[البدائعي]

أنواع القلوب في الثبات على دين الله

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
كان من دعاء المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ الذي يردده دائماً : " يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك ، يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا إلى طاعتك " رواه الترمذي .

وفي حديث آخر : " مثل القلب كمثل ريش بأرض فلاة تقلّبُها الرياح " رواه أحمد والبغوي .

فالقلوب في القبات على الخير والشر ثلاثة :
الأول : قلبٌ عُمّر بالتقوى وطُهّر عن خبائث النفس فتنفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب فمَدَّه الملكُ بالهدى .

والثاني : قلب مخذول مشحون بالهوى ، مندسٌّ بالخبائث ، ملوثٌ بالأخلاق الذميمة ، فيقوى فيه سلطان الشيطان ويمتلئ بدخان الهوى فيعدم النور ويصير كالعين الممتلئة بالدخان لا يمكنها النظر ولا يؤثّرُ عنده زجر ولا موعظة .

والثالث : قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى فيدعوه إلى الشر فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير فيكون متردداً بين الجندين ( المَلِك والشيطان ) إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به فمن خُلِقَ للخير يُسِّرَ له ومن خُلِقَ للشَّرِّ يُسِّرَ له .

-----------------------------------------------------------------------------------

شعر في أُخُوَّةِ الكرام

قال العباس بن عبيد :

كم من أخٍ لك لم يلده أبوكا وأخٍ أبوه أبوك قد يجفوكا
صافِ الكرام إذا أردت إخاءهم واعلم أن أخا الحفاظ أخوكا
لو كنت تحملهم على مكروهة تخشى الحتوف بها لَمَا خذلوكا
وأقاربٍ لو أبصروك معلقاً بنياط قلبك ثم ما نصروكا
الناس ما استغنيت كنت أخاً لهم وإذا افتقرت إليهم فضحوكا

-----------------------------------------------------------------------------------

نصائح أب لابنه

قال أحدهم لابنه : يا بني اسمع نصيحة مجرب عاش الدهر حتى سئمه ، وذاق حلوه ومرّه ، وعامل الناس حتى عرفهم :
* يا بنيّ خالق الناس بخلق حسن ، واعلم أن الكلمة الطيبة تَلِين لها قلوب الأعداء ، وأن الكلمة السيئة تبلغ مداها في القلوب .

* يا بنيّ اصفح عمَّن ظلمك واسمع ممَّن نصح وأدِرْ عقلك فيما تسمع ، واستشر مَن مِن أصدقائك تعرف عقله ، وتثق برأيه .

* واجعل أصدقاء أبيك ـ إن أدركتهم ـ أصدقاءك ومستشاريك .

* واضحك في وجوه قاصديك ، ولا تسألهم من أين جئتم ؟ ومِمَّن أنتم ؟ حتى يبادئوك ، واسمع منهم أكثر مما تُسمِعُهُم .

* وبادر بالزيارة والسؤال عمَّن ابتعد عنك من أقربائك ، ولا تعاتب أحداً منهم بقولك : مرضت فلم تعدني فيمن عادني ، أو فرحت فلم أرك فيمن هنأني ، فإن كثرة العتاب تُقلِّلُ الأصحاب .

-----------------------------------------------------------------------------------

قلوب التائبين

عن عوف بن عبدالله قال : قلب التائب بمنزلة الزجاجة يُؤثِّر فيها جميع ما أصابها ، فالموعظة إلى قلوب التائبين سريعة ، وهي إلى الرِّقَّة أقرب ، فداووا القلوب بالتوبة ، فرُبَّ تائبٍ دعته توبته إلى الجنة حتى أوفَدَته عليها وجالسوا التوابين فإن رحمة الله إلى التوَّابين أقرب .


هذا وأسأل الله العلي العظيم أن تحوز هذه الكلمات على رضاكم ..
كما أنني لا أستغني عن اقتراحاتكم وآرائكم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليماً إلى يوم الدين ..


وانتظروا منوعات (2) ..