|
|
|
15-09-2008, 02:02 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في غـزة قلبي و هاجسي
المشاركات: 221
|
][ عـمـرة رمـضـانـية لا أسـتـطـيع نـسـيـانـها ][
بسم الله الرحمن الرحيم جموع غفيرة من كل عرق و لون ، لغات مختلفة ، نساء و رجال و شيوخ و رضع .. مشهد لا يمكن أن تراه إلا في مهوى الأفئدة و مهبط الوحي . لم أرَ منظراً مهيباً كما شاهدت في عمرتي الرمضانية ! كنا وقوفاً في المسعى من شدة الزحام و تارة نمشي الهوينى ، وقوارير الماء التي نحملها قد نفدت ما بين شرب و سكب على وجوهنا من شدة الحر . ومن خلفي نساء كبيرات في السن يبكين و بصوت متهدج يسألن الله الإعانة على هول المطلع ، يوم نقف أمام الله وقد دنت الشمس و الخليقة جمعاء قد اصطفت ، و لا نخفي من أعمالنا شيئاً ! وعن يميني و شمالي أخوات لسن من بلدي ، ولا يتحدثن العربية ، وبأدب وود الكون لفتن انتباهي إلى رقبتي وجزء من شعري وقد بانا ، فحجابي مبعثر من شدة الزحام و لا أدري أأعدله والعالم خلفي يدفعني أو أثبت غطاء وجهي جيداً أو أرفع عباءتي الطويلة كيما أستطيع المشي !! وسبحان الله ، أتى كل هؤلاء بلهفة الدنيا و صبابة العشاق و وجد المشتاق وحنينه إلى البيت العتيق ! والله وحده يعلم كم أمضوا في جمع المال الكافي ، ومتى استلموا فيزا العمرة ، وما الذي حدا بهم إلى تحمل النصب و التعب لاسيما أن فيهم الشيخ و الرضيع و المريض ؟! بل ما الذي أتى بهم من أقصى الدنيا ؟! [ دونما مقابل مادي ] ! إنه درس سماوي لقساوسة الكنائس و أرباب الجمعيات التبشيرية و التنصيرية ، الذين يشترون الناس لدينهم !! إنها آية قدسية علوية دعا فيها إبراهيم ربه : [ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات .. ] . إنها راية توحيدية تجمعنا و تؤلف بين قلوبنا ، وأجدها في قمة الروعة عند الأخوات بعد المغرب ، فهذه توزع الماء البارد على النساء و تلك تدور بالحلوى على الأطفال و ثالثة تعطي من حولها من الشاي و القهوة .. في بشاشة تسودهم جميعاً ! لا طوائف لا قبائل لا أنساب .. مسلمون موحدون وكفى ! فالحمد لله رب العالمين . عفة و حشمة ووقار جمع نساء الحرم ، وبخاصة التركيات ؛ تجدهم إما بخمار واسع أسود أو معطف فضفاض ساتر أو بقميص قد التفت عليه أقمشة طالعة و نازلة !! أشكال جديدة علينا ، تختلف و يجمعها الستر ، تبارك الله . إنها صورة مع ألف تحية لإعلامنا الذي نافس الذباب في الوقوع على المستقبح !! لقد تكفل البيت العتيق بإظهار الجانب الأكبر المشرق لطهارة الأتراك . سواسية صففنا للصلاة خلف الكلباني – حفظه الله - ، وهو وحده عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ! لا زلت حتى هذه اللحظة أتذكر قصة توبته ، كيف كان –كأغلبنا- لاهٍ ، عاصٍ ، حياته بين الفضائيات و السهرات ، ونفسه تعاتبه و تزيد في لومه !! إلى أن تاب و أعزه الله بالقرآن الكريم ، فأصبح يصدر في المجالس و يشار إليه بالبنان ، وما هو إلا عبد أسود –كما يقول عن نفسه من شدة تواضعه - !! تعاهد القرآن فثبت في صدره ، و إن الشهور لتمر وهو ثابت ، فلا يحتاج إلى مراجعة نظرية ، ومن ثم أعزه الله أكثر و رزقه من حيث لا يحتسب و عين إماماً للحرم رغم وجود المرشحين من الأئمة ذوي الشهادات العلمية ! قالها النبي صلى الله عليه وسلم : [ إ ن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ] . هي عبر كثيرة في بيت الله الحرام ، لو سردتها ما انتهيت ، و لكن ما أقل الاعتبار !! وما أطول الأمـــل !
__________________
قال الأعمش : حدثني عمرو ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ، ثم قال : اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ثلاثا ، حتى ظننا أنه ينظر إليها ، ثم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، [mark="0099FF"]فمن لم يجد فبكلمة طيبة[/mark] ] رواه البخاري . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|