|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
حُ ـروفٌ في مَركَبٍ بِلا أشرِعَ ـة !!
.
. ![]() حُروفٌ في مَركَبٍ بِلا أشرِعَة !! هَا أنَا أكشِفُ عَنْ وَجهِ الحُروفْ ، بَعدَ أنْ بَعثَرتْ بِهَا الأيَّامْ ، وَأنْفَاسُ روحٍ هَوتْ في القَلبِ كَالحُطَامْ ، كَوجهٍ صَبوحٍ بَعثَرتهُ دُموعٌ وَهُمومُ بَلْ حيَاةٌ وَأسْقَام ، آهَاتٌ رُبَّمَا تُعيدُ للأروَاحِ نَغمُهَا ، وللطِّيورِ شَدَاهَا ، وللزُّهورِ عَبيرُهَا . لَستُ شَاعِرَاً يَملِكُ دِيوَانَاً ، ولا بَحَّارَاً يَملِكُ مَركبَاً ، ولا سُلطَاناً يملِكُ قُصورَاً ، إنِّمَا عَبدٌ فَقيرٌ يَملِكُ باللهِ أمَلاً ، وَلِرَحمَتهِ رَاجِيَاً ، وَلِجَنَّتِهِ مُشتَاقَاً ، رُوحٌ غَربَلتِهَا قَسْوَةُ الحَيَاة .. ! ** ** ** مُشكِلَةٌ وَاِحدَةٌ قدْ تُنَغِّصُ للمَرءِ حَيَاتِهِ ، وَتُغَيَّرَ مَسْلَكَ دَرْبِهِ ، وَتَعْبَثُ في قَلبْه ، وَتَهْدِمَ أمَلَهُ وَ آمَالَهُ وَتَضَعَهُ بَينَ مَتَاهاتٍ في أيَّامِهِ ، هَذهـِ هيَ الحيَاة ، وَهذَهَـِ سُنَّتُهَا ، عُلِّمنَا أنْ نَعيشَ الدُّنيَا ، كَاسمِهَا دُنيَا ، لِنحيَى للآخِرَة ، فَلَيسَ لَنَا مِنْهَا سِوى القنَاعَة ، وَمركَبُنَا فيهَا للهِ طَاعَة ، وَحيَاةُ غَريبٍ طَالَ عَليهِ سَفَرهـُ ، والسَّاعيَانِ أحَدُهُمَا يَحمِلُ في قَلبِهِ صَبرٌ وَطَاعَة ، يَبْتَغى رِضَى اللهِ والجَنَّة ، وآخَرٌ هَمَّهُ شَهوتَهُ وَبطنهُ ، لا عِلمَ لَهُ لا بِدُنيَا ولا آخِرَة ، قَدْ كُفَّتْ بَصيرَتُهُ وَإنْ بَانَ عليهِ نَظرُهـُ ، أو مَاتَ قَلبُهُ رُغمَ أنُّه مَا زَالَ في نَبْضِه . ** ** ** لَستُ بِالصَّعبِ الشَّديدْ ، ولا الهيَّنُ البَليدُ في كُلِّ مَا أشتَهيْ وَأُريدْ ، وَفي كِلاَ الأحوالِ أُخطئُ وَأُصيبْ ، ولا لِحَيَاتِنَا ثَمنٌ ، لأنَّهَا للهِ .. حيَاتُنَا طَاعَة ، وَمُعَاملاتُنَا بِدينِهِ ، حتى هَوى النَّفسُ لا بُدَّ أنْ تَتَقيَّدَ بِحُكمِهِ ، لَمْ نُوجَدْ لأنفُسِنَا وَمَلَذَّاتِنَا ، مَخلوقونَ للعِبَادةِ والإنقيَاد ، ولِطَاعَةِ الرَّحمنِ بِجُهدٍ وتَذَلُّلٍ وَرجَاءُ الثَّوابْ . ** ** ** عِشْنَا كَمَا يَعيشُ غَيرُنَا ، غَيرَ أنَّنَا لَسنَا أصحَابُ طُولِ أمَلْ ، ولا هَدَفٍ فيهِ الطَمَعُ ولا الكَسَلُ والهَزلْ ، تَعَلَّمَنَا أنَّ الدُّنيَا لَيسَتْ بِدَارِ قَرارْ مِنْهَا نَأخُذُ وَتَأخُذُ مِنَّا ، وَلمْ تَكُنِ الآمَالُ بينَ سَيَّارةٍ فَارِهَةٍ ، وَلِبسِ غُرورٍ ، وَميَاعَةٌ تُضيعُ الرَّجولَةُ أو خُشونَةٌ تَخْرُجُ مِنْهَا صُعوبَةُ المُمَارَسة ، مِنذُ نُعومَةِ أظْفَارِنَا وَ أُمي تُردِّدُ [ لا تَنظروا لِمَنْ هُو أعلا مِنْكم ، بلْ لِمَنْ دُونَكم لِتَقْنَعوا ] ، لَكِنَّنَا لَمْ نَستَطِعْ أنْ نَنْظُرَ لِمَنْ هُم دُونَنَا ، لأنَّنَا جَعَلنَا أنْفُسَنَا أقَلِّ النَّاسِ مَنزِلَةً في حُبِّ الحَيَاةِ ، هَكَذا تَعَلَّمنَا حتى لَو لَمٍْ نَكُنْ نُريدْ ، في حَيَاتِنَا نَعيشُ كَمَنْ يَتَوسَّدُ الأرضَ وَيلَتَحِفُ السَّمَاء ، وَ يَعيشُ عَلى تَمرةٍ وَمَاء . ** ** ** مَا زِلتُ تَائِهٌ عَابِرُ سَبيلْ ، لا دَارٌ وَلا قَراَر ، الطَّريقُ طَويلٌ والزَّادُ قَليلْ ، لَيلٌ يَشكوا كَثرَةِ النَّوم ْ ، وَبالأسحَارِ قِلَّةُ استِغَفَارْ ، أمَا زَالَ النَّاسُ نِيَامْ ، واللهُ في السَّمَاءِ يُنَاديْ ، مَنْ مِنَّا يَبكيْ وَيُسبِّحُ لَهُ وَيستَغفِرُ وَيَطلُبُ وَيُنَاجيْ ، كُلُّ المُلوكِ أوصَدوا أبوَابَهُم إلا بَابَه ، مَلِكٌ عَفوٌّ كَريمٌ لا خَابَ مَنْ رَفَعَ إليهِ أكُفَّه . لا رَبَّاً لَنَا سِوَاهـ ، مَا َعبدنَاهـُ سُبْحَانَهُ حَقَّ عِبَادَتِه ، نَرجو رَحمَتَهُ وَنَخشَى عَذَابَه . مَتَى تَستَيقِظِ النُّفوسَ وَتسلُكَ دَربَ الهِدَايَة ، وتَبقى القُلوبُ إلى اللهِ خَاشِعَة ، وَالعيونُ لَهُ دَامِعَة ، والأنفُسُ خَاضِعَة ، طَريقُ النَّارِ بَالشَّهواتِ سَالِكْ ، وَالجَنَّةُ دربُهَا شَائِكْ ، والهَوى للنَّفسِ هَالِكْ . ** ** ** لا كُلُّ مَا يَنزِلُ مِنْ السِّمَاءِ رَحمَة ، ولا كُلُّ العُقولِ بِأوزَانِهَا ذَهبٌ وَفِضَّة ، مِنْهَا الخَاليَةُ والنَّتِنَةُ ومِنْهَا السَّاميَةُ العَاليَة . مَنْ يُضِفْ للعَسَلْ سُكَّرَاً ، وَللَبَحرِ أيضَاً ، لَنْ يَستَطيعَ بِكليهَمَا أنْ يُغَيَّرِ . للغُربَةِ فُصًولٌ أربَعة ، جِهَادٌ وَثَبَاتٌ وَعَزيمَةٌ ثُمَّ فَائِدَة ، وَإنْ سَقَطَ رُكنٌ فَخُذْ بِالإعتِبَارِ أنَّ جَمِيعُهَا سَاقِطَة !! الإنسَانُ لا يَستَطيعُ أنْ يَسيرَ بِقَدمٍ وَاحِدَة ، والأمَّةُ تُعرَفُ بِشَريعَة ، كَمَا أنَّ العِفَّةُ والطَّهَارَةُ سِمَةُ المَرْأةِ الشَّريفَة . ** ** ** قَالَهَا كَريهُ نَفْسٍ مَرحَبَاً بِكَ أيُّهَا الأميرْ ، وَكَمْ أتَمَنى أنْ أكونَ أميرَاً على حَضيرَة للحَمير ، ولا أميرَاً تُلاحِقُهُ عُقولٌ تَلَبَّسَتْ بِنِفَاقِهَا ، رُبِّمَا بِالحَميرِ أكونُ رَاعيَاً يَسوقُ قَطيعَاً يُطعِمُهَا لِيَكسَبَ أجْرَهَا وَيُدَاوي عَليلَهَا ، وَلا أميرَاً على بَني بَشَرٍ حَتى وَإنْ قَسوتَ عَليْهم أظهَروا لَكَ الإبتِسَامَةَ كَونَكَ تُنَادَى أمير .!! مَا زَالَ المِشْلَحُ عَلى الشَّمَاعَة ، يَئِنُّ يُريدُني أنْ أهْتَمَّ بِهِ وَأنْفُضَ عَنه غبَارَهـ ، خُلِقَ البَشَرُ للهِ لا لِعَبدٍ مِنْ عِبَادِهـ ، أميرٌ يَبحَثُ عَنْ قطعةِ خبزَة ، وَفي اللَّيلِ بَينَ الأزِقَّةِ يَبحَثُ عَنْ فِراشِه !! كُلٌّ أميرٌ عَلى نَفسِهِ ، والأميرُ مَنْ قَادَتْهُ أخلاقُهُ وَتَوَاضُعهِ ، لا مَنْ تَسَمَّى بِذَلكِ بِكبريَائِهِ وَجَبروتِهِ وَطُغيَانِهِ . ** ** ** عَينَانٌ خَلفَ سَرَابِ الحُبِّ تُدَغدِغُ القَلبَ وَ تُهَيِّضُهُ ، وَمَشَاعِرٌ تَهُزٌّ الجَسَدَ وَتُفقِدُهـُ صَوابه ، وَعيونٌ كَسَرَّت حَواجِزُهَا دموعُ لَهفَةٍ وَشَوقْ . خُطَى تَتَسَابَقُ لِتُعَانِقَ تِلَكَ الرُّوح الطَّاهِرَة ، وَقَلبٌّ مَازَاَل يَنبِضُ عَلى أنْفَاسِهَا . ابِتسَامَةٌ رَدَّتْ للجَسَدِ شَبَابَه ، وَرَوتْ عُروقَهُ وَأطرَافُه ، حُبٌّ في عَذبِهِ وَعَذاَبِه ، سُلطَانٌ يَملِكُ القَلبَ وَصَاحِبه ، وعَزفٌ أنغَامٍ عَلى أنْفَاسِه . تَمتِمْ أيُّهَا القَلبُ وَبِالتَّاءِ تَنهيدَةٌ وَبِالمِيمِ مَوَّالٌ يَعزُفُ الحُزنَ عَليكَ وَيُخَترِقُ أسَارِيرَهـ . حَلِّقْ بَعيدَاً يَا قَلبَاً سَكَنَ الفُؤَادَ وَزَلزَلَ عَرشَهُ وَأركَانَه وَدُمْ بِحُبٍّ قُربَ ضَعيفٍ حَلَّقَ في سَمَا رُوحِك ، وَأنْهَكَتْهُ أشجَاَنَه ..!! ** ** ** لَمْ تَكُن الظُّلمَةُ في كُلِّ أوقَاتِهَا مُوحِشَة ، أحيَانَاً قَدْ تَأخِذُ أروَاحَنَا خَارِجَ أجسَادِنَا فَنُحَلِّقُ بَعيدَاً عنْ هُمومِنَا ، وَنَسيرُ وَكأنَّنَا في حَيَاةٌ لا تَعرِفُ فيهَا سِوى السَّعَادة تَمُرُّ بِالنَّفسِ أوقَاتٌ لا تَجِدُ الرُّوحَ مَهربَاً مِنْ الهمِّ الذيْ يَستَعمِرُ حَيَاتَهُ سِوَى أنْ يَرتَمي في فِرَاشِهِ ، وَيُبَلِّلُ وسَادَتهُ بِدموعِهِ ، وَهَمُّه يُحرِقُ قَلْبَه . لَو كَانَتْ أرواحُنَا وَقُلوبُنَا بِأيدينَا لَمَزَّقنَاهَا ، وَلأجرمَنَا بِحَقِّهَا .. !! ** ** ** قَدْ يَكونُ الحِذَاءُ مَصنوَعَاً مِنْ أجلِ المُرورِ مَنْ بَينِ الأذى دونَ أنْ تَتَأذَى ، لَكِنَّ أقَلامًا تُجبِرُكَ إنْ مَرَرْتَ بِهَا أنْ تُنَزِّهـَ الحِذَاءَ عَنْهَا تَكريمَاً للحِذَاءِ مِنْ الأذَى ، وَأقَلامٌ أخرَى تَنَحَني لَهُم حُروفُكَ لِسمو أخلاقِهمْ وَطِيبَةُ نُفوسِهم . أحْرُفٌ تَحَكيْ عَنْ بَعضِ القُلوب ..!! كُلَّ مَا قُلتُه لكم حُروفٌ في مَركَبٍ بِلا أشرِعَة ، تَاهَتْ بَينَ أسْطُرٍ مُشَتَّتَةٌ ، وَبِضَاعَةٌ بَخِسَة ..! أستَودِعُكم اللهُ الذي لا تَضيِعُ وَدَائِعُه أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ . .
__________________
![]() إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 20-05-2009 الساعة 08:14 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|