[باب توما]

في يوم غير موعود مع الذكرى , ذكرى الأبوة والحنان والعطف ..
نادى ابني أباه بلغته المحلية على صغر سنه ( يبه ) نادى بها مراراً وأبوه منشغل لم يلتفت إليه , فأردت توصيل ندائه فناديته بذات اللفظة ( يبه .. يبه ) .
( يبه ) هزت كياني .. أخرجتني من ذاتي الحاضرة إلى ذاتي البريئة الغضة قبل سنوات .
( يبه ) سرت أمامي كطيف حالم لم أعشه ألبتة ..
( يبه ) ثمانية عشر عاما لم ينطق بها لساني , ولم يتعسل بها فمي ..
( يبه ) هل فيها قسوة الذكرى أم حلاوة الترنم برجع صدى الماضي ؟ ! انحدار الدمع يبني بينها جدار العزل الفاصل ..
( يبه ) أين أنت ؟ أتسمعني ؟ هل تجيبني ؟
فقدتك والفقد موجع .. وسيل الهم تحمله سحاب .

( يبه ) لله درك من أب رحيم غيب الموت صورته !
لله درك من أب كريم غيب القدر سناه !
لله درك من أب عطوف غطت رمال ( الموطأ ) ضياه !
( يبه ) حركت فيَّ أقصى درجات العجب ممن أحد والديه حي أو كلاهما ولا يبره .. ولا يتلذذ بالجلوس معه ..
ولا يعتز به .. ولا يلين له جانبا !!!!!!!
( يبه ) أطلقت من صميم فؤادي صرخة مدوية ( بروا آباءكم قبل أن تعزفوا على أوتار الذكرى .. وترسلوا آهات الحزن والأسى .)
رحمك الله يا أبي ورفع منزلتك مع الأنبياء و الشهداء.. وأعانني ربي على برك ميتاً وبر والدتي حيةً وأطال في عمرها على طاعته .
( لا أراكم الله مكروها في غالٍ لديكم )