|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
12-09-2008, 11:59 AM | #1 |
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: المدينة الحالمة الشقيق
المشاركات: 2,976
|
رمضان وذكرى الخاتمة الحسنة . أدخل لترى ضعف همتنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي رواد منتدانا المبارك .. الحديث بالحديث يذكر في مثل هذه الأيام من السنة قبل الماضية ، افتقدنا رجل ليس بعالم ولا حتى طالب علم بل أمي . ليس له أي عمل إلا عمل واحد إلا وهو ( الآذان ) ، إذا ذكر الصدق ذكرناه ، وإذا افتقدنا الأمانة وجدناه عنده ، في مجتمعه كان مصلحا بين الناس ، بل مستشاراً ، أحبه الناس ، كان قلبه معلق بالمسجد ، لم يكن مؤذناً فحسب بل كان خادماً للمسجد فتارة كهربائياً وتارة سباكاً ، وتارة إماماً ، كانت أمنيته أن يتعلم القراءة والكتابة ليتسنى له قراءة القرآن ، فدخل مدرسة محو الأمية وعمره تجاوز السبعين فحاول ولكن محاولته بآت بالفشل بحكم العمر ، وعاش في المسجد وللمسجد . كانت له أمنية كما للناس أمنيات . كيف ذلك ، كنت في يوم من الأيام وأنا عائد من المسجد بمعيته ، فسألته عن أمنيته ، فقال : أمنيتي ( أن أموت وأنا أوذن!! ) . المهم دارت الأيام ، وفي العام قبل الماضي في شهر رمضان، دخل المستشفى ومكث ثلاثة أيام ، وأثناء زيارتنا له لم يسأل عن أولاده ولا عن أغنامه بل سأل عن المسجد ، وأوكل ثلاثة أشخاص للأذان في المسجد ، حفاظاً على الأمانة ، حتى أنهم في بداية الأمر التقاء كلهم في المسجد بغية الأذان . وبعد الثلاثة الأيام رجع للمنزل وعاد معه للمسجد ، و والله كان ذلك اليوم أنشط ما يكون ، ويضحك ، ويمازح ، سبحان ربي ، وفي منتصف رمضان ، وقبيل الفجر لم يكن الناس نيام كالعادة ، وعندما حان موعد الأذان ، وقد كان الجو هادئاً سطع بأذانه ، وأنا أسمع فكبر التكبيرة الأولى والثانية والتكبيرة الثالثة نطق لفظ الجلالة ، ثم سكت ، ظننا أن التيار الكهربائي أنقطع ، أو مشكلة في المكيرفون ، وحيث كنت في طريقي للمسجد ، أسرعت في المسير ، فوجدت الناس يركضون أمامي ، فلما وصلنا للمسجد وجدناه ملقى على الأرض بجوار اللاقط ، ولفظ أنفاسه الأخيرة ، رحمه الله ، كانت أمنيته في هذه الحياة ، وقد نالها ، والله لم يكن عالم ولكنه كان رجل صالح يحب الخير للغير وقلبه معلق بالمسجد ، يذكرني بقوله صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي صاحب الأمنية أن يدخل السهم في أماكن أشار إليها بيده ، فقال عليه الصلاة والسلام ( إن صدق الله صدقه الله ) فرحمك ربي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته ، هذه والله الخاتمة الحسنة . ذكرتها للاعتبار ، والدعاء لهذا الرجل في هذا الشهر الكريم ، فقد مات في رمضان وفي المسجد وهو يؤذن وفي صلاة الفجر ، جمعت له فضائل كثيرة . أسأل الله أن يختم بالصالحات أعمالنا ، وأن يجعل صالح أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم لقاه . وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد . وتحياتي للجميع . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|