|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
11-07-2008, 09:05 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11
|
لله درك ايته الشريعة الإسلامية...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خير المرسلين ، أما بعد فإني رأيت أن أكتب عن موضوع مهم ، سبقني له الكثير فأجادوا و أفادوا ، ثم ها أنا ذا أكتب عما كتبوا عنه بغيتي من ذلك أن أنحو منحاهم ، و أن أتلبس بما تلبسوا به من العلم و الجد في طلبه ، و إن كانوا قد فاقوا بعضهم البعض ، فأجيء بعدهم على أمل الوصول لشأنهم ، و ما نيل المطالب بالتمني ..............و لكن تأخذ الدنيا غلابا فأقول و بالله التوفيق ، جاءت الشريعة الإسلامية مقدسة للعقل ، فقدسته تقديساً لا غلو فيه ، فنهت عن أن يُرفع فوق منزلته ، كأن يكون له دخل في المغيبات ، و أمرت بأن ينزل منزلته ، فلا إفراط و لا تفريط في الإسلام ، فلقد جاءت الشريعة بالحفاظ على الضروريات الخمس و منها العقل ، و كذلك فإن العقل مناط التكليف يقول رسولنا الكريم صلى الله وعليه وسلم ( و النائم حتى يصحوا و عن المجنون حتى يفيق ) فيدل على سقوط التكليف حال النوم و الجنون حال العدم يدل على مكانة العقل في الإسلام الكتاب و السنة ، و يعرف قدره و أهميته الصغير و الكبير ، الذكر و الأنثى ، الحر و العبد ، فالمجنون في الإسلام سفيه يحجر عليه لحظ نفسه ، و كذلك الصغير يحجر عليه لحظ نفسه ، و ما هذا إلا لرداءة عقولهم ، و عدم أهليتهم و سوء تصرفاتهم ، يقول ابن تيمية رحمه الله ( العقل بمثابة الخادم للنص ، وجرت العادة على أن الخادم يتقدم على مخدومه ) ، فرحم الله أهل العلم ، العقل مخلوق من مخلوقات الله كاليد و الرجل و غيرها من سائر المخلوقات ، يستفيد منه كل من رزقه ، فهذا العالم يستخدمه في كيفية فهم النصوص المستنبطة من الكتاب و السنة ، و لا يقتصر العقل على علم محدد أو عالم بعينه ، بل هو للجميع ، ولكن ومع هذا فهم متفاوتون فيه ، و في قدراتهم الذهنية ، يقول الحق تبارك و تعالى ( و فضلنا بعضكم على بعض ) فالتفضيل يكون تارة في العقل و تارة في المعيشة و في الصحة و أخرى في المال و هكذا يكون التفضيل و ما يعلم الحكمة من هذا إلا من وفق للحكمة ، و لهذا كانت لهم آلة الاجتهاد ( أقصد اؤلئك العلماء الذين سخروا أوقاتهم لخدمة ما يحملونه من أمانة علمية تجاه تخصصاتهم رغم اختلافهم في كل شيء ـ أحياناًـ كإختلافهم في جدية البحث و التنقيب عن المضمون و المراد )، ولو لم يتميزوا بهذا فما الفرق بينهم و بين غيرهم من العامة ؟؟؟ يقول مصطفى صادق الرافعي " إذا كنت تشنق من يخالفك في الرأي ، ففي رأسك عقل اسمه الحبل ، وإذا كنت تسجن من يخالفك في الرأي ففي رأسك عقل اسمه الجدار ، وإذا كنت تقتل من يخالفك في الرأي ففي رأسك عقل اسمه السكين ، أما إن كنت تأخذ وتعطي ، وتقنع وتقتنع ففي رأسك عقل اسمه العقل " العقل كما فسره مصطفى صادق الرافعي عقول متفاوتة كما ترى ، فهناك من العقول القاصرة ، و هناك من العقول البالغة من النضج أتمُّها ، و هناك من وهبه الله عقلاً يفكر به ليدير حياته الخاصة و حياته الإجتماعية فقط ، و هناك من هو دون هذا ، أو هو أعلى من هذا ، و يخلق الله ما لا تعلمون ، العقل يصلح أن يكون مردّاً عند العقلاء إذا اتفقوا على هذا ، و لا أقصد التنازل عن نصوص معتبره ، فهذا هو الجرم بعينه ، ولكن العقل عمل به بعض الفقهاء مستخرجين أدلة جديدة منها الاستحسان ، و منها المصالح المرسلة ، و غير ذلك ، وكل هذا ما هو إلا لمعرفتهم بمدى صدق العقل ، و أنه لا يخالف نصاً ظاهراً أبدا ، و ألف ابن تيمية كتابٌ أصفه بالعظيم يكتب بماء الذهب ، و ما هذا إلا لما فيه من غزارة و كثرة الفوائد ، أسماه رحمه الله و قدس روحه ( درء تعارض النقل مع العقل ) ، رد فيه على من زعم تعارض العقل مع النقل ، و قال رحمه الله ما مفاده ( لا يوجد في النصوص الصحيحة الصريحة تعارض مع فهم صحيح أبدا ، ولكن ربما قصر فهم أحدهم عن النص ففسره على ما في عقله قد وقر، و هذا التفسير خطأ عظيم و تفسير عن الله و رسوله و كذب ) ، و مما يؤسف خروج اؤلئك الحمقاء الذين يريد أن يقوموا بعملية فهم جديدة للنصوص ، ويريدون أن يتركوا ما كان عليه فهم السلف ، ليستبدلوه بفهم أعوج جديد ، يقول الإمام احمد رحمه الله ( أكثر ما يفسد الدين الفهم الأعوج ) و صدق رحمه الله ، نكتفي بهذا القدر من الموضوع ، و ما ذلك إلا لضيق الوقت ، و إتساع موضوعات الموضوع ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين أخوكم / ياسـر المحيميد آخر من قام بالتعديل ياسـر المحيميد; بتاريخ 11-07-2008 الساعة 09:14 PM. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|