بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الليبراليون .. جَهْلُهُمْ بِالليبراليةِ و بالإسلامِ معًا جَعَلهمْ يَتَبنون فلسفتها ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-05-2009, 09:56 PM   #1
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
الليبراليون .. جَهْلُهُمْ بِالليبراليةِ و بالإسلامِ معًا جَعَلهمْ يَتَبنون فلسفتها ..

بسم الله الرحمن الرحيم


لقد جاءت الشرائع السماوية بكل ما فيه المصلحة و الفلاح للإنسان ، و كلما ازداد الناس تطبيقاً لأوامر الله تحققت لهم وسائل بناء الأرض التي استخلفهم ربهم فيها ، و كلما ابتعدوا عن مراد الله حل الاضطراب في شؤون حياتهم و تقاطعت مصالحهم مع مصالح غيرهم .

و لما حرف الدين النصراني و أصبح رجال الكنسية أصحاب نزعة تسلطية على الناس ثار الثوّار على دينهم و كنسيتهم آنذاك رافضين هذا التسلط الغير مبرر على معايش الناس و سبل حياتهم ، فقد ضيق الخناق بشكل لا يطاق و ظهر استغلال رجال الدين و تكسبهم من وراء هذه الممارسات ..

و من هنا كانت الثورة الليبرالية التحررة ، و العاقل المنصف يرى أن أسباب الثورة على الكنيسة أسباب واقعية لتخليص البلاد و العباد من النزعة السلطوية التي حالت بين الناس و بين التقدم و الرقي في مجال العلوم ، و بلا شك أن الحديث عن نشأة هذا الفكر و تطوره حديث لا يزال يشوبه بعض الغموض حتى هذه اللحظة ، و لكن حسبنا تحديد بعض المعالم ، و إعطاء تصور بسيط لأبرز ما يحتويه هذا الفكر الفلسفي .

دارت السنين و تنقل هذا الفكر على هيئة مراحل و تنوع معتنقوه ، حتى أصبح في بلادنا هنا من يجاهر به و يرفع لواءه على علن ، في الصحف المحلية و القنوات و الإذاعات ثم هو يعتز بالانتماء له و الدعوة إليه ، و هؤلاء لا يعون ما يهرفون و يهتفون به ، فهم لما جهلوا شرع الله و ما فيه من المعاني السامية التي تبني الحضارة راحوا يتهافتون على كل ما هو وافد ، و هذه نتيجة منطقية ، فإن الكأس الفارغ من السهل ملؤه بأي شي ، فلما فرغت عقولهم أو قلوبهم من فقه الشريعة و إدارك مقاصدها و دلالتها ، صارت فارغة متاحة لتقبل كل دخيل .كحال العاشق الذي قال :
[poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى = فصادف قلبا خاليا فتمكّنا[/poem]

فهم جهلوا الإسلام أولاًَ ثم جهلوا واقعهم فالثوار الليبراليون في الغرب معذورون في رفع لواء الليبرالية حيث قاومت الكنيسة التقدم و حاربت الإبداع ، أما في الإسلام فلا تعارض بين التقدم و العلم و البناء الحضاري و بين الإسلام ، بل إن التقدم العلمي و الإسلام يسيران في خط متوازٍ يشد أحدهما الآخر ، فقوة الإسلام نابعة من وقوفه مع كل إبداع و علم .

من الليبراليين من يتهم علماء المسلمين بأنهم غير منطقيين في تطبيقهم لنصوص قد ولى زمانها منذ أربعة عشر قرناً من الزمن ، و هم كذلك غير منطقيين في نقلهم لفكر قام في بيئة غير بيئتنا و على ظروف تغاير ظروفنا تماماً ، فهم قد وقعوا فيما جعلوه مذمة لعلماء الإسلام .

في الفكر الليبرالي معالم حضارية جميلة ، و لكن الإسلام كان له السبق في تقرير هذه المعاني و الدعوة إليها و إشاعتها ، و بناءً على ذلك فإن الأولى أن تُنسب للإسلام ، و أن يُنادى لهذه المعالم من مصدرها الأول الذي أقرها و أعلنها ، و إن كان في الفكر الليبرالي ما يتعارض مع الإسلام فهو مطروح بلا شك ، لأن الدين مقدم على ما خالفه ، و من هنا كانت الخطوط متقاطعة بين الإسلام و الليبرالية . و إذا تقرر هذا تَبَيَّنَ لنا زيف دعوى من يحاول التقريب بين الإسلام و الليبرالية من خلال الخلط في المصطلحات كمن يحمل لواء ( الليبرالية الإسلامية ) أو ( الإسلام الليبرالي ) فهذان ضدان لا يجتمعان بحال ، و ما كان في الليبرالية من الخير فنسبته إلى الإسلام أولى ، و ما كان فيه من الشر فلا مريةَ في وجوب اطِّراحه لبطلانه ، و { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد

و من أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى بحث مشهور على الشبكة الإلكترونية بعنوان : تعريف الليبرالية نشأتها و مجالاتها ، لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي ، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ، وهي رسالته لنيل درجة الدكتوراه ، و كتابه تحت الطبع بإذن الله كما بلغني ، وهو من طلاب الشيخ سفر الحوالي ، والمدير العام لمركز التأصيل للدراسات والبحوث .


أخوكم / عبدالله
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 24-05-2009 الساعة 10:02 PM.
الـصـمـصـام غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)