|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
الليبراليون .. جَهْلُهُمْ بِالليبراليةِ و بالإسلامِ معًا جَعَلهمْ يَتَبنون فلسفتها ..
بسم الله الرحمن الرحيم لقد جاءت الشرائع السماوية بكل ما فيه المصلحة و الفلاح للإنسان ، و كلما ازداد الناس تطبيقاً لأوامر الله تحققت لهم وسائل بناء الأرض التي استخلفهم ربهم فيها ، و كلما ابتعدوا عن مراد الله حل الاضطراب في شؤون حياتهم و تقاطعت مصالحهم مع مصالح غيرهم . و لما حرف الدين النصراني و أصبح رجال الكنسية أصحاب نزعة تسلطية على الناس ثار الثوّار على دينهم و كنسيتهم آنذاك رافضين هذا التسلط الغير مبرر على معايش الناس و سبل حياتهم ، فقد ضيق الخناق بشكل لا يطاق و ظهر استغلال رجال الدين و تكسبهم من وراء هذه الممارسات .. و من هنا كانت الثورة الليبرالية التحررة ، و العاقل المنصف يرى أن أسباب الثورة على الكنيسة أسباب واقعية لتخليص البلاد و العباد من النزعة السلطوية التي حالت بين الناس و بين التقدم و الرقي في مجال العلوم ، و بلا شك أن الحديث عن نشأة هذا الفكر و تطوره حديث لا يزال يشوبه بعض الغموض حتى هذه اللحظة ، و لكن حسبنا تحديد بعض المعالم ، و إعطاء تصور بسيط لأبرز ما يحتويه هذا الفكر الفلسفي . دارت السنين و تنقل هذا الفكر على هيئة مراحل و تنوع معتنقوه ، حتى أصبح في بلادنا هنا من يجاهر به و يرفع لواءه على علن ، في الصحف المحلية و القنوات و الإذاعات ثم هو يعتز بالانتماء له و الدعوة إليه ، و هؤلاء لا يعون ما يهرفون و يهتفون به ، فهم لما جهلوا شرع الله و ما فيه من المعاني السامية التي تبني الحضارة راحوا يتهافتون على كل ما هو وافد ، و هذه نتيجة منطقية ، فإن الكأس الفارغ من السهل ملؤه بأي شي ، فلما فرغت عقولهم أو قلوبهم من فقه الشريعة و إدارك مقاصدها و دلالتها ، صارت فارغة متاحة لتقبل كل دخيل .كحال العاشق الذي قال : [poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى = فصادف قلبا خاليا فتمكّنا[/poem] فهم جهلوا الإسلام أولاًَ ثم جهلوا واقعهم فالثوار الليبراليون في الغرب معذورون في رفع لواء الليبرالية حيث قاومت الكنيسة التقدم و حاربت الإبداع ، أما في الإسلام فلا تعارض بين التقدم و العلم و البناء الحضاري و بين الإسلام ، بل إن التقدم العلمي و الإسلام يسيران في خط متوازٍ يشد أحدهما الآخر ، فقوة الإسلام نابعة من وقوفه مع كل إبداع و علم . من الليبراليين من يتهم علماء المسلمين بأنهم غير منطقيين في تطبيقهم لنصوص قد ولى زمانها منذ أربعة عشر قرناً من الزمن ، و هم كذلك غير منطقيين في نقلهم لفكر قام في بيئة غير بيئتنا و على ظروف تغاير ظروفنا تماماً ، فهم قد وقعوا فيما جعلوه مذمة لعلماء الإسلام . في الفكر الليبرالي معالم حضارية جميلة ، و لكن الإسلام كان له السبق في تقرير هذه المعاني و الدعوة إليها و إشاعتها ، و بناءً على ذلك فإن الأولى أن تُنسب للإسلام ، و أن يُنادى لهذه المعالم من مصدرها الأول الذي أقرها و أعلنها ، و إن كان في الفكر الليبرالي ما يتعارض مع الإسلام فهو مطروح بلا شك ، لأن الدين مقدم على ما خالفه ، و من هنا كانت الخطوط متقاطعة بين الإسلام و الليبرالية . و إذا تقرر هذا تَبَيَّنَ لنا زيف دعوى من يحاول التقريب بين الإسلام و الليبرالية من خلال الخلط في المصطلحات كمن يحمل لواء ( الليبرالية الإسلامية ) أو ( الإسلام الليبرالي ) فهذان ضدان لا يجتمعان بحال ، و ما كان في الليبرالية من الخير فنسبته إلى الإسلام أولى ، و ما كان فيه من الشر فلا مريةَ في وجوب اطِّراحه لبطلانه ، و { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد و من أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى بحث مشهور على الشبكة الإلكترونية بعنوان : تعريف الليبرالية نشأتها و مجالاتها ، لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي ، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ، وهي رسالته لنيل درجة الدكتوراه ، و كتابه تحت الطبع بإذن الله كما بلغني ، وهو من طلاب الشيخ سفر الحوالي ، والمدير العام لمركز التأصيل للدراسات والبحوث . أخوكم / عبدالله
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 24-05-2009 الساعة 10:02 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|