|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-04-2003, 02:51 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
حدث بغداد , ما السرّ ؟
تنحّت القيادة العراقية وجيشها وعسكرها عن وسط وجنوبي بغداد في لحظة مفاجِئة , أذهلت أكثر المحللين خبرة واطلاعا , حيث لم يكن أحد يتوقّع حدوثا بهذه الصورة الخاطفة , بعد ما كان الجيش الأمريكي واجه في مدن وبلدات أقل أهمية من بغداد بكثير مواجهات لم يكن أحد أن تصل إلى هذا الحدّ من الضراوة والتصميم والصمود !!!
هو سرّ عريض إذن يلفّ الموقف , قد عجز عن حلّه كلّ أحد ! ولعلّنا لو ربطنا الأحداث ببعضها وجدنا احتمالات محدّدة هي : 1- أن الرئيس العراقي أدار صفقة مع الروس بعلم المخابرات الأمريكية للخروج من بغداد إلى روسيا , ليترك بغداد للأمريكيين والمقاومة الوطنية , وهو الأمر الذي يفسّر مجازفة الجيش الأمريكي بضرب موكب الشفير الروسي عند خروجة من بغداد إلى الأردن خشية أن يكون الرئيس العراقي وكبار حكومته بصحبة السفير . 2- أن الرئيس العراقي وكبار قادته قد قتلوا أثناء اجتماعهم الذي عرض التلفزيون العراقي طرفا منه . 3- أنّ القيادة العراقية أرادت جرّ الغزاة إلى وسط بغداد والاطمئنان إلى اضمحلال المقاومة , لتفاجئهم بهجوم مباغت شرس سرؤيع من كل المحاور مما يوقعهم في مذبحة عمادها عنصر المفاجأة الذي يدعمه إمكانية الاحتماء بالمباني . فأي هذه التوقعات أقرب إلى القبول ؟ يبدوا أن التوقّع الأول غير سديد , لموانع منها أن وحدات الحرس الجمهوري والفدائيين لا تزال قوة ضاربة لم تفقد قدرتها على المواجهة بدليل أحداث المطار , وضواحي بغداد , حيث كانت وحدات الحرس الجمهوري تعمل بكفاءة لا تدعو إلى انهزام القيادة العليا إلى أن توقفت عملياتها بصورة متسارعة دون خسائر منظورة تدل على تدميرها أو شلّها , ومنها كون الرئيس العراقي وكبار مساعديه متماسكين واثقي اللهجة يعدون بالمفاجآت القادمة , كما أن الرئيس نفسه وعد بخطاب للأمة قبل أقل من ساعة من اقتحام الوحدات الغازية بغداد , فلم يظهر أدني حدّ من ارتباك القيادة أو انهزامها أو انفلات الزمام من يدها , لتفكّر بالتنحّي . وأمّا التوقّع الثالث بأن القيادة العراقية أرادت مفاجأة الغزاة , فلا أظن الواقع يشير إلى هذا , فاستدراج الغزاة على هيئة الفخ يكون بالتراجع البطيء المشعر بالتقهقر التدريجي , لا بالصورة المفاجئة المذهلة هذه والتي جعلت العدو نفسه ذاهلا مما جرى غير مصدّق ما حدث , لدرجة أن وضع احتمال أن تكون خدعة فأعدّ لهذا الاحتمال احتياطه . وعليه فلعلّ الاحتمال الثاني : وفاة الرئيس صدام حسين وكبار معاونيه وإصابة من لم يمت منهم إصابات بالغة , في القصف العنيف الذي حدث البارحة والذي استهدف ذلك الاجتماع في المقر المتوقّع في حي المنصور ولعلّ هذا هو السرّ المنطقي لاختفاء القيادة فجأة أمّا اختفاء وحدات الحرس والفدائيين فأمر طبعي من أفراد وحدات فقدت التوجيهات العليا والأوامر , وأيقنت بزوال قيادتها , مما جعل بعض أفراد تلك الوحدات يذوب تلقائيا مع الناس بملابس مدنية , وأمّا الباقون فلزموا وحداتهم وهم على ما يبدو كثر جدّا بدليل اختفاء المدرعات والدبابات والأسلحة , مما يشير إلى أن تلك الوحدات حية جاهزة للنزال , لكنّها اختفت , في بيات مؤقت , تراجع فيه موقفها بين حرب انتحارية تلحق أضرارا كبيرة بالجيش الغازي , ولكنها ستؤول في النهاية إلى الانهيار , أو التسليم وفق مفاوضات أمان , وقد أخفت معها مئات الأسرى من المعتدين ورقة رابحة لمفاوضات الأمان أو غيره . ويبقى اللغز الكبير : أين الوحدات العراقية التي لا تزال ضاربة ومعها كل معدّاتها , بل وأسرى الحرب من العلوج ؟؟؟!!! إن اختفاء كلّ الآليات العراقية فجأة يشير بوضوح إلى أن الجيش متماسك انسحب بهدوء في حالة بيات وترقّب لا انهيار , وأنه لا زال يملك ما يؤهله لخوض حرب شرسة لو أراد وأيا كانت الحال والأسباب , سواء خروج الرئيس إلى موسكو أو مقتله , فنسأل الله أن يكون فيما يخفى على الناس خير للمسلمين وشرّ للنصارى واليهود المعتدين عليهم لعنة الله . ولعلّ ما آل إليه الأمر الآن بشارة من علاّم الغيوب ببدء معركة الجهاد الحقّ طويل المدى غير جهاد البعث جهاد من كتائب المجاهدين المستقلة سواء التي من داخل العراق , أو القادمة من خارجه , والتي رجوت في مقال السابق عن النتائج المتوقعة أن تتنامى بحول الله ومشيئته بعد هدوء جبهات القتال بين الجيش العراقي والغزاة , لتتسع زمانا ومكانا في وجه المعتدين , ومعها توقّعت أيضا بمشيئة الله تنامي الروح الوطنية لطرد الغزاة الذين سيتضح لكل الفرقاء الصادقين أنهم جيش بطش واحتلال يريد نهب ثروات البلد ومسخ هويته . وهذه الملحمة المأمولة نرجوا الله أن تكون هي معركة الاستنزاف الفعلي للعدو حتى يخرج خائبا مدحورا بحول الله , وإن طال أمد الحرب سنين اللهم اجعل قادم الأيام شفاء لصدور إخواننا في العراق , ونكالا على هؤلاء المعتدين الذين جاسوا طويلا في بلادنا وأكثروا فيها الفساد , وجاؤوا اليوم ليطفئوا نورك ويحاربوا دينك وعبادك المسلمين . اللهم قد أسلم هؤلاء الغزاة إخواننا وذراريهم للرافضة أعداء نبيك ومتهمي عرضه ومكفّري صحبه , اللهم هاهم يسومون إخوتنا العذاب ويقتلونهم بعون الغزاة من اليهود والنصارى , اللهم يا جبّار فانتصر اللهم يا جبار فانتصر اللهم يا جبّار فانتصر لدينك وعبادك المسلمين اللهم انصر أمة نبيك محمد صلواتك وسلامك عليه
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 10-04-2003 الساعة 03:49 AM. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|