|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
12-12-2008, 11:30 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
[ أزمة تربية ] حينما تكون فاطمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم !
أخبرني صديق لي ، يقول : دخلت فصلي الممتلئ عن بكرة أبيه بكل ( دلخ ) و ( تلح ) ! وهذه الأوصاف إنما هي لتقريب الصورة المزرية لذلك الفصل لا غير ، ذلك لأن اللغة على سعتها لم تسعفني لأجد الوصف المناسب للمشايخ الطلاب ! يقول: وكنت أضمرت في نفسي أن أبدأ الدرس بسؤال سهل ويسير حتى يجيبوا عليه فتكون دفعةً معنوية لهم ، ليدركوا أن باستطاعتهم فهم أن الضمة تكون فوق الفاعل ! وأن ذلك سهل وميسور !! ضربت الطاولة ضربة تنبيه ، ثم بدأت بمقدمة للسؤال لألطفه ويكون أسهل لمعرفة الجواب فقلت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة زوجة ، فمن هنّ ؟ وارتفعت أيدي الأشاوس . هاه . . تفضل أنت . - خديجة . - ممتاز . . ومن بعد . . ؟ تفضل . . - ( وبكل ثقة ) فاطمة ! يا لطيف ! حاولت أن أكون لطيفاً . . - لا بأس . . لقد كانت ابنته . . هل من ثالث ؟ خيَّم الصمت على جميع [ الدلوخ ] ، لا يبدو ثمة استعداد للمغامرة مرة أخرى . تبدو بداية موفقة ، لا بأس . . بدأت أستحثهم . . أستنهض الثقافة العالية المكنوزة في صدورهم ، لكن لا يبدو أن ثمة رجع لصداي . . وجاء بها أخيراً . . ذلكم الفارس الملثم ، رفع يده من آخر الصفوف ، - هاه . . تفضل . وعليه كل علامات الجديّة : - أبو بكر يا أستاذ . . ! هنا كفَّ صاحبي عن سرد باقي الموقف لأنني أصبت بنوبة ضحك شديدة ، وأرجو الله أن لا أكون شامتاً أو مستهزئاً . يحار المرء حقاً في هذا النشء الصاعد للحياة بكل رخيص من المعلومات ، وبكل تافهٍ من الاهتمامات ، ما الذي يطمح له هذا الجيل ؟ وما الذي يريد أن يحققه ؟ أنا أحار كثيراً أمام هذه التساؤلات حين أتجول في شارع التحلية هنا في الرياض ، أو أزور إحدى أسواقنا العامرة بكل جديد من الموضات والحركات الفارغة ! يحيّرني فعلاً عندما أسمع من بعض أقربائي أحداثاً يحكونها بكل سعادة عن استهتارهم بوكيل المدرسة ، وعن ذلكم [ المقلب ] الذي عمله بعض الطلاب للمدير ! أحار فعلاً وأنا أتذكر كيف كنا نخاف من ظل المدير قبل أن نراه ! أتساءل دائماً . . في ظل هذا الانحدار الاجتماعي والأخلاقي والثقافي ، ما الذي سيصنعه هذا الجيل لأمته خلال العقدين القادمين ؟ المشاهد والواقع بعيداً عن المثاليات أننا سنشهد انحداراً مخيفاً يكفي لتمريغ مجتمعنا بوحل التخلف من جديد . مشكلة هذا النشء الجديد ، أنه يظن أن كل شيء سيأتي غداً بـ [ الواسطة ] ، أو بـ [ برميل نفطٍ ] لؤلئك الذين ارتاحت ضمائرهم من كل تقدير مصطنع لذوي [ الوجاهة الاجتماعية ] ، وأن ما سيحصل عليه الصيني باختراعه سيحصل عليه هو بماله ! لا يدرك كثيرٌ من هذا النشء _ على سبيل المثال _ أنّ كل إنسان يعامل دائماً على ما يمتلكه من مخزون ثقافي وعلمي وخبرة كافية ، لا على أساس ما يمتلكه من المظهر الجذاب والوجه الحسن . هذا النشء يخلط خلطاً عجيباً وغريباً بين ما يطلب للتسكع في السوق والشارع ، وبين ما يطلب للنهوض بالمجتمع وتحسين ظروفه . إن المشكلة كلها ليست في هذا النشء على كل حال ، إن ثمة مشكلة أخرى و أزمة تربية نعيشها تساهم بفعالية في صنع تلك الصورة القاتمة ، أصبح البيت يتكل دائماً على المدرسة ، والمدرسة مع الضعف الواضح في أداء المعلمين الذين يحتاج بعضهم إلى التربية أيضاً أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع . ولم يبقَ إلا دور المسجد على ما شابه الآن من ضعف ، وكما تعلمون فـ [ القدر ما يرسي إلا على ثلاث ] ! هذه خاطرة أزعجت رأسي منذ فترة ، ولأن المسلمين كالجسد الواحد فقد أحببت أن أشرككم في هذا الإزعاج . . ربما لم أقدم فيها حلولاً ، فأصبحت شكوى لا أكثر . . ولكن . . ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة * * * * يـواسيك أو يسليك أو يـتـوجّعُ لديكم أكثر مني بالتأكيد ، فأنا هنا الآن لأستفيد . . 7
7 7 7 7 7 7 : : خاتمة : : " إن اللبنات الهشّة لن تشكل في النهاية أكثر من جدار هشّ ، وإن الخطوة الأولى على طريق التقدّم الاجتماعي الحقيقي تظل متعلقةً بما يمكن أن يطرأ على ذواتنا من تحسّن وتقدم نشعّه في علاقاتنا وأعمالنا الجماعية وإنتاجاتنا المختلفة " د. عبد الكريم بكّار ، عصرنا والعيش في زمانه الصّعب ، ص267 - 268 . . . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|