[أبو ريّـان]

السلام عليكم . .


إن اسلوب التشويق والترغيب وكذلك الترهيب اسلوب مسبق؛ منذ القدم
ولو تأملنا حياة السابقين في الدعوة إلى الله نجد أنه اسلوب وطريقةٌ لابد منها ودليل ذلك مايحكيه الله عن أنبياءه فتجدهم يرغّبون قومهم تارة ويُرهبونهم تارة .



لنلقى نظرة في كتاب الله . .

قال الله تعالى في سورة نوح ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال بنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)
فنلاحظ أن نوحاً عليه السلام دعا قومه بترك الشرك ورغّبهم بالأمطار والخيرات والبنين .

أيضاً قال الله تعالى ((ويقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرار ويزدكم قوة إلى قوتكم ولاتتولوا مجرومين ))

ماذا تلاحظ أخي الكريم ؟

هود عليه السلام رغّب قومه بالتوبة ودعاهم إلى الله بالترغيب بالخير والقوة .


وفي سيرة رسولنا الكريم خير مثال لذلك !


فقد كان يعطي الأعراب وغيرهم ترغيباً لهم ولكي يسلموا . .

ومن مصارف الزكاة أن تصرف للكافر كي يسلم وقد أعطى صفوان بن أمية . .

ويقول صفوان: [‘‘أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الخلق إلى فمازال يعطيني حتى إنه لإحب الخلق إليَّ ‘‘]

إذا الأصل في الترغيب والتشويق أن يكون في سبيل الدعوة إلى طاعة الله . .


ومايشاهد الأن من أحوال الناس في هذا الوقت نجد أنه قد إنحنى إلى الترغيب إلى العادة أكثر من العبادة .

ودليل ذلك مانراه في الواقع من مواقف معيشية بين الأب وابنه والأم وابنتها وغيرهم .


وبالمثال يتضح المقال ! !

الأب يعد ابنه بأن يشتري له سياره جديده إن هو حرص على دراسته . . وتجد الابن مفرط في صلاة الفجر . فقدمت العادة على العبادة .

الأم تعد إبنتها بهدية إن هي غسلت المواعين ونظفت البيت _ وهذا جيد _ وتجد البنت فرطت في الصلاة وأهملت الحجاب . فقدم الترغيب بالعادة على الترغيب بالعبادة . .

وغيرها من الأمثلة . .


وهذا خلل جليٌّ في التربية . فقلما نجد في البيوت_ إلا من رحم الله _ تشويقاً إلى الطاعة
كرصد جائزة لمن يقوم لصلاة الفجر , أو من يصوم يوم الاثنين , أو من يحفظ جزءً من القرآن

أيضاً الزوج يعد زوجته بهدية ثمينة , إن هي أيقظته للعمل أو طبخت له وطبخاً جيدا ويتأفف لو أيقظته لصلاة الفجر أو قيام الليل .

نماذج مشرقة لعلنا نراها في بيوتنا ..

1/ الأب يعد ابنه بسياره أو هدية , إن هو حرص على الصلاة وصلاة الفجر خاصة . . وكذلك أن يتفوق بدراسته
2/ الأم تعد ابنتها بهدية , إن هي حرصت على الحجاب والحفاظ على الصلوات بوقتها . ومع مساعدتها في شؤون البيت .
3/ الزوج يعد زوجته بهدية قيّمة إن هي أيقظته لصلاة الفجر أوقيام الليل .

وما هذا إلا من باب قوله تعالى (( وتعاونوا على البر والتقوى )) . .

والدال على الخيرِ كفاعله .






أبوريـّان .



.