[السياسي]

.
.
.

.
.

محمد الدرويش .. معلم فاضل .. ومدرس متميز ..
أحبه الطلاب وأحبهم ..
كان نشيطا ً .. حريصا ً .. محبا ً للخير ..
درس في مدراس الرواد الأهلية بالرياض أربع سنوات ..
ثم جاءه التعيين .. ففرح به كما فرح غيره واستبشر ..
لولا أن بعض الأخطاء كادت أن تلغي تعيينه كما وقع لكثير من المعلمين ..
فضاقت صدورهم وخافوا أن يردوهم بعد صدور أسمائهم ..

وبعد أيام .. تم قبول مجموعة ومنهم :
أ. محمد الدرويش ..
فعادت الفرحة إليهم وابتهجوا بهذا الخبر ..

ثم جاءت مرحلة التوجيه إلى مناطق المملكة .. وكل واحد ذهب إلى مدينة أو قرية بحسب التوجيه ..



أ. محمد الدرويش تم توجيهه إلى المنطقة الشرقية ..
وبالتحديد إلى القطيف .

ودرس فيها أربعة أشهر تقريبا ..
ثم حانت ساعة الفرحة وموعد اللقاء بشريكة العمر ..
إنه موعد زواجه ..
وكان في يوم الأربعاء أول يوم في الإجازة بين الفصلين ..
وتزوج محمد ..
وفرح بزوجته وفرحت به ..
وقضوا أحلى الأيام معا ً ..
إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل !! ولم تدم طويلا ..
لأن الإجازة قصيرة وقد حان موعد الدراسة ..
لكن هناك أمل .. لأن الإجازة ستأتي ..
وما علم محمد أن هناك فراقا ً أطول ..

استعد محمد وأخذ أغراضه .. وانطلق إلى الشرقية .. بعد أسبوع من زواجه ..
وفي يوم السبت .. أول يوم في الفصل الثاني ..
توفي محمد في حادث مؤلم .. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته .. آمين .



يقول أحد زملائه الذين زاملوه كثيرا ً في الرياض والشرقية :

كان كثير الابتسامة أمام الناس ..
كان محبوباً من الجميع ..

يحب الطلاب و يحبه الطلاب حبا ً كبيراً ..

وبحضوري لزواجه رأيت كثيراً من طلابه ..
حتى رأيت من طلابه من هو الآن بالجامعة !!

كان الطلاب يستشيرونه في مشاكلهم .
وكان يحب المسارعة لمشاركتهم بحل مشكلاتهم ..

كان يشتهر بقصصه الجميلة في مصلى المدرسة .

دائما ما كان يدافع عن الطلاب في المدرسة ..
ويقف في صف الطالب ضد المدرسة ..

ولا أنسى أنه قائم بأهله خير قيام ..
ومما يدل على ذلك :
قبل حوالي شهر كنا جالسين (بالكورنيش ) وجاء بسيارته (كورلا بوقس )
فسألناه : ( ليه شاري بوقس ؟! )

فقال :
( علشان تشيل أهلي ..!! )

لحرصه على خدمة أمه وإخوته ..



من العجائب أنه بعد انتهاء دوام المدرسة اتجه إلى طريق الجبيل الدمام السريع !!
والمفترض ألا يذهب من هذا الطريق لوجود طريق أقرب منه ..
لكن القدر جعله يأتي مع هذا الطريق..

في يوم وفاته أمطرت الدمام مطرا قويا ..
وكأنها تبكي لفراق محمد مثل مابكينا عليه ..

ويقول أحد طلابه :

اخواني الاعزاء:
أنقل لكم مأساة طالب بدأ يومه الدراسي الأول من الفصل الثاني بسعادة وفرح وأنهاه بأحزان وآلام ..
انقل لكم خبر موت استاذ لي كان يدرسني التوحيد ليس استاذا فقط بل كان أباً وأما ً وأخاً في نفس الوقت .
درسني لمدة ثلاث سنوات كان أخاً في السراء والضراء يحب لي الخير .
يحثني عليه . يحذرني من رفقاء السوء . يخاف علي منهم
في الحقيقة إنه أب .







فاللهم يا حي حين لا حي ..
و يا حي قبل كل حي ..
و يا حي بعد كل حي ..

يا حي يا قيوم ..
يا رحمن رحيم ..

اللهم يا لطيف يا ودود يا عفو يا كريم ..
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه ..
اللهم آنس وحشته ونور قبره وافسح له فيه ..
واجعله روضة ً من رياض الجنة ..

اللهم اغسله من الذنوب والخطايا بالماء والثلج والبرد ..
ونقه منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..
اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا ً وغفرانا ً ..

اللهم يا كريم ..
يا كريم ياكريم ..

ارحم عبدك محمد الدريويش واغفرله وتجاوز عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ..
اللهم أبدله دارا ً خيرا ً من داره وأهلا ً خيرا ً من أهله ..
اللهم اغفر له وارحمه . واعف ُ عنه ..

آمين ..


:: دعواتكم ::