[محمد بن صالح البجادي]

يشوب سوء الفهم لمعاني بعض المصطلحات عند العامة من الناس إلى الرفض والممانعة وعدم تقبل ذلك المصطلح والعمل به .. !!
لذلك يجب توضيح وتبسيط المعنى حتى يتسنى للقارئ والسامع والمتلقي الحكم عن تصور ومعرفة تامة بالمصطلح ,
الدستور : كلمة فارسية عربت فاستخدمها العرب ,
للوصف والتعيين , للقانون وللنظام وللبرامج وللقواعد وللدفاتر والتسجيل ,ومنها اتخذ
شعار (( القرآن دستورنا ))
استخدمه السلطان عبدالحميد الثاني كأول حاكم مسلم ثم تبناه مؤسس جماعة الأخوان الشيخ حسن البناء ,
ثم صار شعارا يردده كل من يريد أن يستبد ويحكم على هواه ويتهرب من وضع دستور حقيقي مدون ومكتوب وواضح لكي يكون مرجعا ونظاما للحاكم والمحكوم .
ومعنى ذلك أن الدستور هو النظام أو الأنظمة التي تجسد المساواة وتحفظ الحقوق والحريات للأفراد والجماعات وتكبح جماح الحاكم ويحقق التعددية والكرامة ويقرر مشاركة المواطنين في ممارسة السلطة بواسطة الانتخابات .
فهو إذا الضابط الذي يكفل تطبيق المبادئ ويمنع الحاكم من الإساءة واستغلال السلطة .
والدستور ينص على قدسية الأمة , أي أن السلطة للأمة وأن الحاكم وكيل , له حقوق مبنية على قيامه بواجباته , وأن الأمة مراقبة له ومحاسبة ولها حق عزله .
وللدستور عدة عناصر يرتكز عليها ولا يقوم إلا بها منها :
أولا : الشورى الملزمة التي نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية والخلفاء الراشدون .
ثانيا : الفصل بين السلطات الثلاث
1- التشريعية 2- القضائية 3- التنفيذية ,
لتمارس كل سلطة اختصاصاتها ووظائفها بصفة مستقلة عن الحاكم والمسئول لمنع الاستبداد وإساءة السلطة .
ثالثا : تحديد صلاحية السلطة الحاكمة في التنفيذ فقط حتى لا تداخل السلطات فيما بينها ,
رابعا : تكوين مجتمع مدني, للأفراد والجماعات كالنقابات والأحزاب والمنتديات وكفالة حق حرية الرأي والتعبير لكي يتقرر حق الشعب في الرقابة وتصحيح الأخطاء وتقويم انحراف الدولة .
خامسا : قيام مجلس حر منتخب من ذوي الخبرة والرأي والمعرفة (( تكنوقراط)) ليتولى رسم سياسة الدولة الداخلية والخارجية .
وهذي من مقاصد الشريعة التي نص عليها القرآن في قوله ((أولي الأمر منكم )) ومقولة أهل الأثر
(( أهل الحل والعقد )).
هذي بعض لمحات الدستور الذي يجب أن يكون لدينا لنتجنب الكوارث القادمة لتحقيق إصلاحا جوهري يضمن البقاء والاستمرار في دولة إسلامية مستقرة .
ولا يمكن نجاح دولة مهما كانت بدون دستور يضمن العدل والشورى وحقوق الإنسان .
........................................
.............................
شعاري
الإسلام دين ودولة في ظل أنظمة وقوانين .