تِلكَ هِــيَ معصِــيَـتـُـهُـم فـمـــا هـيَ معاصِـــيـنــا إذن ..؟!
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب ، والصلاة والسلام على حبيب القلب ، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .... وبعــد :
إنَّ مَـن يُلــقِي النـظَر إلـى غـزوَةِ أُحُــد وإلـى السبَبِ الرئيـسِ للهزيــمَـة لوجَـدَ أنَّـهُ يكمُــنُ فـي المعصِيَــه ، والـتي تلقـَّـى المُسلِـمونَ بسبَـبِــها لطــمةً موجِعَــةً أفـقدتهُــم مِـن رِجــالِهِــم 70 بــطلا ، علــى رأسِــهِم ســيـدُ الشُــهَـداء حـــمــــزةُ رضي الله تعالى عنه ، فردّتــهُـمُ الهزيمــةُ إلــى المدينــه ، وهُــم يُـعانـون الأمَــرَّيـن مِـن جـرائِــهـا وشماتــةِ كُــفَّــارِ قُرَيــش .
وإن تعجبوا يا إخــوان فعجــبٌ أمـــرُ هــذهِ المعصيةِ فـي أُحُــد ، إنـــها لم تـكُـن فـي فُـــشُــوِ زنـــــــاً بَيــنَهُــم ، ولا فـي احتِــساءِ خمــــــــرةٍ مُســـــكِــرَه ، ولَــم تكُــن فِــي إقصــــــاء شريعـــــةٍ وتحــكِــيــمِ قوانيـــنٍ خــارجــةٍ عنــــها ، ولا فِــــي فَـــســــــادِ امــــــــــــرأةٍ ، أو انـحِـــــــرافِ شَــــــــــــــباب ... بـل إنهُـم خرجوا إلى أُحَــد ومعَـهُم إيمــانُهُــم باللـه وحُــبُــهٌـم لرسولـــهِ صلى الله عليهٍ وسلــم ، ودِفاعُــهُـم عـنِ الحَــق ، وطلـبُهُــــم رِفعــــةَ الدِيـــنِ ونصرَتِـــه ، وكــلُ ذلـِكَ فـي الواقع يرشِحُهُــم بــأقــوى أنواعِ الترشِيــح في أن ينتصِــروا ولا يُهــزَموا . ولــكن يبــلو الله المؤمِنينَ في أُحُـــد فَيـــنـزِلُ الرُمــاةُ عـــــنِ الجَــبَــــل ، لا لِقــصدِ عِصيانِ الــرســولِ صلى الله عليه وسلم ، ولــكن لِــما رأوهُ مِــن الإنـتِصَـــارِ للمُسلِميــن فخــافَ بعضُهُـــم فــواتَ حضِــهِ من الغنائِــم ثُـــــمَّ كانتِ الكــارِثَـــه ، هزيمَـــةٌ موجِعَـــه فاجِعَــةٌ مَهــوله ، وأثابَهُـم اللهُ غمأً بغَـم ، وكُسِــرَت رُباعِيَــةُ الرسُــول صلى الله عليه وسلم ، وشُـــــجَّ رأسُــــــه ، وقُــتِـــلَ 70 شَهيــداً.
فاللــهُ أكبَـــر ، فاللــهُ أكبَــــر ، ماأعظَـــمَ أَثَــــرِ المعصِــيَــــه علــى واقِــعِ المُسلِميــن حتــى في أحـــلَـكِ الظُــرُوف .
[c]تِلكَ هِــيَ معصِــيَتُــهُم فمــــا هـيَ معاصِـــينــا إذن؟ [/c]
آخر من قام بالتعديل ع.السحيم; بتاريخ 11-01-2003 الساعة 01:19 AM.
|