[قاهر الروس]

.
.

حينما تَحتَضِرُ الشَّريعَةُ الإسلاَميَّة

أكرَمنَا الله سُبحَانهُ وتَعالى بِشَرِيعَةٍ إسلامية مُطَهَّرةٍ قَائمَةٌ على القرآنِ والسُّنةِ .. شَريعَةٌ سَمحَةٌ للصوابِ والخَيرِ مُعينَةٌ وَدَالَّةٌ .. وعَنِ الفَسَادِ والشَّرِ نَاهيَة .

وَالشَّريعَةُ كَيَانٌ شَريفٌ نَبَعَ مِنْ أحَضَانِ بِلادِ التَّوحيدِ والرِّسَالةِ وَمَهبَطُ الوَحي .. شَريعَةً قَائمَةٌ على رِضَا الله سُبحَانهُ وتعالى وَرَسولِه ..
وَلمْ تَكُن الشَّريعَةُ الإسلاميَّةِ وَ الدينِ الذي إرتَضَاهـُ الله لَنَا إلا وَاحَةً للمؤمنِ الصَّادِقِ وَحنظلاً مُراً لأهلِ الشَّهواتِ والزيغِ والفَسَاد ..
وكُلِّفَ العلَمَاءُ لأن يَكونوا حُصونَاً لهَذهـِ الشَّريعَةُ الإسلاَمية .. بالدعوةِ إليهَا والدِّفَاعِ عَنها وعن النَّاسِ في أمُور دينِهم .. وَهوَ تَكليفٌ وأمَانَةٌ في عُنقِ أولي العلم والأبصَار ..

لَكِنَّ الألَمَ والوَخزَ الذي يَنخَرُ في جَسَدِ الشَّريعَةِ وَيُدمي فؤادَ أهلهِا أن يَكونَ المَحسوبونَ عَلى أهلِ العِلمِ هُم مَنْ يُحدثونَ ثَغرَاتٍ في جَسَدِ الأمَّةِ وإثَارَةِ الشُّبهَاتِ بَينَ النَّاسِ والتَّكَلُّفِ في تَهوينَ المُشتَبَهِ عَليهم .. لأنَّ الدينَ يُسرٌ ولا حَرَجَ في ذَلِكَ و كَأن الذينَ حَرموهـُ مِنْ قَبلِهم يَعيشونَ في خَارِجَ نِطَاقَ اليُسرِ في هَذهـِ الشَّريعَةِ .

للأسَفِ أصبَحَ الحرَامُ حَلالاً بِتَغيير مُسمَّاهـُ .. وورد أنه في آخر الزمان تُغير أسماء بعض المحرمات .. والمَبَادئُ الشَّرعيةُ للتحريمِ هي التَّحايلُ على الحرَامِ حَرامٍ ، وَمَا أدّى إلى حَرَامٍ فَهو حَرام .. ولا أظُنُّ أنَّ ذَلِكـَ يَجهلهُ أهلُ العلم .
فالكَافِرُ أصبَحَ آخر ، والرذيلَةُ تَقدمٌ وَتَحضُّرٌ ، والعُريُّ فنٌّ للإغرَاء ، والخَمرُ مَشروبَاتٍ رُوحيَّةُ،حَتَّى الأعيَادُ البَاطِلَةُ التي تَنبُذهَا هَذهـِ الشَّريعَةُ أصبحَت حلالاً بِشَرطٍ ان تُسمَّى أيامٌ لا أعيَاد والله المُستَعان .

وَلم تَقِفُ المُشكِلَةُ عنِدَ ذلِكـَ .. بل أصبَحت مَنْ يَخوضونَ في أمورِ الدينِ وَيدَّعون أنَّهم مِمن يعلمونَ بأحكَامِ الشَّريعَةُ .. يُبطِلُ مَا أجمَعَ العلمَاءُ على تَحريمِهِ مُتَعللاًّ أنَّ لا نَصَّ شَرعي يوجَدُ يُحرِّمُ ذَلِكـَ !!
لَم يَكنْ كُلُّ مَا أحِلَّ لَنا وَحُرِّمَ أتى بِنَصِّ شَرعي .. فليأتي إلينَا هَذا بِنَصِّ شَرعي يُبيحُ لنَا أكلَ الأرُزِّ ؟!!


إنَّ الشَّريعَةَ الإسلاميةُ غَدت في هَذا الزَّمَانِ كَمَركَبٍ تُلاطِمُهُ الأمواجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ .. وَصدَقَ بأبي هو وأمي كمَا جَاءَ عنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنه،أن النَّبيَ صَلَّى الله عَليهِ وَسَلَّمَ قال: "ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل". أخرجه الحاكم وصححه الألباني.

إنَّ الشَريعَةَ الإسلاَميَّةُ كَانَت بَينَ يدي أقوامٍ جَعلوهَا تَقودهم .. إلا أنَّها أصبحَتْ بَينَ يدي أقوامٍ يَقودونَهَا لِمَا تُريدهُ نُفوسِهم إلا مَنْ رَحِمَ الله .. وقَد قَال اللهُ سُبحَانَهُ : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ } .

أصبَحَ الإسلامُ أشبَهَ بـ [ شَمَّاعَةِ ] مَلابس كُل ما نَهواهـُ وَنَشتَهيهِ وَنُحبُّه نُعلقهُ عَليها .. فلا عَجبَ حتَّى وإنْ جَعلوا الأمَّةَ تَنسَاقَ خَلفَ كُلُّ مَا حُرِّمَ لنَا تَحتَ مُسمى إسلامي والدينُ يُسرٍ والله المُستَعان .

المُحرَّمَاتُ إمَّا أن تُغيَّرُ أسمَائُها أو تُنسَبُ للإسلامِ حَتى تُستَبَاحُ .. وَهذهـِ حِيلَةُ الجُهََلاء .. أخرجوا لنَا مُسمَّيَاتٍ عِدَّة .. منها الفَنُّ الإسلامي ، والسِينمَا الإسلاميّة ، ولا عَجبَ إن قالوا الزِّنَا الإسلامي أوَلَمْ تَسمعوا بهَذا الخَبَر الذي عَلَّقوها عَلى [ شَمَّاعَةِ ] الإسلام:

السماح بأول "ديسكو إسلامي" بماليزيا يمنع فيه النساء كشف بطونهن

وَو اللهِ إنَّ الإسلامَ مِنْهَا لَبريء

* كُنتُ أتألمُ حَزنَاً عَلى فَقدِنَا لِعلمَاءٍ تَركونَا بَعدَ ما كُنَّا نَعيش عَلى كَلِمَةٍ وَاحِدةٍ دونَ إثَارةٍ للشُّبَهِ عَلينَا .. وفي حِينِهَا أفرَحُ لِمُجَاورَتِهم للخَالِقِ سُبحَانَهُ لأنَّهم سَلموا مِنْ زَمَنِ الفِتَنِ التي تَعصِفُ بالأمَّةِ الإسلاَميَّة .. والتي شَبَّهها النبي صلى الله عليهِ وَسلَّمَ موصينَا قَائلاً : [ القَابِضُ على دِينهِ كالقَابِضُ على الجَمر ] رَحِمَهُم اللهُ و جَزاهم عنَّا كُلَّ خَيرٍ .. والحَقُّ قَائِمٌ إلى قيَامِ السَّاعَةِ وَ لا زَال الخَيرُ مَوجودٌ بَيننا .

اللهم أرنَا الحَقَّ حَقَّاً وارزقنَا اتِّبَاعَهُ .. وأرِنَا البَاطِلُ بَاطِلاً وارزُقنَا إجتِنَابَهُ ولا تَجعلُه مُلتَبِسَاً علينَا فَنَظِلَّ .

اللهم إن أردتَ بِعِبَادِكـَ فتنَةً فاقبضنا إليكـَ غَيرَ مَفتونين


أخيراً فما كَانَ مِن صَوابٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطأ فَمِن نَفسي وَالشَّيطَانِ
عُذراً .. فَعُذراً .. ثُم عُذراً عَلى الإطَالَةِ وَرَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتُم بِحِفظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايتِهِ

.
.