حَربُ الفَضيلَةُ في الأنديَةُ النِّسَائيَّة !!
.
.

حَربُ الفَضيلَةُ في الأنديَةُ النِّسَائيَّة !!
قَالَ سُبحَانَهُ : { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا } الآية
مَازَاَلتْ الحَمَلاتُ الغَربيَّةُ التَّغريبيَّةُ تُكَشِّرُ عَنْ أنيَابِهَا ، عَلى مُجتَمَعَاتٍ تَعيشُ بِأمنٍ وَأمَانٍ وَشَرَفٍ وَفَضيلَة ، وَمَازَاَلتْ العُقولُ المُستَهَجَنَةُ تُؤرِّقُ مَركَبَ هَذهـِ الأمَّةُ ، غَاضَهَا تَديُّنَهَا وَحِفَاظُهَا عَلى دِينِهَا وَمَبَادِئَهَا .
وَالأمرُ لَيسَ جَديدَاً مِمَّنْ جَعَل اللهُ عُقولَهُم فيْ شَهوَاتِهمْ ، دُعَاةٌ مُزَيَّفونَ خَلفَ النِّسَاءِ العَفيفَاتِ الطَّاهِرَات ، فَمِنْ العَمَلِ ، للسَّفرِ بِدونِ مَحْرَم ، للأنديَةِ النِّسَائيَةِ مَازَاَلَ فَتيلُ الحَربِ عَلى الفَضيلَةِ مُشتَعِلٌ ، مُوجِّهَةً سِهَامَهُ المَسْمُومَةُ ضِدَّ الأنفُسِ الطَّاهِرَةُ البَريئَة .
وَ للأسَفِ فإنَّ حَالُنَا يُرثَى لَهُ ، وَكأنَّ الدَّولَةُ عَميَاءٌ صَمَّاء تُمسِكُ بِأكُفِّهَا أقلامٌ جَائِرَةٌ وَعُقولٌ مَسمومَةٌ ضِدَّ هَذهـِ الشَّريعَةُ التي هي في مَبدَأ قِيَامِ هَذهـِ الدَّولَةْ ، وَفي غَيَابِ ذَلِكَ ، كَأنَّ المُجتَمَعُ قَطيعٌ غَارَ عَليهِ شَهوَانيٌّ يَدُنِّسُ الأعرَاضَ تَفوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ العَفَنِ والدَّنَاءَةِ والنُّفوسِ الشَّهوانيَّةُ الحَقيرَة ، التي لا تَتسَتيقِظُ سِوى عنَدَ بَطنِهَا وَعورَتِهَا : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } الآية .
إنَّ مَا يُنَغِّصُ عَيشَ هَذهِـ الأمَّةُ هو السُّكوتُ مِنْ أهلِ العِلمِ ضِدَّ هَؤلاءِ ، دُعَاةُ الضَّلالِ وَالفَسَادِ وَالإنحِلالِ ، مَعَ غَياَبِ مُحَاسَبَةِ السٌُّلطَانِ لَهُم ، وَتَرْكِهم يَموجونَ بِكلُّ حُريَّةٍ في الإعلامْ .
إنَّ الأنديَةُ النِّسَائيَّةُ مَسرحَاً آخَرَ لِهَدمِ الفَضيلَةِ وَإحيَاءِ الرَّذيلَةِ ، والسَّعيِ لِنَشرِ الفَاحِشَةِ في المُجتمَعَاتِ المُسلِمَةِ المُحَافِظَةِ ، وَإنْ كَانَتْ تِلكَ الأنديَةُ مَطَالِبَاً لِشَرعيَّةٍ دُوليَّةِ ، أو هَجَمَاتٍ تَغريبيَّةٍ فَإنَنَا نَعيشُ عَلى شَريعَةٍ طَاهِرَةٍ نَزيهَةٍ ، تَسيرُ عَلى شَرعِ اللهِ سُبحَانَهُ وَسُنَّةَ رَسولِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم ، وَمَا زَاَلَ دُعَاةُ التَّغريبِ والفُجورِ يَتَتَبَّعونَ خَطَواتِ النِّسَاءِ وَحُقوَقَ المرْأة ، وَكأنَّهم أدرى مِنْ اللهِ بِشَرعِهِ ، بَلْ وَكأنَّ النِّسَاءَ قَدْ أوكلَنَ إليهم شُؤنَهُنَّ .
وَمَا كَاَنِتْ النِّدَاءَاتُ التَّغريبيَّةُ إلا نِدَاءَاتُ هَدْمٍ للفَضيلَةِ والمَبَادِئِ ، لِيَأخذوا المُجتمَعَاتِ المُسلِمَة الطَّاهِرَةَ العَفيفَةَ مِنْ بَحرِ الفَضيلَةِ إلى مُستَنْقَعَاتِ الرَّذيلَةِ ، وَليسَ بِغَريبٍ عَليْهِم كَونَ أنَّ الغَربَ أملى ذَلِكَ في عُقولِهمْ ، وَبَدأ الغَربُ يَغَار كَونَ أنَّهُ يَعيشُ عَلى أعرَاضٍ نَجِسَةٍ مَكشوفَةْ ، وَلِكنْ حَسْبُنَا اللهُ سُبحَاَنَهُ إذْ يَقول : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } . الآية
وَأوصَى اللهُ بِكِتَابِهِ المُؤمِنَاتُ أنْ تَبقىَ المَرأةَ في بَيتِهَا حِفظَاً وَصونَاً لَهَا ، لِتبقَى جوهَرَةً ثَمينَةً لا تَستَغِفِلُهَا العُقولُ وَلا تَمسُّهَا الأيديْ ، وَقَالَ سُبحَانَه : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } الآية .
وَلَمْ تُحَرِّمُ الشَّريعَةَ أبدَاً المَرَأةَ بِأنْ تُمَارِسَ الرِّيَاضَةَ في بَيتِهَا ، لِكِنَّ العُقولَ الدَّخيلَةَ عَلينَا ، لَنْ يَهنَئَ لهَا بَالاً حتى تَرى ذَلِكَ بِأمِّ عَينِهَا ، وَلَنْ تَرَاهـُ حَتى تَموت الغِيرَةُ في القُلوبِ ، وَتَفوحُ رَائِحَةُ الدِّيَاثَةُ نَسَألُ اللهَ السَّلآمَةَ والعَافيَة .
جَاءَ فِيْ المسْتَدْرك عَلى الصَّحِيحَيٍْنِ :أنَّ نِسَاءَ دَخَلْنَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلتْهُنَّ: مَنْ أنْتُنَّ؟ ، قُلْنَ: مِنْ أَهْلِ حِمْص . قَالَتْ: مَنْ أَصْحَابُ الحَمَّامَاتِ؟ قُلْنَ: وَبِهَا بَأس؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولْ: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِيْ غَيْرِ بَيْتِهَا، خَرَقَ اللهُ عَنْهَا سِتْرَهُ). اللُّهم مَنْ أرَادَنَا أو أرَادَ شَبَابنَا أو نِسَاءنَا أو أطفَالَنَا بِسوءٍ فَأشغِلْهُ في نَفسِهِ وَرُدَّ كَيدَهـُ في نَحرِهـِ وَافضَحُهُ بيَنَ خَلْقِكَ أجمَعينْ .
اللَّهُم إنْ أردَتَ بِعِبَادِكَ فِتنَةً فَاقبِضْنَا إليكَ غَيرَ مَفتونينْ
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|