[راعي الكار]

إلى ابن بخيت وأعوانه صالح بن فوزان الفوزان





كنت قد كتبتُ رداً في جريدة الجزيرة على ابن بخيت في اقتراحه إلغاء المحاضرات الدينية والوعظ والتذكير في المراكز الصيفية خشية من التطرف بزعمه، واقترح إسناد إدارة تلك المراكز إلى غير الجهات الدينية. فكتب رداً عليّ يردد ما قاله في مقاله الأول ومن مضمونه أن المحاضرات الدينية والوعظ والتذكير لم تفد في هؤلاء المتطرفين.
والجواب عما ذكر أن التطرف لا علاقة له بالمحاضرات الدينية والوعظ والتذكير، والمتطرفون لا يحضرون هذه المحاضرات ولا يستمعون إلى وعظ ولا تذكير، بل لا يحضرون في المساجد لصلاة الجمعة والجماعة.
وإنما هذه المحاضرات والوعظ والتذكير بها تحذير شباب المسلمين من هذه الأفكار لئلا يقعوا فيها. ثم إنه انبرى كُتّاب آخرون يؤيدون ابن بخيت فيما اقترح، ونقول للجميع {إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} (64) سورة التوبة. فالمحاضرات والدعوة إلى الله والوعظ والتذكير ستستمر بإذن الله، ولن تمنعها جعجعتكم وشنشنتكم؛ فالقافلة تسير بإذن الله ونحن في بلد إسلامي يقوم على نشر العلم والدعوة إلى الله، ونسأل الله الهداية للجميع؛ لأن الهداية بيد الله {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (56) سورة القصص.
والدعوة إلى الله تعالى قائمة رضي من رضي وكره من كره، ولن يُترك المخالف بدون وعظ وتذكير لعله يتوب؛ قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (108) سورة يوسف. والله قال لنبيه {وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا } (63) سورة النساء. ولما قال من قال من بني إسرائيل: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (164)سورة الأعراف.
ولن يترك المسلمون دعوة نبيهم من أجل لوم اللائمين وعذل العاذلين.
ويقال للحاقدين على الدعوة {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (119) سورة آل عمران.
والتوفيق بيد الله، والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عضو هيئة كبار العلماء