بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » بــنــت بــريــدة » غربة وطن قصه قصيره

بــنــت بــريــدة بنت بريدة - القسم خاص بالنساء -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-09-2007, 06:39 AM   #1
سعفونه
عـضـو
 
صورة سعفونه الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 484
غربة وطن قصه قصيره

في بهو المطار ... يمشي واثقاً

وفي عينه انبهار..
أهذا ما وصلت إليه الحضارة .. غاب سنيناً والآن يعود
في الخامسة والثلاثين من العمر .. يحمل معه شهادة الماجستير في أدارة الأعمال
اخذ ينظر إلى الشوارع .. المنتزهات.. المقاهي المبعثرة على طول الرصيف البحري
ما أجملها بلادي .. عدت أخيراً ... وسوف أبدأ بالعمل من الغد
استوقفه منظر احد الشباب رث الثياب ..يبيع الذرة .. في الشارع
أهذا ما وصلت إليه الحضارة في بلدي ... واشد ما شتت فكره ..مر من جانبه أجنبي .. من إحدى الجاليات الشرق آسيوية يركب في سيارة آخر موديل .. وفي يديه هاتف محمول.. ويضحك بملأ رئتيه
قارن بين وضع أبن بلده وبين هذا الأجنبي.. آلمه الواقع .. وعزم على الكثير من الأمور وأولها أن لا يوظف غير أبناء بلده لا غير .. ويحبب الناس بالعمالة الوطنية ..
وصل لمنزل والديه لم يكن مسكنون فهم رحلوا من الدنيا منذ خمس سنين .. ولا يوجد له أقارب سوى عجوز يسكن بإحدى دور الرعاية لعدم وجود أبناء له .
بدا كل شيء مهمل فالبيت غير مسكون .. أتصل بشركة محلية للتنظيف وأتفق معهم على الحضور بعد ساعة لكي ينظفوا المنزل من هذه الفوضى .
أتى العمال .. ولم يكونوا غير صبية في عمر المراهقة يشغلون وقت عطلتهم بعمل.. يكسبون منة دنانير قليلة تغطي تكاليف الحياة الصعبة .. أخذ يدردش معهم حول أمور حياتهم .. قالوا له أنهم من مناطق عديدة من البلد ولكنهم يحملون الهم نفسه البطالة .. وعدم بحرنه الوظائف .. وأنهم يشقون طوال اليوم وبالأخير الراتب لا يسد أبسط الاحتياجات ..50 دينار لأننا مراهقون قصر . آلمني ما آلوا إليه ولكني سأساعد بما أقدر عليه ..أجزل لهم العطاء.. وانصرفوا بعدما أصبح المنزل القديم المثير للقيء نظيف بشكل ملفت للنظر.. قضى ليله يفكر بما يفعل منذ الصباح الباكر
منذ أن أصبح خرج يبحث عن شقة تلائم عمله الجديد..الأعمال الحرة من استيراد وتصدير ..وجد شقة تواجه ثلاثة مراكز مهمة بالبلد.. موقعها ممتاز ومساحتها جيدة جداً ..بدأ بتأثيثها على الفور .. فلقد استخدم أثاث بسيط باللون البني ولكن يبدو عليه الفخامة .. وملء المكان باللوحات الزيتية الجميلة .. وأخيراً وضع إعلان بإحدى الجرائد الرسمية.. ليجد ضالته المنشودة من أبناء البلد الخريجين الذين يزاولون أعمال لا تليق بشهادتهم الجامعية .. انتهى عمله لهذا اليوم فخرج للتبضع فرأى الشاب الذي رآه بالأمس تقدم منه بغية شراء الذرة وفتح مجال للدردشة .
عبد الله: لو سمحت أريد ذرة بالجبن ..
محمد : حسناً في الحال سيدي .
عبد الله: عفواً للسؤال أخي العزيز.. ما هو اسمك؟
محمد: اسمي محمد واحمل شهادة ال باكالريوس بالتجارة الحرة
ابتسم عبد الله له: إذا هل تقبل أن تعمل معي بالتجارة لدي مكتب في بدايته وأريدك أن تعمل معي .. تبسم محمد ووافق على الفور فهو يريد أن يحسن من وضعه المالي .. ووضع أسرته بالكامل.. رجع محمد بعد يوم طويل وشاق بالعمل.. وهو جالس في الطريق يبيع الذرة والشمس الحارقة تحرق أضلعه .. رجع والبسمة على محياه على غير العادة .. قابلته مروى وحيدة قلبه.. وأخته الصغرى ..أبتسم في وجهها وقبلها على رأسها قبل أن تنطق بحرف قال لها: وجدت عملاً يا حلوتي.. وجدته أخيراً.. سأبدأ منذ الغد سأكرس حياتي لكِ سأعلمك ِ في أرقى جامعات بلدي سأجعلك ملكة على عرشي .. دمعت عيناه لو أنهم هنا فقط لكانوا سعداء معنا .. احتضنته بقوة تريد أن تخفف لوعة الفقد ولكنها أيضاً تخفف لوعتها كفكفت أدمعه وجعلته يذهب ليغير ملابسه وهي تجهز مائدة الغداء .. كانت فرحة لأجله فهو من يتحمل نفقات المنزل ويهتم بها .. أعدت المائدة وكانت بسيطة جداً لا يوجد بها تكلف أبداً نادت عليه فأتى مسرعاً .. قال أنه اليوم سوف لن يذهب إلى أي مكان فهو يوم مخصص لي وحدي .. أكمل غدائه وذهب لينام ساعة ونصف .. عند المساء خرجا معاً ليرفها عن أنفسهما توقفا عند البحر ..جلسا بقرب بعضهما البعض وهو يلف ذراعيه حولها وكأنه يحميها من شرور الدنيا والذئاب المستنفرة حولهما .. تكلما بلغة العيون فهذه اللحظات لا تقتل بالكلام .. كان هناك يشاهدهما ويشعر بالغيرة منه لم هو لديه حبيبه وأنا لا ماذا ينقصني .. صحيح إني تعلمت في الغربة ولكني لم المس يوماً امرأة هناك بل أمتعنت عنهن شيئان لم ألمسهما بغربتي .. الخمر والنساء ولكني اليوم احتاج لمن تؤنس وحدتي فلأثبت نفسي وعندها سأتزوج . وقف تفكيره بعدها ورحل
في اليوم التالي تواجد محمد عند العنوان الذي أعطاه إياه عبد الله وبدأ العمل معه مع مجموعة من الخريجين فكانوا مجموعة ممتازة .. خلال أشهر كانت سمعة الشركة الجديدة أشهر من نار على علم فلقد ذاع صيتها بين الجميع في سوق العمل.
بدأ العمل يزداد والأرباح تكثر مع الوقت.. وكلما زاد الربح كبرت الشركة وزادت الزيادات بين الموظفين .. بعد سنة ونصف .. كبرت هذه الشركة لتصبح من أهم الشركات الموجودة على الساحة ..
ذات يوم مرضت مروى كثيراً .. فهي الآن تدرس وتعمل معاً إصابتها حمى شديدة
خرج محمد مسرعاً ما أن اتصلوا به من المستشفى أستغرب عبد الله خروجه المسرع ولكنه عرف بأن اتصالاً طارئاً أتاه فهرع خائفاً .
كان يسوق سيارته بسرعة جنونية .. حتى وصل إلى المستشفى .. سأل عن أخته فأجابوه إنها بالغرفة المجاورة لذلك الممر .. وصل فرأى صديقة أخته تبكي بحرقة .. أصابه الخوف وازدادت دقات قلبه تقرب منها وهو يرجف قائلاً: مابها مروى .. ما الذي أوصلها إلى هنا .. أجابته وهي تبكي: لا أدري رأيتها فجأة تقول لي أنها لا تقوَ السير أو الوقوف على قدميها أردت أن أسندها ولكنها وقعت قبل أن أفعل شيئاً فاتصلنا بالإسعاف وها نحن هنا . أطرقت بوجهها ناحية الباب وتتمنى أن تخرج مروى وهي تضحك كالعادة ولكن هيهات فقد خرج الطبيب الذي يشرف على حالتها ووجهه لا ينبأ بالخير أبداً .. تقرب منه محمد وعبرته تسبقه .. محمد: دكتور طمئني عليها ما بها..
الطبيب: لديها نقص حاد بالتغذية.. وإرهاق جسدي .. غير ذلك حالتها النفسية متعبة هل ترهقونها كثيراً في المنزل ؟
ناظره محمد بقلق كيف يتعبها وهي في ناظر عينيه ؟أجابه بالنفي
أمر بأن تبقى لساعتين أضافيتين حتى يتأكدوا من حالتها وأنصرف.. بقي محمد مع جنان حتى موعد انصراف مروى من المستشفى .. في ذلك الوقت كانت جنان تراقب حركات محمد تجاه مروى فهو حنون عليها تارة يمسح جبينها وتارة أخرى يقبل رأسها حتى استيقظت وهي تراه بشكل ضبابي علمت أنه علم أنها مريضه لم يكلمها أبداً ولكنه أخذها بحضنه وضمها إلى صدره حتى غاصت بداخله , وهي تبكي بدموع تتساقط كالماء الندي .. مسح دموعها وأخذها إلى المنزل برفقة صديقتها .. ومن ثم عاد إلى العمل لكي يعتذر ويطلب إجازة خاصة لعدة أيام .
عبد الله لم يمانع ولكنه طلب منه أن يزوره في منزله في الغد حتى يطمئن عليه وعلى أحوال مريضته .. مضى اليوم وجنان تلازم مروى في منزلها إما محمد فقد اعتزل في زاوية من زوايا يتذكر ملامح جنان .. وحنانها على أخته .. ويفكر بمستقبله فقد حان وقت لكي يتزوج لم تخطر على باله سواها لم لا وهي رفيقه درب أخته الوحيدة بذلك تكون حياته مريحة معها فهي بمثل أطباع أخته .. أفكار تلعب برأسه حتى رآها مغادرة لمنزلهم .. فأصر إن يوصلها لمنزلها فالوقت قد تأخر والدنيا لا يوجد بها أمان أرادت أن تعفيه من توصليها ولكنها لم تستطع فهو عنيد الرأس . مروى كانت تراقب الطريق الفرعي لمنزلهم .. وهي تتذكر وجهه الذي لم يفارقها لحظه واحدة كان ينظر لها بألم لم تكن تعرفه ولكنها أحبته منذ النظرة الأولى وتتمنى لو القدر يربطهما معا برباط قدسي لا يفرق شمله سوى الرب الجليل .. منذ ذلك اليوم وطيفه لا يفارق خيالها في كل ساعة معها حتى في صلاتها فأنها تدعو له قبل دعائها إلى احد ..
في غرفته يناظر السماء الصافية ويدعو من رب العباد أن يوفقه لما يريد فعله
في اليوم التالي كان كل من محمد وعبد الله مشغولا البال,, فكل منهما يريد أن يحدد مسار حياته .. في المساء زار عبد الله محمد بمنزلة من حيثما جاء.. استجمع شجاعته وطرق الباب .. كانت لا تعرف من سيزورهم هذه الليلة فذهبت لفتح الباب عندما رن الجرس.. تفاجأت مما رأته . هو بشحمه ولحمه أمامها .. ويبتسم ببلاهه . هل تفقد الوعي أم ماذا أدخلته إلى الداخل وانعزلت في المطبخ تعد المائدة للضيف .. أثناء تواجدها بالمطبخ كان عبد الله يطلب يدها من أخيها محمد.. فلقد عرف أنها هي من رآها ذلك اليوم وقد تعلق بها أشد التعلق .. محمد كان مسروراً لان عبد الله شاب محترم متزن.. على خلق ودين ولن يظلم أخته بزواجها منه فهي ليست صغيره السن بل في سن مناسبة للزواج .. طلب منه مهله حتى يستشير أخته ومن ثم يرد عليه بعد العشاء وتناول الحلوى انصرف عبد الله لمنزلة والأمل يسير معه فأن وفق بهذا الزواج فانه سيصبح اسعد إنسان بالحياة
أحساس بأن قلبها توقف عن النبض هذه المرة طلبها للزواج أي أن الله استجاب لدعاها وهاهو يطلبها للزواج وهل هناك مجال للرفض لا بالطبع ولكني سوف اتغلى قليلاً.. بعد عده أيام جاءه الرد بالموافقة طار فرحاً واتفق مع محمد على أدق التفاصيل ولكنه حزن اشد الحزن أنه لا احد معه يوم خطبته وزفه لعروسه من أهله ولكن محمد اخبر أصدقائه وأصحابه ومعارفه بأجمعهم أن يأتوا ويقفوا صفين عندما يزفون عبدالله على عروسه حتى لا يشعر بالغربة .. زف العروسان على بعضهما وتمنى لهما الجميع السعادة والهناء.. إما محمد فلقد تقدم لخطبة جنان التي بدورها وافقت عليه لأنه نعم الرجل ويتحمل المسؤولية .. وكذلك هي معجبة به فما المانع من الزواج به.. بعد خطبه دامت شهرين ونصف تزوج محمد جنان وبدأ يؤسس حياته الأسرية على أسس صحيحة وكذلك بدأ بالادخار لمستقبل أبنائه حتى عندما يأتوا لهذا العالم القاسي يجدون ما يعيلهم بعد وفاته ..
رزق كل من عبد الله ومروى بطفلين جميلين .. أسموهما .. سلوى وسالم


أما محمد وجنان فلقد أنجبا أسماء وجاسم



تمت بحمد الله
سعفونه غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)