[بن فهد]

.


عندما ينافس الحب حباً آخر..

وعندما ترى الحِب لا يحب غير الحب..

وعندما تسمع العشاق .. لحنهم يملء الآفاق.. يغنون ويهتفون بحرفين فقط (ح.ب)
يعتقدون أنهم في ذروة الحب .. وأنهم أهله وصانعوه .. يعتقدون أن من لم يكن معهم فليس بمُحِبٍ ولا مُحَب .. هكذا يظنون ..

ويولول قائلهم بصرخة مجرب -يزعم- : الحب عذاب.

أنت النعيم لقلبي و العذاب له*** فما أمرّك في قلبي و أحلاك
ويقول محب آخر:
عـذبـي ما شئـت قـلـبـي عـذبـي***فـعـذاب الحب أسـمـى مـطـلـبـي

فعلاً هكذا يظنون وهكذا يستمتعون ...

وإن تعجب فعجب قولهم وظنهم فيظنون أن كل من لم يذق العذاب حقيقة فلم يذق الحب.. وقلي بربك أي عذاب في حب طاهر عفيف ما وجِدَ إلا ليبقى ..وما تكوَّن إلا ليستمر . قال الجاحظ : إذا ظفر المحب بحبيبه ذهب تسعة أعشار الحب . وهذا الزوج يظفر الليالي ذات العدد وما يزداد إلا قرباً.

فعلى رسلكم أيه المعذبون فدونكم حب سام هذبه المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى صار كالريحان والكادي ينتشر أريجه فوق البوادي فيرسم الحب بكل معانيه وينسج المودة بكل صورها ويكتب الرحمة بمداد الرحمة نفسها . نعم أيه اللاهثون ..نعم أيه الهائمون... دونكم الحب, وليس كأي حب , ف(ال) التعريف في حبنا فحسب.



فهنيئاً لكل طاهرين بحبهما تحت شرع العليم القدير الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً , فهُما بحق يعرفان الحب الذي لايعكره عذاب . فهيا يا معاشر المعذبين ادخلوا إلى دوحات المحبين إلى بساتين العاشقين وليقطف كل منكم وردته اللتي لا تذبل .. الوردة التي لا ترضى أن يستنكهها غيرك .. قل وردة وإن شئت قل لؤلؤا فكل الوصوف لذلك الحب حلال .

هيا املء قلبك بالحب الصادق النبيل

إنـما الكـون لـعـيـنـيــك رؤى ***و أنـا الـليل و أنــــت الــــقـمـر



والأمر يسير فقط امسحوا ألف (عذاب) من "الحب عذاب"



.