[من دلعكـ]

افرحوا يا بني يعرب بانتصاركم في معركة القنادر !

المنظر في عند أول وهلة يبدو ممتعا ً ويدعو للبهجة لذلك تجد هذه الصرخة العربية ( صرخة المنتصر ) على فردتي حذاء طارت من صحفي شجاع تجاه ( بوش ) قائد الحملة الصليبية الجديدة ، الصراخ العربي على هذا الحدث هو صراخ امرأة عاجز عن الدفاع عن نفسها فرحت ببعوضة قرصت أذن من آذاها ، لن تعيد فردتي الحذاء آلاف الأطفال للحياة ولن تعيد مليون عراقي قضوا تحت الركام للتنفس من الجديد ، لن تعيد فردتي الحذاء الكرامة المغتصبة ولا العرض المنتهك ، نعم فليضربونا كلنا بالأحذية ولا يغتصبوا عبير وأخوات عبير .

المنظر في دلالته العميقه ليس كما يقول البعض أنها ذو دلالة توازي النصر أو الإمتعاض من سياسة بوش ، بل المنظر في دلالته الحقيقية هو أن العرب أقصى اقتدارهم هو فردتي حذاء على طاغوت تتلوها آيات النصر وأبيات الثناء ورقصات احتفالية ، خذ على سبيل المثال ما نشر في صحيفة ( سبق ) كمقال الأخ الشيخ عبدالله زقيل وأبو لجين إبراهيم والدكتور الفاضل الشاعر أحمد التويجري ولو كنت لا أشك في سلامة مقصدهم وكرههم لبوش الإبن إلا أن أعينهم لم ترد مشاهدة العمق الحقيقي ألا وهو العجز عن كل شيء سوى الحذاء .

العرب يتعاملون مع القضية بهذا الجهد كاعتبارها ذات معنى دلالي عميق لدى الرئيس الأمريكي الذي يعيش أيامه الأخيرة ، المعنى الدلالي والعملي والمؤثر هي المقاومة العراقية التي أنهكت القوة الأمريكية وأوقعتها في وحل لم تستطع الخروج منه إلى يومنا هذا ، المعنى العملي المؤثر يكمن في أكثر من أربعة آلاف جندي أمريكي نقلوا بتوابيت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، إن الصراخ لفردتي حذاء كرسائل العرب في الشجب والإستنكار بعيدة كل البعد عن فتح حدود غزة لكي يعبر الماء لأفواه مرضى الفشل الكلوي .

وبعد سنوات الإحتلال وقدوم المليشيات الصفوية والإختراق الرافضي وخلع المعممين لعمائمهم ووقوفهم بجانب بوش كحكام للعراق لم نستطع نحن معاشر العرب سوى التصفيق لصحفي شجاع ذاق المر منا نحن المتقاعسون لا نلوي على شيء إلا ولولة العجائز .

ففي جانبنا الإعلامي لم ننصر القضية العراقية كبلد عربي مسلم بل أصبح إعلامنا مطية لغلمان الحزب الأمريكي يطبلون للإحتلال الأمريكي علانية ودون حياء أو خجل ، وفي الجانب السياسي فشلت الدول العربية في كبح النفوذ الفارسي الصفوي من تدمير بنية العراق العربية ، وأصبح العراق بوابة لتسلل الفرس بعد أن كان بوابة لصدهم .

هذا كله لا يعني أن نقلل من العمل الشجاع الذي قام به منتظر الزيدي إلا أنه ليس ذا دلالة ولا مغزى عند بوش الذي لم يتبقى له إلا سويعات في البيت الأبيض ، وشجاعة منتظر هذه أنستنا أبطال المقاومة العراقية وجعلت من فردتي حذاء أخطأت وجه بوش الكالح أغلى وأثمن سياسيا ً من أكثر من أربعة آلاف جندي قتلوا في العراق على يد المقاومة العراقية الشريفة .

لكن الإيجابيات التي صاحبت هذه الحادثة كثيرة لعل أبرزها مخرجات الديموقراطية البوشية الموعودة والتي ظهرت آثارها مكان سقوط منتظر الزيدي ، آثار كآثار دماء أبو غريب وعبير وغوانتنامو ، آثار ضرب حراس بوش والمالكي ، وراعي الديموقراطية بوش يشاهد وهو مستمتع بهذه السادية وهذا السحل لهذا الصحفي الذي مارس أدنى حق من حقوق الشعب العراقي ألا وهو المقاومة بالأحذية .

هذا وقد تناقلت بعض القنوات الفضائية كفضائية الجزيرة خبر اعتقال الزيدي لساعات من قبل الحراس الأمريكيين للتحقيق معه مما يعني أن الإتفاقية الأمنية التي وقعت كانت اتفاقية الفلاشات والأضواء وأن لا سيادة للدولة العراقية حيث مارس الجيش الأمريكي دور الحاكم المحتل بعد ساعات من توقيع الإتفاقية مع الرئيس الصليبي إياه .

والمراد في نهاية المطاف أن يتوقف العرب وشعرائهم عن كتابة المديح ورفع أصبعين النصر على فعلة الزيدي الشجاعة لأنها في النهاية توضح لنا أن قمة انتصارنا في رمي الأحذية ولو كانت الأحذية تتشرف بملامسة وجه بوش .

ملحوظة بالخط الصغير : لو أن منتظر الزيدي غرس سكينا ً في قلب بوش لأصبح إرهابيا ً حقيرا ً دمويا ً سفاحا ً ولأتتك فتاوي من النوع الخاص معنونة بـ ( بريمر حاكم شرعي ) ولدبجت لك أحاديث ولو ضرب ظهرك وبطنك ولأصبح نوري شهبوري المالكي ولي أمر المسلمين وبوش ضيفا ً مجارا ً .


--------------------------------------------------------------------------------