بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » فلك ٌ أم دجل ؟ دوران الأرض أم ثباتها ؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-08-2008, 03:14 PM   #1
أسامة النجدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 22
فلك ٌ أم دجل ؟ دوران الأرض أم ثباتها ؟




بسم الله
ربًّ الأرباب ومُسخّر الشمسِ والقمرِ والسحاب




" فلك ٌ أم دجل ؟ دوران الأرض أم ثباتها ؟ "



" 1 "

" في هذا المعبد الكبير، من ذا الذي يستطيع أن يضع تلك الشعلة المضيئة
في مكان آخر سوى المركز، حيث تضئ كل الأشياء في وقت واحد، فهذه
الشمس هي نور العالم، بل هي روحه بل هي التي تتحكم فيه وهي جالسة
على عرشها القدسي، ترشد أسرة الكواكب إلى طريقها ".
كوبر نيكوس 1473-1543



هكذا كانت البداية، الشمس هي مركز السماء وأم الكواكب، وحولها تدور النجوم والأجرام كأطفالٍ صغارٍ يلعبون حول أمهم .

بذرةٌ ملحدة زرعتها الثورة ضد الدين في أوروبا " الثورة الفرنسية " وعليها بنى العلماء التجريبيون كل نظرياتهم وأبحاثهم، وتبعهم الناس في خطأهم وصوابهم، وعقلانيتهم وجنونهم، حتى وصل الأمر لأن يتبعهم في تلك النظريات والأبحاث من تنزّل القرآن بلغتهم وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه منهم !


تدور الأرض حول نفسها بشكلٍ مغزلي فتنتج حركة الليل والنهار .
وتدور الأرض حول الشمس بشكلٍ بيضوي فتنتج لنا حركة الفصول الأربعة ويكتمل العام .
هذا ما درسناه في المرحلة الابتدائية بناءاً على " نظريات " علماء الفلك .

وأنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا - أقول بأن هذه النظريات لا يمكن أن تكون صحيحة كما يقول هؤلاء وسنأتي للتفصيل في ذلك .
بل أقول أن الشمس هي التي تدور حول الأرض !
وأن الأرض والسماء ثابتتين، وغيرهما في فلكٍ يسبحون !


سيظنّ بعضكم الآن أنني أشعث الرأس كثّ اللحية والشارب أرتدي جلود الحيوانات، أنقش نظرياتي ورسومي على جدار حجرتي الواقعة في أخر الكهف الذي أقطنه في جبال الهمالايا، بيني وبين التطور والحضارة سنوات ضوئية عديدة مديدة !

لا يا سادة ، هذا غير صحيح - هذا في حال أنكم فعلاً قد ظننتم ذلك -

أنا لا أرتدي الجلود ولا أقطن في الكهوف ولم أزر في حياتي يوماً جبال الهمالايا ، بل إنني حسن الخط والكتابة كما أنني أكثر من كثيرٍ من الرجال وسامة - آها بس ... لا يكثر -

عودةٌ على ذي بدء .
كرة القدم لعبةٌ عالميةٌ معروفة، بدايتها كانت أن يلاحق الناس رأس طاغيةٍ من الطغاة، فيركله أحدهم تارة ويلكمه الأخر تارةً أخرى، هكذا دونما ضابطٍ لتلك اللعبة، ثم بدأ التطوير وسنّ القوانين للعبة فمنعوا أن تُلمس بالأيادي و وضعوا مستطيلاً لا يجوز أن تخرج الكرة منه ثم الإنذارات الصفراء والحمراء وهكذا حتى أصبحت على النحو الذي نعرفه .

الشيء الوحيد الذي لم يتغير منذ معرفة الناس لكرة القدم حتى عصرنا هذا، أنها لابدّ أن تكون كرة ولا شيء سواها .


والأمر كذلك بالنسبة لعلماء الفلك، فالشيء الوحيد الذي لم يتغير في نظرياتهم والذي بنوا عليه دراساتهم هو أن الشمس مركز، فتارةً قالوا بأنها مركز الكون كله، ثم قالوا بأنها مركز للمجوعة الشمسية فقط، لمّا تبين لهم أنها مجرد نجمٍ في مجرّة عملاقة، وقالوا بأنها ثابتةٌ تدور حولها الكواكب بشكلٍ بيضوي، ولمّا تبين لهم أنها " تجري " لم يعودوا عن قولهم بأنها مركز تدور حوله الأجرام والكواكب، بل قالوا أن الكواكب والأجرام تجري معها بشكلٍ لولبي !

هؤلاء لا يمكنهم إلا تأويل أي ناقضٍ في نظرياتهم ليتماشى مع نظريتهم الأساس التي تقول بأن الشمس مركز !


وقفة لابدّ منها قبل أن يستشيظ أحدكم غضباً مني ويزداد حنقه عليّ :

أولاً / يجب عزيزي القارئ أن تضع في حسبانك أن علم الفلك يقوم على " نظريات " وليست حقائق، وكلما تطور العلم التجريبي كلما نقض عدداً من تلك النظريات، فالقرون الثلاثة الماضية شهدت سُخرية وازدراء عجيبين لمن يُفكر فقط في أن الشمس تتحرك، عوضاً عن أن يتكلم في ذلك، ومع الأسف الشديد أن هناك من أهل الإسلام والقرآن من كان يؤمن ويُصدّق بأن الشمس ثابتةٌ في مكانها ويسخر ممن يستدل على حركة الشمس بقوله تعالى : " والشمس تجري لمستقرٍ لها " !

والآن يُقسم علماء الفلك أيماناً مُغلظة أن الشمس تجري بسرعة هائلة، وأن ما قيل عن كونها ثابتة كان خطأً محض !

ثلاثة قرون أو يزيد عليها، مما يعني أن هناك قرابة عشرة أجيال من البشر كانوا في غيٍّ وجهلٍ عميقين في تلك المسألة، ليس ذلك فحسب بل كانوا يسخرون ممن يقول الحق والصواب، فحذاري من أن يكون حالك عزيزي القارئ كحال العشرة أجيال السابقة !


ثانياً / غالباً ما نسمع عبارة " العلم الحديث يؤكد صدق القرآن " !

وتطير بتلك العبارة الركبان من أهل الإسلام فرحاً بما يقوله العلماء جون وأرثر ولويس، الذين طابقت أقوالهم وأبحاثهم الحديثة ما قاله الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز وما قال لنا نبينا الكريم قبل أكثر من ألف وأربع مئة عام !

أن يُصبح العلم التجريبي وأبحاث ونظريات العلماء لدى البعض أدلة ثابتة تؤكد أو تدعم أو تُصدّق كلام الله وكلام رسوله، ويُستدل بها على صدق وصحّة ما قاله الله ورسوله، هذا والله من البلية في الدين !

بل آياتُ الرحمان هي الحقائق، وكلام النبيّ ثابتٌ صادق، ويُستدل بها على صدق كل قولٍ لاحق .

فالعبارة التي يجب على كل مخلوقٍ أن يتّبعها - عوضاً عن أن يكون مسلماً موحداً - هي : " القرآن والسُنّة تؤكد صحّة بعض ما ذهب إليه العلم الحديث " .


بعد هذه المقدمة الطويلة، أسوق لكم رأييّ الشخصي في قول هؤلاء، ثم الأدلة على كلامي .

بعد أن عرفنا أن علم الفلك يقوم على نظريات، وأن كل نظرية يُعمل بها حتى يوجد ما يناقضها، فترمى وأهلها في غياهب الذاكرة موصمين بالجهل والتخلف، أقول :

إن علم الفلك ادعى أن الشمس ثابتةً تدور حولها الأرض والكواكب بشكلٍ بيضوي وهذا القول يمكن أن يقبله العقل نظرياً إذا لم توجد معلومات ثابتة صحيحة عمن خلق الشمس والأرض والسماء تقول بغير ذلك القول، ولكنها وُجدت .
قال تعالى : " والشمس تجري لمستقرٍ لها " .

إذن فالشمس تجري وليس لعاقلٍ أن ينكر ذلك، وبناءاً على ذلك فالنظرية التي ادعاها علم الفلك ساقطة لا يُعتد بها .

ولكن علماء الفلك استكبروا وأبوا أن تكون نظرياتهم ساقطةٌ خاطئة، ولم يتراجعوا عن قولهم الأول - بعد ثبات جريان الشمس عندهم - واستمروا في غيّهم فقالوا : إن الشمس تجري ولكن مع ذلك فإن الأرض والكواكب تدور حولها !

يلزم من قولهم هذا أن تكون سرعة الأرض والكواكب والأقمار أسرع من الشمس، حتى يمكنهم اللحاق بها والدوران حولها !

حتى إنهم يقولون بأن الشمس تجري في مسارٍ ثابت حول المجرة، إذن فالأرض والكواكب والأقمار تسير حولها بحركةٍ عنيفةٍ جداً، شبيهة بالزوبعة في هذا الفضاء .

ولأصبح للأرض ثلاث حركات بدلاً من اثنتين ، حركةٌ حول نفسها وحركة حول الشمس وحركة مع الشمس حتى يمكنها اللحاق بها، ويمكن أن يُقال حركتين فقط إذا اعتبرنا أن حركة الأرض حول ومع الشمس حركة لولبية .

ومع ذلك فأهل الفلك يقولون أن للأرض عدّة حركات قد تصل إلى ست حركات !

وهذا في نظري - عقلاً - كافٍ للقول ببطلان ما يدّعون، وبسقوط نظريتهم هذه .


والأهم هنا وما لم يذكره علماء الفلك هو أن كل كلامهم حول مركزية الشمس ودوران الأرض حولها لا يملكون له دليلاً واحداً، فقط مجرد نظريات لا يجدون ما يدحضها ! - من المهم هنا أن نذكر أنهم لا يعترفون بالكتاب ولا بالسُنّة وإلا لوجدوا ذلك -


أما الأدلة لديّ على ثبات الأرض ودوران الشمس حولها فهي كثيرة متواترة، لا أعلم حقيقةً كيف للمسلم أن يقول بغيرها، أذكر لكم جزءاً بسيطاً منها :

1- قال تعالى : " جعل الأرض قراراً " ، يقول ابن كثير: أي قارة، ساكنة ثابتة لا تميد ولا تتحرك بأهلها، ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها عيش ولا حياة .
وكل آيات القرار في القرآن جاءت بمعنى الثبات، وابن كثير من أعلم الناس بألفاظ القرآن .

2- السموات والأرض أمسكهن الرحمن، وكيف للممسوك أن يتحرك ؟
يقول ابن كثير:" أخبر تعالى عن قدرته العظيمة التي تقوم بها السموات والأرض عن أمره وما جعل فيهما من القوة الماسكة لهما فقال: " إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا " أي أن تضطربا عن أماكنهما "، وكما أسلفت فابن كثير من أعلم الناس بألفاظ القرآن .

3- ذكرت الارض في القرآن الكريم أكثر من 400 مرة ولم يرد معها أي بيانٍ لحركةٍ أو غيرها إلا التسبيح، بينما ذُكرت الشمس 30 مرة ورد معها بيان لحركتها في أكثر من موضع .

4- حديث " البيت المعمور " وقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مبنيٌ في السماء يدخله كل يوم سبعين ألف ملك ولو سقط لكان محل سقوطه فوق الكعبة، وفي رواية " بحيال الكعبة " أي : فوقها، ويقول الشيخ الألباني فيها أنها ثابتةٌ بمجموع طرقها .
فكيف يكون البيت المعمور الذي في السماء مباشرةً فوق الكعبة التي في الأرض، إن كانت الأرض تدور ؟

هذه يا أعزّائي بعض الأدلة التي جعلتني أقول بثبات الأرض، وللحق أنني كُنت في تردد من أن أقول رأيي في هذا الموضوع، وكنت إلى فترة قريبة أقول أنه من الممكن أن تكون للأرض حركة لكنها ليست حول الشمس، أي حركة أخرى لا تتعلق بالشمس، لكن ما إن بدأت البحث في الموضوع إلا ازددت يقيناً بثبات الأرض .

في الختام أذكركم بأمرين مهمّين :
الأول : أن علم الفلك يقوم على نظريات " افتراضات " وليست حقائق ثابتة، تسقط حين يوجد ما يدحضها من اكتشافات جديدة .
الثاني : أعلم أن كثيراً منكم سيُخالفني، ولا بأس بذلك عندي، لكن أتمنى وأرجو أن يكون الخلاف عن علمٍ ويقين لا استكبار .

دُمتم بودّ .
أسامة النجدي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)