[عنيزاوي]

************************************************** ******
سألوا عائشة رضي الله عنها عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كان أكثر دعائه(( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.))
والمسلم كلما قرأ هذا الحديث أو سمعه يزداد إعجاباً بسيد الدعاة صلى الله عليه وسلم وإكباراً له ، وتقديراً لعظمته ونبوته ورسالته .. لأن هذا الحديث يكشف لنا عن معرفة عميقة بالقلب البشري . وصدوره عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم . وهو المعصوم ..المخاطب بعناية الله ورعايته ، المتأدب بأدبه ، الذي كان طوال حياته لا يفتر لسانه عن ذكر الله ، صدوره منه يعتبر لنا درسا عظيما في التواضع ، خاصة لكثير من الناس الذين يزكون أنفسهم ، ويقتلهم الإعجاب بها ، ويتجرءون على دعاوى عريضة لعل أقلها ، إن يصف الواحد منهم نفسه بأنه ، المخلص إلى الأبد ، كأنه قد ملك من الآماد شيئا ، أو ضمن تقلبات قلبه قليلا أو كثيرا.
إن حديث الرسول الكريم عن القلب البشري هو تصوير دقيق حي للقلب ، وإيقاظ وإيحاء إلى مدى تقلبه ، وتأثره بالمؤثرات ، وهو أمر نكاد نلمسه في كل لحظة و سكنة ، فالقلب يحمل في كل دقة من دقاته نبضا من الأحاسيس والمشاعر ، كما يحمل نبضاً متدفقاً من الدم.

إن في الجسم مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ، هذا هدى الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه ، فاحرص على أن تجعله مهبط التجليات الربانية والفيوضات الإلهية والإمدادات النوارنية ، تعش سعيدا هانئا في خضم الحياة ولا يجد الشيطان إلى مداخلك سبيلا مهما استمر الخلاف واكفهر وجه الجدل
وآمن بأن كل ما يصدر من إخوانك إنما يبتغى به وجه الله ورضاء الرحمن ، ولا تؤول ولا تجتهد ، فلأمر ما يقول حبيب الله صلوات الله وسلامه عليه : (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على حبك يا الله)
أيها الأخ الحبيب : اجعل قلبك مدلهاً في حب إخوانك ، عامراً بالحب لهم ، خالصاً لأخوتهم ، متفانياً في إعزازهم ، حانياً عليهم ، تر من أعمالهم وأحوالهم ما لا يخطر لك ببال .

( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) آل عمران )..........................تحياتي للجميع

[سعفة]

جزاك الله خير ياخوي عنيزاوي ....

موضوع أكثر من رائع ، بارك الله فيك وفي علمك ونفع الله بك الاسلام والمسلمين ، تسلم لي والله هالاصابع الي تعبت على هالمقال