أطلق أحكاماً أدبية تحتاج إلى الكثير من المناقشة، بل إن ما ذكره خلال هذه المحاضرة يعتبر أحكاماً على أحداث مفصلية في تاريخ الأدب العربي، وفي هذا المقال سأقف على هذه الأحكام التي قالها في هذه المحاضرة لمراجعتها،وإبداء وجهة نظر علمية تختلف عما ذكره الدكتور معجب الزهراني وهي كالآتي:
أولاً: قوله: إن الشعر تعزز بعد الإسلام بسبب تحريم الغناء والنحت، وأرى أن هذا القول فيه إطلاق لحكم يحتمل أوجهاً متعددة، بل إن الشعر بعد ظهور الإسلام لم تتعزز مكانته،بل أصيب بحالة من الركود، وضعف إبداعه، وخفت وهجه، وبذلك قال ابن خلدون والأصمعي ؛ وذلك يرجع ـ فيما ذكر الباحثون والدارسون لهذه الحقبة الزمنية ـ لعدة أسباب، وهي:
(أ) أن الناس قد انشغلوا عن الشعر بأمر عظيم، هو أمر الدين والنبوة والقرآن، ودهشوا من إعجازه وبيانه، بعد أن كان الشعر شغلهم الشاغل في عهد الجاهلية بدون قيود موضوعية.
(ب) بعد ظهور الإسلام ترك بعض الشعراء الشعر لنزول آيات من القرآن الكريم تنهى عن بعض أنواع الشعر، ومن هؤلاء الشعراء الذين تركوا الشعر حكيم بن حزام.
(ج) بعد ظهور الإسلام انشغل المسلمون عن الشعر ومجالسه بالفتوحات الإسلامية.
(د) أصبح قليلاً منهم من يتكسب بالشعر، حيث يعد التكسب حافزاً للإجادة وللإبداع في الشعر.
(هـ) بعد ظهور الإسلام حارب العصبيات القبلية، وحرم شرب الخمر، ونهى عن الغزل الفاحش، فأصبحت أغراض الشعر قليلة، واقتصرت على الفتوحات الإسلامية، ومدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومناقضة المشركين.
وقال الأصمعي في هذا السياق: " الشعر نكد، بابه الشر، فإذا دخله الخير ضعف "، واستدل على ذلك شعر حسان بن ثابت في الجاهلية أجود شعراً مما قاله بعد إسلامه.
بل إن بعد ظهور الإسلام ظهرت الخطابة الدينية وتعزز مكانها في الفنون الأدبية بعد أن كان هذا الفن في الجاهلية من الفنون الأدبية الثانوية.
ثانيا: تزداد الغرابة في قول الدكتور الزهراني إن الشعر لم يكن يتعزز لو لم يحرم الغناء، ووجه الغرابة: أن يتطور فن ويزدهر على حساب ضعف فن آخر، بل إن لكل فن أسباباً ومقومات نابعة منه، ومن البيئة المحيطة به تؤدي إلى ازدهاره. ونسي الدكتور الزهراني أن الشعر والغناء بينهما علاقة طردية توافقية، حيث كان الغناء جزءاً من الشعر فالقصائد قبل الإسلام (الجاهلية) تغنى، وكان الغناء يأخذ عدة مظاهر منها: (الجوقات، القيان، الرقص...) وغيرها من الأشكال الغنائية التي ارتبطت بالشعر.
وسرعان ما عاد الغناء وارتبط بالشعر في العصر الأموي وبالتحديد في منطقة الحجاز، ومن ثم انتقل إلى الشام، وفي العصر العباسي انتقل إلى العراق، كما ذكرت كتب الدراسات التاريخية للأدب ومنها: (شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في الشعر العربي).
ثالثاً: أما فيما يخص قضية النحت، فلقد قدم الدكتور محمد عمارة في كتابه (الإسلام والفنون الجميلة) الصادر عن دار الشروق في عام 2005، شرحاً وافيا عن بداية علاقة هذه الفنون بالثقافة العربية والإسلامية، وأبان فيه موقف الإسلام من فنون الرسم والنحت والتصوير الموسيقي والغناء، وأورد فيه ملحقاً " بالنصوص الكاملة الحقيقية المحققة التي كتبها أبرز الأئمة مثل " ابن تيمية، والإمام ابن حزام، والإمام الغزالي". وكم أتمنى أن نبتعد دائما في أمورنا الثقافية والأدبية عن الفتوى وإقحام آرائنا فيها، وأن نراعي حرمة الدين، وأن له أهله الذين تخصصوا في الفتوى.
رابعاً: من أسباب غياب المسرح قوله" التأويلات الدينية - وليست حقيقة في الدين - هي التي يمكن أن تدعم بعض الفنون وتقضي على بعضها الآخر مثل تحريم وكراهية الموسيقى ".
إن الدكتور الزهراني يضطرب في حججه ففي بداية حديثه يرى أن "الشعر تعزز بعد الإسلام بسبب تحريم النحت والغناء". وهنا يرى أن التأويلات البعيدة عن حقيقة الدين هي السبب في انعدام فني النحت والغناء.
وهذه الازدواجية ظهرت في سياق كلامه الأول نراه يؤمن بتحريم الغناء، وفي سياق كلامه الثاني يضطرب بين الكراهية والتحريم.
والحقيقة أن المسرح لم يكن يوماً من الأيام من الفنون ذات القيمة الفنية والمعرفية في الثقافة العربية والإسلامية حتى يغيب، بل هو جديد على الثقافة العربية والإسلامية ومازال في مراحل البداية خصوصاً إذا عرفنا أنه وصل إلينا في نهاية القرن الـ19.
وختاماً أجد الدكتور الزهراني تشتت في هذه المحاضرة، فلقد كان عنوانها "إشكالية المسرح في الثقافة العربية والإسلامية" فتارة يتحدث عن الشعر بعد ظهور الإسلام، وتارة ثانية عن المسرح، وتارة ثالثة عن النحت والغناء، وأخرى رابعة عن استشراف مستقبل السينما.

بقلم : زهير حسن العمري
زهير العمري غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)