(الغالي ابو البراء الصمعاني ) الغائب الحاضر !!

المسعى الجديد · 24-01-2009, 11:05 PM

كان شخصية فذة ورجل نادراً أحبه من عرفه لتميزه بدماثة خلقة ولين جانبه لم يكن يوم من الأيام فض التعامل شديد الطباع..
عرفته عدة سنوات مشاركا بل ومبدعا في مراكزنا الصيفية ودور الأيتام لازلت اتذكر يده الحانية وهي تمسح على رأس اليتيم وكاني اسمع صوته الان نديا وهو يدخل البسمة على الايتام بقصة طريفة ومزحة لطيفة تربوية ..
أبا البراء وجه باسم ومنطق يقطر شهدا ،اذكر أنه في أواخر عام 1425هـ اجتهد لعمل خيري كنت قد انوي القيام به في حج ذلك العام حتى انه في سكنه المؤقت _ أيام تدريسه بالشرقية _ في احد أحياء الدمام كان يسهر الليالي الطوال في تجهيز هذا العمل على الحاسب .
أنهى العمل واستلمته منه وودعته للذهاب للحج ...
بعد الحج غابت شمس ذلك البطل وأفل ضوئه اتصلت به كثيرا لكن (إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن......)
سالت عنه كثيرا ولامجيب
سارت الركبان بعد أيام بخبر خروجه للجهاد وأنا بين مصدق ومكذب كيف سأستطيع فراقه إلى الأبد...؟
منذ ذلك الحج وهو لم يفارقني إما بالخيالات التي كانت تأخذ مني الوقت الطويل أو برؤى المنام والتي استيقظ منها فرحا مسرورا بلقائه والحديث معه ليال عدة0
حتى وانه قبل انطلاقي للحج عام 1428هـ رايته في المنام وقد وعدني أن ألتقي به في عرفة هذا العام
فاستيقظت فرحا أرتقب يوم عرفة وكنت أتمتم وأنا في طريقي إلى الحج بـ
هــــل ترانـا نلتقــي أم أنها كانت اللقيا على أرض السراب
وهناك وعلى صعيد عرفات ومن بين ملايين الحجيج وضجيج الباصات بدأت وكأني بأم تبحث عن رضيعها المفقود التفت يمنة ويسرة علّ تلك الرؤيا تتحقق..
لكن هيهات هيهات فعدت إلى المزدلفة وأنا أردد.....
ثم ولت وتلاشى ظلها واستحالت ذكريات للعذاب
ولعله أريد لي بهذه الرؤيا أن لا أنساه من دعوات في خير البقاع وأعظم اللحظات ولعلي لم أنسه ولن أنساه بأذن الله0
رحلت عنا يا أبا البراء وقد خلفت ورائك والداك وإخوانك رحلت وتركت زوجة تصارع الم الفراق وفرحة المخاض بابنك الاول0
رحلت وافتقدك محبوك وأصحابك لكن إلى جنة الخلد ومع النبيين والشهداء بإذن الله 0
رحلت بهمة الأبطال رحلت دفاعا عن الأعراض والدماء المستباحة هناك رحلت لتحيا مع المناضلين المجاهدين وتسافر روحك بإذن الله مع أرواح الشهداء 0
وداعا يا أبا البراء والملتقى الجنة بأذن الله
وداعا ياحبيب القلب وداعا يا
عبد الله بن صالح الصمعاني

قالت الشمس وداعاً ثم ألقت لي الشعاعا
ياغروب الشمس زادتـ ـني معانيك التياعا
هل تراها ذكرتني صحبة لي واجتماعا
وزمانا طالما كنا إلى الخير سراعا
علمتني فرقة الاحبـ ـاب أن ابدوا شجاعا
إن رايتوني حزين القلب في الفكر مشاعا
فاعلموا أن محبا قال للصحب وداعا

قال جل وعز(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ..........)

24-01-2009, 11:05 PM	#1
المسعى الجديد عـضـو تاريخ التسجيل: May 2008 المشاركات: 46	(الغالي ابو البراء الصمعاني ) الغائب الحاضر !! كان شخصية فذة ورجل نادراً أحبه من عرفه لتميزه بدماثة خلقة ولين جانبه لم يكن يوم من الأيام فض التعامل شديد الطباع.. عرفته عدة سنوات مشاركا بل ومبدعا في مراكزنا الصيفية ودور الأيتام لازلت اتذكر يده الحانية وهي تمسح على رأس اليتيم وكاني اسمع صوته الان نديا وهو يدخل البسمة على الايتام بقصة طريفة ومزحة لطيفة تربوية .. أبا البراء وجه باسم ومنطق يقطر شهدا ،اذكر أنه في أواخر عام 1425هـ اجتهد لعمل خيري كنت قد انوي القيام به في حج ذلك العام حتى انه في سكنه المؤقت _ أيام تدريسه بالشرقية _ في احد أحياء الدمام كان يسهر الليالي الطوال في تجهيز هذا العمل على الحاسب . أنهى العمل واستلمته منه وودعته للذهاب للحج ... بعد الحج غابت شمس ذلك البطل وأفل ضوئه اتصلت به كثيرا لكن (إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن......) سالت عنه كثيرا ولامجيب سارت الركبان بعد أيام بخبر خروجه للجهاد وأنا بين مصدق ومكذب كيف سأستطيع فراقه إلى الأبد...؟ منذ ذلك الحج وهو لم يفارقني إما بالخيالات التي كانت تأخذ مني الوقت الطويل أو برؤى المنام والتي استيقظ منها فرحا مسرورا بلقائه والحديث معه ليال عدة0 حتى وانه قبل انطلاقي للحج عام 1428هـ رايته في المنام وقد وعدني أن ألتقي به في عرفة هذا العام فاستيقظت فرحا أرتقب يوم عرفة وكنت أتمتم وأنا في طريقي إلى الحج بـ هــــل ترانـا نلتقــي أم أنها كانت اللقيا على أرض السراب وهناك وعلى صعيد عرفات ومن بين ملايين الحجيج وضجيج الباصات بدأت وكأني بأم تبحث عن رضيعها المفقود التفت يمنة ويسرة علّ تلك الرؤيا تتحقق.. لكن هيهات هيهات فعدت إلى المزدلفة وأنا أردد..... ثم ولت وتلاشى ظلها واستحالت ذكريات للعذاب ولعله أريد لي بهذه الرؤيا أن لا أنساه من دعوات في خير البقاع وأعظم اللحظات ولعلي لم أنسه ولن أنساه بأذن الله0 رحلت عنا يا أبا البراء وقد خلفت ورائك والداك وإخوانك رحلت وتركت زوجة تصارع الم الفراق وفرحة المخاض بابنك الاول0 رحلت وافتقدك محبوك وأصحابك لكن إلى جنة الخلد ومع النبيين والشهداء بإذن الله 0 رحلت بهمة الأبطال رحلت دفاعا عن الأعراض والدماء المستباحة هناك رحلت لتحيا مع المناضلين المجاهدين وتسافر روحك بإذن الله مع أرواح الشهداء 0 وداعا يا أبا البراء والملتقى الجنة بأذن الله وداعا ياحبيب القلب وداعا يا عبد الله بن صالح الصمعاني قالت الشمس وداعاً ثم ألقت لي الشعاعا ياغروب الشمس زادتـ ـني معانيك التياعا هل تراها ذكرتني صحبة لي واجتماعا وزمانا طالما كنا إلى الخير سراعا علمتني فرقة الاحبـ ـاب أن ابدوا شجاعا إن رايتوني حزين القلب في الفكر مشاعا فاعلموا أن محبا قال للصحب وداعا قال جل وعز(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ..........)

أدوات الموضوع
عرض نسخة قابلة للطّباعة ارسال هذه الصفحة لصديق
طريقة العرض
التحول إلى النمط المتتابع التحول إلى النمط المتشعب النمط الأحادي