[بدر بن عبدالله]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم: أحيي جميع القراء الكرام من أعضاء ومشرفين ومتصفحين وأقول ياهلا بكم ويامرحبا:

أثناء مانحن نصلي اليوم صلاة الفجر كان بجانبي رجل في الصف عن يميني وكنت أنا أثناء الصلاة
قد حركت يدي تقريباً ثلاث أو أربع مرات لحاجة ولما أن حركت يدي في المرة الأولى قام ( بنغزي)
= (بضربي) مع مرفقي ضربة خفيفة لم أكن أعلم في المرة الأولى أنه يريدني أن أكف عن الحركة
ولما أن حركت يدي مرةً ثانية قام ( بنغزي)=(بضربي) مرة ثانية مع مرفقي أشد بقليل من النغزة
الأولى ولما أن حركت يدي مرة ثالثة أو رابعة -لا أعلم- قام بوطء قدمي وهذه الحركات( لم تكن
متتالية بل كانت متفرقة ولحاجة ) فأيقنت بعد ذلك أنه يريدني أن أكف عن الحركة في الصلاة،
وأثناء وطئه لقدمي كدت أن أقطع صلاتي وأواسي هذا الرجل مع فرشة المسجد ولكنني صبرت
وكضمت غيضي، ولما انتهيت من الصلاة كنت على يقين أنه سيحدثني عن الحركة أثناء الصلاة
ولما أردت أن أخرج من المسجد أمسك بي وقال إن كثرة الحركة أثناء الصلاة تبطل الصلاة فقلت
له جزاك الله خيراً على تنبيهي وخرجت من المسجد،ولم أرغب بالتحدث معه لأنني أريد النوم وليس
لي مزاج في المناقشة، وأنا ذاهب إلى البيت كنت يجول في خاطري كيف ينبهني هذا الرجل بهذه
الطريقة التي قد تبطل صلاته هو، وأن التنبيه والنصيحة لا تكون بهذه الطريقة بل الأفضل أن يكون
التنبيه والنصيحة بعد الانتهاء من الصلاة لأن طريقة تنبيه هذا الرجل قد تغضب من أنت تريد نُصحه
ودعونا نخرج عن هذا الموضوع قليلاً:

فما الذي جعل الناس يكثرون الحديث حول رجال الهيئة ويطالبون بإزالة هذا الجهاز،لأسباب منها:
1- أصحاب الشهوات والفكر الفاسد الذين لايريدون أن ينهاهم أحد عن فعل المحرمات.
2- بعض رجال الهيئة -هداهم الله- ولا أقول كلهم ،الذين يتسرعون في بعض الأحيان عندما يريدون
أن يأمرو أحداً بالمعروف وقد رأوه يفعل منكراً يكون أسلوبهم وطريقتهم في النصيحة جافة مما
يجعل هذا الشخص ينفر من رجال الهيئة ويسبهم ومع كثرة هذا التصرف الجاف يكثر الناس الذين
يطالبون بإزالة هذا الجهاز بسبب طريقة النصح الجافة، نعم رجال الهيئة هم رجال بواسل ويعملون
لراحة الناس وحفظ أعراضهم ،وهم أكثر الناس عرضة للهجوم من أصحاب الشهوات الشيطانية،
وفي يوم من الأيام كنت مع زميل فقال لي: رجال الهيئة صنعوا مع زميل لي كذا وكذا وما أدري أيش
قلت له رويدك: رجال الهيئة ليس معصومون عن الخطأ وهم يواجهون شريحة كبيرة من المجتمع
تختلف أهوائهم فطبيعي يحدث من بعضهم بعض التسرع، لكن أنت قل لزميلك يخاطب مركز الهيئة أو
يخاطب الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أما أن تتطالب بإزالة الجهاز لوقوع
الأخطاء من بعضهم فهذا مستحيل، وقلت لزميلي هذا هل قابلت ( عادل المقبل) قال زميلي: لا
قلت له قابله وستعرف أن رجال الهيئة هم رجال أفاضل وقلت لزميلي أنني قابلت الشيخ (عادل)
فقابلني بالإبتسامة ورحب بي ترحيباً حاراً ودعاني للدخول معه لمركز الهيئة لتناول القهوة
فاعتذرت منه لأنه كان لدي عمل وأنني في عجلة من أمري، وقلت لزميلي هذا: والله إنني رأيت
الناس يقبلون رأس الشيخ (عادل) أتدري لماذا؟ قال: لماذا، قلت له: لأن الشيخ ( عادل) هو من
جعل الناس بفضل الله عزوجل يحترمونه لأخلاقه الفاضلة، ثم انتهى حديثي بعد ذلك مع زميلي.
وأعود فأقول لماذا يتجمع الناس في المسجد عندما يسمعون أن هناك محاضرة للشيخ
( سليمان الجبيلان) لأنه يملك اسلوباً رائعاً في النصح والإرشاد ويُدخل الدعابة والطرفة على
جو المحاضرة بشكل رائع وجميل.
وقد حضرت أنا محدثكم (كربة النخلة) محاضرة (بأبي أنت وأمي يارسول الله) للشيخ عائض القرني
وكانت طريقة نصحه وإرشاده في كيفية الدفاع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- رائعة ومؤثرة
في نفوس المتلقين لأنه حفظه الله والشيخ سليمان يملكان أسلوباً رائعاً في النصح والإرشاد.
مختصر حديثي أن النصح باللين يجعل الناس أكثر تقبلاً للنصيحة.
ولا يوجد في هذه الحياة أروع وأبلغ من الأسلوب القرآني في كيفية التوجيه وطريقة النصح
قال تعالى : (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
آسف جداً للإطالة، وأنتظر ردودكم.
مع تحيات : كربة النخلة.
والسلام خير ختام.