[النـداء الخـالد]

..

















السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،









.. يوم الإربعاء 21/6/1429هـ كان هو آخر أيامي في المرحلة الثانوية ..



.

.

.

.

.

.

.

.

قبل سنوات ........







وليت هاربا من جحيم المرحلة الابتدائية ، وكلي شوق إلى نهاية الإجازة

الصيفية لأدخل إلى عالم الرجولة " كما أظن " إلى المرحلة المتوسطة .

.

.

.

.

.

.

.



وتمضي الأيام ......







وتنقضي المرحلة المتوسطة بتغيراتها وأتعابها ليتراقص قلبي فرحا ،، وأنا أرى ملفي الأخضر

أمام مدير ثانوية زيد بن ثابت "سابقا" لتحفيظ القرآن الكريم معلنا دخولي للمرحلة الثانوية .



.

.

.

.

.

.

.





وثلاث سنوات مرت ... كوحي الخاطر أو كومض البرق !!



ليأتي القرار الحلو والمر في نفس الوقت .



قرار هذا نصه .






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،









.. يوم الإربعاء 21/6/1429هـ- هو آخر أيامك في التحفيظ .. ( وشكرا )



.................................................




لا أدري لماذا ؟!!









في هذه المرحلة فقط لم تطاوعني نفسي على الرحيل ..









بل .. لا زلت أتمنى من كل قلبي أن لا أزال ( طالب ثانوي - في تحفيظ القرآن ) .











قد تكون دراستي منذ أن عرفت التعليم في مدارس التحفيظ هي السبب القوي في كرهي الشديد للفراق ..









أو أن السبب الأقوى هو تطبيق التحفيظ الحقيقي لميزان ( التربية قبل التعليم )









أو أن السبب الأكبر في احتضان جماعة الإبداع ( جماعة التوعية الإسلامية ) لي طيلة هذه السنوات !!









سفرات التوعية الجميلة مع الرجل التربوي المبدع [ أبو خالد ] والتي تكرر مرتين

كل سنة " كانت بالنسبة لي كعيدين " أنسى فيها كل شيء اسمه الهم !!









الابتسامة والنصائح تلو النصائح .. والأعمال الجبارة لجماعة التوعية التي يعجز عنها الفحل من الرجال !!









.. كلها كانت سببا رئيسا في إلحاح نفسي الشديد على البقاء ( طالب ثانوي - في تحفيظ القرآن )









تلوح لي الآن مباني الجامعة بأسوارها وقاعاتها وممراتها فأشيح بوجهي وفكري

( علي أسلي نفس طفلٍ أبت إلا أن تتشبث بثوب أمها ) .











راودتني الكثير من الأمنيات العجيبة وغير العجيبة ... ولكن [ ما كل ما يتمنى المرء يدركه ] .








- من بين تلك الأماني ... تمنيت أن يخرج قرار من بين ركام القرارات التي أصدرتها وزارة

التربية والتعليم ينص بالسماح على الراغبين في البقاء بمدارسهم ( ولو لعام واحد فقط ) .











إن فراقي للتحفيظ ليس فراقا لمدرسة واحدة ... بل فراق لمدارس

بداخلها مختلف أنواع العلوم ،، نهلت منها الكثير والكثير .













كيف لا أحزن لفراق التحفيظ ؟!! .. وقد ربتني منذ نعومة أظفاري

حتى أتت ساعة الرحيل .... رغما عني وعنها .









- أن المدرسة ليست مدرسة تعليم للقراء والكتابة بقدر ماهي تربية على الأدب والأخلاق ، و أن

المدرسة مزيج بين التعليم النظري والعملي والاجتماعي ( من أبرز ما تميزت به التحفيظ ) وخير

دليل على ذلك قلب التحفيظ النابض [ جماعة التوعية الإسلامية ] .

.

.

.

.

.

.




وإن كان فراقي للتحفيظ مرا .. فغنها لا تقل مرارة عن فراقي لقلب التحفيظ وروحها وسر من أسرار بهجتها .











أحببته قبل أن أعرفه ، وحتى قبل ان يعرفني !!











فكنت أرى إبداعاته تتوالى علينا بين الفينة والأخرى في القسم المتوسط .

















إنني أذكر جيدا بداية دخولي لثانوية التحفيظ يوم أن كان يحدثنا بقوله : ( التوعية هي قلب التحفيظ النابض !! )











لم يستهويني هذا الكلا كثيرا ،، لأني قد سمعت قبله من الكلام الكثير والكثير ،













وعندما أصبحت عضوا في جماعة التوعية الإسلامية رأيت جبالا ، تتلوها جبال من الإبداعات .











إبداعات ... جعلتني أقف مشدوها ومندهشا ، ولم تزل دهشتي تحيرني حتى حلها قول الشاعر :











على قدر أهل العزم تأتي العزائم .0. وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها .0. وتصغر في عين العظيم العظائم











حـقا :







وتصغر في عين العظيم العظائم .













- لا شيء مستحيل ،، ولا تقف العوائق حجر عثرة أمام إبداعك . ركز اهتمامك على عمل معين ،

واعشقه وتفانى فيه ، تكن مبدعا . وغيرها الكثير .. كان أبرز ما جعله يستحق قول الشاعر :









..... رجلا رجله في الثرى .0. وهامة همته في الثريا






وكيف لطالب مثلي ، كان يعاني منه أساتذة التعبير والإنشاء ،على أن

يعبر عن شعوره تجاه مبدع يقف لع الإبداع عظمة وإحلالا .










.. وعلى آخر عتبات الثانوية [وداعا حُمَيْد] ..






















..