[أبوقتادة]

تزايد تراكم القلق في واشنطن بسبب عدم تحقيق الجيش والمخابرات أي تقدم في حسم مسألة ما إذا كان بن لادن قد قتل خلال الحرب في أفغانستان.
و تقول صحيفة لوموند الفرنسية أن قناة الجزيرة قد بثت مؤخرا شريطا مسجلا بصوت أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وذلك بعد يوم واحد من بث رسالة مسجلة بصوت بن لادن. ورغم أن واشنطن أقرت بسرعة بأن الشريط المسجل بصوت الظواهري حقيقي، إلا أن مسئولي المخابرات الأميركية قالوا أن رسالة بن لادن المسجلة لم تتضمن معلومات حديثة، ويمكن أن يكون قد سجلها قبل عدة شهور فآخر مرة شوهد على قناة الجزيرة كانت في شهر ديسمبر حيث بدأ غير قادر على تحريك ذراعه اليمنى ولكن الأشرطة المسجلة التي بثت ضاعفت الضغوط على الجيش والمخابرات لحسم أمر بن لادن.
و تنقل الصحيفة مشاهد عن الإحباط في البيت الأبيض والبنتاجون بسبب عدم تحقيق تقدم في تسليط الأضواء على الوسائل العلمية المتبعة في البحث عن الأدلة. فقد تم أخذ عينات دي. أن. إيه من جثث قتلى في أفغانستان لمقارنتها مع عينات دي. ان. ايه لأقارب بن لادن ولكن هذه الوسيلة لم تحقق أي نجاح حتى الآن والوكالات الأخرى المعنية بهذا الموضوع تعاني من نقص المعلومات وحجب العينات عنها فقد حصل معهد التشريح التابع للقوات المسلحة الأميركية على عينات دي. ان. ايه لمقاتلي تنظيم القاعدة الذين قتلوا في أفغانستان في هجوم بطائرة دون طيار في شهر فبراير الماضي ومن بين جثث القتلى تكهنات باحتمال ان تكون جثة بن لادن هي إحداها كما تم اخذ عينات من جثث نبشت من قبور في منطقة تورا بورا، حيث يعتقد أن بن لادن خاض آخر معاركه ضد القوات الأميركية وقد أمضى علماء المعهد شهورا طويلة في تطوير صور عينات دي. ان. ايه ولكنهم لم يحصلوا على عينات لمقارنتها بها.
وقال الناطق بلسان المعهد كريس كيلي لا بد من الحصول على عينة دي. ان. ايه حتى نقارن العينات بها كي نحكم على تطابقها، وأما بدون ذلك فان محاولة التعرف على آثار بن لادن فهي مجرد مضيعة للوقت وقال جيمس ستارز استاذ التشريح الجنائي في جامعة جورج واشنطن بأنه لا يعتقد أن مكتب التحقيقات الفدرالي اف. بي. آي لديه أي شيء يمكن تصديقه بخصوص أي شيء له علاقة بنسيج من أسامة بن لادن فالعينة المطلوبة كمرجعية للمقارنة ليس من السهل الحصول عليها ومن دون الحصول على عينة مرجعية سيكون علماء معهد التشريح التابع للقوات المسلحة الأميركية كقارب بدون مجاديف ولا يجدي التعامل مع خمسة الاف عينة غير معروفة، في الوقت الذي لا يوجد لديك عينة أصلية كمرجعية فيمكنك ان تقضي عمرك كله وانت تطور صورا دون هدف، ومن دون الوصول إلى نتيجة.
و تضيف الصحيفة بسبب فشل العلماء في تحقيق تقدم في هذا الصدد، بدأت تردد إشاعات في واشنطن عن وجود جمجمة قد تكون لأسامة بن لادن ويجري فحصها في المتحف السيني بطلب من اف. بي. آي وحسب هذه الإشاعات التي نشرت لأول مرة في نيوزويك فان الجمجمة وجدت بين بقايا جثث نبشها جنود كنديون في تورا بورا في شهر مايو الماضي بمقبرة ضمت 23 جثة ويعتقد بأن معظمها جثث للحراس المرافقين لأسامة بن لادن ويتخصص المتحف السيني بإعادة تشكيل الوجوه للجماجم ويرفض اف. بي. آي والمتحف التعليق على هذه الإشاعات ولكن الناطق بلسان قسم التحقيقات الجنائية في الجيش الأميركي، مارك ريموندي الذي له صلة وثيقة مع اف. بي. آي قال أنها مجرد قصة مختلقة تظهر فجأة ثم تكبر من العدم ، ومع تكرار روايتها تكتسب مصداقية.