كلام نفيس حول : احتساب الأجر في النفقة على الاهل .
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في جواب الاعتراضات المصرية ( ص 94 ) : ... وإذا كان كذلك ؛ فما جعله الله - سبحانه - في الإنسان من المحبة والبغضة لما يستعين به على المحبة المقصودة لنفسها ، وهي عبادة الله وحده ، مثل محبة الأكل والشرب والنكاح وبُغْضِ المُؤْذِيَات = إنْ فَعَلَهُ بنية الاستعانة على ما خُلِقَ له كان داخلاً في عبادته ، وكان له عليه الأجر ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص : " إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا ازددتَ بها درجةً ورفعةً ، حتى اللقمة تضعها في في امرأتك " ، وقال : " نفقة المسلم على أهله يحتسبها صدقة " ؛ بل نفقة المرء على نفسه وعياله أفضل من نفقته على من لا تلزمه نفقته ، لأن ذلك واجبٌ ، وما تقرب العبادُ إلى الله بمثل أداء ما افترض عليهم ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : " كفى بالمرء إثمًا أن يُضَيِّعَ مَنْ يقوت " ، وقال : " خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى " ... وكل هذه الأحاديث في الصحاح ، وقال : " دينار تنفقه في سبيل الله ، ودينار تعطيه لمسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ؛ أعظهما أجراً الذي أنفقته على أهلك ، وهذا حديث ثابت أيضاً .
ولكن أكثر الناس يفعلون ذلك طبعاً وعادةً لا يبتغون به وجه الله تعالى ، كما يفعلون في قضاء الديون من أثمان المبيعات والقروض وغير ذلك من المعاوضات والحقوق ؛ وهذه كلها واجبات ، فمن فعلها ابتغاءَ وجه الله كان عليها من الأجر أعظمُ من أجر المُتَصَدِّقِ نافلةً ؛ لكن يتصدقُ أحدهم بالشيء اليسير على المسكين وابن السبيل ونحو ذلك لوجه الله - تعالى - ، فيجدُ طعمَ الإيمان والعرادةِ لله ، ويعطي في هذه ألوفاً فلا يجد في ذلك طعمَ الإيمانِ والعبادة ، لأنه لم ينفقه ابتغاء وجهِ الله ؛ فمن هذا الوجه صارَ في عُرْفِهِم أن هذه النفقات التي لا بُدَّ منها ليست عبادةً ، وقد لا يستشعرون إيجاب الشارعِ لها ، وإنما يستشعر أحدهم ما في تركه من المضرة العاجلة ... إلخ .
( منقول )
__________________
ما ينحني راسي وانا ساسي بني زيد
لو ينحني راسي برجلي وطيته
|