[وليد التميمي]

بسم الله الرحمن الرحيم



أحبتي ...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :



صليت الفجر في جماعتي ، فلما رجعت إلى المنزل وإذا بابني ذا السنة والنصف أسمع ضحكاته وأنا أصعد إلى منزلي ، فلما وصلت الدرجة الأخيرة إذا به ينطلق نحوي لأضمه كالعادة وأشمشم جسمه ، فاصطدم بزاوية الجدار حيث أن النور لم يكن مُضاءً ، فبكى بكاء حاراً فأخذته إلى صدري وبدأت بتفريك رأسه ، كي يهون ألمه ، وقتها أحسست برطوبة في يدي ، فانطلقت مسرعاً نحو فيش اللمبة لأشغله ، فرأيت منظراً مهولاً ، سيلاً عارم من الدماء على يدي وثوبي ، ولا أكاد أرى وجه ابني من كثرة الدم ، وإذا بي أرى ثقباً في أعلى جبهته عند أول منابت الشعر ، فانطلقت مسرعاً فلحقتني أمه وأخته ذات الخمس سنوات إلى راحلتي ، فامتطيتها وبكل سرعة إلى المستشفى ، دخلت الطوارئ بسرعة جنونية ، أدخلت ابني وإذا بمسلسل الاغتيالات الذي عهدناه من مستشفياتنا العامرة باستقبالي ، انطلق الدكتور ولم أميز جنسيته وممرضته إلى غرفة الطوارئ ، بعدها تم تلميمه بالشاشات ، وإذا بي يتغير حالي من برودة إلى حر شديد ، والعرق ينزل كالماء من على رأسي ، وأبكي بكاءً مراً في الداخل ولم أوضحه ، أتدرون لماذا ؟ لما رأيت من عمل الدكتور فقد قام بوغز ابني في جبهته ابرتان اثنتان أدخل فيهما ربع البرواز ، وابني يتقطع أمامي ويرقبني وكأنه يستنجد وأنا أمسك به وبقوة كي لا يتحرك ، وكأني أقرأ مابداخله ! أبي ألم تكن تضمني في كل لحظة ؟ لما تركتني أمام هذا المتوحش ؟ ولكن لا حول لي ولا قوة !!! موقف رهيب عصيب لم يمر علي أنا كأب منذ زواجي قبل ست سنوات إلا بموقف واحد شبيه لأخته حينما كانت صغيرة ولكنها أخف حيث كانت الإبر في الساق !!!
بعدها قام الدكتور أقصد الأجنبي فهو ليس بدكتور حقيقةً حيث أنه يتشاور مع ممرضته : أي الإبر أنسب لخياطة جبهته ؟ وأنا أنظر وبكل حسرة ، وألمي ازداد حين انتفخ مكان الثقب ، وورم ، فأخذ تلك الإبرة مع خيطها ووخز ابني وكأنه مرّر سكيناً على وجنتي ، فلما خاط خيطاً واحداً صرخت في وجهه أن يكفي فقد التأم الثقب بخيطٍ واحد ، فقال : خلاص مافيه مشكلة ( كعادة الأطباء ) فتوقف ولا أخاله توقف إلا خوفاً مني ، بعدها هرب من الغرفة ووالله لم أراه ، فقامت الممرضة بوضع الشاش والمطهر ، وتم لف رأسه ، فأتاني طبيب آخر ليعطيني الوصفة أقصد القتلة ...
بعدها رجعت أدراجي إلى المنزل وكتبت ماكتبت كل ذلك من أجل أن تتلطفوا لابني بالدعاء له بالشفاء العاجل ، فوالله أني خائف عليه ، وحُق لي أن أخاف ، فالمستشفيات لا تُأمن هذه الأيام ..



أخيراً أحبتي ....

ابني خالد بحاجة لدعائكم ، سيما وأنتم صائمون لله تعالى !!!