|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
27-05-2008, 10:53 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: احلامي المتواضعة
المشاركات: 270
|
الفرق والشبه وأيهما أفضل ((المسلم العلماني أم المسلم العادي )) !!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
يتهيأ للبعض من الناس أن هنالك إختلافا ً فكريا ًحادا ًبين المسلم العلماني والمسلم التقليدي ، حول النظرة العامة إلى الكون والحياة ودور الدين والعقل الإنساني في تفسير ظواهر هما والتصدي للإشكاليات التي تواجه الإنسان ولا سيما السياسية . والحقيقة إن هذا الأمر مبالغ فيه كثيرا وناتج عن الاتهامات التي يكيلها البعض من هذا الطرف أو ذاك للطرف الآخر بخطأ الفهم والرؤيا . سأحاول أن أوضح معنى المسلم العلماني حسب فهمي البسيط ثم أُعَرج على وجه الاتفاق بين المسلم العلماني والمسلم التقليدي ( العادي ) . " المسلم العلماني" هو المسلم الذي يؤمن بالله إيمانا عقليا وعلميا منطلقا من أن هذا الكون وهذه الحياة المنظمتان تنظيما راقيا لابد لهما من خالق على درجة غير متناهية من القدرة والإبداع فلا يمكن أن يكونا خلقا لوحدهما وان كل ما ورد في القرآن الكريم من أوامر ونواهي تبتغي مصلحة الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة وان الاختلافات حول تفسير بعض آيات القران الكريم والروايات التي بين أيدينا عن أقوال وأفعال الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم سببها عدم دقة النقل لأسباب موضوعية وأخرى موضوعة بصورة متعمدة دسها أعداء الإسلام ولاسيما أثناء الإحتلالات الأجنبية المتتالية لعاصمة الدولة الإسلامية"بغداد". بعد هذا التعريف البسيط نستطيع أن نقارن بين الاثنين فنجد أن هناك اتفاق في بعض المحاور واختلاف في محاور أخرى وكما يلي: 1-بدايةً .. إن جميع المسلمين يتعرفون على الشريعة الإسلامية عن طريق التواتر والنقل من الأهل والبيئة الاجتماعية والمدرسة والوثائق المتخصصة المتيسرة وكذلك من العلماء والمشايخ المختصين بعلوم الدين والمراجع الدينية ... ثم لاحقا يحدد كل منهم اتجاهاته العقائدية حسب قناعا ته وظروفه الذاتية وظروف حياته فمنهم من يختار الاتجاه العلماني ومنهم من يختار الاتجاه التقليدي. 2- المسلم العلماني يتراجع بسهولة عن رأيه عند أكتشاف خطأه أوعند تفنيد وجهة نظره بحجة علمية دون أية إشكاليات أو ردود أفعال سلبية ولا يتعصب لوجهة نظره الدينية إنما يتعصب لترجيح التحليل العلمي العقلاني عند الاختلاف والشك بالمنقول لأنه إنسان عادي غير مقدس عند أو من أحد لكي يشكل التراجع عن خطأه أو تصحيح رأيه مشكلة . * أما التقليدي فانه يتمسك بوجهة نظره التي يعتنقها ولا يتزحزح عنها حتى لو تم تفنيدها علميا لاعتقاده أن الوثائق التي بين يديه أو رأي العالم الفلاني الذي يتبعه حيا كان أم ميتا هما نهاية الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك . فيبني مواقفه وعلاقاته وتحليلاته على هذا الأساس ويتعصب له ويدافع عنه بكل قوة لدرجة التقديس وتكفير الآخرين الذين يخالفونه في الرأي علنا ًأو سرا ًوتبعا للظروف ، بل يصل الأمرُ أحيانا وعند الشعور بالقوة أو توفرها فعلا إلى الاحتراب والتقاتل معهم على خلفية تكفيرهم ، وهذا غير صحيح لان كل إنسان ممكن أن يخطأ بما في ذلك الرسل والأنبياء في الأمور التي لم يخبرهم الله عز و جل بها ، وقد أكد ذلك الإمام "مالك"رضي الله تعالى عنه ، حين قال وهو بقرب قبر الرسول عليه الصلاة والسلام:"كل إنسان ٍ يُؤخذ ُ منه ويُردُ عليه إلا صاحب هذا القبر" . 3- كلاهما يريد الوصول إلى الحقيقة الكاملة والأصلية التي نزلت على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، إلا أنهم لا يجدون الحل المثالي ، فالعلماني لا يعتبر الوثائق المتوفرة صحيحة بشكل ٍتام لأنه يرى الاختلاف الحاد بين المسلمين حول صحتها ونشوء فرق بأسماء ما أنزل الله تعالى بها من سلطان تتعارض مع أوامره ونواهيه حول وجوب وحدة المسلمين وعدم تفرقهم ، فيلجأ عند ذاك مضطرا إلى التحليل العلمي وعرض الأمر على مقاصد الشرع الإسلامي لمعرفة أي النصوص أو الآراء الصادرة عن الرواة والمختصين الحاليين أو السابقين اقرب إلى الشرع الإسلامي سيما إذا علمنا أن القرآن الكريم أولى اهتماما شديدا بالعلم والعقل فكم من الآيات ذكرت عبارة"لقوم يعلمون أو لقوم يعقلون أو أ ُلي الألباب أو أهل الذكر". * أما المسلم التقليدي فيتبنى وجهة نظر احد أو مجموعة من الرواة المختصين السابقين أو الحاليين ويعتمد نوع معين من الوثائق كحقيقة نهائية لا يقبل المساس بصحتها. 4- ليس هناك شك في أن جميع المسلمين الحقيقيين غير المنافقين سواء كانوا علمانيين أم تقليديين أو لنقل "نقليين" يُعدون سلفيين لأن جميعهم يتحرون ماكان عليه السلف الصالح للأمة ولا سيما الرسول الكريم محمد عليه وعلى آله أفضل الصلوات والسلام وأصحابه ، وكل فرقة تعتقد أن ما لديها من وثائق ومعلومات هي الحقيقة التي كانت على عهد أولئك السلف وما عداها غير صحيحا ًأو مزورا ًعمدا ً. 5- حالياً .. أدت مشاركة المسلمين التقليديين في السياسة إلى إشكاليات كبيرة وخطيرة عانى منها مئات الألوف إن لم يكن الملايين من المسلمين من جراء شحن التنافس السياسي بشحنات دينية طائفية بلغت حد التقاتل بسبب الصراع بين الكتل حول السيطرة على القرار السياسي والمناصب والثروات والوظائف والذي راح ضحيته الكثيرين بين قتيل ومعوق ومشرد ومقصي ومهمش وهو ما قتل روح المواطنة وأوصل تلك البلدان إلى حافة الهاوية التي تبدأ بالتقسيم مثلما يحصل في العراق ولبنان والسودان . فلو كانت الوثائق التي بين أيدينا موحدة لكان جميع المسلمين على رأي واحد ولما حصل ذلك طبعا ولكان بالإمكان إقامة أحزاب وكتل سياسية على أسس دينية أو غير دينية في البلدان التي ينتمي جميع مواطنيها إلى دين واحد وقومية واحدة أما في غير ذلك فلا يجوز . أما الأحزاب العلمانية فان قيامها لا يشكل مصدرا للخطر لأنها لاتفرق بين مواطن وآخر على أساس الهوية الدينية أو القومية مما يشكل مصدرا للاستقرار وبناء الديمقراطية وتنمية البلاد تنمية صحيحة وسليمة . سؤالي ... هل في الشرع الإسلامي في هذه الحالة يقدم الأحزاب العلمانية على الأحزاب الدينية والقومية لأنها تجلب المنافع وتدفع المفاسد بينما الأحزاب الدينية والقومية في البلدان المتعددة الأديان والطوائف والأعراق تجلب أشد الأضرار وتمنع المنافع ولكن بشرط أن تتقيد الأحزاب العلمانية بان تكون الأسباب الموجبة لقراراتها جلب المنافع وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها ؟؟؟؟ وهو ما يتفق مع مقاصد الشرع الإسلامي وبذلك تكون قد حكمت شرع الله تعالى من دون الإشارة لذلك من قريب أو بعيد وهو ما يحقق أهداف الجميع متدينين وغير متدينين وأيضا من دون إدخال الدين الإسلامي في قذارات السياسة التي تسيء له من جراء توظيفه لخدمة أهداف شخصية تتعارض مع مقاصده . 6- وانطلاقا مما تقدم فان المسلم العلماني يرى أن وجود طوائف وفرق متفرعة من الإسلام من اشد الأمور المحرمة شرعا ً لأنها من أكثر الأخطاء التي جلبت للإسلام والمسلمين أفدح الأضرار والخسائر ومنعت عنهم أفضل المنافع ويسند ذلك الكثير من الآيات التي تأمر بوحدة المسلمين وتنهى عن التفرق ... هذا والله اعلم ــــــــــــــــــــــــــــ أرجوا من الأخوة المشاركين المشاركة بحكمة وموضوعيه فكلنا مسلمون ... |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|