|
|
|
![]() |
#1 |
مشرف أخبار بريدة
تاريخ التسجيل: Jan 2007
البلد: القصـ بريدة ـيم
المشاركات: 11,055
|
جلسة للمحاكمة للمفحط صاحب الجمس الاسود....!!!
جلسة للمحاكمة للمفحط صاحب الجمس الاسود
الوقت قبل دخولي لخطبة الجمعة بدقيقة واحدة .. وعند باب المنبر ناداني كهل في الستين من عمره وعلى وجهه تقرأ صفحات من الهم والغم والحزن .. (( يا شيخ يا شيخ بالله عليك أطلبك حذر الناس من هؤلاء المفحطين.. بالله عليك ادع على المفحطين)) وبدأ يتحدث بعجلة واحتراق ولا تكاد تخلو جملة من جمله من كلمة ( تفحيط أو مفحطين أو جمس أسود أو ولدي أسامة أو العناية المركزة ) اعتذرت منه بحرارة لأن وقت الخطبة قد حان ووعدته أن أتحدث معه بعدها .. وبعد الصلاة جاءني المؤذن وقال خذ هذه الورقة واطلع عليها فقد وُزع منها مئات النسخ على المصلين في الجامع وقام بتوزيعها كهل قد بلغ من الكبر عتيا .. أخذت الورقة فهالني ما قرأت فيها .. لقد كان مكتوبا فيها ما يلي: الموضوع : القاضي : هو الله سبحانه وتعالى المدعي : والد أسامة ذي الثمانية عشر عاما المدعى عليه : شاب مفحط سيارته جمس لونها أسود موعد الجلسة : يوم القيامة موضوعها : صاحب السيارة الجمس السوداء كان يفحط بجنون فدهس ولدي وهو الآن في العناية المركزة بين الحياة والموت .. انتهت الورقة .. لكنه لم يعد لي بعد الخطبة .. عزمت في الخطبة التي تليها أن أتحدث عن التفحيط خاصة في أيام الامتحانات مستشهدا بشكوى أبي أسامة وقلت : " أيها الإخوة في الله .. يشتكي أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أيام الاختبارات من تسيب الطلاب الأحداث في الفترة الصباحية وإهمال أولياء أمورهم لهم فتجدهم يتسكعون في الطرقات مع من لا خلاق لهم ويتكدسون في ساحات التفحيط أو مقاهي العبث والسوء .. والأب لاه في عمله .. ولربما دفع ثمنا باهظا نتيجة إهماله لا بنه في الفترة التي تعقب الامتحان .. أبو أسامة كهل في الستين من عمره جاءني في الأسبوع المنصرم .. وشد على يدي وقال أنشدك الله إلا حذرت الناس يوم الجمعة من التساهل في متابعة أبنائهم فقد احتوتهم ساحات التفحيط وقد دفعت الثمن غاليا .. فقد قام مفحط متهور بدهس ولدي ذي الثمانية عشر ربيعا وهو الآن بين الحياة والموت .. وذنبه الوحيد أنه كان مارا في طريق التفحيط حيث يوجد سكارى الطرقات الذين هانت عليهم أرواحهم وأرواح الناس .. إنها دعوة للرقيب ألا يغفل.." وبعد الصلاة جاءني رجلان وسلما علي وقالا لي .. نحن أصحاب أبي أسامة .. ولقد توفي أسامة يوم الأحد الماضي في العناية المركزة متأثرا بجراحه جراء الدهس وقد ذهب والده وأسرته إلى مدينتهم للعزاء .. أسامة لم يكن ضمن المتفرجين فهو أعقل من ذلك وهو مدرس لحلقة تحفيظ قرآن في أحد مساجد الرياض ولكنه وافق مروره في المكان ماشيا على قدميه فكان ضحية من ضحايا التفحيط .. والذي دهسه فر وهرب وهو يتمتع الآن بين أهله وأصحابه ناسيا أن هناك قلب أم فتته الحزن لم تفتأ تدعو في كل سجود على من قتل ابنها لقد نسي أن هناك أبا أعد ابنه ليكون معينا له على كبره فخطفته سكرة طريق ظالمة والآجال بيد الله فلم يزد على قوله : المحاكمة عند الله غدا .. ولسان حاله : إلى ديان يوم الدين نمضي .......... وعند الله تجتمع الخصوم . وما ذا بعد .. ألم يحن الفصل الأخير من هذا المسلسل المخيف ؟؟ هل سنسمع في القريب العاجل عن حكم تعزيزي للمفحطين يشفي الصدور ويخيف من تسول له نفسه العبث بحياته وحياة الآخرين .. وفي الأثر : "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ". هذا ما نرجوه ونؤمله فقد اشتد الكرب وتفاقم الخطب .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون منقووووووول .
__________________
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|