فَتَيَاتٌ تَنبِضُ قُلوبَهُنَّ نَقَاء وَطَهَارَة !!
.
.
فَتَيَاتٌ تَنبِضُ قُلوبَهُنَّ نَقَاء وَطَهَارَة !!
كَثير مَا تُقَابُلُنَا أجسَادٌ مُتَنَوِّعَة ، وَنرَى في كَثيرٍ مِنْ ظَاهِرِهَا إمَّا الخَيرَ والبَرَاءَة أو الشَّرِ والكَآبَة ، وَمَازالَتْ بَينَنَا أجسَادٌ تَنبِضُ قُلوبِهَا نَقَاءٌ وَطَهَارَة ، كَأنَّهَا أزهَارٌ مَلأت البسَتَانَ مِنْ عَبيرهَا .
نِعمَ القُلوبُ قُلوبٌ غَشَاهَاَ الطُّهرُ والنَّقَاءُ ، وَلَفَّ عَلى أجسَادِهَا العِفَّةُ وَالحَيَاء ، قُلوبٌ زِينَةُ الحَيَاة ، وَأنفُسٌ تُنيرُ الدُّروب ، وَأروَاحٌ نَشَأت عَلى الصَّلاح .
إنَّ الأجسَادَ التي تَفيضُ قُلوبُهَا نَقَاءٌ وَطَهَارَة ، بِاستِقَامَتِهَا ، والتِزَامِهَا بِأمورِ دينِهَا وَتَحَفُّظِهَا ، لَهيَ التَّاجُ عَلى رَأسِ هَذا الدِّينِ والإعتِزَازِ بِهِا .
فَالمَرَأةُ الطَّيبَةُ الخَلوقَةُ الحَييَّةُ الطَّاهِرَةُ النَّقيَّةُ المُحَافِظَةُ المُلتَزِمَةُ لَهيَ الحُصونُ المَنيعَةُ لِهَذا الدينِ ، والقِلاعُ المَنيعَةُ لأخلاقِ المُجتَمَعِ وَمَدرَسَتهِ الأولَى .
والمَرَأةُ وَإنْ سَقَطَت حُصونُ الرِّجَالُ يَومَاً تَبقى قِلاَعُهَا هي الحُصونُ التي لا تَتَأثَّرُ مَهمَا اشتَّدت عَليهَا الصِّعَابُ وَالمُواجَهة ، أمَّا حُصونُ النِّسَاءُ وَإن سَقطَت يَومَاً سَقطَت مَعَهَا حُصونُ الرِّجَال .
ولنَا في الوَاقِعِ المَلمُوسِ الذي نَعيشُهُ أدِلَّةٌ عَلى ذَلِكَ ، فالغَزو مُوَجَّهٌ ضِدَّ المَرَأةِ وَليسَ الرَّجُلِ ، لأنَّهم عَلى يَقينٍ أنَّ قوَاعِدَ الرِّجَالِ وَأسُسهم نِسَاءٌ صَنعنَهم ، فَإن أسَقطوا الرِّجَال لَنْ يَستَفيدوا شَيئَاً ، لأنَّ مَن صَنعَ الرِّجَال سَيرجِعُ وَيَصنَعَ غَيرُهم ، ولَكِنَّهم إن هَدموا القوَاعِدَ التي تَصنَعُ الرِّجَال لَن يَتَجَددَّ صُنعَاً لَهُم .
وَفي إحدَى الدُّولِ لَمَّا عَجزوا عَن إسقَاطِهَا بَعد احتِلالِهَا واستِعمَارِهَا ، لَجئوا لإسقَاطِ المَرَأةِ وِمنهَا سَقطت الدَّولَةُ بِأكمَلِهَا .
إنَّ الغَربَ السَّاقِطِ وحَثَالةِ مُجتَمَعَاتِنَا ، بَدأت بِشَنِّ الهُجومِ الحَاد مِنْ كِلا الأطرَاف تَحتَ مُسَمَّى التَّغريبِ والمَوضَة ، بِدَايَةً مَرَاحِلِهِ في لِبسِ العَبَاءةِ وَتخصيرِهَا وَتَجمِيلِهَا وَتضييقِهَا ، وَمِنْ ثُمَّ إخرَاجُهَا للإختِلاطِ تَحتَ مُسَمَّى العَملِ وَمُشَارَكتِهَا للرِّجَال .
وَمَازَالَ هؤلاءِ – جَعلَ الله كَيدَهم في نُحورِهم – يَعملوا بِكُلِّ مَا أتوا مِنْ قُوَّةٍ لِجَعلِ المَرَأةِ سِلعَةَ جَسَديَّةٍ لِشَهواتِهم وَعُقولِهم وَأفكَارِهم السَّاقِطَة .
لَكَم أُشعِلَ في قُلوبِ هَؤلاءِ نَارُ الحِقدِ والغلِّ الدَّفينِ ، لِمُشَاهَدتِهم فَتيَاتُ المُسلمينَ يَنعمنَ بِشَرَفٍ طَاهِرٍ وَحيَاءٍ يُجَمِّلُهنَّ ، وَخُلقٌ يَمَلئُ قُلوبَهن ، بَعدمَا أشبَعوا رَغبَاتِهم بِكَثيرٍ مِنْ فَتياتِ الغَربِ السَّاقِطَات .
وَلِلأسَفِ وَمَا يُحزِنُ القَلبَ وُيدمِعُ العَينَ رَأفَةٌ عَلى فَتياتٍ كُنَّ رَمزَاً للعِفَّةِ والحَيَاءِ والنَّقَاءِ ، انسَقنَ خَلفَ الإدعَاءَاتِ الكَاذِبَةِ والزَّائِفَةُ المُقَنَّعَةِ التي يَدعوا إليهَا حُمَاةُ الرَّذيلةِ وَأعدَاءُ الفَضيلَةِ التي لا تَعرِفُ ثَقَافَةَ عُقولَهُم سِوى مَا بَينَ عَورَةِ الرَّجُلِ مِنْ السُّرةِ إلى الرُّكبَة .
كَمْ مِنْ فَتَاةٍ إلتَهمَتْ بِنَظَرَاتِهَا قُلوبِ المُرَاهقين واللهُ سُبحَانه يَقولُ: { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } الآية ، وَأخرى بِعطرِهَا جَذَبت المُعَاكسين وَ النَّبي صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَال : { أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ } ، وَتِلكَ بِخَفقِ نِعَالِهَا لَفتت أنظَارَ المُتَسوقين .
وَلكِنْ وَلِلهِ الحُمدُ مَازَالَ الخَيرُ مَزروعٌ في كَثيرٌ منِ فَتيَاتِنَا ، وَإن بَعضُهُنَّ حُدنَ يَومَاً عن الطَّريقِ المُستَقيمِ فَإنَّ يَومَاً سَيعرِفنَ الحَقيقة ، وَيتَمَزَّقُ القِنَاعُ عن تِلكَ الوُجوهـِ الخَبيثَةُ التي دَنَّسَتهَا وأغوتهَا لا تَرى سِوى شَرَارةُ شَرٍّ في أعيُنِهم ، وَ تَقطُرُ أنيَابُهم شَرَّاً وَنَجاسَةً ، وَتَعطَّرَت أفوَاهُهم بالنَّتَانَةِ والرَّائِحَةِ الكَريهَة .
أُخَيَّتي الكَريمَة .. أيَّتُهَا الشَّمسُ المُشرِقَةُ في سمَاءِ قُلوبِنَا ، وَصَرحَاً شَامِخَاً نَرى فيهِ فَخرنَا واعتِزَازِنَا
أيَّتُها النُورُ في ظُلمَاتِ الدُّروب ، والفَجرُ البَازِغُ وَاللحنَ العَذوب .
كُوني الفَخرَ الدَّائِمِ ، والحَيَاةُ النَّابِضَةِ لِهَذا الدين ، فَتاةٌ سَارَت عَلى دَربِ عَائِشَة وَخَديجَة ، قَويَّةً تَضَعَ المُؤَامَرَةَ عليهَا تَحتَ قَدميهَا مِنْ قُوَّةِ إيمَانِهَا واعتِزَازِهَا بِحجَابِهَا وَحيَائِهَا .
أنتِ صَانِعَةُ الرِّجَالِ وَمُرَبِّيةُ الأجيَال ، المَدرَسَةُ الأولَى التي تُخَرِّجُ آمَالَ ألأمَّة وَقُوَّادُهَا . " لا أحَدَ يَعرِفُ ثَمنَ الشَّجَرةَ التي يَعكِفُ عَلى تَغذيتِهَا حَتَّى يَرى ثِمَارَهَا "
اللهُمَّ اهدِي ضَالَّ المُسلمينَ وَرُدَّنَا وَإيَّاهُم إليكَ رَدَّاً جَميلا
أخيرَاً .. فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطَأ فَمِنْ نَفسي وَالشَّيطَان
عُذرَاً .. فَعُذرَاً .. ثُمَّ عُذرَاً عَلى الإطَالةِ وَرَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتم بِحِفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|