[حكيم الجزيرة]

إن العفو والصفح عمل تصفق له السماء قبل الأرض ,والتسامح والغفران قيم سامية وراقية ,حثنا الإسلام عليها....
على تلك القيمة تربينا ..حين كنا صغارا..تعلمنا إن نسامح المخطئ و..الخ
مرت الأيام والسنوات وكبرنا وزادت تجاربنا وتوسعت مداركنا ,وأصبحت نظرتنا اشمل وذات طابع يحمل الشك وافتراض الخطأ بدل الصواب في الآخرين....
كبرنا واصطدمنا بالواقع وأدركنا أن ما نشأنا وترعرعنا عليه من قيم جميله وحميدة لم تعد صالحة للزمن الذي نعيش فيه...
ومن أجمل وأعمق بل واهم ما فقدناه من قيم رغما
عنا قيمة التسامح والتجاوز والعفو...............
ففي كل يوم تزيد القضايا والمشاكل في البيوت وبين العائلات والناس وقد تصل في أحيان كثيرة الى اوراق المحاكم لتزيد من تفشي مرض أنفلونزا الحقد والضغينة...
حتى إن التسامح الفكري لم يعد موجودا
ومبدأ(إن لم تكن معي فأنت ضدي)أصبح رائجا
والفكر الاقصائي أصبح منتشرا
فان البعض يؤمن أن من يخالفه في قناعاته وأفكاره هو عدو لدود له يجب مقاطعته
للاسف ان اكثيرين يعتقدون بان الشخص الذي يسامح ويغفر هو شخص ضعيف لايستطيع أن يأخذ حقه, فنجد أننا نمثل على أنفسنا وعلى الناس أننا لانقبل الخطأ ولا نسامح أبدا لنوهم أنفسنا إننا اقويا ولنا هيبة لا تتزعزع إطلاقا ,
إن الكره والحقد أثقل مما نعتقد وله تبعات مدمره على الأمد القريب والبعيد,
فهناك أمراض كثيرة تصيب الحاقد جراء حقده والباغض بسبب بغضه.
عليك أخي أن تدرك انه آن الأوان لنعيش بهدوء وراحة

في زمن كثرة فيه الهموم والأوجاع وان نتوقف عن حصد المزيد من الخسارات النفسية والصحية والوقتية.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل أسوة حينما قال اذهبوا فانتم الطلاقا..
(الشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحاطب)

الكاتبة/ لبنى الخميس

إعداد /حكيم الجزيرة